معهد ون ويب لتطوير المواقع | 1weeb.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ستايلات مجانية FREE STYLES


2 مشترك

    كيف نحب الله ونشتـاق إليه ؟؟؟ .. 11 - تيسير طريقك إلى التوبة والرجوع إليه

    الجزائري عبد المعز
    الجزائري عبد المعز
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 05/10/2011

    الجنسية : جزائر

    عدد المشاركات : 3288

    مكسب العضو : 40583

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 21

    المزاج : منتديات طموح الجزائر

     كيف نحب الله ونشتـاق إليه ؟؟؟ .. 11 - تيسير طريقك إلى التوبة والرجوع إليه Empty كيف نحب الله ونشتـاق إليه ؟؟؟ .. 11 - تيسير طريقك إلى التوبة والرجوع إليه

    مُساهمة من طرف الجزائري عبد المعز 19/12/2011, 08:37

    [size=16][size=21]
    [size=16][size=21][size=12]بِـسْـمِ اللَّهِ الـرَّحْـمَـنِ الـرَّحِـيـمِ

    الـسَّلَـامُ عَـلَـيْـكُـمْ وَرَحْـمَـةُ اللَّهِ وَبَـرَكَـاتُـهُ
    [/size]
    [/size]
    [/size]
    [/size]
    [/size][size=16][size=21]









    [size=16]إِنَ
    الحَمدَ لله نَحْمَدَه وُنَسْتعِينَ بهْ ونَسْتغفرَه ، ونَعوُذُ بالله
    مِنْ شِروُر أنْفْسِنا ومِن سَيئاتِ أعْمَالِنا ، مَنْ يُهدِه الله فلا
    مُضِل لَه ، ومَنْ يُضلِل فَلا هَادى له ، وأشهَدُ أنَ لا إله إلا الله
    وَحْده لا شريك له ، وأشهد أن مُحَمَداً عَبدُه وَرَسُوُله .. اللهم صَلِّ
    وسَلِم وبَارِك عَلى عَبدِك ورَسُولك مُحَمَد وعَلى آله وصَحْبِه
    أجْمَعينْ ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَان إلى يَوُمِ الدِينْ وسَلِم
    تسْليمَاً كَثيراً .. أمْا بَعد ...



    [size=21]سلسلة

    كيف نحب الله ونشتـاق إليه ؟؟؟

     كيف نحب الله ونشتـاق إليه ؟؟؟ .. 11 - تيسير طريقك إلى التوبة والرجوع إليه Icon






    تيسير طريقك إلى التوبة والرجوع إليه




    كان رجل في بني إسرائيل اسمه «الكفل»،
    وكان معروفًا بين الناس بفحشه وإجرامه، وذات ليلة وبينما هو في منزله إذ
    سمع طرقًا على بابه، فقام ليفتحه فإذا بامرأة يقطر منها الحياء وقد جاءته
    لتطلب منه أن يقرضها مبلغًا من المال لحاجتها الضرورية إليه، فيوافق على
    إقراضها بشرط أن تمكنه من نفسها، فتضطر المرأة للموافقة، وعندما يقترب
    منها إذ بها ترتعد، فيسألها عن السبب، فتجيبه بأنها لم تفعل هذا من قبل،
    وإنها تخاف من غضب الله عليها.


    هنا
    توقف الكفل عما كان ينوي فعله، وقال لها: من الذي ينبغي له أن يخاف من غضب
    الله: أنا أم أنت؟ ثم أعطاها ما تريد من مال، وتركها تنصرف، والندم يعتصر
    قلبه على آثامه التي اقترفها، وعلى استخفافه بأوامر ربه، ثم توجه إلى الله
    بهذا القلب المنكسر يسأله العفو والصفح والتوبة.


    هل انتهت القصة على هذا الوضع؟!

    لا،
    فقد حدث أن جاءه الموت وهو في هذه الحالة، فلما أشرقت الشمس وجاء الصباح،
    فوجئ الناس, جيرانه ومعارفه الذين تركوه بالليل, وهم يعلمون عنه ما
    يعلمون, فوجئوا جميعًا بأن باب داره مكتوب عليه «إن الله قد غفر للكفل».


    لم يصدقوا ما قرءوه، فهرعوا إلى نبيهم، فأوحى الله إليه بما حدث، فأخبرهم خبره، فتلقوه فاغرين أفواههم، غير مصدقين ما حدث.

    بلا
    شك- أخي القارئ- أن هناك دروسًا كثيرة تحملها هذه القصة، لعل من أهمها أن
    الله عز وجل عندما وجد من الكفل هذه التوبة الصادقة، وهذا الندم، أمر ملك
    الموت بأن يأخذه على هذا الحال لُينهي حياته نهاية سعيدة، فربما- كما في
    علم الله- أنه إذا ما استمرت حياته لعاد مرة أخرى لغيه وعصيانه.


