السلام عليكم و رحمة الله و بركاته إِنَّ الحَمدَ لِلَّهِ نَحمَدُهُ وَنَستَعِينُهُ وَنَستَغفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِن شُرُورِ أَنفُسِنَا وَمِن سَيِّئَاتِ أَعمَالِنَا، مَن يَهدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَن يُضلِل فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ. أَمَّا بَعدُ: فَإِنَّ خَيرَ الكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ، وَخَيرَ الهَديِ هَديُ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحدَثَاتُهَا؛ وَكُلَّ مُحدَثَةٍ بِدعَةٌ، وَكُلَّ بِدعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ و بعد : فهذا موضوع آخر سئل عنه فضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله عن كتاب لا يخفى على الجميع مدى انتشاره خاصة عند الصوفية و أهل الكلام. السؤال: أريد منكم جوابا شافيا حول كتاب إحياء علوم الدين وعن مؤلفه. الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين أمّا بعد: فكتاب إحياء علوم الدين يمكن الاستغناء عنه بكتاب "منهج القاصدين" لأبي الفرج ابن الجوزي، أو مختصره لابن قدامة المقدسي، أو ما كتبه القاسمي في كتاب "موعظة المؤمنين". فالحاصل يمكن الاستفادة منه لمن هو متمكن من العقيدة السلفية مع معرفته بعقيدة المتصوفين ومن على شاكلتهم فله أن يأخذ الحق ويدع الباطل كما هو طريق أهل الحق، أمّا غير المتمكن فعليه أن يختار من الكتب المذكورة سابقا وغيرها. أمّا شخصية أبي حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي(ت:505ﻫ) فهي شخصية أصولية نادرة في عصره، غير أنّه اقترنت عقيدته بعقيدة أبي الحسن الأشعري في مرحلته الثانية، وهو معدود من كبار متكلمي الأشعرية، ومسلكه في التزكية مسلك المتصوفين في رياضتهم ومجاهدتهم نفسهم وخلواتهم وغير ذلك ممّا هم معروف في تراتيبهم ومدارج السالكين، وانقضى جزء كبير من عمره في هذا الطريق رجع عنه إلى طريق الحق في أواخر أيام حياته، كما هو شأن كثير من أهل الكلام والمتصوفة ومن على شاكلتهم رجعوا من الزيغ والضلال الذي كانوا عليه إلى الحق والنور والهدى الذي عليه أهل السنة والجماعة، وقد ألّف كتابا في ذم علم الكلام سماه "إلجام العوام عن علم أهل الكلام" وممّا قاله-رحمه الله-: "اعلم أنّ الحق الذي لا مراء فيه عند أهل البصائر هو مذهب السلف أعني: مذهب الصحابة والتابعين"(١)، وقال أيضا: "الدليل على أنّ مذهب السلف هو الحق أنّ نقيضه بدعة، والبدعة مذمومة وضلالة"(٢)، وقال -أيضا-: "إنّ الصحابة رضوان الله عليهم، كانوا محتاجين إلى محاجة اليهود والنصارى في إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فما زادوا على أدلة القرآن شيئا، وما ركبوا ظهر اللجاج في وضع المقاييس العقلية، وترتيب المقدمات، كلّ ذلك لعلمهم بأنّ ذلك مثار الفتن، ومنبع التشويش، ومن لا يقنعه أدلة القرآن لا يقنعه إلاّ السيف والسنان، فما بعد بيان الله بيان"(٣). والعلم عند الله وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. ١- إلجام العوام: (3). ٢- إلجام العوام: (89). ٣- إلجام العوام: (90). و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته |
2 مشترك
في الاستفادة من كتاب "إحياء علوم الدين" والتعريف بشخصية مؤلفه
الجزائري عبد المعز- عضو ماسي
- تاريخ الإنضمام : 05/10/2011
الجنسية : جزائر
عدد المشاركات : 3288
مكسب العضو : 40583
نقاط تقييم مواضيع العضو : 21
المزاج : منتديات طموح الجزائر
خليل إبراهيم- صاحب الموقع
- تاريخ الإنضمام : 02/12/2009
الجنسية : أردني وافتخر
عدد المشاركات : 9177
مكسب العضو : 122149
نقاط تقييم مواضيع العضو : 118
العمر : 34
المزاج : رايق
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووور على هذا الموضوع الرائع