معهد ون ويب لتطوير المواقع | 1weeb.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ستايلات مجانية FREE STYLES


2 مشترك

    شرح حديث إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة؟؟ ثم يكون علقة؟؟ مثل ذلك ثم يكون مضغة

    الجزائري عبد المعز
    الجزائري عبد المعز
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 05/10/2011

    الجنسية : جزائر

    عدد المشاركات : 3288

    مكسب العضو : 40583

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 21

    المزاج : منتديات طموح الجزائر

     شرح حديث إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة؟؟ ثم يكون علقة؟؟ مثل ذلك ثم يكون مضغة Empty شرح حديث إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة؟؟ ثم يكون علقة؟؟ مثل ذلك ثم يكون مضغة

    مُساهمة من طرف الجزائري عبد المعز 10/12/2011, 08:22



    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحمد
    لله رب العالمين إله الأولين و الآخرين أكمل لنا الدين و أتم علينا النعمة
    و صلى الله وسلم على نبينا محمد الذي بلغ البلاغ المبين و على آله و صحبه
    أجمعين أما بعد .



    عن
    عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله وهو الصادق المصدوق "
    إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم
    يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات
    بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ، فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم
    ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب
    فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما
    يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها
    "
    رواه البخاري ومسلم .
    هذا
    حديث جليل تضمن أموراً عظيمة من بيان المراحل التي يمر بها خلق الإنسان
    وبيان علم الله السابق وتقديره المتقدم لكل ما يكون على العبد ، وبيان أن
    الأعمال بالخواتيم ، والكلام عليه في مسائل :


    الأولى
    / الحديث رواه الشيخان من طريق الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود ، قال
    أبو يعلى الخليلي رواه عن الأعمش قريب من مائة نفس وهو من الأصول المتفق
    عليها


    الثانية
    / قوله " الصادق المصدوق" أي الصادق فيما أخبر ، المصدوق فيما أُخبر به
    وهذا المقدمة لأن الموضوع من مقامات الغيب التي لا يعلمها إلا الله ولا
    يعلمها بشر إلا بوحي .


    الثالثة / "إن أحدكم يجمع خلقه" في هذا بيان الأطوار التي يمر بها الإنسان في بطن أمه

    فأول ما يكون نطفة يقذفها الرجل في رحم المرأة فتبقى أربعين يوماً نطفة.

    فيجمع الله بين ماء الرجل وماء المرأة ، بين الحيوان المنوي في ماء الرجل وبين البويضة في المرأة إذا أراد الله الحمل وقدَّره .

    وأما إذا لم يقدر الله الحمل فإن الحيوان المنوي والبويضة لا يجتمعان فلا يتخلق منهما شيء .

    ثم
    بعد الأربعين تتحول هذه النطفة إلى علقة ، وهي قطعة الدم الغليظة ، فيبقى
    هذا أربعين يوماً ، يتخلق شيئاً فشيئاً وتتطور في هذه المدة .


    ثم بعد أربعين أخرى تكون مضغة ، وهي قطعة من اللحم ، فالجميع مائة وعشرون يوماً ثم يرسل الله إليه الملك فينفخ فيه الروح .

    وهذه الأطوار ذكرها الله في كتابه بقوله }
    وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ
    جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا
    النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا
    الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ
    خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ { .


    وقوله }
    يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا
    خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ
    مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ
    وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ
    نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن
    يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا
    يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا
    أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ
    زَوْجٍ بَهِيجٍ{.


    الرابعة / متى يبدأ تخلق النطفة ؟ اختلف في هذا لمجيء الأحاديث المحتملة .

    ففي
    حديث ابن مسعود إشارة إلى أنه بعد الأربعين الثالثة حينما يكون مضغة كما
    في قوله سبحانه: (ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) .


