معهد ون ويب لتطوير المواقع | 1weeb.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ستايلات مجانية FREE STYLES


2 مشترك

    حياة القلوب

    الجزائري عبد المعز
    الجزائري عبد المعز
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 05/10/2011

    الجنسية : جزائر

    عدد المشاركات : 3288

    مكسب العضو : 40583

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 21

    المزاج : منتديات طموح الجزائر

     حياة القلوب Empty حياة القلوب

    مُساهمة من طرف الجزائري عبد المعز 18/12/2011, 04:58



     حياة القلوب Icon


     حياة القلوب 03
    الحمد لله القائل (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ)
    وصلى الله وسلم وبارك على القائل (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ) ...
    اما بعد اخوتي في الله...












    حياة القلوب في رحاب الذكر


    ذكر الله عز وجل قوت
    للقلوب، وقرة للعيون، وسرور للنفوس، به تُجلب النعم وتُدفع النقم؛ فهو
    نعمة عظمى ومنحة كبرى، له لذة لا يدركها إلا من ذاقها، عبر عنها أحدهم
    فقال: "والله إنا لفي لذة لو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها
    بالسيوف".


    وذكر
    الله هو أعظم ما فتق عنه لسان وتدبره جنان. فلا بد من اجتماع اللسان
    والجنان حتى يؤتي الذكر ثماره ويستشعر العبد آثاره. فقد وصف الله تعالى
    أولي الألباب بأنهم {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا
    وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ
    وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا
    عَذَابَ النَّارِ} فهم جمعوا بين ذكر الله تعالى في كل أحوالهم ودعائه،
    والتفكر في خلق السماوات والأرض.


    وقال
    أحد العارفين: "لا اعتداد بذكر اللسان ما لم يكن ذلك من ذكر في القلب،
    وذكره تعالى يكون لعظمته؛ فيتولد منه الهيبة والإجلال، وتارة لقدرته
    فيتولد منه الخوف والخشية، وتارة لنعمته فيتولد منه الحب والشكر، وتارة
    لأفضاله الباهرة فيتولد منه التفكير والاعتبار؛ فحق للمؤمن أن لا ينفك
    أبدا عن ذكره على أحد هذه الأوجه".


    الحياة لمن ذكر

    لا
    نقصد بالحياة هنا الحياة المحسوسة التي يشترك فيها الإنسان مع باقي
    الكائنات الحية؛ وإنما نقصد بها حياة الروح وروح الحياة، حياة القلب وقلب
    الحياة، نقصد الحياة التي عبر عنها الله تعالى بقوله: {يَا أَيُّهَا
    الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا
    يُحْيِيكُمْ}. فهذه الحياة متحققة بالاستجابة لأمر الله ورسوله. وقد أخبر
    صلى الله عليه وسلم أن "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي
    والميت".


    ومن
    مظاهر هذه الحياة اطمئنان القلب ويقينه في الله تعالى، واستكمال الآية
    الكريمة آنفة الذكر: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ
    وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}. وهذا يعني أن هناك علاقة
    قوية ومباشرة بين هذه الحياة والقلب؛ فحيلولة الله بين المرء وقلبه تعني
    موات هذا القلب وعدم انتفاعه بالموعظة.


    وذكر
    الله عز وجل هو الطريق الرئيسي لتحقيق هذا اليقين القلبي، ومصداق ذلك قول
    الله عز وجل: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ
    اللهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}. ومن أول صفات
    المخبتين {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ}، وتوعد
    سبحانه وتعالى القلب الميت الذي لا يتأثر بالذكر {فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ
    قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللهِ أُولَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ}.


    وعلاقة
    اطمئنان القلب بالذكر أن العبد إذا ذكر من أسماء الله وصفاته: الرزاق
    الفتاح الوهاب الكريم الباسط؛ اطمأن على رزقه. وإذا ذكر من أسمائه تعالى:
    الغفور الرحيم التواب العفو؛ اطمأن على مغفرة ذنوبه وتكفير سيئاته. وإذا
    ذكر من أسمائه: العليم الخبير السميع البصير؛ اطمأن على أن ما أصابه فإنما
    هو بقدر الله وعلمه. وإذا ذكر من أسمائه: القادر المنتقم الجبار؛ اطمأن
    على قدرة الله تعالى على الانتقام من المتجبرين ورد كيد المعتدين ودفع
    الظالمين.


    وهكذا
    فالعيش مع أسماء الله وصفاته يكسب القلب طمأنينة ويقينا، وينزل على النفس
    بردا وسلاما. ويكتمل اليقين القلبي بالتغلب على الشيطان الذي أخذ على نفسه
    العهد أن يضل الإنسان، وأن يوسوس له ويزعزع إيمانه ويقينه في ربه.


