معهد ون ويب لتطوير المواقع | 1weeb.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ستايلات مجانية FREE STYLES


2 مشترك

    أزمة منهج أم أزمة رجال ؟

    الجزائري عبد المعز
    الجزائري عبد المعز
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 05/10/2011

    الجنسية : جزائر

    عدد المشاركات : 3288

    مكسب العضو : 40583

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 21

    المزاج : منتديات طموح الجزائر

     أزمة منهج أم أزمة رجال ؟ Empty أزمة منهج أم أزمة رجال ؟

    مُساهمة من طرف الجزائري عبد المعز 13/12/2011, 23:29


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




    إخترت لكم في هذه السلسلة

    مسألة تبقى مطروحة على المجتمع الإسلامي وللعالم أجمع وهي:

    حال زماننا الذي نحن فيه هل هو حاصل من:


    أزمة منهج أم أزمة رجال ؟



    كثرت على الساحة
    الفكرية الإسلامية الدعوة إلى (التعقل) و(التفكر)، و(مد الجسور مع الآخر)
    ذي المناهج العلمانية، و(الإفادة من القوى الوطنية الأخرى)، و(فهم طبيعة
    المتغيرات)، و(انتهاز الفرصة السانحة)، و(أن رأس الأوليات هو الإصلاح
    الديني) رغبةً في التقدم المادي والارتقاء بمستوى الأمة خاصة والإنسانية
    عامة.


    ودون ذلك دعوات أخرى
    تنادي بــ (الانفتاح على الآخر)، وإعادة قراءة الشريعة من جديد تحت ضوء
    المصالح والمفاسد - بمفهوم أصحاب هذا الطرح -، ودفع أعلى الضررين بتحمل
    أدناهما، واعتبار المقاصد في التشريع، وأن الفتوى تتغير بتغير الحال
    والزمان والمكان.
    أتفهم هذا كله، وأجاهد نفسي على قبوله ولا أستطيع.


    أعرف جيداً أن للنص سبب
    نزول، وأن الأصل في الأحكام التعليل، وأن للسياق دِلالة لا تُهمل، وأن
    معرفة الحكم لا تعني أبدا إصداره، إذْ لا بد من تنقيح المناط.
    وأعرف أن هناك (روح للشريعة)، ومقاصد للتشريع تعطينا الرخصة - أحياناً - لتجاوز الدلالة الظاهرة للنص وإعمال التأويل المصاغ.


    ولكن ما يطرحه القوم، لا يتماشى - عندي - مع هذا كله، بل تصطدم - عندي - أطروحتهم بأشياء:
    منها أن المقاصد متأخرة على الأحكام لا أنها سابقة عليها، وهذا ينسف كثيرا من هذه الأطروحات.
    فالعقل يستنبط المقاصد من الأحكام الشرعية لا أنه يضع مقاصد يصيغ من أجلها الأحكام.
    والعقل لا شأن له بالحكم الشرعي، وإنما بالمناط الذي ينطبق عليه هذا الحكم.
    فمثلاً لا مجال لإعمال العقل في كون " كل مسكر خمر وكل خمر حرام "، وإنما في كون ما شُرب خمراً أم لا؟
    ولا مجال لإعمال العقل في أن الحركة الكثيرة تبطل الصلاة، وإنما في كون المصلي تحرك كثيرا أم لا؟
    وإن
    راح العقل ناحية الدليل فكي يستبين صحته... من صحة طرق إثباته، أو طريقة
    استنباطه، والبحث عن العلة إن كانت بادية ليُعمل القياس وينقح المناط.
    أما إن خَفيت العلة فلا سبيل للعقل على الحكم الشرعي. ولا مناص له من الانقياد، والتسليم إن كان مسلما.
    أما ما يحدث اليوم من قبل أصحاب هذه الأطروحات هو شيء آخر.


    فحين تنظر في خلفيات الكلام، وتتعدد قراءتك لأصحاب هذا الطرح، تجد أن من يتكلمون بهذه الأفكار، يحاولون - في الجملة - تعديل الشريعة الإسلامية (لاحول ولا قوة الاباللهأو
    قل: إعادة قراءة الشريعة الإسلامية من جديد، أو بعبارة أوضح هي حالة عجز
    أصابت رجال اليوم وهم يتعاملون مع الواقع المرير الذي آلت إليه الأمة،
    فراحوا يُلقون بالتبعة على الشريعة الإسلامية ذاتها لا على الإنسان
    المعاصر، خروجا من هذا المأزق التاريخي. هذا ما أفهمه.


