بسم الله الرحمن الرحيم فضل الدعوة إلى الله تعالى وشرف الدعاة إن فضل الدعوة إلى الله تعالى وشرف الدعاة يتجلى في جوانب عدة أبرزها ما يلي: - أن الله تعالى أخبر عن نفسه بأنه يدعو- وكفى بهذا شرفًا ومكانة- قال تعالى (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [يونس : 25] - أن الدعوة إلى الله عز وجل وظيفة تقلّدها أشرف الخلق وخيارهم - أنبياء الله تعالى ورسله- صلوات الله وسلامه عليهم، وكل قائم بهذه المهمة فإنه يكون سائرًا في طريقهم متابعًا لمهمتهم. قال تعالى (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) [النحل : 36] وقال تعالى مخاطبًا نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا) [الأحزاب : 45 ، 46] قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: كل من له أدنى إلمام بالعلم ، يعرف أن الدعوة شأنها عظيم ، وهي مهمة الرسل عليهم الصلاة والسلام ، والرسل عليهم الصلاة والسلام هم الأئمة في هذا الشأن ، وهم الأئمة في الدعوة ، وهي وظيفتهم . لأن الله جل وعلا بعثهم دعاة للحق ، وهداة للخلق عليهم الصلاة والسلام ، فكفى الدعوة شرفا ، وكفاها منزلة عظيمة أن تكون وظيفة الرسل وأتباعهم إلى يوم القيامة.(فتاوى ابن باز ج3 ص104) - أنه ليس بمقدور أحد – حتى ولو بذل الدنيا بما فيها- مكافأة الداعية نظير ما يقوم به سوى الله رب العالمين عز وجل. قال تعالى حاكيًا قول الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لأقوامهم (وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الشعراء : 109] - أن فلاح الأمة يكمن في القيام بأمر الدعوة إلى الله عز وجل. قال تعالى (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران : 104] - أنه لا مقام أرفع من مقام الدعوة إلى الله تعالى، ولا أحد إطلاقًا أحسن كلامًا وطريقةً وحالةً من الداعية إلى الله تعالى. قال تعالى (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت : 33] قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: إضافتهم إليه للاختصاص أي: الدعاة المخصوصون به الذين يدعون إلى دينه وعبادته ومعرفته ومحبته وهؤلاء هم خواصّ خلق الله وأفضلهم عند الله منزلة وأعلاهم قدرًا، فمقام الدعوة إلى الله أفضل مقامات العبد، قال تعالى (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) [الجن : 19] (مفتاح دار السعادة ص214) وقال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: هذه الآية الكريمة فيها التنويه بالدعاة والثناء عليهم، وأنه لا أحد أحسن قولاً منهم، وعلى رأسهم الرسل عليهم الصلاة والسلام، ثم أتباعهم على حسب مراتبهم في الدعوة والعلم والفضل، فأنت يا عبد الله يكفيك شرفًا أن تكون من أتباع الرسل، ومن المنتظمين في هذه الآية الكريمة. فهذه الآية الكريمة من أوضح الآيات في الدلالة على فضل الدعوة، وأنها من أهم القربات، ومن أفضل الطاعات، وأن أهلها في غاية من الشرف وفي أرفع مكانة، وعلى رأسهم الرسل عليه الصلاة والسلام، وأكملهم في ذلك خاتمهم وإمامهم وسيدهم نبينا محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام. (فتاوى ابن باز ج1 ص333-334) وقال رحمه الله تعالى: في هذه الآية الكريمة بيان أنه لا أحسن قولاً ممن دعا إلى الله، وفي ذلك غاية الحث على الدعوة، وغاية التحريض عليها، إذا كان لا أحسن قولاً ممن دعا إلى الله، فحقيق بالمؤمن، وحقيق بطالب العلم أن يبادر ويسارع إلى هذا المقام العظيم، مقام الرسل عليهم الصلاة والسلام، وهو الدعوة إلى الله والإرشاد إلى دينه الحق. (فتاوى ابن باز ج3 ص110) - أن الداعية إلى الله تعالى يحصل له من الأجر مثل أجور من تبعه. عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ إِنِّي أُبْدِعَ بِي فَاحْمِلْنِي فَقَالَ « مَا عِنْدِي ». فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أَدُلُّهُ عَلَى مَنْ يَحْمِلُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ » رواه الإمام مسلم5007، وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا » رواه الإمام مسلم6980 وقال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: هذا يدلنا على فضل الدعوة إلى الله وما فيها من الخير العظيم، وأن الداعي إلى الله جل وعلا يعطى مثل أجور من هداه الله على يديه، ولو كانوا آلاف الملايين، وتعطى أيها الداعية مثل أجورهم، فهنيئا لك أيها الداعية إلى الله بهذا الخير العظيم، وبهذا يتضح أيضا أن الرسول عليه الصلاة وللسلام يعطى مثل أجور أتباعه، فيا لها من نعمة عظيمة يعطى نبينا عليه الصلاة والسلام مثل أجور أتباعه إلى يوم القيامة، لأنه بلغهم رسالة الله، ودلهم على الخير عليه الصلاة والسلام، وهكذا الرسل يعطون مثل أجور أتباعهم عليهم الصلاة والسلام، وأنت كذلك أيها الداعية في كل زمان تعطى مثل أجور أتباعك والقابلين لدعوتك، فاغتنم هذا الخير العظيم وسارع إليه. (فتاوى ابن باز ج1 ص335) - أن الدعاة إلى الله تعالى يُعدّون صمّام أمان للمجتمع، يحولون دون نزول العذاب على أهله. قال تعالى (فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116) وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) [هود : 116 ، 117] - أن الداعية إذا هدى الله تعالى على يديه رجلاً فذلك خير له من أنفَس الأموال الدنيوية. في حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في وصيته لعلي رضي الله عنه حين أعطاه الراية في غزوة خيبر « انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِىَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ » رواه الإمام البخاري3009، والإمام مسلم6376 - أن الداعية إلى الله تعالى يُعدّ ممتثلاً لأمر الله عز وجل له بالقيام بأمر الدعوة. قال تعالى (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) [النحل : 125] الشبكة الدعوية |
2 مشترك
فضل الدعوة إلى الله تعالى وشرف الدعاة
الجزائري عبد المعز- عضو ماسي
- تاريخ الإنضمام : 05/10/2011
الجنسية : جزائر
عدد المشاركات : 3288
مكسب العضو : 40583
نقاط تقييم مواضيع العضو : 21
المزاج : منتديات طموح الجزائر
- مساهمة رقم 1
فضل الدعوة إلى الله تعالى وشرف الدعاة
خليل إبراهيم- صاحب الموقع
- تاريخ الإنضمام : 02/12/2009
الجنسية : أردني وافتخر
عدد المشاركات : 9177
مكسب العضو : 122149
نقاط تقييم مواضيع العضو : 118
العمر : 34
المزاج : رايق
- مساهمة رقم 2
رد: فضل الدعوة إلى الله تعالى وشرف الدعاة
مشكووووووووووووووووور