    وفي حديث حذيفة بن أسيد عن النبي r
    قال : " إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليه ملكاً فصورها
    وخلق سمعها وبصرها وجلدها و لحمها و عظامها " رواه مسلم . فظاهر هذا الحديث
    أن تصوير الجنين يكون في أول الأربعين الثانية


    وتوجيه هذه الأحاديث بأن يقال :

    أن
    بداية خلق النطفة وتصويرها يكون في الأربعين الثانية كما في حديث حذيفة ،
    ولكن ما يظهر هذا للنظر إلا بعد كونه مضغة كما قال سبحانه
    } ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ { وقد
    دل الطب المعاصر على ما دل عليه حديث حذيفة بن أسيد حيث أثبتوا أنه إذا مر
    على النطفة ستة أسابيع أي بعد 42 ليلة يبدأ بالتصوير فيها لأخذ شكل الآدمي
    ، ولكن الغالب أنه لا يمكن رؤية ذلك في الجنين بعد السقوط إلا بعد أن يكون
    مضغة وذلك بعد الثمانين .


    الخامسة
    / إذا سقط الجنين من المرأة فإذا لم يتبين خلقه ولا تصويره للناظر فإنه لا
    يثبت له حكم النفاس ولا تخرج المرأة من العدة ولا تكون الأمة به أم ولد،
    فالعبرة بالتخلق سواء كان قبل الثمانين أم بعد إذا شهد بذلك أهل الخبرة من
    النساء وغيرهن ، وهذا مذهب الإمام أحمد وقول للشافعي والنخعي .


    وعلى
    هذا فالسقط متى ما تخلق وشهدت النساء بذلك أصبح له حكم المولود وإذا لم
    يتخلق فهو قطعة دم والدم الخارج من المرأة بعد سقوط الجنين قبل تخلقه يكون
    دم فسادٍ لا دم نفاس .


    وهل يتخلق في العلقة أم لابد من كونه مضغة قولان :

    والأقرب
    أنه يتخلق في العلقة ، قاله ابن رجب ، و ما ذكره الأطباء يدل على أن
    العلقة تتخلق و تتخطط وكذلك القوابل من النساء يشهدن بذلك ، وحديث حذيفة بن
    أسيد صريح في ذلك .


    السادسة
    / أما نفخ الروح فدل حديث ابن مسعود على أنه لا تكون حتى تتم الأربعين
    الثالثة ، وهذا مروي عن عدد من الصحابة منهم علي وابن عباس وفي الأسانيد
    انقطاع ويغني عن هذا كله حديث ابن مسعود المتفق عليه :" ثم يكون مضغة مثل
    ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح" ، ولم يأت في السنة ما يعارضه
    بإسناد صحيح .


    ومن
    هنا ذهب الإمام أحمد إلى أن الطفل ينفخ فيه الروح بعد الأربعة الأشهر،
    وأنه إذا سقط بعد أربعة أشهر صلى عليه لأنه قد نفخت فيه الروح .


    السابعة / دل حديث ابن مسعود على أن كتابة المقادير تكون بعد الأربعة أشهر.

    وفي حديث حذيفة بن أسيد ما يدل على أنها في أول الأربعين الثانية كما روي عن الرسول r
    قال : "إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصورها
    وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال يا رب: اذكر أم أنثى؟
    فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك، ثم يقول: يا رب أجَلَهُ فيقول ربك ما شاء
    ويكتب الملك، ثم يقول: يا رب رزقه فيقضي ربك ما شاء ، ويكتب الملك ثم يخرج
    الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد على ما أمر به و لا ينقص "


    فهل
    هما كتابتان أم أن حديث ابن مسعود مقدم ؟ أم يقال : حديث حذيفة ليس صريحاً
    في أنه في هذه المدة لقوله: ثُمَّ ، فيحمل على ما جاء في حديث ابن مسعود ،
    اختلف العلماء في ذلك :


    (1)
    فذهب طائفة إلى أن الكتابة تكون في الأربعين الأولى ، وقالوا يشهد لهذا ما
    روي عن عدد من الصحابة منهم عبدالله بن عمرو وأبو ذر ، أنها بعد الأربعين .


    وقالوا
    إنما تأخر ذكرها في حديث ابن مسعود إلى ما بعد ذكر المضغة لئلا ينقطع ذكر
    الأطوار الثلاثة التي يتقلب فيها الجنين فإن ذكرها على نسق واحد ، أعجب و
    أحسن .


