معهد ون ويب لتطوير المواقع | 1weeb.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ستايلات مجانية FREE STYLES


2 مشترك

    محبة الصحابة رضي الله تعالى عنهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام

    الجزائري عبد المعز
    الجزائري عبد المعز
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 05/10/2011

    الجنسية : جزائر

    عدد المشاركات : 3288

    مكسب العضو : 40583

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 21

    المزاج : منتديات طموح الجزائر

     محبة الصحابة رضي الله تعالى عنهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام Empty محبة الصحابة رضي الله تعالى عنهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام

    مُساهمة من طرف الجزائري عبد المعز 10/12/2011, 08:49


     محبة الصحابة رضي الله تعالى عنهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام 37184584rd6lq5

     محبة الصحابة رضي الله تعالى عنهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام Icon.:. السـ.:. ـلام محبة الصحابة رضي الله تعالى عنهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام Rose عليكـ.:. ـم .:.

    إنَّ الحمد لله نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونعـــــــــــــوذُ باللهِ من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا

    من يهدهِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

    وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما

    فإنَّه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً ...

    أهلا وسهلا بكل أعضاء و زوار المنتدى الحديث والسيرة النبوية

    تحية عطرة عطرها مسك المحبة والاخاء...
    يسرني أن أضع بين أيديكم هذه المادة الطيبة والتي هي بعنوان

    محبة الصحابة رضي الله تعالى عنهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام





    الحمد لله؛ سيكون حديثنا عن كيفية حبِّ الصحابة -رضي
    الله تعالى عنهم- له صلى الله عليه وسلم؟ إننا نفتقد في هذا الزمان رجالا؛
    إذا أُمروا بإزالةِ الجبال أزالوها، أو بنـزح البحار نـزحوها، إننا نحن
    المسلمين؛ في أشدِّ الحاجة لرجالٍ؛ إذا أُمِروا بخير أطاعوا، وإذا نُهوا عن
    شرٍّ انتهَوا، إننا لا نرى رجالا؛ قلوبهم على قلبِ رجلٍ واحد؛ يقومون
    بقَومتِه على الخير والنفع للأمَّة، ويقعدون بقِعدته عن الشرِّ والضُّرِّ
    للأمَّة، هذه الصفاتُ لم توجدْ على مَرِّ التاريخ، ولن توجدَ إلاَّ في
    أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، ورضي الله تعالى عنهم، إنهم
    أشدُّ الناس له حبًّا، وأكثرُ الناس عنه دفاعا، وأعظمُهم له إجلالا،
    وأشدُّهم له توقيرًا واحتراما، وأسرعُهم لأوامره طاعةً وامتثالا، وأشدُُّهم
    عن زواجره ونواهيه بُعدا وابتعادا، رجالٌ؛ وصفهم عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ
    في صلح الحديبية عندما (رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَيْ قَوْمِ!
    وَاللَّهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ، وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ
    وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِيِّ، وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ
    يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ؛ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى
    اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّدًا! وَاللَّهِ إِنْ تَنَخَّمَ
    نُخَامَةً إِلاَّ وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا
    وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا
    تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ
    خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ
    تَعْظِيمًا لَهُ).. البخاري. هاهم الصحابة رضي الله تعالى عنهم؛ فائتوني
    بمثلهم أو من يفعلُ فعلَهم، أو قريبًا من فعلِهم، ولن تجدوا!!


    قال الشيخ عبد المحسن العبَّاد حفظه الله تعالى: [لا نرى
    -والذي رفع السماء بلا عمد- حباًّ كحبِّ أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه
    وسلم له، وتفانيهم من أجلِه، وجعلهم نفوسَهم وأموالَهم فداءً له عليه
    الصلاة والسلام، وهناك نفوسٌ عليلة، فلا تقْدِرُ للنبي صلى الله عليه وسلم
    قدْرَه، ولا تنـزلُه منـزلتَه، فليس لهذه النفوسِ المريضةِ إلا السيف؛
    ليزيل عنها وساوسَ الشيطان، فدماؤهم هَدَر؛ لوقوعهم في سيد البشر، من عرفَ
    قدرَه الحجرُ قبل البشر]. شرح سنن أبي داود للشيخ عبد المحسن العباد (492).

