معهد ون ويب لتطوير المواقع | 1weeb.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ستايلات مجانية FREE STYLES


5 مشترك

    تاريخنا وماذا فعلوا بنا

    محمد زكي
    محمد زكي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 14/01/2012

    الجنسية : يمني

    عدد المشاركات : 1005

    مكسب العضو : 27998

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 0

    تاريخنا وماذا فعلوا بنا Empty تاريخنا وماذا فعلوا بنا

    مُساهمة من طرف محمد زكي 23/1/2012, 10:02

    هل ما ندرسه في التاريخ -منذ بداية أولى مراحل التعليم لنهاية آخر مراحله-
    يخرج
    عن نطاق التخدير الخبيث للعقل، والحبس في ماضٍ تمّ فصله بالقوة عن
    الحاضر
    المرير، والتوجيه عن بُعد لاتجاهات وأنماط من التفكير تجعل العقل
    محبوسًا
    في صندوق مغلق بقفل ثقيل؟

    كل المظاهر تقول إن مادة التاريخ المدرسي
    قد تحوّلت إلى سجن للعقل والوعي.. ولننظر معًا..

    عَدَم التناسُب

    مصر
    دولة مرّ عليها -منذ ميلادها- 48 نظامًا حاكمًا (فراعنة وإغريق ورومان
    وعرب
    ومماليك وجمهوريون... إلخ) وحكمها حوالي 600 حاكم ما بين ملوك وولاة
    وسلاطين
    وخلفاء ورؤساء من مينا حتى مبارك، وخلال أكثر من سبعة عصور كانت
    مركز
    حكم إمبراطورية تشمل المشرق العربي كله.. تغيّرت ديانة أغلبية سكانها
    ثلاث
    مرات، وتغيّرت لغتها السائدة ثلاث مرات، تعرّضت لمحاولات الغزو عشرات
    المرات،
    واحتُلَت بالفعل أكثر من سبع مرات، وحدث اندماج اختياري بينها وبين

    شعوب انتقلت إليها -في شكل هجرات أو سيطرة على الحكم برضا الشعب- أكثر من
    خمس
    مرات، فضلاً عن وجود تمثيل لجميع أجناس وأعراق الأرض في شعبها!

    ما
    الذي درسناه من عناصر قيام واستمرارية وتَغَيُّر وتَبَدُّل كل تلك
    المكوّنات
    المهمة للمحتوى التاريخي المصري؟ تقريبًا لا شيء، مجرد كلام
    إنشائي
    عام عن عوامل قيام أو سقوط هذا النظام أو ذاك، في غير تناسب مع واقع

    يقول بنسبية النظر للعهود، وبديهية الاختلاف بشأن تقييماتها في ميزان
    التاريخ!

    بالإضافة
    إلى ذلك يتمّ التعامُل مع الحقب والأنظمة
    المختلفة بطريقة "هذا طيب -
    هذا شرير.. هذا أبيض - هذا أسود"، أي بسطحية
    مطلقة لا تحليل فيها ولا
    تقييم ولا عرض موضوعيًا للسلبيات ولا الإيجابيات،
    وبشكل مُسَيَّس يصل
    بالطالب في النهاية إلى أنه من بين كل تلك الحقب
    والعصور يعيش أزهاها
    وأفضلها وأعظمها (!!) وطبعًا لا داعي للتفكير ما دام
    واضعو المنهج قد
    "أعفوا" الطالب من هذه المشقة!

    أما عن المحتوى فهو
    كذلك غير
    متناسب مع ثراء وخصوبة المادة المكوّنة للتاريخ المصري؛ فالطالب
    لا
    يدرس سوى "قشور التاريخ" بالمعنى الكامل لهذا التعبير! مناهج التاريخ في
    مختلف المراحل ما هي إلا تكرار لنفس الأفكار، ولكن بأشكال مختلفة، كما
    القول
    المأثور: "كل الطرق تؤدي إلى روما"!

    و"روما" هنا هي الهدف من
    كل
    ذلك وهو "تحجيم" ذلك الأثر القوي للتغلغل في التاريخ، وتأمل أدقّ
    تفاصيله
    وتقليبه على الأوجه كافةً، ذلك الأثر الذي هو تدريب العقل على جمع
    المعطيات،
    وتركيبها كما يتم تركيب صورة لعبة الـPuzzle وصولاً للحقائق، وما

    يترتب على ذلك بالتبعية من أن تكون للفرد مواقفه الخاصة الحرّة من التحكّم
    والتسيير عن بُعد!

    بمعنى أدقّ التاريخ قد تحوّل على يد من يضعون
    سياسة
    تلك المناهج إلى عملاق مقيَّد مربوط في ساقية مُكَمَّم الفَم، لا
    يُسمَح
    له بالحركة إلا في دائرة الساقية؛ لأنه لو تحرّر فسينطلق وينتزع
    كمامته،
    ويبوح بمكنوناته؛ ليفيق الجميع من خَدَرهم!

    القوالب الجاهزة

    ومن
    طُرُق تخدير العقل المبثوثة في ذلك المنهج فرض القوالب الجاهزة لكل شيء،
    لتفسير
    الأحداث، ولوصف مواقف مصر، وتبرير السقطات.. فبالنسبة لمصر فهي
    دائمًا:
    القائدة - الكبيرة - الرائدة - الزعيمة - المؤثّرة - المساعدة
    لأشقائها
    - الثائرة على العدوان - المناضلة - المكافحة..

    وبالنسبة للأحداث
    فدائمًا هي محور الأحداث العالمية، وسبب كل التحرّكات الدولية، واللاعب
    الرئيسي في أغلب المباريات السياسية!

