الرئيسية
بِـسْـمِ اللَّهِ الـرَّحْـمَـنِ الـرَّحِـيـمِ الـسَّلَـامُ عَـلَـيْـكُـمْ وَرَحْـمَـةُ اللَّهِ وَبَـرَكَـاتُـهُ عاقبة كل طاغية ظالم .. وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى الأحداث تترى والمواقف تتكرر وقف الطاغيــة مخذولاً خائفــاً مرعوبــاً مذعــوراً يخاطب شعبه : الآن ... أنا فهمتكم .. فهمتكم فهمتكم .. وسيكــون التغيير .. أعطونــا فرصـــة .. ( فهمتكم فهمتكم ) ..... كلفت الحكومة بتخفيض الأسعار .. وعدم غلق مواقع النت .. ورفض أى شكل من أشكال الرقابة .. والمجال مفتوح لحرية التعبير .. غلطونى بحجب الحقائق . هذا مقتطف من الخطاب الأخير للطاغيــة الذى حكم بلاده بالنــار والحديــد على مدى ثلاثة وعشرون عاماً .. قام خلالها بأحداث وأفعــال تشيب لها النواصى .فكمم الأفواه .. ومنع الآذان والصلاة .. فالآذان محجوب والصلاة بالبطاقة وويل لمن أشعل مصباحاً فى مواعيد الصلاة .. مواقع النت محجوبة عن الإعلام .. والتوجهات العلمانية سائدة طاغية طافية . ثلاثة وعشرون عاماً لم يفهم شعبه ... ثلاثة وعشرون عاماً يقمع الإسلام ويطارد الإسلاميين .. ثلاثة وعشرون عاماً يقوى علاقته بالصهاينة ويفتح الأبواب على مصراعيها لهم .. ثلاثة وعشرون عاماً يفرض القمع والضغط والكبت والطغيان وينشر الفساد .. حتى أطلقوا عليه ( شين العابدين) .. وحسبى الله ونعم الوكيل . فكانت الإنتفاضة بدأها شاب بطريقة لنا عليها تعليق .. واضطرمت الشرارة لتؤجج ناراً حبستها الصدور طويلاً .. فكانت النهاية لطاغية ظالم . حلق فى الجو ست ساعات لم يكن يحسب لها حساب .. رفضت استقباله خلالها الدول التى تبنى توجهاتها سنوات طويلة .. حتى كاد أن ينفذ وقود الطائرة .. فوافقت المملكة العربية السعودية وسمحت باستقبالة لكن بشروط كما علمنا . وهذا هو حال تلك الدول العلمانية عندما يسقط حليفهم فلا رجاء .. فبالأمس القريب تخلت أمريكا عن حليفها شاه إيران .. واليوم يتكرر نفس المشهد وذات الموقف فالرافض فرنسا والمرفوض المنبوذ هو الحليف أو من كان حليف . لكـــل ظالـــم نهايـــة .... وأقسى أنواع الظلم هو ظلم الرأى .. والقرار الإلهى جاء قبل ألف وأربعمائة سنة .. { وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى } طه 61 . وهذا مآل كل ظالم بارز الله فى دينه .. طغـــــاة أهلكهم الله فالأحداث تترى والمواقف تتكرر .. وتعيدنا الذاكرة إلى ظالم آخر ظالم عتيد متكبر { قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي } القصص 78 . هذا قول قارون وهو من قوم موسى عليه السلام أعطاه الله الغنى والمال { إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ } القصص 76 . فاغتر بماله ولم يعيد الفضل إلى المنعم صاحب الفضل وبغى على قومه وظلمهم .. { قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي } .. فكانت العقوبة والجزاء { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ } القصص 81 . طاغية آخر .. طغى وتكبر وعاث فى الأرض الفساد وسام قومه سوء العذاب فكان يذبح الأبناء ويستبقى النساء .. أرسل الله لهؤلاء القوم نبيه موسى عليه السلام يدعوهم إلى عبادة الله { اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى * فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى * فَكَذَّبَ وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى * فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى }  النازعات 17-24. طغى وتكبر { فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى } فكانت العقوبة والجزاء { فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى } النازعات 25-26 . أغرقهم الله فى البحر بسبب كفرهم وتكذيبهم لنبيه { فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً } يونس92 . واخرج الله جسده من البحر ليكون آية وعظة وعبرة .