    فكلُّ الصحابةِ يحبُّونه صلى الله عليه وسلم، وعلى رأسهم
    الخلفاء الأربعة، وبقيةُ العشرة، فالصِّدِّيق؛ أبو بكر رضي الله تعالى عنه
    فَدَى رسولَ الله صلى الله تعالى عليه وسلم، بنفسِه وكلِّ ماله، في الهجرة
    وقَبْلَها وبعدَها؛ حبًّا له. عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه،
    أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ،
    فَقَالَ: "إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ
    زَهْرَهِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ، وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ مَا
    عِنْدَهُ". فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: (فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا
    وَأُمَّهَاتِنَا). فَعَجِبْنَا لَهُ، وَقَالَ النَّاسُ: انْظُرُوا إِلَى
    هذَا الشَّيْخِ؛ يُخْبِرُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَنْ عَبْدٍ
    خَيَّرَهُ اللهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ
    مَا عِنْدَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: (فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا
    وَأُمَّهَاتِنَا). فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ
    الْمُخَيّرَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ أَعْلَمَنَا بِه.. البخاري.

    وكم كان فرحُ أبي بكر بإسلام أبيه؟! ولكنَّ فرحَه بإسلام أبي
    طالب لو أسلم يكونُ أكثر، لأن فيه فرحا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، [عن
    أنس؛ في قصة إسلام أبي قحافة، قال: فلما مدَّ يدَه يبايعه؛ بكى أبو بكر،
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يبكيك؟" قال: (لأن تكون يدُ عمِّك مكان
    يدِه ويُسْلِمُ، ويُقِرُّ اللهُ عينَك أحبَّ إليَّ من أين يكون). وسنده
    صحيح] الإصابة في تمييز الصحابة (7/238).

    والفاروقُ قاهرُ الفرسِ والمجوس؛ عمرُ بن الخطاب، رضي الله
    تعالى عنه، الذي صرّح بأنه يحبُّ النبيَّ صلى الله تعالى عليه وسلم، أكثرَ
    من نفسه، عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ
    الْخَطَّابِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لأَنْتَ أَحَبُّ
    إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلا نَفْسِي. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
    اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! حَتَّى
    أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ". فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ
    الآنَ؛ وَاللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي. فَقَالَ
    النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الآنَ يَا عُمَرُ". وفي
    فتح مكة َقَالَ عمر للعباس رضي الله تعالى عنهما: (مَهْلا يَا عَبَّاسُ!
    لإِسْلامُكَ يَوْمَ أَسْلَمْتَ؛ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ إِسْلامِ
    الْخَطَّابِ، وَمَا لِي إِلاَّ أَنِّي قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ إِسْلامَكَ
    كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ
    إِسْلامِ الْخَطَّابِ,..) الصحيحة (3341). وعثمان ذو النورين، الذي زوجه
    النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بابنتيه؛ الواحدة تلو الأخرى.
    وعليٌّ خَتَنُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وزوجُ ابنته،
    وأبو سبطيه الحسنين، والذي هو من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    بمنـزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعده. فحبُّهم له لا يوصف.

