معهد ون ويب لتطوير المواقع | 1weeb.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ستايلات مجانية FREE STYLES


    ثقافة الإحباط - والطريق نحو المستقبل

    شيكابالا$
    شيكابالا$
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    تاريخ الإنضمام : 15/04/2013

    الجنسية : مصرى

    عدد المشاركات : 200

    مكسب العضو : 10000

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 0

    العمر : 28

    المزاج : الحمد لله

    ثقافة الإحباط - والطريق نحو المستقبل Empty ثقافة الإحباط - والطريق نحو المستقبل

    مُساهمة من طرف شيكابالا$ 15/4/2013, 13:17

    ثقافة الإحباط - والطريق نحو المستقبل 6d52ce9e57abe56ea51549c42ec303b1
    كلنا رأى في حياته ذلك المشهد، مشهد الطفل الصغير وهو يخطو خطواته الأولى بقدمين ضعيفتين، فكم مرة يتعثر فيقع على الأرض، ثم يحاول الوقوف والسير من جديد ليقع من جديد، ومع ذلك فهو لا يكف عن المحاولة، ونرى الجميع من حوله يشجعونه بكل وسيلة، لكي يتابع الخطى ولا يتوقف عن المحاولة، وهم فرحون بذلك مسرورون، مع الجزم أن هذه الخطى المترنحة ستقوده لا محالة إلى النجاح والسير بخطى ثابتة واثقة.

    ولكن المشهد يتغير كثيرا عندما يكبر ذلك الطفل، حيث ينشأ على ثقافة اليأس والإحباط، فنراه لا يسعى بتلك المثابرة وإن تعثر مرة لا يحاول النهوض مرة أخرى، كما أن من حوله يثبطون من عزمه وينقصون من همته، ولا نعد نرى كلمات التشجيع، أتعلمون لماذا؟ إنها حالة انعدام الثقة في النفس، والخوف من الفشل، وسيطرة ثقافة اليأس والإحباط.


    وهذه الثقافة السائدة في مجتمعاتنا قد تدفع بعضنا أحيانا إلى الرضا أو الارتياح لوضع سيء خوفا مما قد يكون أسوأ، فنحن لا ندري ما ستقود إليه التجربة، فنرفض أن نغامر أو نجازف، ونرفض أن ندفع ثمن التجربة وذلك في الحقيقة يجعلنا نقف في المكان نفسه لا نتحرك إلى الإمام! فاليأس والإحباط يقتل بداخلنا أي أمل في التغيير والتقدم.

    إن الكثير من الأفراد في مجتمعاتنا يحملون طموحات وآمالا كبيرة في أنفسهم، لكن هذه الطموحات والآمال تظل حبيسة النفس والوجدان، وليس لها أي صدى في واقع حياتهم؛ لأنهم لم يتم تنشئتهم على روح المبادرة والمثابرة والعمل؛ ولسيطرة الإحباط على النفوس.


    ونحن نرى انعكاس هذه الثقافة في شتى المجالات داخل المجتمع، فعلى الصعيد الاجتماعي حيث حالة الانعزال والخوف من التفاعل مع من حولنا، حتى أصبحت الكثير من الأسر والبيوت هي جزر منعزلة عمن حولها، والأفراد يعانون من فقدان الخبرات الاجتماعية، وعلى الصعيد الاقتصادي لا يستطيع الشخص أن يقيم مشروعا ما، وحتى المشروعات التي تقام في مجتمعاتنا هي مشروعات تقليدية مستنسخة من المجتمعات الأخرى تفتقد لحاسة الإبداع، فلا نرى شركات ضخمة تعتمد على الفكر والعقل البشري.


    وعلى الصعيد السياسي دفعت ثقافة الإحباط والخوف من الفشل، شعوب المنطقة التي تقبع تحت حكم أنظمة مستبدة فاسدة لعقود طويلة ومع استمرار القهر حتى استوت عندهم الحياة مع الموت، عندها فقط تحركت الجماهير.

    إن حالة الإحباط والخوف من الفشل هي أول حجر عثرة نضعه بأنفسنا في طريقنا نحو المستقبل؛ لنعوق به حركتنا، وعندما نتحرر من هذه الحالة، سنكون قد وضعنا أول خطواتنا في طريق التقدم.




    مما راق لي

      الوقت/التاريخ الآن هو 27/11/2024, 12:49