وضرب الله لنا مثلاً برجلين .. ووردت قصتهما فى القرآن الكريم فى سورة الكهف .. ويقول المفسرون أنهما كانا أخوين أحدهما كان فقيراً مؤمناً والآخر كان غنياً ولكن جاحداً بنعم الله عليه كان صاحب جنتين ( بستانين ) تؤتى ثمارها ضعفين فتفاخر بها على صاحبه الفقير فقال له { أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالا وَأَعَزُّ نَفَرًا } تفاخر عليه بكثرة ماله وأعوانه { وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا } ظالم لنفسه يحدث بحال المطمئن للدنيا كيف تنتهى هذه الثمار .. ثم قال كلمة الكفر وإنكار البعث { وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً } . وتمادى فى غيه فقال حتى لو سلمنا جدلاً بأننى رددت إلى الله فسوف يعطينى خيراً مما عندى .. { وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا } .. فرد عليه المؤمن الفقير ناصحاً ومذكراً ومقراً بوحدانية الله { قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا * لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدً } ثم قال: [size=16]{ فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا * أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا * وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا } .. تحقق ما قال واستجاب له الله { وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ } فهلكت الجنتين وأتلفت الثمار { فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا } وهذا فعل النادم يضرب يده بيده الاخرى دهشة وتعجباً وأسفاً .[/size] [size=16]هذا فعل الطغاة المفسدون وهذا مآلهم المحتوم ممن يستأثرون برأيهم ويستبدون بشعوبهم فلا مشورة ولا حكم ولا تسليم ولا إقرار بما أنزل الله .. فنفذ فيهم الأمر الإلهى: { وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى } .[/size] قالَ ابنُ القيِّمِ رحمهُ الله: وَلْيحـــذَرْ -أَيّ مُسْلِمٍ- مِنْ طُغْيَانِ .. «أَنَــا»، و «لِــي» و «عِنْــدِي» فإنَّ هذه الألفاظ الثَّلاثة ابتلُيَ بها إبليس، وفرعون، وقارون . {فأنا خّيْرٌ مِنْهُ} لإبليس، و{لي مُلْكُ مِصْرَ} لفرعون، و{إنَّماََ أُوتِيتُهُ علَى عِلْمٍ عِنْدِي} لقارون. وأحسن ممّا وصفت «أنــا» في قولِ العبدِ: أنا العبدُ المذنبُ المخطئ المسْتغْفِرُ المعترِفُ ..... ونحو: « لــي» في قوله: لي الذنبُ ولي الجُرمُ، ولي المَسْكنةُ، وليِ الفقرُ والذُلُّ، ..... و «عنــدي» في قوله: اغفر لي جدّي وهزلي، خطئي وعمدي، وكلُّ ذلك عندي . [زاد المعاد لابن القيم 2/235] . سلفنــا الصالــح نترك الطغاة والعصاة والمتكبرين المعاندين .. ونعود إلى رجال الرحمة والعدل وحسن الخلق .. رجال بكل ما تحمل الكلمة من معانِِِ .. رجال علمهم ورباهم النبى صلى الله عليه وسلم .. فتخرج من مدرسته عشرات بل مئات القادة .. أصغرهم سناً يصلح أن يكون قائدأ فذاً يحمل هم هذا الدين ونصرته .. علمهم أن يكون الأمر شورى بينهم .. علمهم الحكمة والعدل والإحسان ومحاسن الأخلاق .. فتكون فى كلهم نسيج من الورع والإخبات والزهد والتقوى . فكانوا قدوات لا تبلى . فى يوم غزوة بدر سار رسول الله صلى الله عليه وسلم يبادر قريشاً إلى الماء فلما وصل لأقرب ماء نزل عنده .. فقال له الحباب بن المنذر بن الجموح : يا رسول الله منزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتعداه ولا نقصر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة .. فلما علم أنه إختيار رسول الله وليس إختيار الله