    وانظر معي إلى حبِّ كعب بنِ عُجرةَ رضي الله تعالى عنه للنبي
    صلى الله عليه وسلم، قال: أتيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فرأيته متغيرا،
    فقلت: بأبي أنت! ما لي أراك متغيرًا؟! قال: "ما دخلَ جوفي ما يدخلُ جوفَ
    ذاتِ كَبِدٍ مُنذُ ثلاثٍ". قال: فذهبت، فإذا يهوديٌّ يسقي إبلاً له، فسقيتُ
    له على كلِّ دلوٍ بتمرة، فجمعتُ تمرًا فأتيتُ به النبيَّ صلى الله عليه
    وسلم، فقال: "مِن أينَ لكَ يا كعبُ؟" فأخبرته، فقال النبي صلى الله عليه
    وسلم: "أتحبُّني يا كعبُ؟!" قلت: بأبي أنت، نعم! قال: "إنَّ الفقرَ أسرعُ
    إلى من يحبُّني منَ السيلِ إلى معادنِه، وإنَّه سيصيبُك بلاءٌ، فأعِدَّ له
    تَجفافا". قال: ففقده النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "ما فعلَ كعبٌ؟"
    قالوا: مريض. فخرج يمشي حتى دخل عليه، فقال له: "أبشِرْ يا كعب!" فقالت
    أمُّه: هنيئا لك الجنة يا كعب! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من هذه
    المتألِّيةُ على الله عز وجل؟" قلت: هي أمي يا رسول الله! قال: "ما يدريكِ
    يا أمَّ كعبٍ؟ لعلَّ كعبًا قال ما لا ينفعه، ومنع ما لا يغنيه!" رواه
    الطبراني، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب رقم (3271).وعَنْ أَنَسِ بْنِ
    مَالِكٍ أنه قَالَ صلى الله عليه وسلم لرجل قال له: إِنِّي أُحِبُّكَ
    قَالَ: " فَاسْتَعِدَّ لِلْفَاقَةِ ". الصحيحة (2827)

    وعن سعيد بن أبي سعيد الخدري عن أبيه؛ أنه شكا إلى رسول الله
    صلى الله عليه وسلم حاجته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اصْبِرْ
    أَبَا سَعِيدٍ، فَإِنَّ الْفَقْرَ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِى مِنْكُمْ؛
    أَسْرَعُ مِنَ السَّيْلِ عَلَى أَعْلَى الْوَادِى، وَمِنْ أَعْلَى
    الْجَبَلِ إِلَى أَسْفَلِهِ". الصحيحة ح (2828)

    وهذا زيد بن حارثة عندما خُيِّر بين أن يبقى عند رسول الله
    صلى الله عليه وسلم، وأن يذهب إلى أهله وعشيرته؛ فقَالَ لهم صلى الله عليه
    وسلم: "هُوَ ذَا، فَإِنِ انْطَلَقَ لَمْ أَمْنَعْهُ". فما تردَّد في اختيار
    البقاء عند النبي صلى الله عليه وسلم، حبًّا له، وقال: (وَاللهِ يَا
    رَسُولَ اللهِ! لا اخْتَارَ عَلَيْكَ أَحَدًا أَبَدًا)... وحسنه الألباني،
    انظر صحيح الترمذي (2998).

    إنهم يهاجرون إليه، تاركين أهليهم وأموالَهم وأوطانَهم، حبًّا
    له، وشوقاً إلى لقائه، وفرحًا برؤيته، وأًنساً بمجالسته، واستئناسًا
    بمحادثته ومخاطبته، عَنْ أَنَسِ بْنَ مَالِكٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ غَدًا أَقْوَامٌ؛
    هُمْ أَرَقُّ قُلُوبًا لِلإِسْلامِ مِنْكُمْ". قَالَ: فَقَدِمَ
    الأَشْعَرِيُّونَ؛ فِيهِمْ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ، فَلَمَّا دَنَوْا
    مِنْ الْمَدِينَةِ؛ جَعَلُوا يَرْتَجِزُونَ، يَقُولُونَ: غَدًا نَلْقَى
    الأَحِبَّهْ مُحَمَّدًا وَحِزْبَهْ. فَلَمَّا أَنْ قَدِمُوا؛ تَصَافَحُوا،
    فَكَانُوا هُمْ أَوَّلَ مَنْ أَحْدَثَ الْمُصَافَحَةَ. انظر الصحيحة (527).