    وقد
    أخبرنا صلى الله عليه وسلم أن ذكر الله تعالى هو من الأسلحة الفتاكة
    لمواجهة الشيطان؛ حيث قال: "إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإذا
    ذكر الله خنس، وإذا نسي الله التقم قلبه فوسوس" (رواه الحافظ الموصلي).
    إذن فحياة القلب الذي ينصلح الجسد بصلاحه ويفسد بفساده متحققة بذكر الله،
    والتفكر في أسمائه وصفاته، والعيش في رحابه.


    ثم
    نأتي إلى نوع آخر من الحياة في رحاب الذكر؛ ألا وهو حياة اللسان. وتتمثل
    هذه الحياة في الوصية الغالية التي وصى بها الحبيب صلى الله عليه وسلم أحد
    أصحابه قائلا: "لا يزال لسانك رطبا بذكر الله" (رواه الترمذي)، وقال صلى
    الله عليه وسلم: "أحب الأعمال إلى الله أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله"
    (رواه ابن حبان والطبراني عن معاذ).


    والرطوبة
    في الزرع علامة على النضارة والاخضرار والحياة، ورطوبة اللسان علامة على
    استمرار مقومات الحياة له، وعكس الرطوبة اليبس والجمود، وهو يعني التحجر
    والموت والقساوة.


    ومن
    مظاهر الحياة في رحاب الذكر حياة العينين، وعلامة هذه الحياة الدمع من
    خشية الله. كما ذكر صلى الله عليه وسلم من السبعة الذين يظلهم الله في ظله
    يوم لا ظل إلا ظله "ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه".


    قال
    القرطبي: "وفيض العين بحسب حال الذاكر وبحسب ما يكشف له؛ ففي حال أوصاف
    الجلال يكون البكاء من خشية الله، وفي حال أوصاف الجمال يكون البكاء من
    الشوق إليه".


    وقال
    بعض أهل العلم: "من رأى مبتلى فدمعت عيناه فهو من الذاكرين الله؛ لأن من
    المبتلين إذا رآهم المؤمن تدمع عيناه؛ لأنه يذكر نعمة الله عليه فهذا كأنه
    ذكر الله بلسانه".


    وقال
    أحد العارفين: "المؤمن يذكر الله تعالى بكلِّه؛ لأنه يذكر الله بقلبه
    فتسكن جميع جوارحه إلى ذكره؛ فلا يبقى منه عضو إلا وهو ذاكر في المعنى،
    فإذا امتدت يده إلى شيء ذكر الله فكف يده عما نهى الله عنه. وإذا سعت قدمه
    إلى شيء ذكر الله فغض بصره عن محارم الله. وكذلك سمعه ولسانه وجوارحه
    مصونة بمراقبة الله تعالى، ومراعاة أمر الله، والحياء من نظر الله؛ فهذا
    هو الذكر الكثير الذي أشار الله إليه بقوله سبحانه {يَا أَيُّهَا
    الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ
    بُكْرَةً وَأَصِيلا}.


    ذكر ما بعده ذكر









    المتعارف
    عليه في دنيا الناس أن الفقير هو الذي يذكر الغني، والضعيف يذكر القوي.
    ولكن مع الله تعالى الأمر مختلف؛ فهو سبحانه يعامل عبيده من باب الكرم
    والفضل. فنجده سبحانه يخبرنا أنه يذكر من يذكره. بل ويذكره في ملأ خير من
    ملئه، وهذا منتهى التفضل والمن.


    يقول
    تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}، قال الحسن البصري في معناها: "قال:
    فاذكروني فيما افترضت عليكم أذكركم فيما أوجبت لكم على نفسي"، وقال سعيد
    بن جبير: "فاذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي ورحمتي
    منقول للإفادة
    ودمتم في حفظ الرحمن

     حياة القلوب 03

    خليل إبراهيم
    خليل إبراهيم
    صاحب الموقع


    تاريخ الإنضمام : 02/12/2009

    الجنسية : أردني وافتخر

    عدد المشاركات : 9177

    مكسب العضو : 122149

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 118

    العمر : 34

    المزاج : رايق

     حياة القلوب Empty رد: حياة القلوب

    مُساهمة من طرف خليل إبراهيم 18/12/2011, 12:34

    مشكووووور على الموضوع المميز

      الوقت/التاريخ الآن هو 22/9/2024, 10:34