السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة الحج ليس للحجاج فقط موقع قصة الاسلام أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.. بسم الله الرحمن الرحيم.. إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونستهديه.. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهد الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له.. وأشهد ألا إله إلا الله وحده ولا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.. أما بعد.. فقد توقفت كثيرًا أمام حديث مشهور من أحاديث رسول صلى الله عليه وسلم, رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وقال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: "بُني الإسلام على خمس: 1- شهادة أن لا إله الله, وأن محمداً رسول الله 2- وإقام الصلاة 3- وايتاء الزكاة 4- وصوم رمضان 5- وحج البيت.." ومع أن الحديث مشهور جدًا, ومتفق عليه, ويحفظه تقريبًا عامة المسلمين.. إلا أنه يحتاج إلى وقفة طويلة للتأمل، تعالوا بنا نفكر سويًّا...!! الإسلام بناء ضخم هائل، وصرح عظيم، فيه عدد كبير جدًا من التشريعات والقوانين والأحكام، وهو نظام حياة كامل، ودستور عظيم.. ينظم معاملة المسلم مع ربه ومع أسرته ومع جيرانه ومع أقاربه ومع أصحابه... بل مع أعدائه أيضًا!... تشريعات لا حصر لها!! يعجب الإنسان ويذهب بعقله بعيدًا مع هذا الكم الهائل من القوانين والأحكام في هذا الدين العظيم، وسبحان الله.. فقد اختار الله عز وجل من هذا البناء الضخم الكبير (الإسلام) خمسة أمور فقط جعلها أساسًا لكل هذا البناء، وكل شيء بعد هذه الأشياء الخمسة ينبني عليها، ولو أن ركنًا من هذه الأركان الخمسة - التي هي الأساس - سقط لسقط هذا البناء كله، وإلى هنا لا يوجد شيء يثير الدهشة أو الحيرة, لكن المحيّر حقًا هو أن يكون الحج أحد هذه الأعمدة التي ينبني عليها الإسلام... لماذا الحج بالذات؟! الحج عبادة لا يكلَّف بها المسلم أو المسلمة إلا مرة واحدة في العمر كله, وفي حال الاستطاعة.. ومعنى ذلك أن من لا يستطيع الحج فلن يُفْرَضَ عليه أداؤه.. وبالتالي فإن ملايين المسلمين على مرّ العصور لم ولن يحجوا لعدم الاستطاعة سواءٌ كان لعدم الاستطاعة ماليًا أو معنويًّا، وحتى من كُتب لهم الحج.. فالكثير الغالب منهم لم يحج إلا مرةً واحدة في عمره كله الذي قد يمتد ستين أو سبعين سنة! " أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين", ومن ثَمَّ لا ينفق الإنسان خلال هذا العمر الطويل في هذه العبادة إلا أسبوعين أو ثلاثة.. أو حتى شهرًا أو اثنين.. كم يمثل ذلك من العمر كله؟! فضلاً عمَّا نسمع عنه الآن من أنواع الحج السريع، والحج الفاخر، والحج المريح... التي يستطيع الحاج فيها أن ينهي كل المناسك في أسبوع واحد، ويقيم في أرقى وأفخم الفنادق، ويكون أقرب إلى الحرم من أهل مكة نفسها... وهذا الوقت في عمر الإنسان بسيط جدًا جدًا، سواءً كان حجًا سريعًا أو بطيئًا، فلماذا - إذن - يختار الله عز وجل هذه العبادة العارضة في حياة المسلم ليجعلها أساسًا لهذا الدين وركنًا من أركان الإسلام، وعمودًا من أعمدته؟! مع أنه ليس مطلوبًا إلا مرة واحدة في العمر للمستطيع فقط، ومن لم يستطع فلن يؤديه أصلاً؟! في حين أنك لو نظرت إلى شهادة التوحيد تجد أنها أصل الإسلام, وعليها تُبنى سائر الشرائع.. وكذلك الصلاة "عماد الدين".. تؤدَّى خمس مرات يوميَّا.. والزكاة كل عام, وكذلك الصوم.. أما الحج فشأنه عجيب؛ فمع كونه ركنًا من أركان الإسلام كتلك العبادات السابقة.. إلا أنه