    وهذا أبو رِبعِي حنظلةُ بنُ الربيعِ الأُسَيِّدِيِّ الكاتب؛
    أحدِ كتّاب رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-، يتهم نفسه بالنفاق؛ لتغيُّرِ
    حاله إذا كان في أهله؛ عن حاله إذا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم،
    قَالَ رضي الله عنه: لَقِيَنِي أَبُو بَكر -رضي الله عنه-، فَقَالَ:
    (كَيْفَ أنْتَ يَا حنْظَلَةُ؟) قُلْتُ: (نَافَقَ حَنْظَلَةُ!) قَالَ:
    (سُبْحَانَ الله مَا تَقُولُ؟!) قُلْتُ: (نَكُونُ عِنْدَ رَسُول الله -صلى
    الله عليه وسلم- يُذَكِّرُنَا بالجَنَّةِ وَالنَّارِ كأنَّا رَأيَ عَيْنٍ،
    فإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- عَافَسْنَا
    الأَزْواجَ وَالأَوْلاَدَ وَالضَّيْعَاتِ؛ فنَسينَا كَثِيراً)، قَالَ
    أَبُو بكر -رضي الله عنه-: (فَوَالله إنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا!)
    فانْطَلَقْتُ أَنَا وأبُو بَكْر حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُول الله -صلى
    الله عليه وسلم-. فقُلْتُ: (نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُول اللهِ!) فَقَالَ
    رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وَمَا ذَاكَ؟" قُلْتُ: (يَا رَسُول
    اللهِ! نَكُونُ عِنْدَكَ؛ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ والجَنَّةِ، كأنَّا
    رَأيَ العَيْن، فإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ؛ عَافَسْنَا الأَزْواجَ
    وَالأَوْلاَدَ وَالضَّيْعَاتِ نَسينَا كَثِيراً). فَقَالَ رَسُول الله -صلى
    الله عليه وسلم-: "وَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ! لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا
    تَكُونونَ عِنْدِي، وَفي الذِّكْر؛ لصَافَحَتْكُمُ الملائِكَةُ عَلَى
    فُرُشِكُمْ وَفي طُرُقِكُمْ، لَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ! سَاعَةً وسَاعَةً"
    ثَلاَثَ مَرَات. رواه مسلم.

    لا ندري!! كيف لأولئك العربِ؛ قساةِ القلوب، غلاظِ الأكباد،
    الذي يَقتل أحدُهم ولدَه مخافةَ أن يطعمَ معه، ويئدُ ابنتَه ويقتلُها خوفًا
    من العار، يصِرُّ أحدهم على الفتك بالنبي صلى الله عليه وسلم، والتخلُّص
    منه، ويسعى آخذًا بالأسباب لديه، من كتمان الأمر، والتخفي وإظهار ما لا
    يبطن، فإذا اقترب منه صلى الله عليه وسلم؛ ينقلبُ بغير الوجه الذي أقبل به،
    ويرجعُ بغير القلب الذي جاء به، كان صلى الله عليه وسلم مكروها عنده
    مبغوضا؛ فيصبح محبوبا مرغوبا، كيف يحدث ذلك؟ كل ذلك يحصل من الله جل جلاله،
    الذي يقلِّبُ القلوبَ كيف يشاء.

