حقيقة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام
=============================
بسم الله الرحمن الرحيم
ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي امري
الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه, والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وازواجه امهات المؤمنين وصحبه ومن والاه وبعد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الامام البخاري رحمه الله
من رآني في المنام فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بي
ففي هذا الحديث دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم يُرى في المنام، وللرسول صلى الله عليه وسلم أوصافه الخلقية يعني الصفات التي خلق عليها، فكيف يُعرف الرائي أن الذي رآه في المنام هو الرسول صلى الله عليه وسلم؟
أولاً: كثير من الناس يرون أشخاصا في المنام فيعتقدون في هذا الشخص الذي رأوه في المنام أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم, ويكونون قد رأوا هذا الإنسان ذو لحية بيضاء أو يرونه نحيف الجسد أو يرونه طويل أو ناتئ البطن وهذه الصفات ليست بصفات الرسول عليه الصلاة والسلام الأصلية
ولكي ندرك الصفات الأصلية التي خُلق عليها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الأصلية علينا ان نعتمد ما ورد في كتب الحديث بشأنها وهي
فهو صلى الله عليه وسلم لم يكن قصيراً ولا طويلاً وإنما هو معتدل أقرب إلى الطول , وكان عليه الصلاة والسلام سواء البطن والصدر أي لم يكن له بطن ناتئً عن صدره , وكان عليه الصلاة والسلام وجهه أبيض مشرباً بالحمرة , وهذا خلقةً يعني وجهه أبيض جداً وأحمر الخدين أحلى وأجمل من الورد الأحمر على الثلج الأبيض , وكان صلى الله عليه وسلم كما قال الأمام القاضي عياض رحمه الله : كأن الشمس والقمر في وجهه، فكان عليه الصلاة والسلام كثير الأنوار مشرقاً , وكان عليه الصلاة والسلام رقيق الحاجبين , اي لم يكن في حاجبيه غلظة , وكان عليه الصلاة والسلام أقرن الحاجبين , أي كانا رقيقين كالهلالين وبقرب بعضهما البعض ولكن غير ملصوقين , وكان عليه الصلاة والسلام مُفَلًّج الأسنان أي غير راكبين على بعض , وكان عليه الصلاة والسلام إذا تكلم خرج النور من فمه الشريف , ولم يكن كبير الأنف إنما كان مستوياً ومرتفعاً وهذا يزيد الجمال , وكان صلى الله عليه وسلم كثير الأهداب أي رموش العين وكانوا كثر وكبار , وكان عليه الصلاة والسلام واسع العينين في عيونه خطوط حمر وهذا يزيده جمالاً عليه الصلاة والسلام , وكان عليه الصلاة والسلام كث اللحية فلم تكن خفيفة ولم يكن يرى لون الجلد تحت اللحية ولم تكن كبيرة جداً وليست رفيعة مروّسة , وكان عليه الصلاة والسلام شديد سواد الشعر وكان جلي الجبهة ولم يكن عليه شعر وإنما كانت واضحة جلية , وكان عليه الصلاة والسلام كثير شعر الرأس وعظيماً وليس فيه صلع , وكان عليه الصلاة والسلام شعره متموجاً حلقاً حلقاً , وكان عليه الصلاة والسلام يطيله أحياناً إلى شحمة الأذن وأحياناً إلى العاتقين أي الكتفين , وكان عليه الصلاة والسلام لا يوجد فيه من الشيب إلاَّ قريب العشرون شعرة فقط , وكان عليه الصلاة والسلام إذا مشى يكون ثابتاً كأنه يقلع الصخر من الأرض أي لم يكن يمشي مهزوز وإنما يمشي ثابت البنية , وكان عليه الصلاة والسلام إذا مشى لا يكثر التلفت إلى الخلف وإذا التفت عليه الصلاة والسلام التفت جميعه , وكان عليه الصلاة والسلام عريض اليدين والرجلين أي لم يكن نحيف اليدين والرجلين مع كونهم كالحرير , وكان عليه الصلاة والسلام عريض ما بين المنكبين وهذا يدل على الهيبة والقوة واثبات , وكان صلى الله عليه وسلم طيب الرائحة من غير أن يتطيب , وكان عليه الصلاة والسلام إذا عرق جبينه يكن العرق كحب اللؤلؤ وتخرج منه رائحة أطيب من المسك , وأيضاً كان إذا قضى حاجة تبلعها الأرض فلا يبقى على وجه الأرض ولا يظهر له أثر , وكان عليه الصلاة والسلام إذا خرج منه ريح يخرج من غير صوت وتخرج معه رائحة طيبة وهذا ليس عيباً في حق الأنبياء ولا مستحيل لأنهم بشر ولم تكن لفضلاته عليه الصلاة والسلام رائحة مستقذرة كالبول والغائط والدم وكان إذا مشى في الطريق مع إنسان طويل , هيبة الرسول عليه الصلاة والسلام غلبته.