    ومن
    هذه الدروس كذلك معرفة مدى حب الله العظيم لعباده فكتابة العبارة على
    الباب ما هي إلا رسالة للناس جميعًا بأن رحمة الله واسعة.. تسع الجميع،
    فلا ينبغي لمذنب مهما كان جُرمه أن ييأس أو يقنط من بلوغها، والدليل أن
    الكفل قد غُفرَ له.. إنها رسالة تقول لكل فرد: أقبل ولا تخف، فربك ينتظرك.


    وكيف
    لا يكون الأمر كذلك، والله عز وجل يحب عباده جميعًا، ويريد لهم الخير،
    ودخول الجنة، وينتظر من أي منهم التفاتة صادقة إليه ليقبل عليه، ويعفو عما
    مضى منه.




    ومما يؤكد هذا المعنى ما حدث لقاتل المئة نفس:

    قال صلى الله عليه وسلم: «كان
    فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسًا، فسأل عن أعلم أهل الأرض،
    فَدُلَّ على راهب، فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسًا، فهل له من توبة؟
    فقال: لا. فقتله فكمَّل به مئَة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فَدُلَّ على
    رجل عالم، فقال: إنه قَتل مئة نفس فهل له من توبة؟


    فقال:
    نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أُناسًا
    يعبدون الله فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء، فانطلق
    حتى إذا نَصَف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة
    العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبًا مقبلاً بقلبه إلى الله تعالى،
    وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يفعل خيرًا قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي
    فجعلوه بينهم- أي حكمًا- فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى
    فهو له، فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة
    »
    متفق عليه.

    وفي رواية: «فأوحي الله تعالى إلى هذه أن تباعدي، وإلى هذه أن تقرَّبي، وقال: قيسوا ما بينهما، فوجدوه إلى هذه أقرب بشبر فغفر له».



    لا يحوجنا إلى المشي الكثير

    نعم، أخي القارئ، إن ربك ينتظر منك أي بادرة صادقة في العودة إليه، ليقترب منك ويقترب، ولا يحوجك إلى المشي الكثير، كما في الحديث القدسي: «.. ومن تقرب مني شبرًا، تقربت منه ذراعًا، ومن تقرب مني ذراعًا تقربت منه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة، ...» رواه مسلم من حديث أبي ذر.

    يعلق الإمام النووي على هذا الحديث فيقول:

    أي
    من تقرب إلى بطاعتي تقربت إليه برحمتي، وإن زاد عبدي زدت، فإن أتاني يمشي
    وأسرع في طاعتي أتيته هرولة أي صببت عليه الرحمة، وسبقته بها، ولم أحوجه
    إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود صحيح مسلم بشرح النووي.


    فهل
    توافقنى -أخى- أن هذا الحديث وغيره مما سبق ذكره يدل على شدة شوقه سبحانه
    لعودة عبادة إليه، وأنه أشد شوقا لهذه العودة من العبادة أنفسهم؟!


    ولو كُشفت الحُجُب، وتأكد الشاردون عن الله من هذه الحقيقة لماتوا خجلا منه سبحانه.



    بابه مفتوح للجميع:

    أخي .. ما تعليقك على قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها» رواه مسلم.

    ألا
    يكفيك دليلا على حب ربك لك أن جعل بابه مفتوحًا أمامك ليل نهار، وبدون
    وجود حاجب ولا واسطة، فمتى شئت، ومتى رغبت في الدخول عليه دخلت؟!


    ألم يكن من الممكن أن يكون الدخول على الله ودعاؤه في وقت محدد بالليل أو بالنهار، وعلى من يريد أن يجاب طلبه أن يجتهد في تحري هذا الوقت كما يحدث مع كل صاحب سلطان.

    ولكنه سبحانه وتعالى لم يشأ أن يفعل ذلك، فلم يغلق بابه أبدًا في وجه أحد مهما كان جُرمه.

    نعم، مهما كان جُرمه.

    وليس ذلك للمسلمين فحسب بل لجميع عباده من يهود ونصاري وملحدين وبوذيين, ومن منافقين، وفاجرين، وقطاع طرق، ومجرمين.

    أليس كل واحد من هؤلاء له مكان في الجنة يريد الله له أن يشغله، ولا يتركه؟!

    فإن كنت تشك في هذه الحقيقة فتأمل معي توجيهه لرسوله الكريم: ﴿قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغَفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ [الأنفال: 38] هكذا بكل بساطة.

