يبدي الكثير من المعلمين والمعلمات انزعاجهم حين يسمعون عبارة "لديك اليوم
حصة انتظار" ذلك العبء الذي يبدأ بقيام وكيل المدرسة أو سكرتيرها بحمل "سجل
الانتظار" بداية كل يوم دراسي لتوقيع المعلمين على شغل حصص زملائهم
الغائبين.
ورغم التنظيم الجديد الذي استحدثته وزارة التربية والتعليم هذا العام
بتخصيص مبلغ 75 ريالا عن كل حصة انتظار يشغلها المعلم، إلا أن "الفرحة لم
تكتمل" كون التنظيم زاد أنصبتهم عن 24 حصة وهو ما لا يستفيد منه إلا نسبة
ضئيلة جدا من المعلمين والمعلمات.
"الوطن" رصدت رود أفعال بعض المعلمين على حصص الانتظار، وقال أحد ممن
يحملون سجل الانتظار اليومي عبدالرحمن الفارس، إنه يلمس ضيق المعلمين حين
يخبرهم بوجود حصة انتظار عليهم شغلها، وتختلف ردة الفعل من معلم لآخر،
لكنهم يتفقون جميعا على الانزعاج، ورغم ذلك يقبلون الأمر ويوقّعون على
شغلها على مضض، فيما يرفض آخرون ويتوجهون لمدير المدرسة لمجادلته في سبب
تكليفه بهذا "العبء" متعللين بأن لديهم مواعيد ولا يستطيعون التأخر عنها،
أو أن أنصبتهم من الحصص مرتفعة ولا يستطيعون شغل الانتظار لعدم وجود وقت
للراحة من عناء الحصص.
أما عن لحظات شغل حصص الانتظار يقول المعلمون طلال المالكي وأحمد الزهراني
وعبدالله الغامدي، إنه رغم العلاقة القوية التي تربطهم بوكيل المدرسة إلا
أنهم أصبحوا يتضايقون من لقائه، لأنهم اعتادوا منه طلب شغل حصة الانتظار،
لافتين إلى أن دقائق حصة الانتظار تمضي ثقيلة كون المعلم يراها عبئا إضافيا
يصعب تحمّله في ظل مسؤوليات المعلم اليومية كتدريس نصاب مرتفع يضاف
للأعمال الأخرى من إشراف يومي ومناوبة وتصحيح واجبات وتصميم وتحضير الدروس
والتكليف بأنشطة مدرسيّة أخرى.
وذكر المعلم حمد الرشيد أن المعلمين استبشروا خيرا بقرار "التربية" أخيرا
بتخصيص مبالغ للمعلمين الذين يشغلون حصص الانتظار، لكن عند تطبيق آليتها
اصطدم المعلمون بعدم شموليتها لنسبة كبيرة منهم وتقتصر على عدد قليل، كون
المكافأة، لا تصرف إلا لمن زادت أنصبتهم عن 24 حصة، وبالتالي لن يفرح
المعلمون المخفضة أنصبتهم، لأنهم سيشغلون حصص انتظار دون مقابل حتى تكتمل
أنصبتهم.
من ناحيتها حصلت "الوطن" على تعميم وجهته وزارة التربية يشرح آلية تطبيق
قرار شغل حصص الانتظار التي أقرّتها الوزارة ضمن صلاحيات مديري المدارس،
حيث نصت اللائحة على أنه يستحق المعلم المكافأة إذا زاد نصابه عن 24 حصة
شاملة الحصص الأساسية والانتظار خلال الأسبوع، على أن يكون الحد الأعلى
لعدد حصص الانتظار التي يستحق عليها المعلم المكافأة أربع حصص في الأسبوع
فقط، كما يشترط للحصول على المكافأة أن يقدم المعلم مادة تعليمية ترتبط
بالمادة الدراسية للطلاب طوال زمن حصة الانتظار.