    وعن السقطات فهي دائمًا
    مُبَرَّرَة بـ: "مؤامرات العدو الغادر"، أو "حقد الخصوم على تفوّق مصر"!

    وطبعًا
    "قوالب" الماضي تنحسب على الحاضر، وتتحوّل تلقائيًا إلى قوالب أبدية
    الصلاحية للاستخدام "غير الآدمي"!

    وطبعًا -كذلك- لا يوجد فصل في
    الوجدان الجمعي للمصريين بين "الدولة" و"النظام"!

    كل
    تلك
    القوالب عبارة عن قيود على العقل تجعله يستمرئ ويستسهل عدم التفكير
    وإيجاد
    التفسيرات الجاهزة لأية متغيّرات تصيب المجتمع، وهي عادة من النوع
    الذي
    يبرّئ الدولة -أو قيادتها تحديدًا- من أية مسئولية عن الكوارث
    والتخلّف
    والفساد والخسائر التي تصيب مصر! باعتبار أنها تمثّل الخير المطلق

    والكمال الفذّ، بينما كل أسباب إخفاقاتها تأتي من الخارج!

    الأمر
    يُذكّرني
    برواية "جورج أورويل" 1984، عندما كان النظام الحاكم يُدير مؤسسة
    خاصة
    بتزوير التاريخ والأخبار، لتسود فكرة أن كل شيء "تمام"، وأن كل ما
    يصيب
    الدولة من كوارث إنما هو من أعداء الوطن الخارجيين أو "القلّة المندسة
    العميلة" في الداخل!

    خلاصة القول

    قراءة التاريخ ليست مجرد
    تسلية،
    بل وسيلة لمعرفة موقعنا من الإعراب في جُملة تاريخ الإنسانية؛ فنحن
    قد
    أدمنّا تخدير أنفسنا بأننا كنا في الماضي نمثّل المبتدأ المجيد في
    الجُملة،
    بينما واقعنا الآن يقول إننا قد أصبحنا خبرها الأسود!

    وهكذا

    تحوّلت دراسة التاريخ -على يد البعض- إلى "أفيونة" تُخَدِّرنا بخمر
    الماضي،
    وتلهينا عن حقيقة أنّ "كان" تُستَخدَم إلا للأفعال الماضية، حتى
    وإن
    حاولنا إجبارها على القيام بعمل أفعال المضارع بالقصور الذاتي!

    العِلم
    الذي كان قديمًا وسيلة لإثراء العقل واستفزازه، أصبح على يد القائمين على
    ما
    يُسَمّى "العملية التعليمية" وسيلة رخيصة لتكبيل العقول، وتضييق الخناق
    عليها!

    الطالب
    يدرس لمدة 13 سنة ثم يخرج -غالبًا- وهو يجهل عن تاريخ
    بلاده أبسط
    البديهيات! ومن لا يجيد الحكم على الماضي من خلال تأمل
    معطياته، لا أمل
    في قدرته على اتخاذ موقف إيجابي مع مستجدّات الحاضر، فضلاً
    عن فهمها
    من الأساس! هذه حقيقة من المؤكّد أن القيادات التعليمية تعرفها،
    وكذلك
    القيادات السياسية، فلماذا -بحق الله- لا يوجد تحرّك إيجابي حقيقي
    مسئول
    للتعامل مع تلك الأزمة؟! لماذا هذا التعامل الرخو المستفز بلسان حال
    يقول:
    "ليس في الإمكان أفضل مما كان"؟

    أتذكّر هنا مجددًا قولاً يُكرّره
    صديق عندما نتحدّث عن قضية سياسية يحيطها الغموض وتستفزّ الارتياب: "ماحدش
    فاهم حاجة خالص!".

    فهل هذا هو الهدف في النهاية؟!
    خليل إبراهيم
    خليل إبراهيم
    صاحب الموقع


    تاريخ الإنضمام : 02/12/2009

    الجنسية : أردني وافتخر

    عدد المشاركات : 9177

    مكسب العضو : 122149

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 118

    العمر : 34

    المزاج : رايق

    تاريخنا وماذا فعلوا بنا Empty رد: تاريخنا وماذا فعلوا بنا

    مُساهمة من طرف خليل إبراهيم 26/1/2012, 08:26

    مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووور يا غالي على الموضوع الرائع
    على على
    على على
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 07/02/2012

    الجنسية : 1

    عدد المشاركات : 1019

    مكسب العضو : 2231

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 0

    تاريخنا وماذا فعلوا بنا Empty رد: تاريخنا وماذا فعلوا بنا

    مُساهمة من طرف على على 9/2/2012, 08:26

    جزاك الله كل خير

    تسلم
    EL embrator
    EL embrator
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 13/02/2012

    الجنسية : مصري وافتخر

    عدد المشاركات : 895

    مكسب العضو : 6430

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 0

    تاريخنا وماذا فعلوا بنا Empty رد: تاريخنا وماذا فعلوا بنا

    مُساهمة من طرف EL embrator 15/2/2012, 06:03

    تسلم اخي الكريم علي الموضوغ الجميل
    أنس
    أنس
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    تاريخ الإنضمام : 01/03/2012

    الجنسية : مغربية

    عدد المشاركات : 196

    مكسب العضو : 3483

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 0

    تاريخنا وماذا فعلوا بنا Empty رد: تاريخنا وماذا فعلوا بنا

    مُساهمة من طرف أنس 1/3/2012, 11:32

    جزاك الله خيرا

    لاحرمت الاجر

      الوقت/التاريخ الآن هو 27/11/2024, 07:42