    انظروا إلى أحدهم يريد القتلَ والفتك برسول الله صلى الله
    عليه وسلم، ما إن يضع يده الشريفة على صدره إلا ويصبح (أَحَبَّ إِلَيه مِنْ
    سَمْعِه وَمِنْ بَصَرِه، وَمِنْ أَبِيه وَأُمِّه)!! وورد عن عميرَ بن وهب
    أنه جاء عازما على قتلِ النبي صلى الله عليه وسلم، فيخبره بعزمه، وحقيقةِ
    ما جاء له، فيقول عمير مباشرة ودون تَلَكُّؤٍ: (أشهد أنك رسول الله! قد كنا
    يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء، وما ينـزل عليك من
    الوحي، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان، فوالله إني لأعلم ما أنبأك به
    إلا الله، فالحمد لله الذي هداني للإسلام، وساقني هذا المساق. ثم شهد شهادة
    الحق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فقِّهوا أخاكم في دينه،
    وأَقرِئوه القرآنَ، وأطلِقوا له أسيرَه". ثم قال: يا رسول الله! إني كنت
    جاهدا على إطفاء نور الله، شديدَ الأذى لمن كان على دين الله، وإني أحبُّ
    أن تأذنَ لي فأقدم مكة؛ فأدعوَهم إلى الله وإلى الإسلام، لعل الله أن
    يهديهم، ولا أؤذيهم كما كنت أؤذي أصحابك في دينهم. فأذن له رسول الله صلى
    الله عليه وسلم، فلحق بمكة .. فلما قدم عمير مكة أقام بها يدعو إلى
    الإسلام، ويؤذي من خالفه أذى شديدا، فأسلم على يديه ناس كثير. قال في مجمع
    الزوائد (8/506- 508) : [رواه الطبراني مرسلا وإسناده جيد]

    أمَّا إذا تكلَّمنا عن حبِّ نساء الصحابة رضي الله تعالى عنهم
    وعنهنّ؛ فحبهنّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم أكبرُ وأعظمُ من حبِّهنَّ
    أهليهِنَّ وذويهنَّ، فكانت المرأة منهنّ من شدَّةِ حبِّها له؛ تؤْثِرُ
    وتفضِّلُ راحته صلى الله عليه وسلم، على أشهى ما تتمناه امرأة، فإذا تقدَّم
    صلى الله عليه وسلم لخطبتها وعندها أولاد، تخشى عليه من أولادها أن يؤذوه
    بكرة وعشياًّ بالصراخ والعبث، فتعتذر له وهو أحبُّ الناس إليها، وإليكم ما
    رواه أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بسنده عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ
    صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَطَبَ امْرَأَةً مِنْ قَوْمِهِ، يُقَالُ
    لَهَا: سَوْدَةُ، وَكَانَتْ مُصْبِيَةً، =أي كثيرة الصبيان= لَهَا خَمْسَةُ
    صِبْيَةٍ، أَوْ سِتَّةٌ مِنْ بَعْلٍ مَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى
    الله عَلَيه وسَلَّم: "مَا يَمْنَعُكِ مِنِّي؟" قَالَتْ: (وَالله يَا
    رَسُولَ الله؟ مَا يَمْنَعُنِي مِنْكَ أَنْ لاَ تَكُونَ أَحَبَّ
    الْبَرِيَّةِ إِلَيَّ، وَلَكِنْ أُكَرِمُكَ أَنْ يَضغُوا هَؤُلاَءِ عِنْدَ
    رَأْسِكَ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً). قَالَ: "فَهَلْ مَنَعَكِ شَيْءٌ غَيْرُ
    ذَلِكَ؟" قَالَتْ: (لاَ وَالله!) قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه
    وسَلَّم: «يَرْحَمُكِ اللَّهُ! إِنَّ خَيْرَ نِسَاءٍ رَكِبْنَ أَعْجَازَ
    الإِبِلِ، صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ؛ أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِى صِغَرٍ،
    وَأَرْعَاهُ عَلَى بَعْلٍ بِذَاتِ يَدٍ». قال محققه شعيب الأرنؤوط: حسن
    لغيره .. وحسَّن إسنادَه الحافظُ في الفتح، وقال في تغليق التعليق: حديث
    حسن.

