معهد ون ويب لتطوير المواقع | 1weeb.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ستايلات مجانية FREE STYLES


+2
مرتاح بهجرك
الجزائري عبد المعز
6 مشترك

    الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام

    الجزائري عبد المعز
    الجزائري عبد المعز
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 05/10/2011

    الجنسية : جزائر

    عدد المشاركات : 3288

    مكسب العضو : 40583

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 21

    المزاج : منتديات طموح الجزائر

     الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام Empty الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام

    مُساهمة من طرف الجزائري عبد المعز 3/12/2011, 03:03



    تأليف
    محمد ناصر الدين الألباني


    إن
    الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات
    أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا
    إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
    يأيها
    الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمونيأيها الناس
    إتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالاً
    كثيراً ونساء ، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ، إن الله كان عليكم
    رقيباً . يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ، وقولوا قولاً سديداً ، يصلح لكم
    أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما .
    "
    أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد ، وشر الأمور
    محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار " .

    الفصل الأول
    وجوب الرجوع إلى السنة وتحريم مخالفتها
    أيها
    الإخوان الكرام : إن من المتفق عليه بين المسلمين الأولين كافة ، أن السنة
    النبوية – على صاحبها أفضل الصلاة والسلام – هي المرجع الثاني والأخير في
    الشرع الإسلامي ، في كل نواحي الحياة من أمور غيبية اعتقادية – أو أحكام
    عملية ، أو سياسية ، أو تربوية وأنه لا يجوز مخالفتها في شيء من ذلك لرأي
    أو اجتهاد أو قياس ، كما قال الإمام الشافعي رحمه الله في آخر " الرسالة " :
    " لا يحل القياس والخبر موجود " ، ومثله ما اشتهر عند المتأخرين من علماء
    الأصول :" إذا ورد الأثر بطل النظر " ،" لا اجتهاد في مورد النص " ومستندهم
    في ذلك الكتاب الكريم ، والسنة المطهرة .
    * القرآن يأمر بالاحتكام إلى سنة الرسول صلى الله عليه و سلم
    أما الكتاب ففيه آيات كثير ، أجتزىء بذكر بعضها في هذه المقدمة على سبيل الذكرى فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
    1-
    قال تعالى: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون
    لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً (الأحزاب :
    36) .
    2- وقال عز وجل:يأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم (الحجرات : 1) .
    3- وقال : قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين (آل عمران:32) .
    4-
    وقال عز من قائل : وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيداً . من يطع
    الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً (النساء:80) .
    5-
    وقال : يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم
    فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم
    الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً (النساء:59).
    6- وقال : وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين (الأنفال : 46) .
    7- وقال: وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا ، فإن توليتم فاعملوا أنما على رسولنا البلاغ المبين (المائدة : 92) .
    8-
    وقال : لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً ، قد يعلم الله
    الذين يتسللون منكم لواذاً ، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة
    أو يصيبهم عذاب أليم (النور : 63) .
    9- وقال : يأيها الذين آمنوا
    استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ، واعملوا أن الله يحول بين
    المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون  (الأنفال : 24) .
    10- وقال: ومن يطع
    الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز
    العظيم.ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب
    مهين(النساء13-14)
    11- وقال : ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا
    بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا
    أن يكفروا به ، ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً . وإذا قيل لهم
    تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً
    (النساء:60-61) .
    12- وقال سبحانه : إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا
    إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون
    ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون(النور:52).
    13- وقال: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب (الحشر : 7) .
    14- وقال تعالى : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً (الأحزاب:21) .
    15- وقال : والنجم إذا هوى . ما ضل صاحبكم وما غوى . وما ينطق عن الهوى . إن هو
    إلا وحي يوحى (النجم:1-4) .
    16- وقال تبارك وتعالى:وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون(النحل:44)
    إلى غير ذلك من الآيات المباركات .

    * الأحاديث الداعية إلى اتباع النبي صلى الله عليه و سلم في كل شيء :
    1- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :  كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ،
    قالوا : ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى  .
    أخرجه البخاري في "صحيحه – كتاب الاعتصام " .
    2- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال :

    جاءت ملائكة إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهو نائم ، فقال بعضهم : إنه
    نائم ، وقال بعضهم : إن العين نائمة ، والقلب يقظان ، فقالوا : إن لصاحبكم
    هذا مثلا ، فاضربوا له مثلا ، فقالوا : مثله كمثل رجل بنى داراً، وجعل فيه
    مأدبة ، وبعث داعياً ، فمن أجاب الداعي دخل الدار ، وأكل من المأدبة ، ومن
    لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة ، فقالوا : أولوها يفقهها
    ، فقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان ، فقالوا فالدار الجنة ،
    والداعي محمد صلى الله عليه و سلم ، فمن أطاع محمداً صلى الله عليه و سلم
    فقد أطاع الله ، ومن عصى محمداً صلى الله عليه و سلم فقد عصى الله ، ومحمد
    صلى الله عليه و سلم فرق ( 1 ) بين الناس  أخرجه البخاري أيضاً .
    3- عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :

    إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوماً فقال : يا قوم إني
    رأيت الجيش بعيني ، وإني أنا النذير العريان ، فالنجاء النجاء ، فأطاعه
    طائفة من قومه فأدلجوا ، فأنطلقوا على مهلهم فنجوا ، وكذبت طائفة منهم
    فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم ، فذلك مثل من أطاعني فاتبع
    ما جئت به ، ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق  . أخرجه البخاري
    ومسلم .
    4- عن أبي رافع رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
    و سلم : " لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته، يأتيه الأمر من أمري ، مما
    أمرت به أو نهيت عنه ، فيقول : لا أدري ، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه (
    وإلا فلا ) " . رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه وابن ماجة والطحاوي
    وغيرهم بسند صحيح .
    5- عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال : قال
    رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ، ألا
    يوشك رجل شبعان على أريكته يقول : عليكم بهذا القرآن ، فما وجدتم فيه من
    حرام فحرموه ، وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله ، ألا لا يحل لكم الحمار
    الأهلي ، ولا كل ذي ناب من السباع، ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها
    صاحبها ، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه ( 2 )، فإن لم يقروه، فله أن يعقبهم
    بمثل قراه  . رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه وأحمد بسند صحيح .
    6-
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : :"
    تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهم ( ما تمسكتم بهما ) كتاب الله وسنتي ، ولن
    يتفرقا حتى يردا على الحوض " .
    أخرجه مالك مرسلاً ، والحاكم مسنداً وصححه .
    * ما تدل عليه النصوص السابقة :
    وفي هذه النصوص من الآيات والأحاديث أمور هامة جداً يمكن إجمالها فيما يلي :
    1-
    أنه لا فرق بين قضاء الله وقضاء رسوله ، وأن كلا منهما ، ليس للمؤمن
    الخيرة في أن يخالفهما ، وأن عصيان الرسول صلى الله عليه و سلم كعصيان الله
    تعالى ، وأنه ضلال مبين .
    2- أنه لا يجوز التقدم بين يدي الرسول صلى
    الله عليه و سلم كما لا يجوز التقدم بين يدي الله تعالى ، وهو كناية عن عدم
    جواز مخالفة سنته صلى الله عليه و سلم ، قال الإمام ابن القيم في "إعلام
    الموقعين"(1/58) :" أي لا تقولوا حتى يقول، وتأمروا حتى يأمر ، ولا تفتوا
    حتى يفتي ، ولا تقطعوا أمراً حتى يكون هو الذي يحكم فيه ويمضي " .
    3- أن التولي عن طاعة الرسول صلى الله عليه و سلم إنما هو من شأن الكافرين .
    4- أن المطيع للرسول صلى الله عليه و سلم مطيع لله تعالى .
    5-
    وجوب الرد والرجوع عند التنازع والاختلاف في شيء من أمور الدين إلى الله
    وإلى الرسول صلى الله عليه و سلم ، قال ابن القيم (1/54) :
    "فأمر تعالى
    بطاعته وطاعة رسوله ، وأعاد الفعل ( يعني قوله : وأطيعوا الرسول ) إعلاماً
    بأن طاعته تجب استقلالاً من غير عرض ما أمر به على الكتاب ، بل إذا أمر
    وجبت طاعته مطلقاً سواء كان
    ما أمر به في الكتاب ، أو لم يكن فيه ،
    فإنه " أوتي الكتاب ومثله معه " ، ولم يأمر بطاعة أولي الأمر استقلالاً ،
    بل حذف الفعل وجعل طاعتهم في ضمن طاعة الرسول " ومن المتفق عليه عند
    العلماء أن الرد إلى الله إنما هو الرد إلى كتابه ، والرد إلى الرسول ، هو
    الرد إليه في حياته ، وإلى سنته بعد وفاته ، وأن ذلك من شروط الإيمان .
    6-
    أن الرضى بالتنازع ، بترك الرجوع إلى السنة للخلاص من هذا التنازع سبب هام
    في نظر الشرع لإخفاق المسلمين في جميع جهودهم ، ولذهاب قوتهم وشوكتهم .
    7- التحذير من مخالفة الرسول صلى الله عليه و سلم لما لها من العاقبة السيئة في الدنيا والآخرة .
    8- استحقاق المخالفين لأمره صلى الله عليه و سلم الفتنة في الدنيا ، والعذاب الأليم في الآخرة .
    9- وجوب الاستجابة لدعوة الرسول صلى الله عليه و سلم وأمره ، وأنها سبب الحياة الطيبة ، والسعادة في الدنيا والآخرة .
    10- أن طاعة النبي صلى الله عليه و سلم سبب لدخول الجنة والفوز العظيم ، وأن معصيته وتجاوز حدوده سبب لدخول النار والعذاب المهين .
    11-
    أن من صفات المنافقين الذين يتظاهرون بالإسلام ويبطنون الكفر أنهم إذا
    دعوا إلى أن يتحاكموا إلى الرسول صلى الله عليه و سلم وإلى سنته ، لا
    يستجيبون لذلك ، بل يصدون عنه صدوداً .
    12- وأن المؤمنين على خلاف
    المنافقين ، فإنهم إذا دعوا إلى التحاكم إلى الرسول صلى الله عليه و سلم
    بادروا إلى الاستجابة لذلك ، وقالوا بلسان حالهم وقالهم : " سمعنا وأطعنا "
    ، وأنهم بذلك يصيرون مفلحين ، ويكونون من الفائزين بجنات النعيم .
    13- كل ما أمرنا به الرسول صلى الله عليه و سلم يجب علينا اتباعه فيه ، كما يجب علينا أن ننتهي عن كل ما نهانا عنه .
    14- أنه صلى الله عليه و سلم أسوتنا وقدوتنا في كل أمور ديننا إذا كنا ممن يرجو الله واليوم الآخر .
    15-
    وأن كل ما نطق به رسول الله صلى الله عليه و سلم مما لا صلة بالدين
    والأمور الغيبية التي لا تعرف بالعقل ولا بالتجربة فهو وحي من الله إليه .
    لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
    16- وأن سنته صلى الله عليه و سلم هي بيان لما أنزل إليه من القرآن .
    17-
    وأن القرآن لا يغني عن السنة ، بل هي مثله في وجوب الطاعة والاتباع ، وأن
    المستغني به عنها مخالف للرسول عليه الصلاة والسلام غير مطيع له ، فهو بذلك
    مخالف لما سبق من الآيات .
    18- أن ما حرم رسول الله صلى الله عليه و
    سلم مثل ما حرم الله ، وكذلك كل شيء جاء به رسول الله صلى الله عليه و سلم
    مما ليس في القرآن ، فهو مثل ما لو جاء في القرآن لعموم قوله :  ألا إني
    أوتيت القرآن ومثله معه .
    19- أن العصمة من الانحراف والضلال إنما هو
    التمسك بالكتاب والسنة ، وأن ذلك حكم مستمر إلى يوم القيامة ، فلا يجوز
    التفريق بين كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه و سلم تسلمياً كثيرا .