    وتأمل خطابه للمنافقين، فبعد أن حذرهم وخوفهم من مآل أفعالهم عاد فلم ييئسهم من رحمته بل جعل الطريق أمامهم ممهدًا للتوبة والعودة إليه ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا` إِلاَّ
    الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا
    دِينَهُمْ للهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ
    الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا
    [النساء: 145، 146].


    وبعد ذلك يأتي التأكيد على أن الله عز وجل لا يريد أن يعذب أحدًا من خلقه ﴿مَا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللهُ شَاكِرًا عَلِيمًا [النساء: 147].

    وتأمل كذلك – أخي القارئ – خطابه للذين يعذبون الناس, الطواغيت الظلمة, هؤلاء لو تابوا لتاب عليهم ﴿إِنَّ
    الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا
    فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ
    [البروج: 10].


    والذين يروعون الآمنين ويقطعون الطريق حدد الشرع جزاءهم ﴿إِنَّمَا
    جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي
    الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ
    أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ
    ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ
    عَظِيمٌ
    [المائدة: 33]. ولكن لو تاب هؤلاء اللصوص القتلة لتاب الله عليهم كما جاء في الآية التي تليها:


    ﴿إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [المائدة: 34].

    وكذلك الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى ﴿إِنَّ
    الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن
    بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ
    اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ
    ` إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
    [البقرة: 159، 160].




    أقبل ولا تخف

    أخي, إن ربك ينتظرك – وينتظرنا جميعًا – يناديك: أقبل ولا تخف.. متى جئتني قبلتك، وعلى أي حال تكون فيها «يا
    ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن
    آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم لو
    أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا، لأتيتك بقرابها
    مغفرة
    » رواه الترمذي (3534) وقال حديث حسن.


    نعم يا أخي إن مغفرته سبحانه تسع كل ذنوبك، وكل ذنوبنا، كل ما هو مطلوب منك أن تُقبل عليه بصدق, أن تعتذر له عما مضى من ذنوب وتقصير.

    فإن قلت ولكن ذنبي كبير .. أكبر مما يتخيله أحد.

    لا يا أخي، لا تقل هذا، فماذا فعلت؟!

    هل سرقت، هل زنيت، هل أشركت، هل...

    مهما فعلت فبابه مفتوح لك .. أتدري لماذا؟

    لأنه يريد أن يتوب عليك ]وَاللهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ [النساء: 27].

    ولماذا يريد أن يتوب عليك؟

    ليدخلك الجنة، دار أبيك، والتي فيها جزء مخصص لك ﴿وَاللهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ [البقرة: 221].

    وليس أدل على ذلك من فرحته سبحانه الشديدة عندما يتوب عبد من عباده ولو كان من أشد المعاندين له.

    تأمل معي قوله صلى الله عليه وسلم «لله
    أشد فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة،
    فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها،
    وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا هو بها، قائمة عنده، فأخذ بخطامها
    ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك. أخطأ من شدة الفرح
    » رواه البخاري ومسلم.




    يعلمنا ما نقوله لنتوب

    لما
    عصا آدم – عليه السلام – ربه، ندم ندمًا شديدًا، ولكنه لم يعرف كيف يعبر
    عن ندمه واعتذاره لربه, فرأى منه الله هذه الحال فدلَّه – الرحيم – على ما
    يقوله له، ليختصر عليه الطريق ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
    [البقرة: 37].


    وكذلك
    ما حدث مع بني إسرائيل، فبعد أن ارتكبوا كبائر الذنوب، وعبدوا العجل،
    وقالوا لنبيهم: أرنا الله جهرة و.. أراد الله أن يتوب عليهم فدلهم على
    وسيلة ذلك والألفاظ التي يقولونها ﴿وَإِذْ
    قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ
    رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ
    لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ
    [البقرة: 58].


    فأي رب غفور رحيم هو ربنا!

    يعلمنا كلمات نقولها، وأدعية ندعوه بها تحمل معان عظيمة، ثم يخبرنا بأننا لو قلناها بصدق غفر لنا ذنوبنا وأعطانا مرادنا.

    ومن ذلك قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا
    لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ
    عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا
    رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا
    وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى
    الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
    [البقرة: 286].


    هذه
    الكلمات النورانية لو أردنا نُعبَّر عما تحمله من معان بكلمات من عندنا
    فكم عبارة سنقولها؟ وهل سترقى تلك العبارات فتليق ببلاغة الآيات؟!


    ثم إن هذه الآيات وغيرها من الأدعية مما ورد على لسان المؤمنين, من الذي أنزلها؟!

