معهد ون ويب لتطوير المواقع | 1weeb.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ستايلات مجانية FREE STYLES


2 مشترك

    دموع في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم

    الجزائري عبد المعز
    الجزائري عبد المعز
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 05/10/2011

    الجنسية : جزائر

    عدد المشاركات : 3288

    مكسب العضو : 40583

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 21

    المزاج : منتديات طموح الجزائر

     دموع في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم Empty دموع في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف الجزائري عبد المعز 10/12/2011, 08:53

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ويمثّل
    البكاء مشهداً من مشاهد الإنسانية عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ،
    حين كانت تمرّ به المواقف المختلفة ، فتهتزّ لأجلها مشاعره ، وتفيض منها
    عيناه ، ويخفق معها فؤاده الطاهر .

    ودموع
    النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يكن سببها الحزن والألم فحسب ، ولكن لها
    دوافع أخرى كالرحمة والشفقة على الآخرين ، والشوق والمحبّة ، وفوق ذلك كلّه
    : الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى .

    فها
    هي العبرات قد سالت على خدّ النبي – صلى الله عليه وسلم - شاهدةً بتعظيمة
    ربّه وتوقيره لمولاه ، وهيبته من جلاله ، عندما كان يقف بين يديه يناجيه
    ويبكي ، ويصف أحد الصحابة ذلك المشهد فيقول : " رأيت رسول الله صلى الله
    عليه وسلم وفي صدره أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء – وهو الصوت الذي يصدره
    الوعاء عند غليانه - " رواه النسائي .

    وتروي
    أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفاً آخر فتقول : " قام رسول الله –
    صلى الله عليه وسلم - ليلةً من الليالي فقال : ( يا عائشة ذريني أتعبد لربي
    ) ، فتطهّر ثم قام يصلي ، فلم يزل يبكي حتى بلّ حِجره ، ثم بكى فلم يزل
    يبكي حتى بلّ لحيته ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض ، وجاء بلال رضي
    الله عنه يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله ، تبكي وقد غفر
    الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال له : ( أفلا أكون عبداً شكوراً ؟
    ) " رواه ابن حبّان

    وسرعان
    ما كانت الدموع تتقاطر من عينيه إذا سمع القرآن ، روى لنا ذلك عبد الله بن
    مسعود رضي الله عنه فقال : " قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - : (
    اقرأ عليّ ) ، قلت : يا رسول الله ، أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ ، فقال : ( نعم
    ) ، فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية : {
    فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا
    } ( النساء : 41 ) فقال : ( حسبك الآن ) ، فالتفتّ إليه ، فإذا عيناه تذرفان " ، رواه البخاري .

    كما
    بكى النبي – صلى الله عليه وسلم – اعتباراً بمصير الإنسان بعد موته ، فعن
    البراء بن عازب ضي الله عنه قال : " كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم
    - في جنازة ، فجلس على شفير القبر – أي طرفه - ، فبكى حتى بلّ الثرى ، ثم
    قال : ( يا إخواني لمثل هذا فأعدّوا ) رواه ابن ماجة ، وإنما كان بكاؤه
    عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الشدّة لوقوفه على أهوال القبور وشدّتها ،
    ولذلك قال في موضعٍ آخر : ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ، ولبكيتم
    كثيراً ) متفق عليه

    وبكى
    النبي – صلى الله عليه وسلم – رحمةً بأمّته وخوفاً عليها من عذاب الله ،
    كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ، يوم قرأ قول الله عز وجل : { إِن
    تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ
    أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ( المائدة : 118 ) ، ثم رفع يديه وقال : (
    اللهم أمتي أمتي ) وبكى .


    وفي
    غزوة بدر دمعت عينه - صلى الله عليه وسلم – خوفاً من أن يكون ذلك اللقاء
    مؤذناً بنهاية المؤمنين وهزيمتهم على يد أعدائهم ، كما جاء عن علي بن أبي
    طالب رضي الله عنه قوله : " ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله -
    صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح ) رواه أحمد .


    ولم
    تخلُ حياته – صلى الله عليه وسلم – من فراق قريبٍ أو حبيب ، كمثل أمه آمنة
    بنت وهب ، وزوجته خديجة رضي الله عنها ، وعمّه حمزة بن عبدالمطلب رضي الله
    عنه ، وولده إبراهيم عليه السلام ، أوفراق غيرهم من أصحابه ، فكانت عبراته
    شاهدة على مدى حزنه ولوعة قلبه .

    فعندما
    قُبض إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم – بكى وقال : ( إن العين
    تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم
    لمحزونون ) متفق عليه.


    ولما
    أراد النبي – صلى الله عليه وسلم - زيارة قبر أمه بكى بكاءً شديداً حتى
    أبكى من حوله ، ثم قال : ( زوروا القبور فإنها تذكر الموت ) رواه مسلم .


    ويوم
    أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن صبياً لها يوشك أن يموت ، لم يكن موقفه
    مجرد كلمات توصي بالصبر أو تقدّم العزاء ، ولكنها مشاعر إنسانية حرّكت
    القلوب وأثارت التساؤل ، خصوصاً في اللحظات التي رأى فيها النبي – صلى الله
    عليه وسلم - الصبي يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وكان جوابه عن سرّ بكائه : ( هذه
    رحمة جعلها الله ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) رواه مسلم .

    ويذكر
    أنس رضي الله عنه نعي النبي - صلى الله عليه وسلم - لزيد وجعفر وعبد الله
    بن رواحة رضي الله عنه يوم مؤتة ، حيث قال عليه الصلاة والسلام : ( أخذ
    الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ جعفر فأصيب ، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب - وعيناه
    تذرفان - حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ) رواه البخاري .


    ومن
    تلك المواقف النبوية نفهم أن البكاء ليس بالضرورة أن يكون مظهراً من مظاهر
    النقص ، ولا دليلاً على الضعف ، بل قد يكون علامةً على صدق الإحساس ويقظة
    القلب وقوّة العاطفة ، بشرط أن يكون هذا البكاء منضبطاً بالصبر ، وغير
    مصحوبٍ بالنياحة ، أو قول ما لا يرضاه الله تعالى .


    المصدر
    دار السنة والشريعة
    ahmade
    ahmade
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 27/11/2011

    الجنسية : alg

    عدد المشاركات : 2394

    مكسب العضو : 14803

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 0

     دموع في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم Empty رد: دموع في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف ahmade 11/12/2011, 05:52

    مشكور ع الطرح

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/9/2024, 11:19