معهد ون ويب لتطوير المواقع | 1weeb.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ستايلات مجانية FREE STYLES


4 مشترك

    لا تعتب على فرار الأمل

    الجزائري عبد المعز
    الجزائري عبد المعز
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 05/10/2011

    الجنسية : جزائر

    عدد المشاركات : 3288

    مكسب العضو : 40583

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 21

    المزاج : منتديات طموح الجزائر

     لا تعتب على فرار الأمل Empty لا تعتب على فرار الأمل

    مُساهمة من طرف الجزائري عبد المعز 20/11/2011, 08:19


    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لا تعتب على فرار الأمل

    إنسان
    وأناسي، مَهْد ولَحد، طفولة وكهولة، قسوة ولُطف، قوة وضَعف، جبروت وخضوع،
    عَلِم الخطأ وأراد الخطيئة، دائم البحث؛ يودُّ الكشف والاستكشاف، مهما رأى
    أو سَمِع لا تُخرسه الحقيقة، يود أن تكون له بصمته الخاصة، وإن مَلأت جدران
    السماء والأرض بصمات مَن سبقوه، إنه الذاكر والنسيّ، الشامخ والذليل، هكذا
    كان ظلومًا لنفسه، جهولاً عجولاً، يعمر الأرض ثم يَهدمها، وتحت الثرى
    سيكون نسيًا منسيًّا، الرُّوح فيه طليقة لا تموت، يقبضها الموكَّلُ
    بقَبْضها، تَصعد لبارئها، تترك جسد الفاجر والتَّقي، مُهمَّتها إحياء
    الحياة بأمر ربِّها في جسده البالي البلي، بها كانت حركته وسكونه، إنسان
    يَقطن رأسه الفؤاد، ويَسكن صدره القلب والوجدُ، عَجِبت لحاله؛ إمَّا يقين
    أو إلحاد، أراه يَهجع كما هَجَعت الصخور في أعماق المحيط؛ عشقًا لدِفء
    قِيعانه؛ حتى تخلَّى عنه شعاع الشمس، أثرت معه الغروب، عَجِبت لحاله عندما
    اختلَط فيه الحب بالغضب؛ حتى تغيَّر انتقامًا، وامتزجَت الحرية بالسفاهة؛
    حتى غابَت عنه الفضيلة كامرأة بغيَّة، تتخفَّى عيون الحياء منها إن غاب
    عنها الخجلُ.




    حين
    ذلك لا تعتب على فرار الأمل، واعْتِب على تيبُّس الرحمة وذَهاب الوفاء
    لِمَن أحْبَبت، نسيت عطاءَه، فلا وجَد منك صبرًا ولا رحمة، ولا آثرتَ عليه
    ذاتك، فاصْعَد يا شقيًّا عَرْشَ الأنانية، وضَعْ على رأسك الخاوي تاج
    الندامة، صِرْتَ مثقلاً بالهموم بيديك، كم رعَّبني هروب المرء من قُدرته
    الطبيعيَّة، يَهديه خياله أنه خارقٌ سيَنفذ من الأشياء كما الشعاع، ويُسابق
    الريح بسرعة الضوء، وحين ذلك توقَّفتُ أعاتب نفسي، أُذَكِّرها بقول ربي: ﴿
    وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الجاثية: 13].

    قالت:
    نعم، سخَّر الله لنا كلَّ شيء، رزَقنا العقل والفَهم، ونفَذ العلماء من
    أقطار السماء خشوا عظمته وقدرته، أدْرَك المؤمن منهم والكافر أن العزَّ كله
    لبديع السماوات والأرض وفاطرهما، وما أوتوا من العلم إلاَّ قليلاً؛ فمنهم
    من نفَع أهل الأرض، ومنهم مَن أباد مِن سُكَّانها؛ حتى صار إنسان اليوم
    حريصًا على نَقْض غَزْله، فمَن أركَن العلم، توخَّى الدين، ومَن آثَر
    العلم، تفلَّت عنه، ولن يَستقيم الأمر إلاَّ بالعلم والدين؛ كي تستقيمَ
    المقاصد.