    أليس هو الله عز وجل؟!

    ومن هم هؤلاء المؤمنين الذي يقولونها؟!

    إنهم
    ليسوا أشخاصًا بعينهم، ولكنها نموذج يقدمه الله لنا لكي يختصر علينا طريق
    اختيار الكلمات والعبارات التي تنال رضاه، وتستفتح باب فضله وكرمه، فيجيب
    علينا – حين نرددها – بفتح خزائن عفوه وفضله ورزقه.


    وقد ورد أن العبد حين يقرأ: ﴿رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا يجيب سبحانه: «قد فعلت»، فإذا قال: ﴿رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا يجيب الله: «قد فعلت» وهكذا انظر صحيح مسلم (126).

    فانظر إلى مدى حب الله لنا, يعلمنا ما نقول، ليجيبنا بعد القول: قد فعلت!.



    عدم الاستقصاء

    أرأيت
    لو أن زميلا لك قد أساء إليك إساءات بالغة، وارتكب في حقك مخالفات جسيمة،
    ثم جاءك بعد أن أفسد وأفسد ليعتذر لك عما فعله, أليس أدنى ما يتوقع منك
    ساعتها أن تجلس معه وتعاتبه، وتطلب منه إصلاح ما أفسده قبل قبول اعتذاره،
    وأن تأخذ منه المواثيق على ذلك؟!


    ولكن
    الله عز وجل لا يفعل معنا ذلك، فهو يقبل منا الاعتذار – مهما كان حجم
    جرائمنا في حقه – دون استقصاء، كما حدث مع موسى – عليه السلام – فبعد أن
    قتل القبطي، وقبيل هروبه من مصر قال: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فبماذا أجاب الله؟ ﴿فَغَفَرَ لَهُ لماذا المغفرة بكل هذه السهولة ﴿إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
    [القصص: 16].


    لا يطالب أحدًا بإصلاح ما أفسده إلا إذا كان في حقوق الناس – رحمة بهم – أما ما كان في حقه سبحانه، فهو يتجاوز عنه .. لماذا؟!

    لأنه لا يريد أن يضع أي عقبات أمام طريق التوبة.

    يريد أن يجعل الطريق سهلا ميسرًا للجميع دون استثناء.

    يكفي أن يندم المرء على ما فعل، ويستغفر الله بصدق ويتوب إليه.

    يكفي ذلك، فليس المطلوب منه تقديم كشف بالمخالفات التي ارتكبها، وكيف سيصلحها ..تأمل معي قوله تعالى: ﴿وَمَن يَعْمَلْ سُوءً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ ما الذي سيحدث إن فعل ذلك؟ ﴿يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَّحِيمًا [النساء: 110]. لا يجده منتقمًا ولا يجده جبارًا. بل يجده فرحًا بتوبته، لأنه يحبه، وينتظر منه هذه التوبة ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ [البقرة: 222].



    يسهل علينا طريق التوبة

    ولأنه سبحانه يحبنا ويريد لنا الجنة، لذلك فهو يسهل علينا طريق التوبة من كل جانب.

    يطمئننا بأنه سيغفر لنا جميع ذنوبنا – مهما بلغت – وذلك بمجرد توبتنا ﴿قُلْ
    يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا
    مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ
    هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
    [الزمر: 53].


    ويؤكد لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا المعنى فيقول: «إن عبدًا أصاب ذنبًا فقال: رب أذنبت، فاغفره، فقال ربه: أعلم عبدي أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت
    لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنبًا، فقال: ربَّ أذنبت آخر، فاغفر
    لي. قال: أعلم عبدي أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم أصاب
    ذنبًا، فقال: ربَّ أذنبت آخر، فاغفر لي، قال: أعلم عبدي أن له ربًا يغفر
    الذنب ويأخذ به؟ قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء
    » متفق عليه.


    يعني- كما يقول ابن رجب – ما دام على هذا الحال كلما أذنب استغفر شرح الحديث لبيك اللهم لبيك لابن رجب /136.



    لم تعلموا قدري لذلك أخطأتم في حقي

    تخيل
    أن ابنًا من الأبناء قد أخطأ في حق أبيه، ويريد أبوه منه أن يعتذر ليسامحه
    على خطئه، فتراه يسهل عليه طريق الاعتذار، فيقول له لعلك لم تدرك أن ما
    فعلته كان خطأ، ولعلك قد أخذتك الغفلة حينها ولعلك ....، فيجد الابن نفسه
    مندفعًا إلى الاعتذار بعد أن شعر بالأمان من جانب والده.