    (2) وقيل إنها تختلف لاختلاف الأجنة فبعضهم على ما في حديث ابن مسعود و بعضهم على ما في حديث حذيفة .








    وعموم وقت الكتابة لا يبنى عليه حكم في حقنا .بخلاف نفخ الروح ،و لذا جاءتالأحاديث فيه صريحة .

    الثامنة / هل الكتابة تكون في صحيفة أم على جبين الجنين ؟

    وردت الأخبار بهذا وهذا ولا يمنع ثبوت الجميع .

    بأن يقال : يكتب الملك في الصحيفة كل شيء كما في حديث حذيفة عند مسلم:

    ( ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزاد على ما أمر ولا ينقص منه) ، ويكتب على الجبين إن
    ثبت ما رواه البزار عن ابن عمر وفيه " فيقضي الله إليه أمره ثم يكتب بين
    عينيه ما هو لاق حتى النكبة ينكبها) ، روي مرفوعاً وموقوفاً، قال ابن رجب:(
    ولعله يكتب في صحيفة ويكتب بين عيني الولد) ، وهذا اختيار شيخنا ابن عثيمين ،
    ص111 ، ابن رجب ، ص564 ابن عثيمين.


    التاسعة / هل يجوز للمرأة إسقاط ما في بطنها ؟

    الأصل
    أن الجنين إذا ثبت الحمل فيه فلا يجوز إسقاطه بلا ضرورة هذا هو الراجح ،
    ولكن لاشك أن إلقائه بعد نفخ الروح فيه أشد من إلقائه نطفة .


    مسألة : لكن لو اضطرت الأم إلى إلقائه كأن يخاف عليها من الموت لو بقي في بطنها فهذا يفصّل فيه .

    1 – إن كان لم ينفخ فيه الروح ، ولا ينفخ إلا بعد الأربعين الثالثة فيجوز إلقاؤه لضرورة لأنه إلى الآن لم يصبح نفساً .

    2
    – وإن كان نفخت فيه الروح فالأرجح أنه لا يجوز إلقاؤه وإن خيف على المرأة
    لأنه أصبح نفساً ولا يجوز قتل الولد لإبقاء الأم هذا ما اختاره شيخنا ابن
    عثيمين .


    العاشرة / نص العلماء على أن الجنين إذا سقط يختلف حكمه باختلاف أطواره :

    1
    – فإن سقط وهو في الأربعين الأولى ولم يتخلق فلا يثبت له شيء والدم الخارج
    من المرأة يعتبر دم فساد تأخد المرأة فيه حكم المستحاضة .


    2 – وإن سقط بعد الأربعين الثانية ولم تنفخ فيه الروح فإن تخلق اعتبرته المرأة نفاساً وإلا فلا ولا يصلى عليه .

    3 – إن سقط بعد نفخ الروح فيه ، فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين لأنه صار آدمياً له نفس حية .

    الحادية
    عشر / في الحديث الرد على القدرية الذين ينفون علم الله وتقديره لما يحصل
    على العبد حيث أثبت الرسول كتابة ذلك قبل ولادة العبد .


    الثانية عشر / الكتابة التي على المخلوق وتقدير الأمور جاءت متنوعة :

    1
    – فالنوع الأول : الكتابة قبل خلق السموات والأرض كما في صحيح مسلم عن
    عبدالله بن عمرو أن رسول الله قال : (إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن
    يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة) .


    وفي حديث عبادة بن الصامت عند أبي داود والترمذي أن الرسول r قال :
    " أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة".


    2 – والنوع الثاني : الكتابة الخاصة في بطن الأم كما دلَّ عليه حديث ابن مسعود المتفق عليه .

    3
    – الثالث : كتابة ما يعمله العبد بعدما يجري عليه قلم التكليف حيث وكل
    الله بالعبد ملكين يكتبان ما يقول وما يعمل ؛ ليحاسب عليه يوم القيامة وهذا
    الكتاب الذي يقال للعبد يوم القيامة ،
    } اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً { .


    الثالثة
    عشر : في هذا الحديث دليل على أن السعادة والشقاوة قد سبقت كتابتها على
    العبد وأن ذلك مقدر بحسب الأعمال ، وكل ميسر لما خلق له من الأعمال فأهل
    السعادة ييسرون لعمل أهل السعادة وأهل الشقاوة ييسرون لعمل أهل الشقاوة .


    فلو قال قائل كيف يكون ذلك لقلنا .

    أولاً : الخلق خلق الله فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون .

    ثانياً : أن من أسعدهم فبرحمته وفضله أسعدهم ، ومن أشقاهم فبحكمته وعدله لا يظلم أحداً شيئاً .

    ثالثاً : أن الله أعلم بخلقه فهو يهدي من يستحق ذلك ويشقى من يستحق ذلك

    الرابع : أن العبد لا يدري ماذا كتب له فالواجب عليه أن يسعى لتحصيل السعادة وسعيه لها دليل على أنه من أهلها .

    وأما إذا سعى إلى عمل الشقاوة فهو الذي ظلم نفسه وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم كانوا يظلمون .

    في
    الصحيحين عن علي أن رسول الله قال : ( ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله
    مكانها من الجنة والنار وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة، فقال رجل: يا رسول
    الله أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل .فقال : اعملوا فكل ميسر لما خلق له
    أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة ، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل
    أهل الشقاوة) .


    الخامس
    : أن الله أوضح لنا الطريق وأقام علينا الحجج وبيّنَ ما يحب وما يكره
    وأعطانا إرادة ومشيئة فلا حجة للمخلوق حينما يسلك طريق الشقاوة وأخفى عنا
    الكتاب السابق ليكون العبد بين خوف ورجاء ورغبة ورهبة وليتوكل على ربه ولا
    يركن إلى عمله نسأل الله حسن الخاتمة وأن يجعلنا ممن سبقت لهم منه السعادة
    والفلاح .


    الرابعة
    عشر / قوله: " فوالذي لا إله غيره إن أحدكم" في هذا بيان أن الأعمال
    بالخواتيم فمن ختمت حياته بأعمال أهل الجنة فهو من أهلها ، ومن ختمت بأعمال
    أهل النار فهو من أهلها ، وفي صحيح البخاري عن سهل أن الرسول قال: إنما
    الأعمال بالخواتيم ، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة ، أن الرسول r
    قال : ( إن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل الجنة ثم يختم له عمله
    بعمل أهل النار ، وإن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل النار ثم يختم له
    عمله بعمل أهل الجنة) .


    فعلى
    العبد أن يخاف من سوء الخاتمة وليعلم أن الله أكرم من أن يمكر بعبده
    الصادق فمن أخلص لله العمل وحرص على طاعته واتباع سنة نبيه وخاف من الخاتمة
    السيئة ، وكان باطنه كظاهره ، فإن الله يثبته .


    ولأجل
    ذلك قال في حديث سهل بن سعد المتفق عليه : " إن الرجل ليعمل بعمل أهل
    الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ..الحديث" ففيه إشارة إلى أن سبب
    سوء خاتمته أن باطنه بخلاف ظاهره ، وأن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة وباطنة
    للعبد لا يطلع عليها الناس فتكون تلك الدسيسة سبب سوء الخاتمة وكذلك العكس
    نسأل الله السلامة والعافية .


    وقد روى ابن حبان في صحيحه عن معاوية قال : سمعت رسول الله r يقول: (إنما الأعمال بخواتيمها كالوعاء فإذا طاب أعلاه طاب أسفله وإذا خبث أعلاه خبث أسفله)

    فالخواتيم ميراث السوابق ، وأثر من آثار جد العبد وصدقه وإخلاصه مع ربه.

    ولأجل ذلك خاف السلف من الخاتمة السيئة وحرصوا على سلوك طريق أهل السعادة وسألوا الله جل وعلا أن يختم حياتهم بالإيمان والإسلام .

    قال
    بعض السلف : ما أبكى العيون ما أبكاها الكتاب السابق وبكى بعض الصحابةفقال
    هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار ، فلا أدري في أي القبضتين كنت) . رواه
    أحمد .