    وها هي ابنةُ عمه أمُّ هانئ، فاختةُ بنتُ أبي طالب، أختُ
    عليِّ بن أبي طالب. كان رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- خطبَها في
    الجاهلية، وخطبَها هبيرةُ بن أبي وهب المخزومي، فزوَّجها أبو طالب من
    هبيرة، فولدت له جَعْدَةَ وغيرَه، وأسلمت ففرَّق الإسلامُ بينها وبين
    هبيرة، وخطبها النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: (واللّه إن كنتُ لأحبُّك
    في الجاهلية؛ فكيف في الإسلام؟! ولكني امرأة مصبية)، فسكت عنها. =رواه
    الحاكم في مستدركه: ج4/ص58=

    وعن عامر الشعبي قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم أم
    هانىء فقالت: (يا رسول الله! لأنت أحبُّ إليَّ من سمعي وبصري، وحقُّ الزوج
    عظيم، فأخشى إن أقبلت على زوجي؛ أن أضيِّعَ بعضَ شأني وولدي، وإن أقبلتُ
    على ولدي؛ أن أضيعَ حقَّ الزوج). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "إِنَّ خَيْرَ نِسَاءٍ رَكِبْنَ أَعْجَازَ الإِبِلِ، صَالِحُ نِسَاءِ
    قُرَيْشٍ؛ =أخشاه، وفي رواية:= أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرٍ،
    وَأَرْعَاهُ عَلَى بَعْلٍ بِذَاتِ يَدٍ". (وإسناده صحيح لكنه مرسل). انظر
    الصحيحة (6/62) تحت رقم (2523). = وفي رواية اعتذرت فـ(قالت: ما بي عنك
    رغبةٌ يا رسول الله! ولكن لا أحبُّ أن أتزوجَ وبنيَّ صغار).وفي ثالثة:
    (قالت: يا رسول الله إني قد كبِرت ولي عيال)=.

    وهذه امرأة من الأنصار ترى -عندما زارت عائشةَ رضي الله تعالى
    عنها في بيتها- أنَّ فراشَ رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرُ لائق به،
    يؤذيه في بدنه، فمن حبها له صنعت له فراشا وثيرا محشوًّا صوفا، عَنْ
    عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَرَأَتْ
    فِرَاشَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطِيفَةٌ
    مَثْنِيَّةٌ، فَانْطَلَقَتْ، فَبَعَثَتْ إِلَيَّ بِفِرَاشٍ حَشْوُهُ
    الصُّوفُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّمَ فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ؟" قَالَتْ: قُلْتُ: يَا
    رَسُولَ اللهِ! فُلانَةٌ الأَنْصَارِيَّةُ دَخَلَتْ عَلَيَّ، فَرَأَتْ
    فِرَاشَكَ؛ فَذَهَبَتْ فَبَعَثَتْ إِلَيَّ بِهَذَا. قَالَ: "رُدِّيهِ يَا
    عَائِشَةُ! فَوَاللهِ لَوْ شِئْتُ لأَجْرَى اللهُ مَعِيَ جِبَالَ الذَّهَبِ
    وَالْفِضَّةِ". وحسنه لغيره في صحيح الترغيب (3/154) (ح3287)

    ******

    إن رضا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند
    الصحابة أحبُّ إليهم من أن تصبح الأرض سيولا من اللبن، أو تجري أوديتها
    بالعسل، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّمَ عَبَّاسًا فَقَالَ: "اسْقُونَا". فَقَالَ: إِنَّ هَذَا
    النَّبِيذَ شَرَابٌ قَدْ مُغِثَ وَمُرِثَ، أَفَلا نَسْقِيكَ لَبَنًا أَوْ
    عَسَلاً! قَالَ: "اسْقُونَا مِمَّا تَسْقُونَ مِنْهُ النَّاسَ". فَأَتَى
    النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ مِنْ
    الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ؛ بِسِقَاءَيْنِ فِيهِمَا النَّبِيذُ،
    فَلَمَّا شَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَجِلَ
    قَبْلَ أَنْ يَرْوَى، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: "أَحْسَنْتُمْ! هَكَذَا
    فَاصْنَعُوا".

    قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (فَرِضَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
    اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ؛ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَسِيلَ
    شِعَابُهَا لَبَنًا وَعَسَلاً) أحمد، قال شعيب الأرنؤوط: صحيح، وصحيح وضعيف
    سنن أبي داود (5/21) (ح2021).

