< tr> قد يتبادر إلى الأذهان من هذا العنوان أن المراد هو ذلك التسلط البغيض من أحد الزوجين على الآخر.. أو تسلط أحدهما أو كلاهما على الأولاد.. وهو – بحق - لون من الرق النفسي يجعل أهل البيت كالأرقاء بين يدي سيدهم.. لكن ليس هذا المراد..! بل مرادنا في اتجاه آخر.. اتجاه يجعل فيه رب البيت أهله ذليلين خاضعين.. - بسرور وطواعية - راضياً لهم ولنفسه معهم العبودية التامة والاستسلام الكامل.. للواحد الأحد جل وعلا. كيف لا.. وهي العبودية الوحيدة التي تهب للعبد الشرف والسرور، وسعادة الدنيا والآخرة؟! صورة طبق الأصل..! إنها العبودية لله رب العالمين.. أعظم غرس يغرسه والد في ولده؛ ولن يتم ذلك إلا بتمثلها أمام الصغار.. في الأقوال والأفعال والأحوال، في العبادات والمعاملات والأخلاق، فيرون صورة جميلة داخل البيت.. طبق الأصل من الصورة خارجه؛ فلا تناقض ولا انفصام. حين يرى الأولاد معالم التوحيد ومكارم الأخلاق ومحاسن الآداب سمتاً لا يفارق والديهم، في الحنو والشفقة.. في الحزم والشدة.. في العتاب والتسامح.. وفي الرضا والغضب. فترى البنت أمها تغضب لله.. وتسامح فيما دون ذلك، ويرى الابن أباه وعلامات الحزن تكسو محياه عندما يفرّط في الصلاة.. بينما يتهلل وجهه سرورا عندما يرى ابنه سبقه إلى المسجد! إلى غير ذلك من الصور المشرقة للغرس العظيم المبارك.. العبودية لله رب العالمين! نعيم العبودية..! ويطيب الغرس المبارك بتلقين أهل البيت معنى الإخلاص ومراقبة الله تعالى في أقوالهم وأعمالهم كلها، وامتداد ذلك إلى علاقاتهم بمن حولهم.. فعند إخراج زكاة أو صدقة يذكّرون بأنها تقع في يد الله تعالى قبل يد الفقير. وعند اصطحابهم لتلبية دعوة يذكّرون بأن تلبية الدعوة من السنة. وعند تهنئة جيران أو أصدقاء في مناسبة.. أو مواساتهم في أمر نزل بهم.. أو تقديم مساعدة لهم.. يتذاكر الزوجان الإخلاص لله في ذلك، فإذا كان في الأقارب فهو بر وصلة. وهكذا يتقلّب الجميع كبارا وصغارا في نعيم العبودية.. الذي لو علمه الملوك وأبناء الملوك لجالدوهم عليه بالسيوف! وصدق ابن القيم رحمه الله: "من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية"! حروف الختام.. ما أجملها من شعارات يحفظها أبناء البيوت المباركة التي أسست على تقوى من الله ورضوان.. ويرددونها ويتباهون بها.. فلننشرها بينهم.. ولنعلّمهم معانيها منذ نعومة أظفارهم: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (الأنعام/ 161-163). {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لأنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي} (الزمر/11-13). والحديث القدسي الجليل الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا: "قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه" (رواه مسلم عن أبي هريرة).
|
|
|
4 مشترك
العبودية.. في البيوت!
الجزائري عبد المعز- عضو ماسي
- تاريخ الإنضمام : 05/10/2011
الجنسية : جزائر
عدد المشاركات : 3288
مكسب العضو : 40583
نقاط تقييم مواضيع العضو : 21
المزاج : منتديات طموح الجزائر
- مساهمة رقم 1
العبودية.. في البيوت!
ahmade- عضو ماسي
- تاريخ الإنضمام : 27/11/2011
الجنسية : alg
عدد المشاركات : 2394
مكسب العضو : 14803
نقاط تقييم مواضيع العضو : 0
- مساهمة رقم 2
رد: العبودية.. في البيوت!
مشكور وبارك الله فيك
مجهود جبار
تحياتي
مجهود جبار
تحياتي
ahmad- عضو ماسي
- تاريخ الإنضمام : 27/11/2011
الجنسية : algh
عدد المشاركات : 1040
مكسب العضو : 15384
نقاط تقييم مواضيع العضو : 0
- مساهمة رقم 3
رد: العبودية.. في البيوت!
مشكووووووووووووووور على الموضوع القيم
بارك الله فيك
واصل تقدمك
بارك الله فيك
واصل تقدمك
خليل إبراهيم- صاحب الموقع
- تاريخ الإنضمام : 02/12/2009
الجنسية : أردني وافتخر
عدد المشاركات : 9177
مكسب العضو : 122149
نقاط تقييم مواضيع العضو : 118
العمر : 34
المزاج : رايق
- مساهمة رقم 4