قال: يا رسول الله ليس بمنزل ولكن انهض حتى تجعل القلب كلها من وراء ظهرك ثم غور كل قليب بها إلا قليبا واحدا ثم احفر عليه حوضا فنقاتل القوم ونشرب ولا يشربون حتى يحكم الله بيننا وبينهم .. فكانت نعم المشورة وأخذ برأيه . بتصرف من (أسد الغابة جـ 1 -231) (الرحيق الختوم للمباركفورى 201) . وهذا خليفة خليفة رسول الله أمير المؤمنين عمرو بن الخطاب رضى الله عنه : عند وفاته جعل الأمر شورى فجمع الستة من الصحابة وهم بقية العشرة المبشرين بالجنة ، كي ينتخبوا الخليفة بعده ، وعندما أشار أحد الصحابة منهم أن يعهد بالخلافة إلى ولده عبد الله بن عمر ، رد عمر بن الخطاب رضى الله عنه : والله ما أردت بها وجه الله .. يكفي آل الخطاب أن يحمل واحد منهم فقط وزر الأمـة .. ألا يكفي أن يحاسب واحد من آل الخطاب علي حقوق المسلمين .. فلم يحدد من يتولى الخلافة وترك الأمر شورى واستثنى ولده عبد الله بن عمر رضى الله عنهم أجمعين . هذا هو الفاروق الذى فرق بين الحق والباطل .. والذى كان الشيطان يفر من طريقه والذى ملك الدنيا وقت خلافته والذى قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه ) مسلم والبخارى. قال عنه عبد الله بن مسعود رضى الله عنه: لله در ابن الخطاب .. أى امرئ كان .. !! . وتأملوا معى هذه الخطبة الرائعة للصديق صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد تولية خلافة المسلمين .. حتى أن بعض المؤرخين إعتبرها من أروع الخطب السياسية على مر العصور ... قال خليفة رسول الله أبى بكر الصديق رضى الله عنه: « أيها الناس اني وليت عليكم ولست بخيركم .. فإن أحسنت أعينوني وإن أسأت قوموني .. الصدق أمانه والكذب خيانه .. الضعيف فيكم قوي عندي حتي أخذ الحق له والقوي فيكم ضعيف عندي حتي أخذ الحق منه .. لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله الا ضرب الله بالذل والمهانه .. أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإن عصيت فلا طاعه لي عليكم ». هؤلاء هم قدوتنا وأسوتنا .. هؤلاء هم من يجب أن نسير على خطاهم ونتأسى بأفعالهم .. هؤلاء هم من ملكوا الدنيا بالحكمة والحق والعدل والمشورة .. هؤلاء من كان أميرهم يحكم فيعدل فيأمن فينام تحت الشجرة ..هؤلاء من فى عهدهم رعى الذئب مع الغنم .. والله لا يضل سبيلهم إلا غافل .. ولا يعجز عن دربهم إلا خاسر .. ولا يحيد عن طريقهم إلا هالك .. اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .. ووفق ولاة أمورنا لما فيه خير العباد والبلاد .. اللهم آمين .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . وكتب: عبد الرحمن اعتراف لا تنسونا من دعائكم الصالح تقـبل الله منـا ومنكـم صالـح الأعمـال والله الموفق |
2 مشترك
عاقبة كل طاغية ظالم .. وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى ... بقلمي
الجزائري عبد المعز- عضو ماسي
- تاريخ الإنضمام : 05/10/2011
الجنسية : جزائر
عدد المشاركات : 3288
مكسب العضو : 40583
نقاط تقييم مواضيع العضو : 21
المزاج : منتديات طموح الجزائر
- مساهمة رقم 1
عاقبة كل طاغية ظالم .. وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى ... بقلمي
من طرف الجزائري عبد المعز 16/12/2011, 09:30
خليل إبراهيم- صاحب الموقع
- تاريخ الإنضمام : 02/12/2009
الجنسية : أردني وافتخر
عدد المشاركات : 9177
مكسب العضو : 122149
نقاط تقييم مواضيع العضو : 118
العمر : 34
المزاج : رايق
- مساهمة رقم 2
رد: عاقبة كل طاغية ظالم .. وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى ... بقلمي
من طرف خليل إبراهيم 19/12/2011, 04:33
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووور على هذا الموضوع الرائع