    للعلم لذَّة كالماء البارد،
    إن شَرِبته بعد سنين العطش، تراه يُربي عروق الدماء والشعيرات،؛ فتُسَبِّح
    الله وهي ساكنة في الأجسام لا تُدرك صوتها، لكن الكثير بعد ارتوائه
    تَكبَّر ونَسِي، فلا يُسقى عَطْشى الحياة إلاَّ بقدح القهر ولَذَّة
    التعذيب، يظن أنَّ الحياة بالتدمير نَماء، نحن الأناسي لو أنا أدْرَكنا سبب
    الوجود، لعَمِلنا بلا كللٍ، ولطَعِمنا بلا جشعٍ، ولرَضِينا بلا قنوطٍ، فلا
    يَعترينا يأس الكفار من أصحاب القبور، ولدَاوَيْنا أسقام الفؤاد وطغوى
    القلوب، لكنَّا أرْجَأنا الآخرة، ونَسِينا يوم النشور.


    نعم
    خُلِقنا لنعبدَ الله، نتوكَّل عليه في كلِّ أمرنا، لكن لا تقل: أخَذتني
    العبادة، متواكِلاً تنتظر رزقَ السماء بلا جُهد ولا سعي، لا تقولوا: كنا
    مستضعَفين في الأرض، دين الله ورسالاته حثَّ فيه الخالق على العلم
    والتعلُّم، وقال: "
    اقرأ".

    كيف
    تَنهض أُمَّة بالعبادة دون علم وعملٍ، أرى من يتعبَّد ولا يعمل متكاسلاً
    عن استعمال عقله وعِلمه في عمله، ولن يُقيم بناءً، فما كان ازدهار العالَم
    إلا بالتفكُّر، ألا نتحسَّر على علمائنا وما قدَّموه للبشرية، أخَذ الآخر
    جذوعَ شجيرات علومنا، طوَّرَ من جديد بذورَها سلاحًا يَنشر رذاذ
    التكنولوجيا المُبيد منها والمُفيد، وما كان ازدهار العالم إلاَّ بالتفكُّر
    والعلم؛ لنحرصَ على أن نقرنَ الإيمان بالعلم والعمل؛ لتسودَ الرحمة بين
    الأناسي، ويعمَّ السلام قولاً وعملاً، يا إنسان الأرض، يقول ربي: ﴿
    وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ [القصص: 77].

    ربنا آتِنا من لَدُنك رحمة، وعَلِّمنا من لَدُنك علمًا.


    دمتم برعاية الرحمن وحفظه

    شبكة الألوكة

    خليل إبراهيم
    خليل إبراهيم
    صاحب الموقع


    تاريخ الإنضمام : 02/12/2009

    الجنسية : أردني وافتخر

    عدد المشاركات : 9177

    مكسب العضو : 122149

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 118

    العمر : 34

    المزاج : رايق

     لا تعتب على فرار الأمل Empty رد: لا تعتب على فرار الأمل

    مُساهمة من طرف خليل إبراهيم 12/12/2011, 10:20

    بارك الله فيك
    ahmade
    ahmade
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 27/11/2011

    الجنسية : alg

    عدد المشاركات : 2394

    مكسب العضو : 14803

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 0

     لا تعتب على فرار الأمل Empty رد: لا تعتب على فرار الأمل

    مُساهمة من طرف ahmade 13/12/2011, 06:19

    شكـرا لـك

    موضوع روعة
    ahmad
    ahmad
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 27/11/2011

    الجنسية : algh

    عدد المشاركات : 1040

    مكسب العضو : 15384

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 0

     لا تعتب على فرار الأمل Empty رد: لا تعتب على فرار الأمل

    مُساهمة من طرف ahmad 16/12/2011, 12:20

    شكرا جزيلا على الموضوع

    تقبل مروري

      الوقت/التاريخ الآن هو 22/9/2024, 13:31