معهد ون ويب لتطوير المواقع | 1weeb.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ستايلات مجانية FREE STYLES


2 مشترك

    مؤشرات القلب السليم

    الجزائري عبد المعز
    الجزائري عبد المعز
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 05/10/2011

    الجنسية : جزائر

    عدد المشاركات : 3288

    مكسب العضو : 40583

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 21

    المزاج : منتديات طموح الجزائر

     مؤشرات القلب السليم Empty مؤشرات القلب السليم

    مُساهمة من طرف الجزائري عبد المعز 18/12/2011, 05:37


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله نحمده، ونستعين به ونسترشده

    اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، وعلى ذريته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين

    امابعد:

    أيها الإخوة الكرام: أضع بين أيديكم مؤشرات على سلامة القلب منها أن يرتحل الإنسان عن الدنيا حتى ينزل بالآخرة.
    مثل
    من واقع المسلمين: لو أنك تريد أن تحج بيت الله الحرام وليس هناك من سبيل
    إلى أخذ موافقة، لو أنك أخذت موافقة فجأة بثانية واحدة تنتقل إلى الديار
    المقدسة، أين أذهب إلى المدينة أم إلى مكة ؟ أين أقيم ؟ مع أي فوج ألتحق ؟
    ماذا سأفعل ؟ كيف أقضي الديون التي علي ؟ لأنك شعرت أنك مرتحل إلى بلاد
    الله المقدسة كل اهتماماتك وتصوراتك وخواطرك متعلقة هناك، من علامة سلامة
    القلب أن يرتحل المؤمن عن الدنيا حتى ينزل بالآخرة، ويحل فيها حتى يبقى
    كأنه من أهلها وأبنائها، جاء إلى هذه الدنيا غريباً يأخذ منها حاجته،
    ويعود إليها كما قال عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عمر: كن في الدنيا
    كأنك غريب أو عابر سبيل وعد نفسك من أهل القبور، هل تعيش الآخرة ؟ هل تعيش
    الصراط والحوض والقبر أقرب ؟ من منا لا يموت ؟ هل تعيش أنك لابد من أن
    تترك الزوجة والأولاد والأهل والبيت وكل ما أنت فيه إلى حفرة صغيرة ؟ هذا
    الذي يتوقع ما سيكون قبل أن يكون ينجو، ومن تعريفات العقل أن تصل إلى
    الشيء قبل أن تصل إليه، لو أننا عشنا الموت
    .

    ((عَنْ
    أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ
    وَسَلَّمَ أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ يَعْنِي الْمَوْتَ
    ))

    (سنن الترمذي)



