مقدمة
الفكر الإسلامي فكر شمولي يقوم على أساس من
العقيدة الرّبانيّة، وتأثيره في القناعات والسلوك كبير، وهو من أعظم حاجات الإنسان
المسلم في كافة مراحل نموه. من هنا لا بد من الاهتمام بتثقيف الطالب وتربيته على
أساس من هذا الفكر في كل المراحل الدراسيّة، بما فيها المرحلة الجامعيّة، وبما
يتلاءم مع مستوى نضوج الطالب وحاجاته وخبراته.
تبدأ صلة المسلم بالفكر الإسلامي من
طفولته، وتستمر هذه الصلة وتتصاعد بتصاعد وعيه، وهو بحاجة دائمة إلى ما يُلبي شغفه
للعلم، وشوقه للصلة بربه، ورغبته في تطوير سلوكه. وهو يتوقع أن يجد في كل مرحلة ما
لا يجده في المراحل السابقة، لذا لا بُد من مراعاة ذلك عند قيادة العمليّة
التعليميّة، بما في ذلك الكتاب الذي يشكل مع المحاضرات المرجعيّة الأولى للطالب.
لقد
حرصنا في هذا الكتاب على أن نراعي حاجات الطالب، وأن يكون المضمون في مستوى
توقعاته؛ لذا عملنا على تزويده بمعارف وخبرات جديدة، في ثوب جديد يساعده على
التعلم ويثير لديه الدافعيّة للتفكير والالتزام. وحرصنا على أن يكون المضمون
أساساً لمنهجيّة سوية في التفكير.