معهد ون ويب لتطوير المواقع | 1weeb.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ستايلات مجانية FREE STYLES


3 مشترك

    هل صح حديث : ( لقد جئتكم بالذبح )، وما توجيه معناه ؟

    الجزائري عبد المعز
    الجزائري عبد المعز
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 05/10/2011

    الجنسية : جزائر

    عدد المشاركات : 3288

    مكسب العضو : 40583

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 21

    المزاج : منتديات طموح الجزائر

     هل صح حديث : ( لقد جئتكم بالذبح )، وما توجيه معناه ؟ Empty هل صح حديث : ( لقد جئتكم بالذبح )، وما توجيه معناه ؟

    مُساهمة من طرف الجزائري عبد المعز 21/12/2011, 10:01


    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله

    السؤال :

    هل
    يمكن من فضلك أن تعلق لي على هذا الحديث وعلى إسناده ؟ هل قال الرسول صلى
    الله عليه وسلم لقريش إنه جاءهم ليذبحهم ؟ وكيف لنا أن نفهم هذا الحديث ؟
    وما هو معنى الحديث ؟ أرجو منكم أن تشرحوا لأنني أجد الحديث محيراً جداً
    بالنسبة إلي . ونص الحديث يقول : ( لقد جئتكم بالذبح ) وقد ترجم الحديث من
    قبل الشيخ : عبد السلام الشامي : ‏قال ‏يعقوب ، ‏حدثنا ‏أبي ، ‏عن ‏ابن
    إسحاق ، ‏قال : وحدثني ‏‏يحيى بن عروة بن الزبير ،‏ عن أبيه عروة ، عن عبد
    الله بن عمرو بن العاص ، قال : قلت له : ما أكثر ما رأيت قريشاً أصابت من
    رسول الله فيما كانت تظهر من عداوته ؟ قال حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم يوما
    في الحجر ، فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،‏ فقالوا : ما رأينا مثل
    ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط ‏، سفَّه‏ أحلامنا ، وشتم آباءنا ، وعاب
    ديننا ، وفرق جماعتنا ، وسب آلهتنا ، لقد صرنا منه على أمر عظيم ، أو كما
    قالوا . ‏قال : فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم رسول الله ‏‏صلى الله عليه
    وسلم ، ‏فأقبل يمشي حتى استلم الركن ، ثم مر بهم طائفاً ‏بالبيت ، ‏فلما
    أن مر بهم غمزوه ببعض ما يقول ، قال : فعرفت ذلك في وجهه ، ثم مضى ، فلما
    مر بهم الثانية غمزوه بمثلها ، فعرفت ذلك في وجهه ، ثم مضى ، ثم مر بهم
    الثالثة ، فغمزوه بمثلها ، فقال : تسمعون يا معشر‏ ‏قريش ، ‏أما والذي
    نفس‏ ‏محمد ‏ ‏بيده‏ ‏لقد جئتكم بالذبح ؛ فأخذت القوم كلمته حتى ما فيهم
    رجل إلا كأن على رأسه طائر واقع ، حتى إن أشدهم فيه وطأة قبل ذلك ليرفؤه
    بأحسن ما يجد من القول ؛ حتى إنه ليقول : انصرف يا أبا القاسم ، فوالله ما
    كنت جهولاً . فانصرف صلى الله عليه وسلم‏ ، حتى إذا كان الغد اجتمعوا في ‏
    ‏الحجر‏ ‏وأنا معهم ، فقال بعضهم لبعض : ذكرتم ما بلغ منكم ، وما بلغكم
    عنه ، حتى إذا بادأكم بما تكرهون تركتموه ، فبينما هم في ذلك إذ طلع رسول
    الله‏ ‏صلى الله عليه وسلم ، ‏فوثبوا ‏إليه ‏وثبة ‏رجل واحد فأحاطوا به
    يقولون له : أنت الذي تقول كذا وكذا - لِما كان يبلغهم عنه من عيب آلهتهم
    ودينهم – قال : فيقول رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم : ‏نعم أنا الذي
    أقول ذلك . قال : فلقد رأيت رجلاً منهم أخذ بمجمع ردائه . قال : وقام‏
    ‏أبو بكر الصديق‏ ‏رضي الله تعالى عنه ‏دونه يقول - وهو يبكي - : ‏أتقتلون
    رجلاً أن يقول ربي الله . ثم انصرفوا عنه ، فإن ذلك لأشد ما رأيت ‏قريشاً
    بلغت منه قط . رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده .









    الجواب :



    الحمد لله



    هذا
    الحديث رواه أحمد في " المسند " (11/609) طبعة مؤسسة الرسالة من رواية
    الصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، وحسنه المحققون ،
    والشيخ أحمد شاكر في تحقيق المسند أيضا ، وحسنه الهيثمي في " مجمع الزوائد
    " (6/19) ، وكذا الشيخ الألباني في " صحيح الموارد " (1403) .




    وجاء
    في رواية الإمام البخاري (3678) لأصل القصة أن عروة بن الزبير رحمه الله
    قَالَ : سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو عَنْ أَشَدِّ مَا صَنَعَ
    الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .


    قَالَ
    : رَأَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى
    اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي فَوَضَعَ رِدَاءَهُ فِي
    عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ بِهِ خَنْقًا شَدِيدًا . فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى
    دَفَعَهُ عَنْهُ فَقَالَ : (أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ
    اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ) .




    وروي
    أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لهم : (أما والله لا تنتهوا حتى يحل بكم
    عقابه عاجلاً . – وبعد ذلك قال لأصحابه صلى الله عليه وسلم - : أبشروا فإن
    الله عز وجل مظهر دينه ، ومتم كلمته ، وناصر نبيه ، إن هؤلاء الذين ترون
    ممن يذبح الله بأيديكم عاجلاً) .


    عزاه الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " (7/168) للزبير بن بكار ، والدارقطني في " الأفراد " وأشار إلى ضعف هذه الرواية .

    وانظر "فتح الباري" (7/166-170) للوقوف على روايات الحديث .





    وهذا
    اللفظ : ( جئتكم بالذبح ) له معنى صحيح بلا شك ، ولا ينبغي أن يثير الحيرة
    في نفس السائل ولا في نفس أي عاقل ، فالمقصود بالذبح هم أشخاص معينون
    محدودون ، وهم أولئك الذين يصرون على الكفر بالله ، وعلى حرب الإسلام
    وأهله ، واضطهاد المستضعفين ، والتسلط على النساء والشيوخ من المؤمنين ،
    لفتنتهم عن دينهم ، وفرض مبادئهم وأفكارهم بالدم والتعذيب والتنكيل ،
    هؤلاء هم الذين قتلوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شر تقتيل ،
    طعنوا سمية زوجة ياسر في عفتها ، وقتلوا ياسر في شيخوخته ، وعذبوا بلالاً
    بالرمضاء ، وهموا بقتل خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم يتركوا
    أسلوباً من أساليب التعذيب والظلم إلا مارسوه على هذه الفئة المؤمنة ، حتى
    اضطروهم إلى الهجرة إلى الحبشة ، مكفكفين جراحهم ، ومتحملين آلامهم ،
    لعلهم يجدون لدى ملك الحبشة طعم الراحة والأمان .




    هذا
    بعض ما فعلته هذه الفئة من مجرمي كفار قريش مع المؤمنين ، أما عن تطاولهم
    على رب العباد فذلك شأن آخر ، حكاه الله عنهم في عشرات الآيات في القرآن
    الكريم . ألا يستحق هؤلاء – بعدئذ - القتل دفعا لشرهم ، وتخليصا للعباد من
    آذاهم .




    أليس من الحكمة والعقل مجابهتهم – في بعض الأحيان – بالقوة والتهديد والوعيد ، وذلك حين يطفح الكيل من مكرهم وظلمهم ؟



    لماذا
    يحتار العاقل في قبول تهديد النبي صلى الله عليه وسلم لهم بالعقوبة
    العاجلة من الله عز وجل ، وهم أجدر بها ، وأحق بها من قوم عاد وثمود وسائر
    الأنبياء الذين عرفنا عدوانهم على الأنبياء والمؤمنين في القرآن الكريم ؟!




    ألهذا
    الحد ينسى العاقل ما فعله هؤلاء المجرمون بالمؤمنين المستعضفين ، وينسى
    أيام العذاب والهوان التي ذاقوها مما يتقطع له قلب كل إنسان وهو يقرأ
    صفحاتها ، ثم يتعاطف مع الجلادين – وهم صناديد كفار قريش – لأن النبي صلى
    الله عليه وسلم هددهم بالقتل والذبح مرة من المرات .


    أهكذا تقاس الأمور في موازين العقول ؟!