    لِمَ كلُّ هذا الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟! لأنه جاء
    بالرحمة والمحبة، جاء ليصلح أمور الدنيا والدين، جاء ليخرج الناس من
    الظلمات إلى النور، ألا يُحَبُّ مَن كان سببا في دخول الجنةِ والنجاةِ من
    النار لمن أَحَبَّه وأطاعه؟! يحبونه ويحبون ما يحبه، ولا يعملون ما يكرهه،
    عَنْ أَنَسٍ قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّمَ يُقْبِلُ؛ وَمَا عَلَى الأَرْضِ شَخْصٌ أَحَبَّ إِلَيْنَا
    مِنْهُ، فَمَا نَقُومُ لَهُ، لِمَا نَعْلَمُ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لِذَلِكَ).
    أحمد (3/151) الصحيحة (1/698) (358)

    هاهم أصحابه صلى الله عليه وسلم، -بعد أن أسلموا الانقيادَ
    له، وأطاعوه ولم يعصوه- كلٌّ عبَّر عن حُبِّه له بطريقته الخاصة، فمنهم من
    وقاه بجسده أن يصيبه مكروه كأبي طلحة رضي الله عنه كما في غزوة أُحُد ..!!

    ومنهم من تحايل حتى قبَّل بطنَه صلى الله عليه وسلم كأُسَيدِ
    بنِ حُضَير وسَوَادِ بن غَزِيَّة رضي الله عنهم، ومنهم من قبَّل قدميه
    كطلحةَ بنِ البراء رضي الله عنه، ومنهم شرب بقايا وضوئه، ومنهم مَن يأخذُ
    نخامتَه يدلك بها جلدَه، ومنهم من ادَّخر من شعرِه، كأم سلمة رضي الله
    تعالى عنها، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ:
    أَرْسَلَنِي أَهْلِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى
    اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ، .. وَكَانَ إِذَا أَصَابَ
    الإِنْسَانَ عَيْنٌ أَوْ شَيْءٌ بَعَثَ إِلَيْهَا مِخْضَبَهُ، =فأخرجَتْ
    مِن شَعرِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وكانتْ تُمْسِكُه في جُلْجُلٍ
    مِن فِضَّة، فخَضْخَضَتْه له، فشربَ مِنه قال:= فَاطَّلَعْتُ فِي
    الْجُلْجُلِ فَرَأَيْتُ شَعَرَاتٍ حُمْرًا. رواه البخاري

    ومنهم من اتخذ عرقه في قوارير لبركته، وخلطه بالطيب ليطيب
    ريحه، وقد فعلت ذلك أم سليم رضي الله تعالى عنها، عندما [قِيلَ لَهَا:
    هَذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ فِي بَيْتِكِ
    عَلَى فِرَاشِكِ! قَالَ: فَجَاءَتْ وَقَدْ عَرِقَ، وَاسْتَنْقَعَ عَرَقُهُ
    عَلَى قِطْعَةِ أَدِيمٍ، عَلَى الْفِرَاشِ، فَفَتَحَتْ عَتِيدَتَهَا،
    فَجَعَلَتْ تُنَشِّفُ ذَلِكَ الْعَرَقَ، فَتَعْصِرُهُ فِي قَوَارِيرِهَا،
    فَفَزِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "مَا
    تَصْنَعِينَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟!" فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ!
    نَرْجُو بَرَكَتَهُ لِصِبْيَانِنَا. قَالَ: "أَصَبْتِ". متفق عليه واللفظ
    لمسلم. وفي رواية قَالَتْ: (هَذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ فِي طِيبِنَا،
    وَهُوَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ). وهذا خاص به، ولا ينبغي اتخاذُ شَعرٍ أو
    عرقٍ أو ملابسٍ لغيره للبركة أو الاستشفاء..

