2 مشترك

أثر عقيدة القدر في حياة المؤمن .. الاعاجم ..

الجزائري عبد المعز: عضو ماسي; تاريخ الإنضمام : 05/10/2011

الجنسية : جزائر

عدد المشاركات : 3288

مكسب العضو : 40583

نقاط تقييم مواضيع العضو : 21

المزاج : منتديات طموح الجزائر

مساهمة رقم 1

أثر عقيدة القدر في حياة المؤمن .. الاعاجم ..

من طرف الجزائري عبد المعز 9/12/2011, 23:25

بسم الله الرحمن الرحيم

أثر عقيدة القدر في حياة المؤمن
1. تعلِّم المؤمن الأدب مع الله Y ورسوله r ، قال ابن عباس: (ما رأيت قوماً خيراً من أصحاب رسول الله r ما سألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة)[1] فهم يسلِّمون لعلم الله وحكمته ،ولا يسألون عن الحكمة الربانية في الأوامر والنواهي.
2. تُشيع في النَّفس السكينة والطمأنينة، وتربيتهم على العزّة، سئل زيد بن ثابت t عن القدر فقال:) تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ ([2].
3. يتحرَّر
من العبودية للعباد، بدخوله في العبودية لربِّ العباد، يقول ابن رجب في
كتابه جامع العلوم والحِكم: ( فمن تحقَّق أنَّ كلَّ مخلوقٍ فوق التُّراب
فهو ترابٌ،فكيف يقدِّم طاعة من هو تراب على طاعة ربّ الأرباب، أم كيف يرضي التراب بسخط المالك الوَّهاب، إن هذا لشيء عجاب).
4. تنـزع
كلَّ مظهرٍ للجبن من القلب الذي يعمره، فتدفع صاحبها إلى جهاد الكفار
والطغاة ، دون أن يحسب لوسائلهم أي حساب، وما يمكن أن يهدَّد به من محاربة
في رزقه.
5. يعيش
مطمئّن البال، ويرفل في ثياب الرِّضا في كلِّ أحواله. ففي الحديث الذي مرّ
قريباً السَّراء والضَّراء عنده سواء، وكذلك يعلم أن عظم المصيبة يدلُّ
على صلابة الإيمان ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ t قَالَ:)
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً قَالَ:
الأَنْبِيَاءُ ،ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ
عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلاؤُهُ،
وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا
يَبْرَحُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ
مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ([3].
6. يسلِّم المؤمن بالصَّبر والرِّضا بحكم الله، فلا يشكو الله تعالى إلى خلقه.
قال ابن القيّم:
وإذا اعترتكَ بلـيَّةٌ فاصبرْ لها صبـرَ الكريم فإنَّـه بكَ أكـرمُ
وإذا شكوتَ إلى ابن آدمٍ إنّما تشكو الرحيمَ إلى الذي لا يَرْحمُ
7.
يستشعر المؤمن لطف الله تعالى بعباده، ولذا قال أحد الصالحين: (الرِّضا
باب الله الأعظم، وجنّة الدنيا ومستراح العابدين) ولذا تجد المؤمن في راحة
في البدن والأعصاب ومفارقة الهم والحزن، فلا تمزُّق نفسيٍّ، ولا توتر عصبي
ولا شذوذ ولا انفصام وإنّما رضا وسكينة وسعاة وراحة وطمأنينة وبر ويقين
وقرّة عين، واطمئنان إلى رحمة الله وعدله وحكمته[4].
ويضيف
الأستاذ أحمد الملاّ:( والمعرفة بالقدر تزود المرء بقوى وطاقاتٍ تتحدى
الصِّعاب، وتتخطَّى الأزمات ، وتصغر دونها الأحداث الجسام، إيماناً بأنَّ
الحياة إنّما يحكمها بدقَّةٍ، تدبير العدل الرحيم، وهذا الإيمان يدعم
الثِّقة بالنفس ويجعلها على مستوى الصبر والصمود،في مواجهة الأحداث ) [5].
ويمكن
أن نضيف أنَّ المؤمن يطلب معالي الأمور بعزّة النفس، فلا يذلّ نفسه من أجل
طلب عيش ولا يجبن عن قول الحقِّ، إيماناً بأنَّ رزقه مكتوبٌ محدودٌ، وأنَّ
حياته كذلك محددة بالنَفَس فلا يزيد في العمر استكانة ،ولا يقصِّرها شجاعة
وصدق.
وكذلك
المؤمن يبتعد عن الغشِّ والسَّرقة وسائر وسائل الكسب غير المشروع، لأنَّه
يعلم أن ما يحوزه بالحرام،كان مقدراً له أن يأخذه بالحلال، ومما يروى عن
الإمام علي t
أنه كان يركب بغلةً له ومرّ بالمسجد فطلب من أحدهم أن يمسك له دابته حتى
يصلي، وخرج ليعطي ذلك الرجل درهمين لقاء إمساكه بالدابة، فإذا الرجل قد أخذ
خطامها وباعه في السوق بدرهمين، فتعجب الإمام علي t من استعجاله للحرام.

[1]) ) الجامع لأحكام القرآن 3/40

[2]) ) مسند أحمد 5/185