    وكان
    سفيان الثوري يشتد قلقه من السوابق والخواتم فكان يبكي ويقول : أخاف أن
    أكون في أم الكتاب شقياً ويبكي ويقول أخاف أن أسلب الإيمان عند الموت .









    وكان مالك بن دينار يقوم من الليل طويلاً قابضاً على لحيته ويقول يا رب قد علمت ساكن الجنة من ساكن النار ففي أي الدارين منزل مالك.

    وقال حاتم الأصم : من خلا قلبه من ذكر أربعة أخطار فهو مغتر ، فلا يأمن الشقاء

    1 – خطر يوم الميثاق حين قال الله هؤلاء في الجنة ولا أبالي وهؤلاء في النار ولا أبالي فلا يعلم في أي الفريقين كان .

    2 – حين خلق في ظلمات ثلاث فنودي الملك بالشقاوة والسعادة فلا يدري أمن الأشقياء هو أم من السعداء .

    3 – ذكر هول المطلع ولا يدري أيبشر برضى الله أو بسخطه .

    4 – يوم يصدر الناس أشتاتاً فلا يدري أي الطريقين يسلك به .

    وكم
    رأى الناس وسمعوا من عجائب تقلب القلوب وخاصة قبل نزول الموت ، بأوقات
    يسيره ، فعلى العبد أن يحرص قدر طاقته على الثبات على الدين والأخذ بأسباب
    الخاتمة الحسنة عله أن يكون عند الموت من الناجين الفائزين .


    ومن أسباب حسن الخاتمة والثبات عند الممات :

    1 – الاستقامة كما قال سبحانه: }
    إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ
    عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا
    وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ { .


    لما احتضر أبو سفيان بن الحارث قال لا تبكوا علي فإني لم أتنطف (أي أتطلخ ) بخطيئة منذ أسلمت .

    عبدي بي إن خيراً فخير وإن شراً فشر " .

    قال ابن الجوزي " فليجعل المريض حسن الظن بالله شعاره ودثاره وليقو رجاءه " .








    3
    – الحذر من الذنوب وتركها لله سبحانه فالذنوب سبب لسوء الخاتمة ، قال ابن
    القيم " ومن عقوباتها أنها تخون العبد أحوج ما يكون إلى نفسه " فكم من
    إنسان خانته عند الاحتضار فثقل لسانه عن الشهادة وشك قلبه بربه .


    4
    – سلامة المعتقد والحذر من التطلخ بالشبهات والأهواء ، فأهل البدع هم أكثر
    الناس شكاً واضطراباً عند الموت ، وأهل السنة هم أكثر الناس ثباتاً على
    أقوالهم ومعتقداتهم


    وكم
    ختم لكثير من البشر بالسوء بسبب ما ابتدعوا في دين الله عز وجل وزاغوا
    وانحرفوا وظهرت حقيقتهم عند أول لقائهم مع ربهم منتقلين إلى الدار الآخرة.


    5 – الحرص على تنظيف الباطن فينظفه من الرياء والنفاق والحسد و بغض الحق وأهله ومحبة الباطل وأهله .

    6 – الإكثار من الدعاء بأن يثبته الله .

    وقد روى أحمد عن أنس قال :( كان النبي r
    يكثر أن يقول في دعائه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، فقيل له: يانبي
    الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا؟ فقال: نعم ، إن القلوب بين
    أصبعين من أصابع الله عز وجل يقلبها كيف يشاء).


    فنسأل الله الثبات حتى الممات وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا .


    شرح الحديثأحمد بن محمد الصقعوب

    ahmade
    ahmade
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 27/11/2011

    الجنسية : alg

    عدد المشاركات : 2394

    مكسب العضو : 14803

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 0

     شرح حديث إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة؟؟ ثم يكون علقة؟؟ مثل ذلك ثم يكون مضغة Empty رد: شرح حديث إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة؟؟ ثم يكون علقة؟؟ مثل ذلك ثم يكون مضغة

    مُساهمة من طرف ahmade 11/12/2011, 13:03

    شكرا لك

    موضوع رائع

      الوقت/التاريخ الآن هو 11/11/2024, 09:43