فهذه الصفات هي صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن رآه في المنام على هذه الصورة والصفة بهذه الأوصاف فقد ثبتت له الرؤية التي فيها مزية على غيرها وهذه المزية كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم
فسوف يراني يقظة
فالذي يراه في المنام لابد أن يراه يقظةً قبل موته عليه الصلاة والسلام في هذه الدنيا، وبعض العلماء قالوا هذه الرؤية تكون بعد الموت وهذا غير معتمد لماذا؟ أليس النبي عليه الصلاة والسلام هو الذي يقف على الحوض يوم القيامة؟ فبطبيعة الحال سيراه كل مؤمن من أمته لم يرد على الحوض , فلو كان لما بعد الموت فأيُّ مزيَّة بقيت لهذه الرؤية؟ ما بقي لها مزية , لأن كل المؤمنين سوف يرونه عليه الصلاة والسلام بعد الموت , وكان هذه المزية هي أن يراه في الدنيا قبل الموت على صورته عليه الصلاة والسلام , وهذه الرؤية تحتمل وجهين كما قال العلماء رحمهم الله : إما أن يأتيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيته في أي بقعة من الأرض كان, فيراه قبل الموت , أو أن يرى هذا الإنسان النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة المنورة فمع هذه المسافة البعيدة ومع هذه التلال والجبال والبنيان والحواجز , يجعلها الله تعالى لهذا الإنسان كالزجاج الرقيق يراه وهو في قبره الشريف صلى الله عليه وسلم
فمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الصورة , فهنيئاً له وطوبى له , وله بشارةٌ بحسن الختام وأنه يموت على الإسلام وأنه يرى سيد الأنام صلى الله عليه وسلم قبل الموت يقظة
وقال بعض العلماء من رآه صلى الله عليه وسلم على غير صورته الأصلية كان له خير وبشارة , ولكن ليست كالرؤية الأولى.
والله وحده اعلم بغيبه
فنسأل الله أن يرزقنا رؤية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل الممات
انه وليُّ ذلك والقادر عليه
=============================
بسم الله الرحمن الرحيم
ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي امري
الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه, والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وازواجه امهات المؤمنين وصحبه ومن والاه وبعد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الامام البخاري رحمه الله
من رآني في المنام فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بي
ففي هذا الحديث دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم يُرى في المنام، وللرسول صلى الله عليه وسلم أوصافه الخلقية يعني الصفات التي خلق عليها، فكيف يُعرف الرائي أن الذي رآه في المنام هو الرسول صلى الله عليه وسلم؟
أولاً: كثير من الناس يرون أشخاصا في المنام فيعتقدون في هذا الشخص الذي رأوه في المنام أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم, ويكونون قد رأوا هذا الإنسان ذو لحية بيضاء أو يرونه نحيف الجسد أو يرونه طويل أو ناتئ البطن وهذه الصفات ليست بصفات الرسول عليه الصلاة والسلام الأصلية
ولكي ندرك الصفات الأصلية التي خُلق عليها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الأصلية علينا ان نعتمد ما ورد في كتب الحديث بشأنها وهي
فهو صلى الله عليه وسلم لم يكن قصيراً ولا طويلاً وإنما هو معتدل أقرب إلى الطول , وكان عليه الصلاة والسلام سواء البطن والصدر أي لم يكن له بطن ناتئً عن صدره , وكان عليه الصلاة والسلام وجهه أبيض مشرباً بالحمرة , وهذا خلقةً يعني وجهه أبيض جداً وأحمر الخدين أحلى وأجمل من الورد الأحمر على الثلج الأبيض , وكان صلى الله عليه وسلم كما قال الأمام القاضي عياض رحمه الله : كأن الشمس والقمر في وجهه، فكان عليه الصلاة والسلام كثير الأنوار مشرقاً , وكان عليه الصلاة والسلام رقيق الحاجبين , اي لم يكن في حاجبيه غلظة , وكان عليه الصلاة والسلام أقرن الحاجبين , أي كانا رقيقين كالهلالين وبقرب بعضهما البعض ولكن غير ملصوقين , وكان عليه الصلاة والسلام مُفَلًّج