    وإذا
    لبَّس الحاقدون على الناس ، فاجتزؤوا هذه الكلمة من سياقها ، وأرادوا أن
    يظهروا النبي صلى الله عليه وسلم سفاكاً للدماء ، محباً للموت والقتل ،
    فلا يجوز أن ينطلي ذلك على العقلاء من المسلمين ومن غير المسلمين ، بل
    الواجب التعامل مع هذه الحادثة ، وكذلك كل حادثة بمقياسين مهمين رئيسيين :


    1- السياق الذي جاءت به ، ونوع المخاطبين بها ، والحادثة التي تفسرها وتبين المقصود منها .

    2- النظر
    في جميع النصوص المتعلقة بالموضوع ، والتي من خلالها يمكن الوصول إلى فهم
    نظرة الإسلام إلى المسألة ، وليس من خلال نص واحد فقط .


    ومن لم يفعل ذلك ضلَّ وتاه ، وباع عقله وفكره لكل ناعق بشبهة ، ولكل من يحسن الوسوسة بالشر والفساد .





    ونقول أيضاً :

    كيف
    تُصَدَّقُ دعوى مَن يدَّعي أن الإسلام جاء بقتل من لم يتبعه مطلقاً ، وقد
    علم الناس جميعاً علم اليقين أن النبي صلى الله عليه وسلم عفا عن أهل مكة
    بعد أذاهم الشديد له فجاءه ملك الجبال ليطبق عليهم الأخشبين (جبلان بمكة)
    ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ
    أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا
    ) رواه البخاري (3231) ومسلم (1795)، وعفا أيضاً صلى الله عليه وسلم عن
    كفار قريش الذين ظلموا المؤمنين وأكلوا أموالهم بعد فتح مكة ، بل وأكرم
    بعض كبرائهم رجاء حسن إسلامهم ، وذلك حين قال – يوم فتح مكة - : ( مَنْ
    دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ ) رواه مسلم (331)؟!




    كيف
    تُصدَّق هذه الدعوى وقد شرع الله تعالى لنا قبول الجزية من أهل الأديان
    الأخرى ، والموافقة على بقائهم في حماية دولة الإسلام وكفالتها؟!




    كيف
    تُصدَّق هذه الدعوى وقد علمنا يقيناً كيف قبل النبي صلى الله عليه وسلم
    الصلح مع يهود المدينة ، وتعايش معهم رجاء أن يحفظوا العهد ولا يخونوا ،
    ولم يقاتل أحداً منهم حتى كانوا هم البادئين بالغدر والخيانة ؟!!




    ألم
    يقل رب العزة شارحاً مقاصد البعثة والرسالة في كلمة واحدة عن نبينا محمد
    صلى الله عليه وسلم : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً
    لِلْعَالَمِينَ ) الأنبياء/107. ؟!!


    بل
    قال عز وجل أيضاً : ( فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ
    وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ )
    الأنعام/147.




    قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :

    "يقول
    تعالى : فإن كذّبك - يا محمد - مخالفوك من المشركين واليهود ومن شابههم ،
    فقل : (رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ) ، وهذا ترغيب لهم في ابتغاء
    رحمة الله الواسعة واتباع رسوله ، (وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ
    الْمُجْرِمِينَ) ترهيب لهم من مخالفتهم الرسول خاتم النبيين " انتهى .


    " تفسير القرآن العظيم " (3/357)



    عَنْ
    أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ
    عَلَى الْمُشْرِكِينَ ! قَالَ : ( إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا ،
    وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً ) رواه مسلم (2599) .




    نرجو أن يكون في هذه الكلمات ذكرى نافعة يزيل الله بها عن الأخ السائل حيرته في معنى هذا الحديث .



    والله أعلم





    الإسلام سؤال وجواب

    ahmad
    ahmad
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 27/11/2011

    الجنسية : algh

    عدد المشاركات : 1040

    مكسب العضو : 15384

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 0

     هل صح حديث : ( لقد جئتكم بالذبح )، وما توجيه معناه ؟ Empty رد: هل صح حديث : ( لقد جئتكم بالذبح )، وما توجيه معناه ؟

    مُساهمة من طرف ahmad 21/12/2011, 14:05

    شكرا على الموصوع
    محمد زكي
    محمد زكي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 14/01/2012

    الجنسية : يمني

    عدد المشاركات : 1005

    مكسب العضو : 27998

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 0

     هل صح حديث : ( لقد جئتكم بالذبح )، وما توجيه معناه ؟ Empty رد: هل صح حديث : ( لقد جئتكم بالذبح )، وما توجيه معناه ؟

    مُساهمة من طرف محمد زكي 22/1/2012, 19:28

    موضوع أكثر من رائع
    أبدعت في الطرح والتقديم
    يسلموا

      الوقت/التاريخ الآن هو 22/9/2024, 15:29