السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سُئِلَ - ابن تيمية - رَحمَهُ اللَّهُ تَعَالَى عن رجلين تنازعًا في أمر نبي اللّه عيسى ابن مريم عليه السلام فقال أحدهما: إن عيسى ابن مريم توفاه اللّه ثم رفعه إليه، وقال الآخر: بل رفعه إليه حيا. فما الصواب في ذلك؟ وهل رفعه بجسده، أو روحه أم لا؟ وما الدليل على هذا وهذا ؟ وما تفسير قوله تعالى: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: 55]؟ فَأَجَابَ: الحمد للّه، عيسى عليه السلام حي، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عدلًا، وإمامًا مقسطًا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية )، وثبت في الصحيح عنه: أنه ينزل على المنارة البيضاء شرقي دمشق، وأنه يقتل الدَّجَّال. ومن فارقت روحه جسده لم ينزل جسده من السماء، وإذا أحيى فإنه يقوم من قبره. وأما قوله تعالى: { إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ }، فهذا دليل على أنه لم يَعْنِ بذلك الموت؛ إذ لو أراد بذلك الموت لكان عيسى في ذلك كسائر المؤمنين؛ فإن اللّه يقبض أرواحهم ويعرج بها إلى السماء، فعلم أن ليس في ذلك خاصية، وكذلك قوله: { وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ }، ولو كان قد فارقت روحه جسده لكان بدنه في الأرض كبدن سائر الأنبياء، أو غيره من الأنبياء. وقد قال تعالى في الآية الأخرى:{ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ } [النساء:157، 158] فقوله هنا: { بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ } يبين أنه رفع بدنه وروحه، كما ثبت في الصحيح أنه ينزل بدنه وروحه؛ إذ لو أريد موته لقال: وما قتلوه وما صلبوه، بل مات. فقوله: { بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ } يبين أنه رفع بدنه وروحه، كما ثبت في الصحيح أنه ينزل بدنه وروحه. ولهذا قال من قال من العلماء: { إِنِّي مُتَوَفِّيكَ }: أي: قابضك، أي: قابض روحك وبدنك، يقال: تَوَفَّيْتُ الحسابَ واستوفيتُه، ولفظ التَّوَفِّي لا يقتضي نفسه تَوفِّي الروح دون البدن، ولا تَوَفِّيهما جميعًا، إلا بقرينة منفصلة. وقد يراد به توفي النوم كقوله تعالى: { اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا } [الزمر: 42] وقوله: { وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ } [الأنعام: 60] وقوله: { حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا } [الأنعام: 61] وقد ذكروا في صفة توفي المسيح ما هو مذكور في موضعه. واللّه تعالى أعلم. مجموع فتاوى ابن تيمية الجزء الرابع - ص: 322، 323 |
|
|
4 مشترك
الله تعالى رفع عيسي عليه السلام بدنا وروحا
الجزائري عبد المعز- عضو ماسي
- تاريخ الإنضمام : 05/10/2011
الجنسية : جزائر
عدد المشاركات : 3288
مكسب العضو : 40583
نقاط تقييم مواضيع العضو : 21
المزاج : منتديات طموح الجزائر
- مساهمة رقم 1
الله تعالى رفع عيسي عليه السلام بدنا وروحا
ahmade- عضو ماسي
- تاريخ الإنضمام : 27/11/2011
الجنسية : alg
عدد المشاركات : 2394
مكسب العضو : 14803
نقاط تقييم مواضيع العضو : 0
- مساهمة رقم 2
رد: الله تعالى رفع عيسي عليه السلام بدنا وروحا
مشكور وبارك الله فيك
مجهود جبار
تحياتي
مجهود جبار
تحياتي
ahmad- عضو ماسي
- تاريخ الإنضمام : 27/11/2011
الجنسية : algh
عدد المشاركات : 1040
مكسب العضو : 15384
نقاط تقييم مواضيع العضو : 0
- مساهمة رقم 3
رد: الله تعالى رفع عيسي عليه السلام بدنا وروحا
مشكووووووووووووووور على الموضوع القيم
بارك الله فيك
واصل تقدمك
بارك الله فيك
واصل تقدمك
خليل إبراهيم- صاحب الموقع
- تاريخ الإنضمام : 02/12/2009
الجنسية : أردني وافتخر
عدد المشاركات : 9177
مكسب العضو : 122149
نقاط تقييم مواضيع العضو : 118
العمر : 34
المزاج : رايق
- مساهمة رقم 4