معهد ون ويب لتطوير المواقع | 1weeb.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ستايلات مجانية FREE STYLES


3 مشترك

    .......... الفرق بين الكفر والشرك ............

    الجزائري عبد المعز
    الجزائري عبد المعز
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 05/10/2011

    الجنسية : جزائر

    عدد المشاركات : 3288

    مكسب العضو : 40583

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 21

    المزاج : منتديات طموح الجزائر

     .......... الفرق بين الكفر والشرك ............ Empty .......... الفرق بين الكفر والشرك ............

    مُساهمة من طرف الجزائري عبد المعز 20/11/2011, 09:05


    الفرق بين الكفر و الشرك



    الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
    هذه قاعدة مهمة جدا قل من يتنبه لها مع كثرة ورودها في كتاب الله و مع أن أهل العلم المحققين يذكرونها في ثنايا كتبهم .
    قال
    تعالى {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ
    الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ
    وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ
    بِمَا يَعْمَلُونَ} (96) سورة البقرة .
    أي اليهود مع أن اسم الكفر يشملهم جميعا و لكن هناك فرق بين من كان يهوديا كافرا و بين من كان مشركا كافرا فتدبر .
    و
    قال تعالى {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا
    أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ
    النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ} (151) سورة آل عمران .
    و هنا
    ذكر الله تعالى وصفين لعين واحدة فلا بد إذن أن يكون كل وصف له تأثير و إن
    كان وحده فذكرهم الله تعالى بوصف الكفر و هذا لا يكون إلا بعد بلوغ الرسالة
    و يقترن به العذاب و الوصف الآخر الشرك و هو جعل المخلوق ندا للخالق و هذا
    لا يشترط إقتران العذاب به فقد يكون مشركا و لكن من أهل الفترة و لا يعذب
    حتى تقام عليه الحجة .
    {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ
    وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ
    الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ
    فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} (186) سورة آل عمران و هذا كذلك
    تفريق بين الأسماء بسبب اختلاف الحقائق فحقيقة المشرك غير حقيقة الكتابي
    لذا خالف الله تعالى بين أسمائهم و إن كانوا يجتمعون في اسم الكفر بعد قيام
    الحجة فذكر الله تعالى كل بوصفه للتفريق بينهما .
    قوله تعالى {ذَلِكَ
    هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ
    لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (88) سورة الأنعام فعلق الله
    تعالى حبوط العمل بالشرك فدل على أن كل من وقع في شرك أكبر فقد حبط عمله و
    هذا لا يقتضي تعذيبه لأن العذاب لا يكون إلا بعد الرسالة و كذلك لا يقتضي
    أن يكون حكمه حكم المسلم بحيث يدخل الجنة لأن الجنة لا يدخلها إلا نفس
    مسلمة و هذه نفس غير مسلمة و لكن لها حكم آخر و هو حكم أهل الفترة بحيث
    تمتحن فإن أطاعت دخلت الجنة فكان حكمها حكم النفس المسلمة و إن لم تطع دخلت
    النار فكان حكمها حكم من أقيمت عليه الحجة .
    قوله تعالى {لَمْ يَكُنِ
    الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ
    حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} (1) سورة البينة فلهم اسم و حقيقة لهذا
    الإسم قبل البينة و هو الشرك و لهم اسم و حكم بعد البينة و هو الكفر و
    العذاب .
    قوله تعالى {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ
    قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ
    الْخَاسِرِينَ} (65) سورة الزمر فحكم الله تعالى حكم جازما لازما بحبوط عمل
    من أشرك بالله الشرك الأكبر و إن كان خليل الله محمد صلى الله عليه و سلم و
    الاسم يؤخذ من الفعل فكما أن من أشرك حبط عمله فكذلك من أشرك و حبط علمه
    هو مشرك لإنتفاء حقيقة التوحيد من قلبه إما استكبارا أو جعل لله أندادا في
    العبادة لذا من بدع هذا العصر الشرعية و اللغوية و العقلية التفريق بين
    الفعل و الفاعل .
    فالأصل لغة و شرعا بل و عقلا أن من فعل فعلا سمى بهذا
    الفعل فمن اكل سمي آكلا و من شرب سمي شاربا سواء قيل بان الاسم مشتق من
    المصدر أو من الفعل فكل النحويين متفقون على ذلك و إن اختلفوا في أصل
    الإشتقاق لأن المصدر و الفعل كلاهما يتضمن الحدث الذي هو الفعل فشارب مثلا
