بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ للهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُ. أَمَّا بَعْدُ .. فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يُذَكِّرُنَا فِي كِتَابِهِ بِعَظِيمِ مِنَّتِهِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَيْثُ يَقُولُ: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإن كَانوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ (1). إِنَّ بِعْثَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ أَعْظَمُ نِعْمَةٍ مَنَّ اللهُ بِهَا عَلَى الْبَشَرِيَّةِ وَلِهَذَا قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾(2). فَبَعْثَتُهُ رَحْمَةٌ مِنَ اللهِ لِجَمِيعِ الْعَالَمِينَ وَلَكِنَّ الَّذِينَ انْتَفَعُوا بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ وَبِهَذِهِ النِّعْمَةِ هُمْ مَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ، فَالْمِنَّةُ خَاصَّةٌ بِالْمُؤْمِنِينَ: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾. فَمِنْ حَيْثُ هُوَ رَحْمَةٌ هُوَ رَحْمَةٌ لِكُلِّ النَّاسِ: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَان عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾(3). فَهُوَ رَحْمَةٌ مِنْ حَيْثُ أَنَّهُ نَذِيرٌ لِجَمِيعِ الْعَالَمِينَ. مِنَّةُ اللهِ بِالرِّسَالَةِ خَاصَّةٌ بِالْمُؤْمِنِينَ: وَلَكِنْ مِنَّةُ اللهِ بِرِسَالَتِهِ خَاصَّةٌ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَلِهَذَا يَقُولُ: ﴿قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إن نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾(4). يُشْبِهُ قَوْلَهُ تَعَالَى: ﴿يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾(5) . وَقَدْ مَنَّ اللهُ بِهَذَا الرَّسُولِ وَبِمَا جَاءَ بِهِ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مُنْذُ بَعَثَهُ اللهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَكُلُّ مَنْ قَبِلَ هَذَا الرَّسُولَ وَاتَّبَعَهُ فَهُوَ مِمَّنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ بِهِ فَيَجْتَمِعُ لَهُمُ الْإِيمَانُ وَالْعِلْمُ وَالْعَمَلُ، وَهَذَا هُوَ قَوَامُ السَّعَادَةِ وَالْفَلَاحِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أنفُسِهِمْ﴾. أَيْ مِنْهُمْ مِنَ الْبَشَرِ. وَلِهَذَا كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسْوَةً لِأُمَّتِهِ، لَهُمْ فِيهِ أُسْوَةٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِقَوْلِهِ وَبِفِعْلِهِ وَبِتَقْرِيرِهِ كَمَا هُوَ مُقَرَّرٌ فِي تَعْرِيفِ السُّنَّةِ. -------------------------------------------------------------------------------- (1) سورة آل عمران: 164. (2) سورة الأنبياء: 107. (3) سورة الفرقان: 1. (4) سورة إبراهيم: 11. (5) سورة البقرة: 142. |
2 مشترك
مِنَّةُ اللهِ بِالرِّسَالَةِ خَاصَّةٌ بِالْمُؤْمِنِينَ
الجزائري عبد المعز- عضو ماسي
- تاريخ الإنضمام : 05/10/2011
الجنسية : جزائر
عدد المشاركات : 3288
مكسب العضو : 40583
نقاط تقييم مواضيع العضو : 21
المزاج : منتديات طموح الجزائر
ahmade- عضو ماسي
- تاريخ الإنضمام : 27/11/2011
الجنسية : alg
عدد المشاركات : 2394
مكسب العضو : 14803
نقاط تقييم مواضيع العضو : 0
جزاااااااااااك الله خخخخخخخخخخخخخخخخيراا