    * لزوم اتباع السنة على كل جيل في العقائد والأحكام :
    أيها
    الإخوة الكرام ! هذه النصوص المتقدمة من الكتاب والسنة كما أنها دلت دلالة
    قاطعة على وجوب اتباع السنة اتباعاً مطلقاً في كل ما جاء به النبي صلى
    الله عليه و سلم ، وأن من لم يرض بالتحاكم إليها والخضوع لها فليس مؤمناً ،
    فإني أريد أن ألفت نظركم إلى أنها تدل بعموماتها وإطلاقاتها على أمرين
    آخرين هامين أيضاً :
    الأول : أنها تشمل كل من بلغته الدعوة إلى يوم
    القيامة ، وذلك صريح في قوله تعالى : لأنذركم به ومن بلغ ، وقوله : وما
    أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً وفسره صلى الله عليه و سلم بقوله
    في حديث :
    "... وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى الناس كافة 
    متفق عليه ، وقوله :" والذي نفسي بيده لا يسمع بي رجل من هذه الأمة ولا
    يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا كان من أهل النار  رواه مسلم وابن
    منده وغيرهما ( الصحيحة 157 ) .
    والثاني : أنها تشمل كل أمر من أمور
    الدين ، لا فرق بين ما كان منه عقيدة علمية، أو حكماً عملياً، أو غير ذلك ،
    فكما كان يجب على كل صحابي أن يؤمن بذلك كله حين يبلغه من النبي صلى الله
    عليه و سلم أو من صحابي آخر عنه كان يجب كذلك على التابعي حين يبلغه عن
    الصحابي ، فكما لا يجوز للصحابي مثلاً أن يرد حديث النبي صلى الله عليه و
    سلم إذا كان في العقيدة بحجة أنه خبر آحاد سمعه عن صحابي مثله عنه صلى الله
    عليه و سلم ، فكذلك لا يجوز لمن بعده أن يرده بالحجة نفسها مادام أن
    المخبر به ثقة عنده ، وهكذا ينبغي أن يستمر الأمر إلى أن يرث الله الأرض
    ومن عليها ، وقد كان الأمر كذلك في عهد التابعين والأئمة المجتهدين كما
    سيأتي النص بذلك عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى .
    * تحكم الخلف بالسنة بدل التحاكم إليها :
    ثم
    خلف من بعدهم خلف أضاعوا السنة النبوية وأهملوها ، بسبب أصول يبناها بعض
    علماء الكلام، وقواعد زعمها بعض علماء الأصول والفقهاء المقلدين ، كان من
    نتائجها الإهمال المذكور الذي أدى بدوره إلى الشك في قسم كبير منها ، ورد
    قسم آخر منها لمخالفتها لتلك الأصول والقواعد ، فتبدلت الآية عند هؤلاء ،
    فبدل أن يرجعوا بها إلى السنة ويتحاكموا إليها ، فقد قلبوا الأمر ، ورجعوا
    بالسنة إلى قواعدهم وأصولهم ، فما كان منها موافقاً لقواعدهم قبلوه ، وإلا
    رفضوه ، وبذلك انقطعت الصلة التامة بين المسلم وبين النبي صلى الله عليه و
    سلم ، وخاصة عند المتأخرين منهم ، فعادوا جاهلين بالنبي صلى الله عليه و
    سلم وعقيدته وسيرته وعبادته ، وصيامه وقيامه وحجة وأحكامه وفتاويه ، فإذا
    سئلوا عن شيء من ذلك أجابوك إما بحديث ضعيف أو لا أصل له ، أو بما في
    المذهب الفلاني ، فإذا اتفق أنه مخالف للحديث الصحيح وذكروا به لا يذكرون ،
    ولا يقبلون الرجوع إليه لشبهات لا مجال لذكرها الآن ، وكل ذلك سببه تلك
    الأصول والقواعد المشار إليها ، وسيأتي قريباً ذكر بعضها إن شاء الله تعالى
    .
    ولقد عم هذا الوباء وطم كل البلاد الإسلامية ، والمجلات العلمية
    والكتب الدينية إلا نادراً ، فلا تجد من يفتي فيها على الكتاب والسنة إلا
    أفراداً قليلين غرباء ، بل جماهيرهم يعتمدون فيها على مذهب من المذاهب
    الأربعة ، وقد يتعدونها إلى غيرها إذا وجدوا في ذلك مصلحة – كما زعموا –
    وأما السنة فقد أصبحت عندهم نسياً منسياً ، إلا إذا اقتضت المصلحة عندهم
    الأخذ بها ، كما فعل بعضهم بالنسبة لحديث ابن عباس في الطلاق بلفظ ثلاث
    وأنه كان على عهد النبي صلى الله عليه و سلم طلقة واحدة ، فقد أنزلوها
    منزلة بعض المذاهب المرجوحة ! وكانوا قبل أن يتبنوه يحاربونه ويحاربون
    الداعي إليه !