    يتضمن حدث الشرب و هذا الحدث موجود في في الفعل و المصدر و فارق الفعل
    المصدر بأن الحدث قارنه زمن .
    و هذا من تدبره علم علم اليقين بأنه مقتضى جميع اللغات .
    و
    كذلك شرعا كل من فعل فعلا سمي بهذا الفعل فمن أشرك مع الله غيره سمي مشركا
    و من ابتدع في الدين سمي مبتدعا و من شرب الخمر سمي شاربا للخمر .
    و
    الشرع أحكامه جاريه على لغة العرب و أساليبها و لو قلنا غير هذا للزمنا أن
    تكذيب قوله تعالى (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا
    يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ
    وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ) (النحل : 103 ) .
    و قوله (قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (الزمر : 28 ) .
    و قوله (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ) (الشعراء : 195 ) .
    نعم قد يزيد الشارع بعض القيود و الشروط و بعض المعاني و لكن أبدا لا يخرج عن أساليب العرب و لغتهم .
    و
    حتى الكفر لغة كما قال ابن منظور ( الكُفْرُ جُحود النعمة , وهوضِدُّ
    الشكر . وقوله تعالى : إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ أَي جاحدون . و كَفَرَ
    نَعْمَةَ الله يَكْفُرها كُفُوراً و كُفْراناً و كَفَر بها : جَحَدَها
    وسَتَرها . و كافَرَه حَقَّه : جَحَدَه . ورجل مُكَفَّر مجحود النعمة مع
    إِحسانه . ورجل كافر جاحد لأَنْعُمِ الله , مشتق من السَّتْر , وقيل :
    لأَنه مُغَطًّى على قلبه . ) .
    و الجحد لا يكون إلا لمن علم الحق او تمكن منه و رده .
    فصفة
    الكفر لغة و شرعا تقتضي معرفة المكفور به و أو التمكن منها ثم ردها و
    جحدها و هذا جاري كذلك على الأصل الذي ذكرناه بأن من وقع منه الفعل سمي
    بهذا الفعل فمن وقع منه الكفر سمي كافرا و صفة الكفر كما ذكرنا تقتضي الرد و
    الجحد مع العلم أو التمكن من العلم حيث نزل منزلة العلم .
    قال شيخ
    الإسلام بن تيمية رحمه الله ( ولا ريب أن الكفر متعلق بالرسالة فتكذيب
    الرسول كفر وبغضه وسبه وعداوته مع العلم بصدقه في الباطن كفر عند الصحابة
    والتابعين لهم بإحسان ... ) .
    و قال رحمه الله ( فَإِنَّ حَالَ
    الْكَافِرِ : لَا تَخْلُو مِنْ أَنْ يَتَصَوَّرَ الرِّسَالَةَ أَوْ لَا ؛
    فَإِنْ لَمْ يَتَصَوَّرْهَا فَهُوَ فِي غَفْلَةٍ عَنْهَا وَعَدَمِ إيمَانٍ
    بِهَا . كَمَا قَالَ : { وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ
    ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } وَقَالَ : {
    فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ
    كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ } لَكِنَّ الْغَفْلَةَ
    الْمَحْضَةَ لَا تَكُونُ إلَّا لِمَنْ لَمْ تَبْلُغْهُ الرِّسَالَةُ
    وَالْكُفْرُ الْمُعَذَّبُ عَلَيْهِ لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ بُلُوغِ
    الرِّسَالَةِ . فَلِهَذَا قَرَنَ التَّكْذِيبَ بِالْغَفْلَةِ وَإِنْ
    تَصَوَّرَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ وَانْصَرَفَ فَهُوَ مُعْرِضٌ عَنْهُ
    كَمَا قَالَ تَعَالَى . { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ
    اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى } { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ
    ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا } وَكَمَا قَالَ : { رَأَيْتَ
    الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا } وَكَمَا قَالَ : { وَإِذَا
    قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا
    أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا } . وَإِنْ كَانَ مَعَ ذَلِكَ لَا حَظَّ
    لَهُ ؛ لَا مُصَدِّقَ وَلَا مُكَذِّبَ وَلَا مُحِبَّ وَلَا مُبْغِضَ فَهُوَ
    فِي رَيْبٍ مِنْهُ كَمَا أَخْبَرَ بِذَلِكَ عَنْ حَالِ كَثِيرٍ مِنْ
    الْكُفَّارِ مُنَافِقٍ وَغَيْرِهِ كَمَا قَالَ : { إنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ
    الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ
    قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ } وَكَمَا قَالَ مُوسَى :
    { أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ
    وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إلَّا
    اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ
    فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ
    وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إلَيْهِ مُرِيبٍ } { قَالَتْ
    رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
    يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إلَى
    أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إنْ أَنْتُمْ إلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ
    أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ
    مُبِينٍ } { قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إنْ نَحْنُ إلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ
    وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ
    لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى
    اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } . فَأَخْبَرَ سُبْحَانَهُ : عَنْ
    مُنَاظَرَةِ الْكُفَّارِ لِلرُّسُلِ فِي الرُّبُوبِيَّةِ أَوَّلًا
    فَإِنَّهُمْ فِي شَكٍّ مِنْ اللَّهِ الَّذِي يَدْعُونَهُمْ إلَيْهِ وَفِي
    النُّبُوَّةِ ثَانِيًا بِقَوْلِهِمْ : { إنْ أَنْتُمْ إلَّا بَشَرٌ
    مِثْلُنَا } وَهَذَا بَحْثُ كُفَّارِ الْفَلَاسِفَةِ بِعَيْنِهِ ؛ وَإِنْ
    كَانَ مُكَذِّبًا لَهُ فَهُوَ التَّكْذِيبُ وَالتَّكْذِيبُ أَخَصُّ مِنْ
    الْكُفْرِ . فَكُلُّ مُكَذِّبٍ لِمَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ فَهُوَ
    كَافِرٌ . وَلَيْسَ كُلُّ كَافِرٍ مُكَذِّبًا بَلْ قَدْ يَكُونُ مُرْتَابًا
    إنْ كَانَ نَاظِرًا فِيهِ أَوْ مُعْرِضًا عَنْهُ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ
    نَاظِرًا فِيهِ وَقَدْ يَكُونُ غَافِلًا عَنْهُ لَمْ يَتَصَوَّرْهُ بِحَالِ
    لَكِنْ عُقُوبَةُ هَذَا مَوْقُوفَةٌ عَلَى تَبْلِيغِ الْمُرْسَلِ إلَيْهِ .
    وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ الْأَمْرَيْنِ فِي أَنْ يُضَمَّ إلَى الْمَعْرِفَةِ
    الْمُجْمَلَةِ إمَّا تَكْذِيبٌ وَإِمَّا كُفْرٌ بِلَا تَكْذِيبٍ ... ) .
    و
    قال رحمه في موضع آخر ( فَصْلٌ وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ مَا قَبْلَ
    الرِّسَالَةِ وَمَا بَعْدَهَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَجَمَعَ
    بَيْنَهُمَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى
    الطَّائِفَتَيْنِ : عَلَى مَنْ قَالَ : إنَّ الْأَفْعَالَ لَيْسَ فِيهَا
    حَسَنٌ وَقَبِيحٌ . وَمَنْ قَالَ : إنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ
    عَلَى الْقَوْلَيْنِ . أَمَّا الْأَوَّلُ فَإِنَّهُ سَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ
    وَطَاغِينَ وَمُفْسِدِينَ ؛ لِقَوْلِهِ : { اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ
    طَغَى } وَقَوْلِهِ : { وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ
    الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } { قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ }
    وَقَوْلِهِ : { إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا
    شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ
    وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } فَأَخْبَرَ
    أَنَّهُ ظَالِمٌ وَطَاغٍ وَمُفْسِدٌ هُوَ وَقَوْمُهُ وَهَذِهِ أَسْمَاءُ
    ذَمِّ الْأَفْعَالِ ؛ وَالذَّمُّ إنَّمَا . يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ
    السَّيِّئَةِ الْقَبِيحَةِ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْأَفْعَالَ
    تَكُونُ قَبِيحَةً مَذْمُومَةً قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ لَا
    يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ إتْيَانِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ ؛
    لِقَوْلِهِ : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } .
    وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ هُودَ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ : { اعْبُدُوا
    اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ إنْ أَنْتُمْ إلَّا مُفْتَرُونَ }
    فَجَعَلَهُمْ مُفْتَرِينَ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ يُخَالِفُونَهُ ؛
    لِكَوْنِهِمْ جَعَلُوا مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ فَاسْمُ الْمُشْرِكِ
    ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ ؛ فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ
    بِهِ وَيَجْعَلُ مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا قَبْلَ