    وتصطدم عندي هذه
    الأطروحات بأن هدف البعثة المحمدية - وكل بعثة كانت، من آدم _عليه السلام_
    إلى محمد _صلى الله عليه وسلم_ هي تعبيد الناس لله وليس ما يسمى الرقي
    المادي بالإنسانية، "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا
    يوحى إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ"
    (الأنبياء:25). بل إن الرقي المادي هو لازم من لوازم الانضباط على شرع
    الله، قال الله _تعالى_: "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا
    وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ
    وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا
    يَكْسِبُونَ" (الأعراف:96).


    "وَلَوْ أَنَّهُمْ
    أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ
    رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ
    مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ"
    (المائدة:66).
    فمن هنا الطريق وليس من هناك، وكثيرا ما أردد قول حسان بن ثابت حين أقرأ هذه الأطروحات:


    إذا زحفت للغور من بطن عالج *** فقولا لها ليس الطريق من هنالك

    وتصطدم هذه الأطروحات
    عندي بأن المشكلة مشكلة رجال يحملون المنهج وليس مشكلة المنهج نفسه، فلا
    أرى أن أحداً يخالفني في القول بأن الواقع تُشكله الفِكرة وليس الفكرة هي
    التي تشكل الواقع. هذه بديهة.


    ورسول الله - صلى الله
    عليه وسلم - بُعث في وسط ركام هائل من التصورات المغلوطة، وفي وسط أمواج
    متلاطمة من الكفر والفسوق والظلم. وبالعبيد والضعفاء كان ما كان... وصاغ
    المنهج الإسلامي الحفاة العراة الأميون صياغة أخرى لم يعرف التاريخ
    مثلها...أخرج منهم أمة هي خير أمة أخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن
    المنكر وتؤمن بالله. وكتب الله لهم الغلبة على كل قوى الأرض يومها، وانتشر
    العدل والأمان بين الناس... ومنهم كان النور الذي اقتبس منه كل الناس، صار
    بأيديهم كل شيء، ثم حين غيرنا غيَّر الله علينا.


    وفي القرآن تشخيص دقيق
    للداء "وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ
    وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ" (الشورى:30)، "قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ
    مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ" (آل عمران: من الآية165)، "إِنَّ اللَّهَ لا
    يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" (الرعد:
    من الآية11).


    فكان الطريق الصحيح هو
    أن نعود إلى ما كان عليه سلفنا الصالح _رضوان الله عليهم_ لنتقدم ونرتقي
    مادياً ومعنوياً وسياسياً وعسكرياً كما تقدموا _رضوان الله عليهم_. نُرضي
    ربنا فيرضينا ويسبغ علينا نعمه الظاهرة والباطنة، والقرآن بين أيدينا
    يرشدنا "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا
    عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ" (الأعراف: من
    الآية96).


    وندعو أوروبا - ومن سار
    خلفها - وقد جربت الدين المنحرف وكيف فعل بها، أن تنبذه وراء ظهرها، وتأخذ
    بالإسلام إن كانت تريد الخير في الدنيا والآخر، ونقول لهم ما امرنا الله
    بتبليغه "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ
    وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً" (النساء:174)، "...تَعَالَوْا
    إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا
    اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً..."
    (آل عمران: من الآية64).


    الأسوار التي تحيط بنا عالية، وعلى من لا يستطيع أن يهدمها أو يقذفها أو يتسلق عليها... عليه أن لا يزين للباقين الجلوس خلفها.


    كلمات لاتمحى من الذاكرة

    من تنقيحي

    وهي للشيخ:

    محمد جلال القصاص








    خليل إبراهيم
    خليل إبراهيم
    صاحب الموقع


    تاريخ الإنضمام : 02/12/2009

    الجنسية : أردني وافتخر

    عدد المشاركات : 9177

    مكسب العضو : 122149

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 118

    العمر : 34

    المزاج : رايق

     أزمة منهج أم أزمة رجال ؟ Empty رد: أزمة منهج أم أزمة رجال ؟

    مُساهمة من طرف خليل إبراهيم 14/12/2011, 09:06

    مشكووووووووووووووووور على الموضوع الرائع

      الوقت/التاريخ الآن هو 22/9/2024, 18:24