ومن تزين بما ليس فيه شانه الله
ومـن تـزين بـما ليـس فيـه شانـه الله)
كلمات تكتب بماء العيون ، أزفها لكل ، حريص على إصلاح نفسه ...
وإعلموا ـ ياإخوتاه ـ أن أساس النفاق وأصله هو التزين للناس بما ليس في الباطن من الإيمان ؛ كما قال ابن القيم
وأدعكوم ، الآن ، مع تفاصيل كلامه ـ رحمكه الله ـ
في شرحه لحكمة عمر رضي الله عنه :ومن تزين بما ليس فيه شانه الله)، قال العلامة ابن القيم ـ رحمه الله ـ :
(( ... لما كان المتزين بما ليس فيه ضد المخلص ـ فإنه يظهر للناس أمرا وهو في الباطن بخلافه ـ عامله الله بنقيض قصده ، فإن المعاقبة بنقيض القصد ثابتة شرعا وقدرا ، ولما كان المخلص يعجل له من ثواب إخلاصه الحلاوة والمحبة والمهابة في قلوب الناس عجل للمتزين بما ليس فيه من عقوبته أن شانه الله بين الناس، لأنه شان باطنه عند الله ، وهذا موجب أسماء الرب الحسنى وصفاته العليا وحكمته في قضائه وشرعه .
هذا ، ولما كان من تزين للناس بما ليس فيه من الخشوع والدين والنسك والعلم وغير ذلك قد نصب نفسه للوازم هذه الأشياء ومقتضايتها فلا بد أن تطلب منه، فإن لم توجد عنده افتضح ، فيشينه ذلك من حيث ظن أنه يزينه ، وأيضا فإنه أخفى عن الناس ما أظهر لله خلافه ، فأظهر الله من عيوبه للناس ما أخفاه عنهم ، جزءا له من جنس عمله ،
وكان بعض الصحابة يقول : أعوذ بالله من خشوع النفاق.
قالوا : وما خشوع النفاق ؟
قال : أن ترى الجسد خاشعا والقلب غير خاشع .
وأساس النفاق وأصله هو التزين للناس بما ليس في الباطن من الإيمان ،
فعلم أن هاتين الكلمتين من كلام أمير المؤمنين مشتقة من كلام النبوة وهما من أنفع الكلام،
وأشفاه للسقام .))(1)
(1) - إعلام الموقعين ،2/432، طبعة دار الحديث.
منقول ببعض التصرف
عبد اللطيف بن محمد
ومـن تـزين بـما ليـس فيـه شانـه الله)
كلمات تكتب بماء العيون ، أزفها لكل ، حريص على إصلاح نفسه ...
وإعلموا ـ ياإخوتاه ـ أن أساس النفاق وأصله هو التزين للناس بما ليس في الباطن من الإيمان ؛ كما قال ابن القيم
وأدعكوم ، الآن ، مع تفاصيل كلامه ـ رحمكه الله ـ
في شرحه لحكمة عمر رضي الله عنه :ومن تزين بما ليس فيه شانه الله)، قال العلامة ابن القيم ـ رحمه الله ـ :
(( ... لما كان المتزين بما ليس فيه ضد المخلص ـ فإنه يظهر للناس أمرا وهو في الباطن بخلافه ـ عامله الله بنقيض قصده ، فإن المعاقبة بنقيض القصد ثابتة شرعا وقدرا ، ولما كان المخلص يعجل له من ثواب إخلاصه الحلاوة والمحبة والمهابة في قلوب الناس عجل للمتزين بما ليس فيه من عقوبته أن شانه الله بين الناس، لأنه شان باطنه عند الله ، وهذا موجب أسماء الرب الحسنى وصفاته العليا وحكمته في قضائه وشرعه .
هذا ، ولما كان من تزين للناس بما ليس فيه من الخشوع والدين والنسك والعلم وغير ذلك قد نصب نفسه للوازم هذه الأشياء ومقتضايتها فلا بد أن تطلب منه، فإن لم توجد عنده افتضح ، فيشينه ذلك من حيث ظن أنه يزينه ، وأيضا فإنه أخفى عن الناس ما أظهر لله خلافه ، فأظهر الله من عيوبه للناس ما أخفاه عنهم ، جزءا له من جنس عمله ،
وكان بعض الصحابة يقول : أعوذ بالله من خشوع النفاق.
قالوا : وما خشوع النفاق ؟
قال : أن ترى الجسد خاشعا والقلب غير خاشع .
وأساس النفاق وأصله هو التزين للناس بما ليس في الباطن من الإيمان ،
فعلم أن هاتين الكلمتين من كلام أمير المؤمنين مشتقة من كلام النبوة وهما من أنفع الكلام،
وأشفاه للسقام .))(1)
(1) - إعلام الموقعين ،2/432، طبعة دار الحديث.
منقول ببعض التصرف
عبد اللطيف بن محمد