    إن مخالطته والجلوس معه والحديث إليه يزيل ما النفوس من أي
    حقد أو بغض ضده، ويحل محله الحب والودُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
    أَبِي عَقِيلٍ، قَالَ: انْطَلَقْتُ فِي وَفْدٍ فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ
    صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَأَقَمْنَا بِالْبَابِ وَمَا فِي النَّاسِ
    أَبْغَضَ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ يَلِجُ عَلَيْهِ، فَمَا خَرَجْنَا حَتَّى
    مَا فِي النَّاسِ رَجُلٌ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ،
    فَقَالَ قَائِلٌ مِنَّا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلاَ سَأَلْتَ رَبَّكَ
    مُلْكًا كَمُلْكِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ؟ فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ:
    "لَعَلَّ لِصَاحِبِكُمْ أَفْضَلَ مِنْ مُلْكِ سُلَيْمَانَ، إِنَّ اللَّهَ
    لَمْ يَبْعَثْ نَبِيَّا إِلاَّ أَعْطَاهُ دَعْوَةً، فَمِنْهُمْ مَنِ
    اتَّخَذَ بِهَا دِينًا فَأُعْطِيَهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ دَعَا بِهَا عَلَى
    قَوْمِهِ إِذْ عَصَوْهُ فَأُهْلِكُوا بِهَا، وَإِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِيَ
    دَعْوَةً فَاخْتَبَأْتُهَا عِنْدَ رَبِّي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ
    الْقِيَامَةِ". رواه الطبراني والبزار بإسناد جيد صحيح الترغيب (3/237)
    (3635).

    وانظروا إلى قولة الأنصار في غزوة بدر: (لعلك أن تكون خرجت
    لأمر، وأحدثَ اللهُ إليك غيرَه؛ فانظر الذي أحدث الله إليك فامضِ، فصِلْ
    حبالَ من شئت، واقطع حبال من شئت، وسالِمْ من شئتَ، وعادِ من شئتَ، وخذْ من
    أموالنا ما شئت، وأعطنا ما شئت، وما أخذت منا كان أحبَّ إلينا مما تركت)..
    فقه السيرة (1/223) (صحيح) (223)

    فما هو قولنا نحن المسلمين في حبِّ النبي صلى الله عليه وسلم؟
    وما الذي سنقدمه لو عرض علينا أن نراه مقابل أن ندفع ألف شيكل أو ألف
    درينا؟ وكيف لو طُلِبَ منَّا مثلا؛ ثلاثين ألف دينارٍ أو أكثر؛ فهل
    سنتردَّد عن دفِعها لنراه الآن ولو للحظة؟ ما بالنا لا نتردّد في اقتناء
    آلات اللهو والتلفزيونات، لرؤية الأفلام والمسلسلات، والفنانين والفنانات،
    والأخبار والمباريات؟ لا نتردد في اقتناء السيارات التي تبلغ الألوف من
    الدنانير؟ لا نتردَّدُ في بناءِ المساكنِ وإعمارِها، وتزويقِها وزخرفتِها،
    ولو بلغت تكاليفُها عشراتِ الألوف من الدنانير، أو المئات؟ فعلامَ نتردَّد
    في التفكيرِ في رؤيته؛ مع أننا ندعي محبتَه صلى الله عليه وسلم، نتردَّدُ
    في أن نفديَه بكلِّ ما نملك من أهلٍ وأولادٍ وأموالِ ودنيا؟؟ من كان كذلك
    من هذه الأمَّة شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بشدَّة الحبِّ له، عَنْ
    أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّمَ قَالَ: "مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا؛ نَاسٌ يَكُونُونَ
    بَعْدِي، يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ". مسلم-نسأل
    الله أن نكون منهم-

    جامعة أم القرى

    ahmade
    ahmade
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 27/11/2011

    الجنسية : alg

    عدد المشاركات : 2394

    مكسب العضو : 14803

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 0

     محبة الصحابة رضي الله تعالى عنهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام Empty رد: محبة الصحابة رضي الله تعالى عنهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام

    مُساهمة من طرف ahmade 11/12/2011, 11:58

    موضوع في القمة

      الوقت/التاريخ الآن هو 21/9/2024, 20:06