الأسنان أي غير راكبين على بعض , وكان عليه الصلاة والسلام إذا تكلم خرج النور من فمه الشريف , ولم يكن كبير الأنف إنما كان مستوياً ومرتفعاً وهذا يزيد الجمال , وكان صلى الله عليه وسلم كثير الأهداب أي رموش العين وكانوا كثر وكبار , وكان عليه الصلاة والسلام واسع العينين في عيونه خطوط حمر وهذا يزيده جمالاً عليه الصلاة والسلام , وكان عليه الصلاة والسلام كث اللحية فلم تكن خفيفة ولم يكن يرى لون الجلد تحت اللحية ولم تكن كبيرة جداً وليست رفيعة مروّسة , وكان عليه الصلاة والسلام شديد سواد الشعر وكان جلي الجبهة ولم يكن عليه شعر وإنما كانت واضحة جلية , وكان عليه الصلاة والسلام كثير شعر الرأس وعظيماً وليس فيه صلع , وكان عليه الصلاة والسلام شعره متموجاً حلقاً حلقاً , وكان عليه الصلاة والسلام يطيله أحياناً إلى شحمة الأذن وأحياناً إلى العاتقين أي الكتفين , وكان عليه الصلاة والسلام لا يوجد فيه من الشيب إلاَّ قريب العشرون شعرة فقط , وكان عليه الصلاة والسلام إذا مشى يكون ثابتاً كأنه يقلع الصخر من الأرض أي لم يكن يمشي مهزوز وإنما يمشي ثابت البنية , وكان عليه الصلاة والسلام إذا مشى لا يكثر التلفت إلى الخلف وإذا التفت عليه الصلاة والسلام التفت جميعه , وكان عليه الصلاة والسلام عريض اليدين والرجلين أي لم يكن نحيف اليدين والرجلين مع كونهم كالحرير , وكان عليه الصلاة والسلام عريض ما بين المنكبين وهذا يدل على الهيبة والقوة واثبات , وكان صلى الله عليه وسلم طيب الرائحة من غير أن يتطيب , وكان عليه الصلاة والسلام إذا عرق جبينه يكن العرق كحب اللؤلؤ وتخرج منه رائحة أطيب من المسك , وأيضاً كان إذا قضى حاجة تبلعها الأرض فلا يبقى على وجه الأرض ولا يظهر له أثر , وكان عليه الصلاة والسلام إذا خرج منه ريح يخرج من غير صوت وتخرج معه رائحة طيبة وهذا ليس عيباً في حق الأنبياء ولا مستحيل لأنهم بشر ولم تكن لفضلاته عليه الصلاة والسلام رائحة مستقذرة كالبول والغائط والدم وكان إذا مشى في الطريق مع إنسان طويل , هيبة الرسول عليه الصلاة والسلام غلبته.
فهذه الصفات هي صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن رآه في المنام على هذه الصورة والصفة بهذه الأوصاف فقد ثبتت له الرؤية التي فيها مزية على غيرها وهذه المزية كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم
فسوف يراني يقظة
فالذي يراه في المنام لابد أن يراه يقظةً قبل موته عليه الصلاة والسلام في هذه الدنيا، وبعض العلماء قالوا هذه الرؤية تكون بعد الموت وهذا غير معتمد لماذا؟ أليس النبي عليه الصلاة والسلام هو الذي يقف على الحوض يوم القيامة؟ فبطبيعة الحال سيراه كل مؤمن من أمته لم يرد على الحوض , فلو كان لما بعد الموت فأيُّ مزيَّة بقيت لهذه الرؤية؟ ما بقي لها مزية , لأن كل المؤمنين سوف يرونه عليه الصلاة والسلام بعد الموت , وكان هذه المزية هي أن يراه في الدنيا قبل الموت على صورته عليه الصلاة والسلام , وهذه الرؤية تحتمل وجهين كما قال العلماء رحمهم الله : إما أن يأتيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيته في أي بقعة من الأرض كان, فيراه قبل الموت , أو أن يرى هذا الإنسان النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة المنورة فمع هذه المسافة البعيدة ومع هذه التلال والجبال والبنيان والحواجز , يجعلها الله تعالى لهذا الإنسان كالزجاج الرقيق يراه وهو في قبره الشريف صلى الله عليه وسلم
فمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الصورة , فهنيئاً له وطوبى له , وله بشارةٌ بحسن الختام وأنه يموت على الإسلام وأنه يرى سيد الأنام صلى الله عليه وسلم قبل الموت يقظة
وقال بعض العلماء من رآه صلى الله عليه وسلم على غير صورته الأصلية كان له خير وبشارة , ولكن ليست كالرؤية الأولى.
والله وحده اعلم بغيبه
فنسأل الله أن يرزقنا رؤية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل الممات
انه وليُّ ذلك والقادر عليه