بِـسْـمِ اللَّهِ الـرَّحْـمَـنِ الـرَّحِـيـمِ الـسَّلَـامُ عَـلَـيْـكُـمْ وَرَحْـمَـةُ اللَّهِ وَبَـرَكَـاتُـهُ إِنَ الحَمدَ لله نَحْمَدَه وُنَسْتعِينَ بهْ ونَسْتغفرَه ، ونَعوُذُ بالله مِنْ شِروُر أنْفْسِنا ومِن سَيئاتِ أعْمَالِنا ، مَنْ يُهدِه الله فلا مُضِل لَه ، ومَنْ يُضلِل فَلا هَادى له ، وأشهَدُ أنَ لا إله إلا الله وَحْده لا شريك له ، وأشهد أن مُحَمَداً عَبدُه وَرَسُوُله .. اللهم صَلِّ وسَلِم وبَارِك عَلى عَبدِك ورَسُولك مُحَمَد وعَلى آله وصَحْبِه أجْمَعينْ ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَان إلى يَوُمِ الدِينْ وسَلِم تسْليمَاً كَثيراً .. أمْا بَعد ...
الدنيا دار ابتلاء وامتحان ابتلاء بقدر الله وامتحان لرضا وقضاء الله والمرض من جملة الابتلاءات التي قدرها الله على عباده وليس منا إلا من تعرض له الابتلاءات وتتعرض تتفاوت الشدة ويتفاوت الزمن وسواء رضي العبد أو جزع فالقضاء نازل لا محالة وواقع لامفر قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } البقرة155 . وقال تعالى: {وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} النحل126. فحرى بنا ألا نغفل على أن الابتلاء سواء كان خوفاً أو جوعاً أو مرضاً أو فقراً .. هو امتحان من الله لعباده تستشعر بها قدرة الله وأنه لا حول ولا قوة إلا بالله .. والنجاح والفلاح والخير والمكافأة والبشرى لمن ؟ .. للصابرين !!! . قال ابن عاشور رحمه الله: « الصبر هو حمل النفس على الأمر المكروه » .. وقال الجرجاني رحمه الله: « الصبر هو ترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله لا إلى الله » .
علمني المرض أن الصبر والتسليم والرضا بقضاء الله هداية للقلوب و تثبيت للإيمان فتستشعر بطمأنينة الهداية وحلاوة الإيمان في قلبك .. قال قتادة رحمه الله: « الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من الله .. فيرضى ويسلم .. فيعوضه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه » .. وقال على بن أبى طالب رضي الله عنه: « إنك إن صبرت جرت عليك المقادير وأنت مأجور .. وإن جزعت جرت عليك المقادير وأنت مأزور ». والصبر على الضراء خير كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) مسلم .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط ) الترمذي .
والمرض كفارة للذنوب ورفع في الدرجات وتكفير للسيئات ففي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها ، إلا كفر الله بها خطاياه ) . قال شريح رحمه الله: « إني أصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات .. أحمده أنه لم يجعلها أعظم مما هي عليه .. وأحمده أن رزقني الصبر عليها والاحتساب .. وأحمده إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو فيه من الثواب .. وأحمده إذ لم يجعلها في ديني » . ومن جميل ما قال ابن القيم رحمه الله : « فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا ، والله سبحانه إذا أراد بعبد خيراً سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله ، يستفرغ به من الأدواء المهلكة ، حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه : أهَّله لأشرف مراتب الدنيا ، وهي عبوديته ، وأرفع ثواب الآخرة وهو رؤيته وقربه » اهـ . (زاد المعاد)
والاستغفار سبب لدفع العذاب والبلاء قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} الأنفال33 وفي الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الدعاء هو العبادة ) ثم قرأ: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } غافر60. فلا يجيب المضطر ولا يكشف السوء و الضر إلا الله. قال تعالى: { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ } النمل62 . قال الإمام ابن القيم رحمه الله: « الدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه، وحصول المطلوب » .. ومن فوائد البلاء أنه يستخرج مكنون عبودية الدعاء .. قال أحد السلف: « سبحان من استخرج الدعاء بالبلاء ». فالدعاء تواضع وافتقار إلى الله وطلباً لما عنده حاجة إليه وخوفاً منه ورجاء فيه فهو يرقق القلوب ويهذب النفوس . وعدمه كبر وقسوة وإعراض .
والمؤمن الفطن الحصيف هو من يعلم أن هذه الابتلاءات هي محطات وعلامات ووقفات للتدبر وأخذ العبرة والتوبة والأوبة والإنابة إلى الله مما كسبت يده فحاد عن الطريق فتلقفته محنة وغشته فتنة .. فمن رحمة الله أن جعل لنا على الطريق هذه العلامات والوقفات عظة للغافل والمفتون . قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} الشورى30 . وقال تعالى: { وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيئَةٍ فَمِن نفسِكَ } النساء79 .
يجب أن نعلم ونتعلم وألا تفوت علينا فائتة .. فالوقفات والعلامات فرص يجب أن ننتهزها واللبيب من يرجى ويجرى صلاحه باستغلالها والغافل من تمر عليه فلا ينتهر ولا ينزجر . نسأل الله أن يشفى مرضانا وجميع مرضى المسلمين وأن يجنبنا مرض القلب وغفلته وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
..... 365 يـــــــــــــــوم ..... (بقلمى)
وقفات وعلامات .. !!! .. بقلمى .. الصحبة الصالحة .. بقلمى عاقبة كل طاغية ظالم .. وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى ... بقلمي سر العبودية ... !!! .. بقلمي .. لا أوافقك الرأي ... بقلمي ... وداعاً رمضان .. ثلاثة أمور بعد الشهر ... بقلمي القلوب أيضاً تصدأ وتمرض وتموت .. !!! ... بقلمي قال صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) [ رواه مسلم ] .. قال النووي رحمه الله: "دل بالقول، واللسان، والإشارة، والكتابة" أتمنى من الله أن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وصلّ اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. هذا والله تعالى أجل وأكرم وأعلم .. سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. تقـبل الله منـا ومنكـم صالـح الأعمـال والله الموفق |
2 مشترك
وقفات وعلامات .. !!! .. بقلمى ..
الجزائري عبد المعز- عضو ماسي
- تاريخ الإنضمام : 05/10/2011
الجنسية : جزائر
عدد المشاركات : 3288
مكسب العضو : 40583
نقاط تقييم مواضيع العضو : 21
المزاج : منتديات طموح الجزائر
- مساهمة رقم 1
وقفات وعلامات .. !!! .. بقلمى ..
خليل إبراهيم- صاحب الموقع
- تاريخ الإنضمام : 02/12/2009
الجنسية : أردني وافتخر
عدد المشاركات : 9177
مكسب العضو : 122149
نقاط تقييم مواضيع العضو : 118
العمر : 34
المزاج : رايق
- مساهمة رقم 2
رد: وقفات وعلامات .. !!! .. بقلمى ..
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووور على هذا الموضوع الرائع