    الرَّسُولِ وَيُثْبِتُ أَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ مُقَدَّمٌ عَلَيْهَا
    وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَهْلِ وَالْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ : جَاهِلِيَّةً
    وَجَاهِلًا قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ وَأَمَّا التَّعْذِيبُ فَلَا .
    وَالتَّوَلِّي عَنْ الطَّاعَةِ كَقَوْلِهِ : { فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى }
    { وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى } فَهَذَا لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ
    الرَّسُولِ مِثْلَ قَوْلِهِ عَنْ فِرْعَوْنَ . { فَكَذَّبَ وَعَصَى } كَانَ
    هَذَا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى . {
    فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى } { فَكَذَّبَ وَعَصَى } وَقَالَ : {
    فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ } .
    قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه
    الله ( ( فجنس هؤلاء المشركين وأمثالهم ممن يعبد الأولياء والصالحين نحكم
    بأنهم مشركون ونرى كفرهم إذا قامت عليهم الحجة الرسالية وما عدا هذا من
    الذنوب التي هي دونه في المرتبة . والمفسدة لانكفر بها ) الدرر السنية
    (1/515 , 522) .
    فانظر كيف فرق رحمه الله بين اسم الشرك و اسم الكفر و فصل في العذاب فعلقه بالكفر و لم يعلقه في الشرك .
    سئل
    إبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب عبدالله وحسين رحمهم الله عن حكم من مات
    قبل ظهور دعوة الشيخ فأجابوا : ( من مات من أهل الشرك قبل بلوغ هذه الدعوة
    فالذي يحكم عليه أنه إذا كان معروفاً بفعل الشرك ويدين به ، ومات على ذلك
    فهذا ظاهره أنه مات على الكفر فلا يدعى له و لا يضحى له و لا يتصدق عنه
    وأما حقيقة أمره فإلى الله تعالى فإن قامت عليه الحجة في حياته وعاند فهذا
    كافر في الظاهر والباطن وإن لم تقم عليه الحجة في حياته فأمره إلى الله )
    الدرر السنية 10/ 142 ) فحكم أبناء الشيخ على مثل هؤلاء بأنهم مشركون و أما
    العذاب فلا يكون إلا بعد الرسالة .
    و قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل
    الشيخ رحمه الله ( أجمع العلماء سلفاً وخلفاً من الصحابة والتابعين والأئمة
    وجميع أهل السنة أن المرء لايكون مسلماً إلا بالتجرد من الشرك الأكبر
    والبراءة منه وممن فعله وبعضهم ومعاداتهم..الخ ) الدرر السنية:( 11/ 545 -
    546 ).
    و قال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله ( أن أقل أحوالهم أن
    يكونوا مثل أهل الفترة الذين هلكوا قبل البعثة ومن لا تيلغه دعوة نبي من
    الأنبياء – إلى أن قال – وكلا النوعين لا يحكم بإسلامهم و لا يدخلون في
    مسمى المسلمين حتى عند من لم يكفر بعضهم وأما الشرك فهو يصدق عليهم واسمه
    يتناولهم وأي إسلام يبقى مع مناقضه أصله وقاعدته الكبرى شهادة أن لا إله
    إلاّ الله ... )
    و قال الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن آل الشيخ رحمه الله (
    بل أهل الفترة الذين لم تبلغهم الرسالة والقرآن وماتوا على الجاهلية لا
    يسمون مسلمين بالإجماع ( ) ولا يستغفر لهم وإنما اختلف أهل العلم في
    تعذيبهم في الآخرة ) .
    و غيرها كثير من أدلة الكتاب و السنة و كلام أهل العلم و لولا خشية الإطالة لنقلته .
    و الله اعلم .



    خليل إبراهيم
    خليل إبراهيم
    صاحب الموقع


    تاريخ الإنضمام : 02/12/2009

    الجنسية : أردني وافتخر

    عدد المشاركات : 9177

    مكسب العضو : 122149

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 118

    العمر : 34

    المزاج : رايق

     .......... الفرق بين الكفر والشرك ............ Empty رد: .......... الفرق بين الكفر والشرك ............

    مُساهمة من طرف خليل إبراهيم 12/12/2011, 09:24

    مشكووووووووووووور على الطرح المفيد
    ahmad
    ahmad
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 27/11/2011

    الجنسية : algh

    عدد المشاركات : 1040

    مكسب العضو : 15384

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 0

     .......... الفرق بين الكفر والشرك ............ Empty رد: .......... الفرق بين الكفر والشرك ............

    مُساهمة من طرف ahmad 16/12/2011, 12:37

    شكرا جزيلا على الموضوع

    تقبل مروري

      الوقت/التاريخ الآن هو 11/11/2024, 13:09