معهد ون ويب لتطوير المواقع | 1weeb.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ستايلات مجانية FREE STYLES


2 مشترك

    التجارة التي لن تبور

    الجزائري عبد المعز
    الجزائري عبد المعز
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 05/10/2011

    الجنسية : جزائر

    عدد المشاركات : 3288

    مكسب العضو : 40583

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 21

    المزاج : منتديات طموح الجزائر

     التجارة التي لن تبور Empty التجارة التي لن تبور

    مُساهمة من طرف الجزائري عبد المعز 18/12/2011, 05:12

    التجارة التي لن تبور
     التجارة التي لن تبور Icon
    الحمد لله الذي خلّص قلوب عباده المتقين من ظُلْم الشهوات ، وأخلص عقولهم عن ظُلَم الشبهات

    أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة ، وبراهين عظمته القاهرة ، وأشكره شكر من اعترف بمجده وكماله

    واعترف من بحر جوده وأفضاله وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرضين والسماوات ، شهادة تقود قائلها إلى الجنات

    وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، وحبيبه وخليله ، والمبعوث إلى كافة البريات ، بالآيات المعجزات

    والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه وعلى آله الأئمة الهداة ، وأصحابه الفضلاء الثقات

    وعلى أتباعهم بإحسان ، وسلم كثيرا

    أما بعد :

    فإن اصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها،

    وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار

    ــــ أعاذنا الله وإياكم من النار ــــ

     التجارة التي لن تبور 51634827



    الشيخ أزهر سنيقرة



    إنَّ الإنسان خُلِق محبًّا للخير المادِّي بطبعه, ميَّالاً لتحصيل مصالحه ومنافعه العاجلة قال الله - عزَّ وجلَّ -: +بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ (21)_ [القيامة], وقال تعالى: +وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)_ [العاديات] , وقال تعالى: +وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20)_ [الفجر]
    بهذا الوصف وصف الله شدَّة حبِّ الإنسان لهذا المال, بل إنَّ النَّبيَّ -
    صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: «لَو كَانَ لابنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ
    مَالٍ لاَبْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ
    إِلاَّ التُّرَابُ وَيَتُوبُ الله عَلَى مَنْ تَابَ» رواه البخاري (6436)
    ومسلم (1048).

    وحتَّى يتميَّز أهل التَّقوى والإيمان عن غيرهم من أصحاب الأهواء أو
    عبَّاد المال, فإنَّ الله رغَّبهم في أفضل المكاسب وأعظم التِّجارات
    الَّتي ضمن لأصحابها الرِّبح الدَّائم والمضمون, والَّتي تنجيهم من العذاب
    وترفع درجتهم عند العزيز الوهَّاب.

    قال تعالى: +يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ
    أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10)
    تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
    بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ_
    [الصف]

    وعن سعيد بن جبير قال: لمَّا نزلت هذه الآية قال المسلمون: «لو علمنا
    ما هذه التِّجارة, لأعطينا فيها الأموال والأهلين, فبيَّن لهم التِّجارة,
    فقال: تؤمنون بالله ورسوله...»[1].

    وعن قتادة قال: فلولا أنَّ الله بيَّنها ودلَّ عليها للهف الرِّجال أن يكونوا يعلمونها حتَّى يطلبوها ثمَّ دلَّهم الله عليها فقال: +تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ_ الآية[2].

    فإنَّ الله بمنِّه وكرمه دلَّ عباده على أربح تجارةٍ وأزكاها وأفضل
    صفقة وأعلاها, وهي التِّجارة الَّتي وصفها المولى - عزَّ وجلَّ - بعدم
    البوار فقال: +إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ
    اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا
    وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29)_
    [فاطر].

    هذه الآية المباركة جاءت ترغيبًا في عبادات جليلة, تحقيقها فوزٌ بهذه
    التِّجارة, وقد جاء في الآية لفظ «تجارة» مع وصفها بعدم البوار على سبيل
    الاستعارة التَّصريحيَّة فوصف أهلها بأنَّهم يرجونها, أي: يتوقَّعون
    أرباحها العظيمة.

    والفرق بين التَّرجِّي والانتظار «أنَّ التَّرجِّي للخير خاصَّة والانتظار قد يكون في الخير والشَّرِّ, ويدلُّ عليه قوله تعالى: +قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158)_ [الأنعام] وقوله: +يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29)_ [فاطر] وقوله: +يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ_ [: 218] ونحوها»[3].