    أكثر من هذا يفعله الله معنا, تأمل قوله تعالى: ﴿ثُمَّ
    إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا
    مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ
    رَّحِيمٌ
    [النحل: 119].


    وقوله: ﴿كَتَبَ
    رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءً
    بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ
    رَّحِيمٌ
    [الأنعام: 54]
    .


    إنها
    رسالة تطمين وترغيب تقول لنا: لقد أخطأتم واقترفتم السيئات لأنكم كنتم
    غافلين عني، جاهلين بقدري، فما عليكم إلا أن تستغفروني لأغفر لكم وأتوب
    عليكم.




    لننتهز الفرصة

    أخي : وفي
    نهاية الحديث عن هذا المظهر العظيم من مظاهر حب ربك لك، ولسائر عباده، تبق
    كلمة لا بد أن تُذكر في هذا المقام وهي أن كل ما قيل في الصفحات السابقة
    عن ترغيب الله لعباده في التوبة وتيسيره لطريقها، ما هو إلا استدراج منه
    سبحانه لهم لكي يسارعوا بالفرار والعودة إليه، ومن ثمَّ يرزقهم الحياة
    الطيبة في الدنيا، والجنة في الآخرة ﴿بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ
    [سبأ: 15].


    ولكن
    هب أن البعض لم يستفد من هذه الفرصة العظيمة التي أتاحها الله له، ولم يتب
    إليه أو يقبل عليه، وظل في غفلته يمنَّي نفسه أنه سيفعل ذلك بعد حين ..
    بعد أن يحج، أو يزوج الأولاد، أو يخرج على المعاش... بلا شك أن هؤلاء
    سيندمون أشد الندم عندما تتسرب أعمارهم يومًا بعد يوم دون أن يشعروا، ثم
    يفاجئوا بملك الموت أمامهم قد جاءهم ليقبض أرواحهم، ومن ثمَّ ينغلق باب
    التوبة أمامهم.


    ومن عجب أن الرب الرحيم حذرنا كثيرًا من ذلك الموقف كي لا نقع فيه ﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ` وَاتَّبِعُوا
    أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن
    يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ
    [الزمر: 54، 55].


    فلننتهز الفرصة، ولنستجب لنصائح ربنا، ولنبادر بالاستغفار والتوبة، والاستفادة من ثمارها في الدنيا قبل الآخرة ﴿وَأَنِ
    اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا
    حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ
    [هود: 3].


    ونختم الحديث عن هذا المظهر العظيم من مظاهر حب الله لعباده بقوله صلى الله عليه وسلم: «إن للتوبة بابًا عرضُ ما بين مصراعيه ما بين المشرق والمغرب لا يُغلق حتى تطلع الشمس من مغربها» حسن، رواه الطبراني، وحسنه الألباني في صحيح الجامع ح (2177).


     كيف نحب الله ونشتـاق إليه ؟؟؟ .. 11 - تيسير طريقك إلى التوبة والرجوع إليه Kyf-noheb-allah


    د / مجدي الهلالي

    [/size][/size]
    [/size]
    [/size]
    [size=21] كيف نحب الله ونشتـاق إليه ؟؟؟ .. 11 - تيسير طريقك إلى التوبة والرجوع إليه 2isfk0wjpg [/size]
    [b]لا تنسونا من دعائكم الصالح[/b]

    [b]قال صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) [size=7][ رواه مسلم ]  كيف نحب الله ونشتـاق إليه ؟؟؟ .. 11 - تيسير طريقك إلى التوبة والرجوع إليه Counter.. قال النووي رحمه الله: [/size][/b]"دل بالقول، واللسان، والإشارة، والكتابة"



    أتمنى من الله أن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون
    أحسنه وصلّ اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
    هذا والله تعالى أجل وأكرم وأعلم .. سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.


    تقـبل الله منـا ومنكـم صالـح الأعمـال

    والله الموفق
    خليل إبراهيم
    خليل إبراهيم
    صاحب الموقع


    تاريخ الإنضمام : 02/12/2009

    الجنسية : أردني وافتخر

    عدد المشاركات : 9177

    مكسب العضو : 122149

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 118

    العمر : 34

    المزاج : رايق

     كيف نحب الله ونشتـاق إليه ؟؟؟ .. 11 - تيسير طريقك إلى التوبة والرجوع إليه Empty رد: كيف نحب الله ونشتـاق إليه ؟؟؟ .. 11 - تيسير طريقك إلى التوبة والرجوع إليه

    مُساهمة من طرف خليل إبراهيم 19/12/2011, 08:41

    مشكووووووووووووووووووووووووووووووور على الطرح المفــيد

      الوقت/التاريخ الآن هو 28/11/2024, 01:41