السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. شيخنا الكريم .. كيف يرد على منكري حجية السنة بدعوى دخول الكذب فيها ؟ وان نكتفى بما جاء فى القرآن الكريم ؟؟ مع إرشادنا إلى مراجع في هذا الباب .. شكر الله لكم وزادكم من فضله .. . الجواب: وشكر الله لك ، ووفقك الله لما يُحب ويَرضى يَلْزَم من هذا القول رَدّ القرآن أيضا ! كيف ؟ لأن هناك من حاوَل تَحْريف القرآن قديما وحديثاً . وهناك من ادّعى مُعارضته ، كَـ " مسيلِمة الكذاب " وغيره . والسنة هي الوحي الثاني ، وقد تكفّل الله بحفظها . وقد نص أهل العلم في قوله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) نَصُّوا على أن السُّنَّة داخلة في مسمّى الذِّكْـر المحفوظ . وفي قوله تعالى : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ) قال الإمام مالك : قول الرجل حدثني أبي عن جدي . والحجة قائمة عليهم ، وحجّتهم داحضة عند ربهم وعند الناس . وهم إذا قالوا : نكتفي بالقرآن ، فقد قامت عليهم الحجة ! قد قال الله تبارك وتعالى : ( وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن هناك من سيَدّعِي بهذه الدعوى ! وأن هناك من يقول : عليكم بالقرآن ! وقد أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم عن أمثال هؤلاء الأدعياء الذين يُريدون الاكتفاء بالقرآن دون السنة ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني ، وهو متكئ على أريكته ، فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله ، فما وجدنا فيه حلالا استحللناه ، وما وجدنا فيه حراما حرمناه ، وإن ما حَرَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حَرَّم الله . رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه . وفي رواية : ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ، ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ، ألا يوشك رجل ينثني شبعانا على أريكته يقول : عليكم بالقرآن ! فما وجدتم فيه من حلال فأحلّوه ، وما وجدتم فيه من حرام فحرِّموه . رواه الإمام أحمد . ثم إنه لا يُمكن الاكتفاء بالقرآن عن السنة، فإن الله أمر بالصلاة والزكاة والصيام والحج وغيرها مما أمر الله به ، فكيف يؤدُّون هذه الفرائض ، وكيف يمتثلون الأوامر ، إلا بالأخذ بالسنة النبوية . فهل يجدون في كتاب الله خمس صلوات ؟ وهل يجدون فيها مقادير الزكاة ؟ وهل يجدون فيها صِفَة الحج ؟ وقد جاء رجل عمران بن حصين رضي الله عنه فسأله عن شيء ، فحدّثه ، فقال الرجل : حدثوا عن كتاب الله ولا تحدثوا عن غيره ! فقال عمران : إنك امرؤ أحمق ! أتجد في كتاب الله أن صلاة الظهر أربعا لا يجهر فيها ؟ وعدد الصلوات ؟ وعدد الزكاة ، ونحوها ؟ ثم قال : أتجد هذا مُفسَّـراً في كتاب الله ؟ إن الله قد أحكم ذلك والسنة تفسر ذلك . أي أن هذه الأشياء وغيرها تفصيلها في السنة النبوية ، أي في الأحاديث الصحيحة الثابتة . ولو عَلِم هؤلاء كم هي الجهود التي بَذَلَها علماء الأمة في خدمة السنة لما تجرءوا على مثل هذا القول ! إن أعظم جهود بُذِلَتْ هي في خدمة السنة النبوية ، عناية بالمتون والأسانيد ، وتأصيلا لعلوم السنة ، وعناية بالجرح والتعديل ، وتتبع الأخبار والتحقق من مصادرها ، ومن سماع الرواة ، ومن تقييد الوفيات ، إلى غير ذلك مما يقف المرء أمامه متعجِّبا من هذه الجهود الجبارة المباركة . غير أن من جهِل شيئا عاداه ! ولم يظهر في الأمة دعوى ردّ الأحاديث إلا لما ظهرت الزندقة ، تحت لـبُوس مختلفة ، وأسماء متعددة . فظهر التفريق بين أحاديث الآحاد والمتواتر من حيث القبول والعمل . ولم يكن لهذا أصل في صدر هذه الأمة . وإنما ظهر هذا لما ظهر الزيغ والضلال ، وأراد أهل الزيغ والضلال أن يعبثوا بعقائد الأمة ، فدخلوا من هذا الباب . ومعلوم بالضرورة أنه لا يُمكن الاستغناء بالقرآن عن السنة ، ولا بالسنة عن القرآن . وكلاهما وَحْـيٌ أوحـاه الله إلى رسوله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم . وقد قال الله تبارك وتعالى عن نبيِّـه صلى الله عليه وسلم : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) وكان عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – يَكْتُب كل شيء سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فنهتني قريش ، وقالوا : أتَكْتُب كل شيء تسمعه ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا ؟! فأمْسَكْتُ عن الكتاب ، فَذَكَرْتُ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأومأ بأصبعه إلى فِيه ، فقال : أكتب ! فو الذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حقّ . رواه ابن أبي شيبة وأبو داود والحاكم . ولو تَركنا كل شيء دَخله الْخَلل لما أخذنا شيئا لا من أمْرِ ديننا ولا من أمْرِ دُنيانا ! ثم إن هؤلاء يأخذون ويَتلقّون الأخبار عن وسائل الإعلام ! وما أكثر ما يَدخلها الكذب ! فهل تَرَك هؤلاء وسائل الإعلام لدخول الكذب ؟! فهذا القول ساقِط مُتهافِت ! أما المراجِع في هذا الباب ، فمنها : السُّنَّة ومكانتها في التشريع ، للدكتور مصطفى السباعي . الحديث والْمُحدِّثون ، لمحمد أبو زهو . السنة قبل التدوين . أصول الحديث ، كلاهما للدكتور محمد عجاج الخطيب . حُجيّة السنة ، للدكتور عبد الغني عبد الخالق . زوابع في وجه السنة قديما وحديثا ، لصلاح الدين مقبول أحمد . دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه ، للدكتور محمد مصطفى الأعظمي . وكان الله في عونك . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مركز الدعوة والإرشاد انكار السنة بحجة دخول الكذب فيها - منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية |
|
|
2 مشترك
انكار السنة بحجة دخول الكذب فيها ،،،، والاكتفاء بالقرآن
الجزائري عبد المعز- عضو ماسي
- تاريخ الإنضمام : 05/10/2011
الجنسية : جزائر
عدد المشاركات : 3288
مكسب العضو : 40583
نقاط تقييم مواضيع العضو : 21
المزاج : منتديات طموح الجزائر
ahmade- عضو ماسي
- تاريخ الإنضمام : 27/11/2011
الجنسية : alg
عدد المشاركات : 2394
مكسب العضو : 14803
نقاط تقييم مواضيع العضو : 0
ششششششششششششكراا