    وإذا كان الرَّجاء متعلِّقًا بأمرٍ مستقبليٍّ متوقَّعٍ فإنَّ سياق
    الآيات يدلُّ على أنَّ هذا الرَّجاء تحقَّق لمن حقَّق شروطه, بدليل قوله
    تعالى بعد ذلك: +لِيُوَفِّيَهُمْ_ [فاطر:
    30] واختار الله لفظ «تجارة» دون غيرها من حركات الحياة كلِّها؛ لأنَّها
    تمثِّل جماع كلِّ حركات الحياة, فهذا يتحرَّك في ميدان لينفع نفسه وغيره,
    وغيره يعمل في ميدانٍ آخر فينفع نفسه وغيره, وهي أيضًا تحمل على الوساطة
    بين ما يعرف بالمنتفع والمستهلك, ولذلك حين أراد الله تعالى أن نستجيب
    لأذان الجمعة قال: +يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
    إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى
    ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ
    تَعْلَمُونَ (9)_
    [الجمعة]، ولم يقل اتركوا الزِّراعة أو الصِّناعة
    أو التَّدريس مع أنَّها داخلة في عموم الأمر بالتَّرك, بل اختار من كافَّة
    حركات الحياة الكسبيَّة حركة البيع؛ لأنَّه أفضل ما في التِّجارة, وهي
    الجامعة لكلِّ حركات الحياة, وإذا كانت التِّجارة في معناها اللُّغوي
    والعرفي تتعلَّق بأعمال البيع والشِّراء ممارسةً وامتهانًا أو هي تلك
    الصَّفقات الَّتي يسعى أصحابها أن تكون مربحةً, إلاَّ أنَّ معناها في
    الآية متعلِّقٌ بصفقةٍ أعظم وأفضل هي صفقة الإيمان الَّتي تأخذ منها أكثر
    من رأس مالك, وتربح الشَّيء الكثير بخلاف ما لو تركت بعضًا من دينك فإنَّك
    تخسر بمقدار ما تركت, لذلك يقول الحقُّ سبحانه عن الصَّفقات الخاسرة: +أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)_ [البقرة].

    فالحرص كلَّ الحرص إذًا على تحقيق الصَّفقة الَّتي يكون ربحها مضمونًا
    ودائمًا, وأيُّ ضمانٍ أوثق وأصدق من ضمانه جلَّ وعلا الَّذي ضمن عدم
    بوارها فهي +لَنْ تَبُورَ_ أي: لن تكسد ولن تتعطَّل ولن تخسر وتهلك، فما
    هي إذًا أعمال هذه الصَّفقة المربحة والتِّجارة المباركة؟

    قال تعالى: +إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ
    اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا
    وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ
    (29)_ هي إذًا تلاوة كتاب الله, وإقام الصَّلاة, والإنفاق في سبيل الله سرًّا وعلانية.

    فأوَّل هذه الأعمال هي تلاوة كتاب الله، لهذا كان مطرِّف ابن عبد الله يقول: «هذه آية القرَّاء»[4].

    وقال البيضاوي - رحمه الله - في قوله تعالى: +إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ_: «يداومون
    على قراءته أو متابعة ما فيه حتَّى صارت سمةً لهم وعنوانًا, والمراد بكتاب
    الله: القرآن أو جنس كتب الله فيكون ثناءً على المصدِّقين من الأمم».

    وقال السَّعدي: «أي يتَّبعونه في أوامره فيمتثلونها، وفي نواهيه
    فيتركونها، وفي أخباره فيصدِّقونها ويعتقدونها، ولا يقدِّمون عليه ما
    خالفه من الأقوال, ويتلون أيضًا ألفاظه بدراسته ومعانيه بتتبُّعها
    واستخراجها».

    ومن معاني الرِّبح العظيم في قراءة القرآن:

    أنَّ من قرأ حرفًا فله حسنةٌ والحسنة بعشر أمثالها, فعن ابن مسعود -
    رضي الله عنه - أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: «مَنْ
    قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ الله فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالحَسَنَةُ
    بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ: (ألم) حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ
    حَرْفٌ ولاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ»[5].

    ومن الرِّبح الكبير والفضل العظيم عند تلاوته وقراءته: أنَّه شافعٌ
    لصاحبه يوم القيامة, فعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله
    - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: «اِقْرَءُوا القُرْآنَ؛ فَإِنَّهُ
    يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ، اِقْرَءُوا
    الزَّهْرَاوَيْنِ: البَقَرَةَ وَسُورَةَ آلَ عِمْرَانَ؛ فَإِنَّهُمَا
    تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ
    كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ
    صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اِقْرَءُوا سُورَةَ
    البَقَرَةَ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلاَ
    يَسْتَطِيعُهَا البَطَلَةٌ».

    قال معاوية بن سلام: «بلغني أنَّ البطلة: السَّحرة»[6].

    وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - عن النَّبيِّ - صلَّى الله
    عليه وسلَّم - قال: «الْقُرْآنُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ مَاحِلٌ - أي ساعٍ -
    مُصَدَّقٌ مَنْ جَعَلَهُُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ وَمَنْ
    جَعَلَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ»[7].

    هذا شيءٌ يسيرٌ من عظيم فضائل القرآن وبركته على أهله وأصحابه في الدُّنيا والآخرة.

    نسأله تبارك وتعالى أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا.




    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (18887).

    [2] أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (18888).

    [3] «الفروق اللُّغويَّة» (ص131).

    [4] «الدر المنثور» (12/ 285).

    [5] رواه التِّرمذي (2910).

    [6] رواه مسلم (804).

    [7] رواه ابن حبَّان (164) والبيهقي في الشعب (1855) وجوَّد إسناده الألباني في «الصَّحيحة» (2019).


     التجارة التي لن تبور 51634827

    مرتاح بهجرك
    مرتاح بهجرك
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 22/09/2011

    الجنسية : العراق

    عدد المشاركات : 1082

    مكسب العضو : 4717

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 21

     التجارة التي لن تبور Empty رد: التجارة التي لن تبور

    مُساهمة من طرف مرتاح بهجرك 18/12/2011, 06:21

    موضوع رائع

      الوقت/التاريخ الآن هو 27/11/2024, 05:34