الجزء الثاني:
بحث طبي مترجم : فوائد استخراج الدم الطبية عند القدماء و المعاصرين
( الحجامة و الفصد)
( إن أمثل ما تداويتم به الحجامة )
تطور فكرة العلاج باستخراج الدم
إن قصة استخراج الدم مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتراث الطبي، و لقد نشأت من الشعائر الدينية و السحرية. و لقد كان الطبيب و الكاهن شخصا واحدا حيث اعتبر المرض ناشئا عن قوى فوق الطبيعة. و لقد كان الأطباء و الكهنة و السحرة يستدعون لاستخراج الأرواح الشريرة. و لقد كان استخراج الدم وسيلة لتنظيف الجسم من الشوائب غير المعروفة و السوائل الزائدة. و لقد اشتملت الأدوات البدائية على الأشواك، و العصي المدببة و العظام و القطع الحادة من الحجارة و المحار و حتى أسنان أسماك القرش المدببة. و لقد عثر في أمريكا الجنوبية و غينيا الجديدة على أدوات القوس و السهم المصغرة لاستخراج الدم. و لقد استخدمت أداة استخراج دم صغيرة تشبه القوس المتقاطع في مالطة و اليونان. و لقد صورت الرسوم الجدارية منذ 1400 ق.م. سحب الدم من الأجسام البشرية باستخدام العلق الطبي.
البداية:
لقد مارس المصريون استخراج الدم من ألف سنة قبل الميلاد – في علاج الخراج و لدغ الأفاعي - ثم انتقلت الممارسة إلى الإغريق و الرومان و الذين غرسوا استخدامه في مفهوم الصحة و المرض. و افترض في البداية أن استخراج الدم يسهل استخراج الأرواح الشيطانية من الجسم و لكن لاحقا و في مذهب أبوقراط – جالن و الذي استمر حتى القرن السادس عشر أعطوا سببا منطقيا و إطارا محددا لهذا العلاج. و هكذا تطور استخراج الدم من طقوس تعبدية إلى فعل علاجي منطقي، معتمد على المعرفة و المهارة و الفكر في إطار نظرية سوائل الجسم الأربعة و هي الدم و العصارة الصفراء والسوداء و المخاط. و حسب هذه النظرية فإن العناصر الأربعة في الطبيعة و هي الهواء و النار و الأرض و الماء بما لها من خواص مميزة تحدد واحدا من مزاجات أربعة هي ( الصديد و الرشيح و السواد و البلغم ) و التي بدورها تعتمد على التوازن بين السوائل. و يكون المزاج ممتازا عندما لا يسود / يغلب أحد هذه السوائل. فالشخصية الصديدية على سبيل المثال افترض أنها تعتمد على عنصر الهواء ( الرطب و الحار ). و يكون عادة رقيق القلب ، اجتماعيا، تلقائيا وواثقا. ولكن قد يكون متغطرسا و انفعاليا و متساهلا أيضا. و فهم المرض كاضطراب أو انزعاج لهذا التوازن و تم اختيار العلاج على أساس السائل الغالب. و هكذا فالأعراض الصديدية ( الألم و الحمى و الالتهاب و الرشح و العطاس تشير إلى زيادة الدم مما جعل استخراج الدم منطقيا و سهلا في هذا الوقت.
و في الحلقة الثالثة إن شاء الله نناقش مفهوم " الدم أغلظ من الماء!!" و إلى لقاء .. أستودعكم الله.
بحث طبي مترجم : فوائد استخراج الدم الطبية عند القدماء و المعاصرين
( الحجامة و الفصد)
( إن أمثل ما تداويتم به الحجامة )
تطور فكرة العلاج باستخراج الدم
إن قصة استخراج الدم مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتراث الطبي، و لقد نشأت من الشعائر الدينية و السحرية. و لقد كان الطبيب و الكاهن شخصا واحدا حيث اعتبر المرض ناشئا عن قوى فوق الطبيعة. و لقد كان الأطباء و الكهنة و السحرة يستدعون لاستخراج الأرواح الشريرة. و لقد كان استخراج الدم وسيلة لتنظيف الجسم من الشوائب غير المعروفة و السوائل الزائدة. و لقد اشتملت الأدوات البدائية على الأشواك، و العصي المدببة و العظام و القطع الحادة من الحجارة و المحار و حتى أسنان أسماك القرش المدببة. و لقد عثر في أمريكا الجنوبية و غينيا الجديدة على أدوات القوس و السهم المصغرة لاستخراج الدم. و لقد استخدمت أداة استخراج دم صغيرة تشبه القوس المتقاطع في مالطة و اليونان. و لقد صورت الرسوم الجدارية منذ 1400 ق.م. سحب الدم من الأجسام البشرية باستخدام العلق الطبي.
البداية:
لقد مارس المصريون استخراج الدم من ألف سنة قبل الميلاد – في علاج الخراج و لدغ الأفاعي - ثم انتقلت الممارسة إلى الإغريق و الرومان و الذين غرسوا استخدامه في مفهوم الصحة و المرض. و افترض في البداية أن استخراج الدم يسهل استخراج الأرواح الشيطانية من الجسم و لكن لاحقا و في مذهب أبوقراط – جالن و الذي استمر حتى القرن السادس عشر أعطوا سببا منطقيا و إطارا محددا لهذا العلاج. و هكذا تطور استخراج الدم من طقوس تعبدية إلى فعل علاجي منطقي، معتمد على المعرفة و المهارة و الفكر في إطار نظرية سوائل الجسم الأربعة و هي الدم و العصارة الصفراء والسوداء و المخاط. و حسب هذه النظرية فإن العناصر الأربعة في الطبيعة و هي الهواء و النار و الأرض و الماء بما لها من خواص مميزة تحدد واحدا من مزاجات أربعة هي ( الصديد و الرشيح و السواد و البلغم ) و التي بدورها تعتمد على التوازن بين السوائل. و يكون المزاج ممتازا عندما لا يسود / يغلب أحد هذه السوائل. فالشخصية الصديدية على سبيل المثال افترض أنها تعتمد على عنصر الهواء ( الرطب و الحار ). و يكون عادة رقيق القلب ، اجتماعيا، تلقائيا وواثقا. ولكن قد يكون متغطرسا و انفعاليا و متساهلا أيضا. و فهم المرض كاضطراب أو انزعاج لهذا التوازن و تم اختيار العلاج على أساس السائل الغالب. و هكذا فالأعراض الصديدية ( الألم و الحمى و الالتهاب و الرشح و العطاس تشير إلى زيادة الدم مما جعل استخراج الدم منطقيا و سهلا في هذا الوقت.
و في الحلقة الثالثة إن شاء الله نناقش مفهوم " الدم أغلظ من الماء!!" و إلى لقاء .. أستودعكم الله.