    مرتاح بهجرك
    مرتاح بهجرك
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 22/09/2011

    الجنسية : العراق

    عدد المشاركات : 1082

    مكسب العضو : 4717

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 21

     الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام Empty رد: الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام

    مُساهمة من طرف مرتاح بهجرك 4/12/2011, 01:08

    مشكوووووووووووور

    حلو كثير
    خليل إبراهيم
    خليل إبراهيم
    صاحب الموقع


    تاريخ الإنضمام : 02/12/2009

    الجنسية : أردني وافتخر

    عدد المشاركات : 9177

    مكسب العضو : 122149

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 118

    العمر : 34

    المزاج : رايق

     الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام Empty رد: الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام

    مُساهمة من طرف خليل إبراهيم 17/1/2012, 04:09

    مشكووووووووووووووووووووووووور على الموضوع الرائع
    امة الله
    امة الله
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 20/02/2012

    الجنسية : مصرية

    عدد المشاركات : 501

    مكسب العضو : 2442

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 20

     الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام Empty رد: الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام

    مُساهمة من طرف امة الله 20/2/2012, 20:18

    موضوع متميز
    جزاك الله خيرا
    دمت برعاية الله
    المخلص الموعود
    المخلص الموعود
    المراقب العام
    المراقب العام


    تاريخ الإنضمام : 26/03/2012

    الجنسية : ذكر

    عدد المشاركات : 1045

    مكسب العضو : 2044

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 19

     الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام Empty رد: الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام

    مُساهمة من طرف المخلص الموعود 5/4/2012, 09:04

    شكرا على هذا الموضوع المميز
    بارك الله فيك
    مشكور
    هيرودوت
    هيرودوت
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 10/04/2012

    الجنسية : يمنية

    عدد المشاركات : 878

    مكسب العضو : 1010

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 20

     الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام Empty رد: الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام

    مُساهمة من طرف هيرودوت 12/4/2012, 23:20

    يارك الله فيك


    طرح مميز


    ننتظر حديدك


    يسسلم قلمك المبدع

      الوقت/التاريخ الآن هو 22/9/2024, 08:22