لا يشغل من حياة الإنسان إلا وقتًا محدودًا جدًا.. وقد لا يؤديه العبد أصلاً إن فقد الاستطاعة!! الأمر إذن – كما ذكرت - يحتاج إلى وقفة تدبر وتأمل؛ فلا بد أن هناك فوائد تتحقق في الحج تؤدي إلى تغيّر في حياة المسلم الذي أدّى هذه الفريضة, ولا بد أن الحج سيؤثر على حياة الإنسان بكاملها في الأرض؛ لأن هذه الزيارة العارضة لبيت الله الحرام ربما تكون سببًا في صلاح الفرد رجلاً كان أو امرأةً، ومن ثَمَّ يستطيع تطبيق بقية شرائع الإسلام، وبهذا يصلح الحج أن يكون ركنًا من الأركان التي ينبني عليها الإسلام... لكن!! إذا كان هذا الكلام صحيحًا في حقِّ من حج من الرجال والنساء، فما بال أولئك الذين لم يستطيعوا الحج لأي عذر من الأعذار، وهم ليسوا قلة؟ لماذا جعل الله عز وجل الحج من أساسات الإسلام الرئيسية مع أن هناك طائفة كبيرة جدًا من المؤمنين لم يقوموا به مع كونهم مؤمنين وراغبين في الحج.. بل مشتاقين إليه؟! من المؤكد - وبلا شك - أن هناك فائدة ما تعود على الأمة كلها، سواءً كانوا من الحجاج الذين يحجون كل عام، أو ممن حجّ مرةً واحدة، أو ممن لم يحج مطلقًا.. وقد لا يحج في حياته كلها... ليشهدوا منافع لهم.." الحج يفيد الأمة كلها، ومن ثَمَّ فإن الله تعالى جعله ركنًا أساسيًا ينبني عليه الإسلام. جلست أفكر ، ما هي مقاصد الشريعة في الحج؟ ما هي الغاية من الحج؟ ما هي الفوائد المتحققة والآثار الناتجة عن الحج؟؟ تعالوا بنا نبحث جيدًا لنعرف لماذا اختار الله الحج ليكون من أعمدة الإسلام، وجدت أن الله عز وجل يقول: "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ.. لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ, وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ؛ فَكُلُوا مِنْهَا, وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ".. في الحج إذن - كما قال الله عز وجل - "منافع"، وكلمة "منافع" كلمة شاملة عامة، لا أعتقد أنها يجب أن تُقصر على المنافع التجارية والمالية فقط، لأن بعض الدعاة والمفسرين يقصرون كلمة المنافع على التجارة، بمعنى أنك ذاهب للحج، ويمكن أن تساهم في إنعاش التجارة فتبيع وتشتري... والحق أن قصر منافع الحج على التجارة فقط تحديد غير مقبول للنص ، وفيه تقليل من معنى هذه الكلمة العامة الشاملة، وخاصة في هذا الزمان الذي نعيش فيه، فرزق المسلمين هناك من البترول في يوم أو يومين يعادل تجارة الحج كلها، ويتأكد هذا المعنى إذا أخذنا في الاعتبار أن المنفعة الحقيقية التي تعود من التجارة في الحج إنما هي للصين واليابان لأنهما من قام بإنتاج أغلب سلع التجارة التي تروج أيام الحج.. وليس المسلمون!!. لا بد - إذن - أن نفكر في منافع الحج الرئيسية... |
|
|
3 مشترك
الحج ليس للحجاج فقط * الجزء ( 01 )
الجزائري عبد المعز- عضو ماسي
- تاريخ الإنضمام : 05/10/2011
الجنسية : جزائر
عدد المشاركات : 3288
مكسب العضو : 40583
نقاط تقييم مواضيع العضو : 21
المزاج : منتديات طموح الجزائر
- مساهمة رقم 1
الحج ليس للحجاج فقط * الجزء ( 01 )
خليل إبراهيم- صاحب الموقع
- تاريخ الإنضمام : 02/12/2009
الجنسية : أردني وافتخر
عدد المشاركات : 9177
مكسب العضو : 122149
نقاط تقييم مواضيع العضو : 118
العمر : 34
المزاج : رايق
- مساهمة رقم 2
رد: الحج ليس للحجاج فقط * الجزء ( 01 )
MBSH- المراقب العام
- تاريخ الإنضمام : 17/05/2012
الجنسية : ذكر
عدد المشاركات : 1775
مكسب العضو : 9179
نقاط تقييم مواضيع العضو : 106
- مساهمة رقم 3
رد: الحج ليس للحجاج فقط * الجزء ( 01 )
شكراً جزيت خيراً