الجزء الثالث:
بحث طبي مترجم : فوائد استخراج الدم الطبية عند القدماء و المعاصرين
( الحجامة و الفصد)
( إن أمثل ما تداويتم به الحجامة )
" الدم أغلظ من الماء!!"
عودا على بدء، فإن الطب القديم الأساس الإنساني اليوناني لم يبق أملا للحالات المستعصية و هكذا فقد اشتعل وامتلأ بالتطوعات المسيحية، مما أدى في النهاية لنوع جديد من الطب الرهباني. و في العصور الوسطى اكتسبت فلسفة أرسطو ارضية جديدة في مدارس الاتحاد الأوروبي. و في القرن الثالث عشر أصبحت هذه الفلسفة المدرسية تأثيرا سائدا في النظريات ز كل ما علاها في أعمال توماس أكويناس ( 1125-1274 ) و الذي أصبح تدريسه الدكتوراة الرسمية للكاثوليك الرومان. و لم يكن أكويناس معلقا فقط و و لكنه كون رؤيته الخاصة و التي ظهرت في نظرياته المكتوبة. و فوق ذلك ف4د تبنى مدخلا جديدا لمفهوم ما وراء الطبيعة. وفي هذه الفترة كان للطب الرهباني رؤية ضحلة عن استخراج الدم. و إن موقف الآباء الأولين تجاه الجسم عبر عنه "جيروم" كله. "" هل يخشن جلدك بدون حمام؟"" ، "" من اغتسل مرة بدم المسيح فلا يحتاج للغسل ثانية"" – منقول مع التحفظ . و في هذا الوسط غير الملائم لنموها فقد أهملت العلوم، ليس نتيجة أي عدائية و لكن نتيجة اعتبارها غير ضرورية. "" و من هذا بحق الجحيم – مع التحفظ – الذي سيشفيك من مرضك؟"". إن الدم أثقل من الماء و هكذا نفذ كل ( جراحي الحلاقة ) من هذه الثغرة في الأسواق و هم مسببوها بالتحديد.
" تنفيذ الأفكار الجديدة "
و قد يبدو لبعضنا أن تاريخ الطب قد بدأ في القرن التاسع عشر مع اكتشاف مسببات الأمراض. و ما حصل قبل ذلك قد لا يستحق الاهتمام. و لكن قد حصل تقدم كبير دفعته قوى اعتبارية. في البداية حاولت المدارس صياغة أفكار جديدة مع الطب القديم و لكن المنهج العلمي بدأ يزدهر حيث اتخذت التنمية الإدراكية اليد العليا و صار التشريح و تحليل العينات و التدريس بجوار المريض هو الغالب في التعليم الطبي و التطور مع تنامي التحدي للعلم القديم. و توفرت علاجات و أعشاب جديدة بعد اكتشاف العالم الجديد و تم وضعها بقوة في ممارسة العلاج مثال " مسحوق الإيبيكاكوانا " و هو عشب ملين اكتشف في أمريكا الجنوبية وورد ذكره في كتاب : " السائحين " لصمويل بوركاس. و سواء كان مقبولا أو منبوذا فإن الأعشاب قد تبدو في أعيننا من أجل البقاء نوعا من العلاج النافع و لو فهمناها بعلوم يومنا هذا فهو أمر متوقع. و هكذا فالعلاج باستخراج الدم – سواء في الموسم أو غيره- يتوقع له تأثير مفيد لعلاج الأمراض ( بجانب إسعاف الحالات الطارئة التي أشير إليها في المقالات السابقة ) حسب المعايير المعاصرة أيضا و هي موجودة بالفعل..
و إلى لقاء في حلقة رابعة إن شاء الله.
ترجمة و إعداد:
د_عماد أحمد فتحي
المدينة المنورة
emadahmed202