    مفرق الأحباب مشتت الجماعات عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب ما شئت فإنك مفارق واعمل ما شئت فإنك مجزي به.
    علامات
    سلامة القلب أن تعيش المستقبل، وأخطر حدث في المستقبل مغادرة الدنيا، فإن
    كان القلب غافلاً فهو في أشد أمراضه، وقد تكون الغفلة بالنسبة إلى القلب
    كالورم الخبيث بالنسبة إلى الجسم، هل تعيش القبر ومغادرة الدنيا وترك
    البيت والعمل والزوجة والأولاد ؟ هل تعيش ما بعد الموت ؟ هذه من علامات
    صحة القلب، أن تعيش المستقبل، علامة ثانية من علامات صحة القلب أن تشعر
    أنه لا حياة لك ولا فلاح ولا نعيم ولا سرور إلا برضاء الله عز وجل وقربه
    والأنس به، إليه يسكن القلب ويأوي به يفرح وعليه يتوكل به يثق له يرجو منه
    يخاف، ذكره قوته وغذائه ومحبته والشوق إليه حياته ونعيمه ولذته وسروره
    والالتفات غلى غيره والتعلق بسواه دائه، والرجوع إليه دوائه، هل أنت كذلك
    ؟ متوكل واثق من الله موقن أنه لا رافع ولا خافض ولا معطي ولا مانع ولا
    معز ولا مذل إلا الله، تائب ذاكر مشتاق منيب محب
    .
    أيها
    لأخوة: هذه علامة ثانية لذلك قال بعض العارفين: مساكين أهل الدنيا خرجوا
    من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل: وما أطيب ما فيها ؟ قال: محبة
    الله والأنس به والشوق إلى لقائه والتنعم بذكره وطاعته
    .
    قال بعض العارفين: إنه ليمر بي وقت أقول فيه إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب، هذه جنة القرب.
    في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، هل أنت سعيد بالله ومطمئن ومنيب إليه، هذه علامة ثانية من علامات سلامة القلب.
    والله ما طابت الدنيا إلا بمحبة الله وطاعته.
    يا رب ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك
    لا يطيب الليل إلا بمناجاتك، ولا يطيب النهار إلا بخدمة عبادك
    هذه من علامات صحة القلب.
    أيها
    الإخوة: حياة القلب في ذكر الحي الذي لا يموت، ومرضه في ذكر الذي يموت،
    اذكر الحي الذي لا يموت فقلبك حي، فإذا ذكرت الذي يموت فأنت ميت، اجعل
    لربك كل عزك يستقر فإذا اعتززت بمن يموت فإن عزك ميت
    .
    أيها
    الإخوة الكرام: عند العارفين الفوت أشد عليهم من الموت، أن تفوتك صلاة
    وذكر وقراءة قرآن أشد عليه من الموت، لأن الموت انقطاع عن الخلق، والفوت
    انقطاع عن الحق، وشتان بين الانقطاعين، وقال بعض العلماء: من سُرّ بخدمة
    الله سرّت الأشياء كلها بخدمته، ومن قرت عينه بالله قرت عيون كل واحد
    بالنظر إليه، كنت أدعو وأقول: يا رب كما أقررت أعين أهل الدنيا بدنياهم
    فأقرر أعيننا من رضوانك، من علامات صحة القلب ألا يفتر عن ذكر ربه ولا
    يسأم من خدمة عباده ولا يأنس بغيره
    .
    أيها
    الإخوة: هذه كلها مؤشرات، من علامات صحة القلب أنه إذا فاتك ورد أو تلاوة
    قرآن أو ذكر وجدت لفواته ألماً أعظم من تألم الحريص بفوات ماله وفقده، من
    علامة صحة القلب أنه يشتاق إلى خدمة عباده، فاليوم الذي ليس فيه عمل صالح
    يوم جاف ومتصحر وفيه انقباض، من علامات صحة القلب أنه إذا دخل في الصلاة
    ذهب عنه همه وغمه
    .
    أرحنا
    بها يا بلال، كان إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة، هذا من علامات صحة القلب،
    وأن يكون همه واحداً في الله، اجعل الهموم هماً واحداً يكفك الهموم كلها !
    همك الأول أن يرضى الله عنك وأن تكون مطيعاً له، وأن تكون في خدمة عباده،
    هذا من علامات صحة القلب، وأن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعاً من أشد الناس
    شحاً بماله، يمضي الناس ساعات وساعات في أعمال سخيفة وفي متابعة مسلسلات
    لا تسمن ولا تغني من جوع، ويمضون ساعات في الغيبة والنميمة، وهؤلاء
    الصالحون منهم في المباحات، أن تكون صحيحاً بوقتك أن يذهب ضائعاً، هذا
    الوقت هو أنت كل دقيقة هي أنت، الإنسان بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى
    بضع منه هذه من علامات صحة القلب، لا أن تعمل ولكن أن تصحح العمل لعل في
    العمل رياء أو نفاقاً
    .

    ((عَنْ
    ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ
    قَالَ لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ
    الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا
    فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا قَالَ ثَوْبَانُ
    يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ
    مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ
    وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ
    وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا
    ))

    (سنن ابن ماجة)



    هم المؤمن تصحيح العمل لا العمل نفسه، إخلاصه في العمل نقاء العمل من كل شائبة هذه من علامات تصحيح القلب، هذه بالجملة.
    أيها
    الإخوة: من كان همه كله في الله وحبه كله لله وقصده لله وبدنه لله وأعماله
    لله ونومه ويقظته لله وحديثه وأفكاره تحوم حول مرضاة الله، والخلوة به مع
    الله، من كان هكذا فهو في قلب سليم، وأختم هذه الخطبة بتعريف العلماء
    للقلب السليم حينما قال الله عز وجل
    :



    ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)

    القلب
    السليم هو القلب الذي سلم من شهوة لا ترضي الله، وسلم من تصديق خبر يتناقض
    مع وحي الله، وسلم من تحكيم غير شرع الله، وسلم من عبادة غير الله، الهدف
    الأول لكل مؤمن أن يكون قلبه سليما لقوله تعالى
    :



    ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)

    وأذكركم في نهاية المطاف بقول سيدنا عمر رضي الله عنه: تعاهد قلبك
    تجد
    المسلم حاقد ومتكبر ومستعل يحابي نفسك يتخذ مقاييس مزدوجة ويحتال
    ويكذب.... هذا الذي أخّر المسلمين، لو كنا كما أراد الله لكنا في حال غير
    هذا الحال


    مرتاح بهجرك
    مرتاح بهجرك
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 22/09/2011

    الجنسية : العراق

    عدد المشاركات : 1082

    مكسب العضو : 4717

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 21

     مؤشرات القلب السليم Empty رد: مؤشرات القلب السليم

    مُساهمة من طرف مرتاح بهجرك 18/12/2011, 06:13

    موضوع رائع

      الوقت/التاريخ الآن هو 22/9/2024, 23:16