معهد ون ويب لتطوير المواقع | 1weeb.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ستايلات مجانية FREE STYLES


2 مشترك

    صحابة رسولنا صلى الله عليه وسلم'' خالد إبن الوليد

    الجزائري عبد المعز
    الجزائري عبد المعز
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 05/10/2011

    الجنسية : جزائر

    عدد المشاركات : 3288

    مكسب العضو : 40583

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 21

    المزاج : منتديات طموح الجزائر

     صحابة رسولنا صلى الله عليه وسلم'' خالد إبن الوليد Empty صحابة رسولنا صلى الله عليه وسلم'' خالد إبن الوليد

    مُساهمة من طرف الجزائري عبد المعز 17/11/2011, 08:32

     صحابة رسولنا صلى الله عليه وسلم'' خالد إبن الوليد Jcz29758



    الحمد لله رب المشارق والمغارب..
    خلق الإنسان من طين لازب..
    ثم جعله نطفة بين الصلب والترائب..
    خلق منهُ زوجهُ وجعل منهما الأبناء والأقارب..
    تلطف به فنوع له المطاعم والمشارب..
    وحمله في البر على الدواب..
    وفى البحر على القوارب.
    نحمده (تبارك وتعالى) حمد الطامع في المزيد والطالب.
    ونعوذ بنور وجهه الكريم من شر العواقب..
    وندعوه دعاء المستغفر الوجِل التائب..
    أن يحفظنا من كل شرِ حاضر أو غائب.
    ونشهد أن لا إله إلا الله القوى الغالب..
    شهادة متيقن أن الوحدانية لله أمر لازم وواجب.


     صحابة رسولنا صلى الله عليه وسلم'' خالد إبن الوليد 6qx6u-WK2G_459927363

    ونشهدُ أن نبينا محمدًا عبد الله ورسول الملك الواهب..ما من عاقل إلا وعلم أن الإيمان به حقُ واجب.
    سَلِ العُدولَ وسَلّ.. هل عابهُ في الحق
    عائب..
    سَلِ الشُهداء عن.. هل كانت له في الدنيا مئارب..
    سَلِ صناديد قريش في طريق بدرِ عن الصادق ومن الكاذب..
    سَلِ السيوف.. سَلِ الرماح.. هل حملها مثلهُ مُحارِب.
    سَلِ الغار عن الحمامة حيث باضت.. فأغشت أعيُنًا كانت تُراقب..
    سَلِ سُراقة عن قوائم حِصانهِ كيف ساغت في الصخر حتى المناكب..
    سَلِ أُم مِعبدَ.. كيف سقاها اللبن والشاةً مُجهدة و عازب..
    سَلِ الشمس.. سَلِ القمر عن نورِهِ إذا الكُل غارب..
    سَلِ السماوات السبع.. هل وطِئَهَا قَبلُه راجل أو راكب..
    سَلِ أبوابها كيف تفتحت.. ومَن استقبلهُ على كُل جانب..
    سَلِ الروح الأمين.. لماذا توقف عند الحِجاب ومَن الحاجب..
    سَلِ الصحابة حُبهم له.. والناس فيما يعشقون مذاهب..
    سَلِ سِدرة المُنتهى.. عن كأسِ المحبة من الساقي ومن الشارب.
    اللهم صلِّ على الحبيب المصطفى.. أهلِ الفضائل والمواهب..
    وعلى الصَحب والآل ومن تَبِع.. عدد ما في الكون من عجائب وغرائب.


    اما بعد

     صحابة رسولنا صلى الله عليه وسلم'' خالد إبن الوليد Xc929758

    فهذه سلسة مباركة تعرفنا بصحابة رسولنا صلى الله عليه وسلم

    الصحابة اللذين جاهدوا بأموالهم وانفسهم في سبيل ان يصل إلينا هذا الدين كاملا،وهم من تركوا الاموال

    والأولاد ليبتغوا نصرة دين ربهم، فهم خير من مشي فوق الأرض بعد الانبياء والرسل

    فمهما قلنا فيهم فلن نوفيهم حقهم.



    العشرة المبشرون بالجنة



     صحابة رسولنا صلى الله عليه وسلم'' خالد إبن الوليد Xc929758

    خالد إبن الوليد

    رضي الله عنه



















    ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كعب.

    سيف
    الله تعالى ، وفارس الإسلام ، وليث المشاهد، السيد ، الإمام ، الأمير
    الكبير، قائد المجاهدين، أبو سليمان القرشي المخزومي المكي ، وابن أخت أم
    المؤمنين ميمونة بنت الحارث .

    هاجر مسلما في صفر سنة ثمان ، ثم سار
    غازيا ، فشهد غزوة مؤتة ، واستشهد أمراء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
    الثلاثة : مولاه زيد ، وابن عمه جعفر ذو الجناحين ، وابن رواحة ، وبقي
    الجيش بلا أمير ، فتأمر عليهم في الحال خالد ، وأخذ الراية ، وحمل على
    العدو ، فكان النصر . وسماه النبي -صلى الله عليه وسلم- سيف الله ، فقال :
    إن خالدا سيف سله الله على المشركين .

    وشهد الفتح وحنينا ، وتأمر
    في أيام النبي -صلى الله عليه وسلم- ، واحتبس أدراعه ولأمته في سبيل الله ،
    وحارب أهل الردة ، ومسيلمة ، وغزا العراق ، واستظهر ، ثم اخترق البرية
    السماوية بحيث إنه قطع المفازة من حد العراق إلى أول الشام في خمس ليال في
    عسكر معه ، وشهد حروب الشام ، ولم يبق في جسده قيد شبر إلا وعليه طابع
    الشهداء.

    ومناقبه غزيرة ، أمره الصديق على سائر أمراء الأجناد ، وحاصر دمشق فافتتحها هو وأبو عبيدة .


    وقد وضع البخاري في صحيحه بابًا سماه: باب مناقب خالد بن الوليد - رضي الله عنه[73].

    كما
    أثنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على خالد بن الوليد فيما رواه
    الترمذي، الذي وضع بابًا خاصًّا في مناقب خالد بن الوليد - رضي الله عنه -
    روى فيه عن أبي هريرة قال: "نزلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
    منزلاً، فجعل الناس يمرُّون، فيقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من
    هذا يا أبا هريرة؟))، فأقول: فلان، فيقول: ((نِعْمَ عبدُ الله هذا))،
    ويقول: ((من هذا؟))، فأقول: فلان، فيقول: ((بئس عبدُ الله هذا))، حتى مرَّ
    خالدُ بن الوليد، فقال: ((من هذا؟))، فقلت: هذا خالد بن الوليد، فقال:
    ((نعم عبدالله خالد بن الوليد، سيف من سيوف الله))[74].

    وقد روى
    الإمام أحمد: "أن أبا بكرٍ - رضي الله عنه - عقد لخالد بن الوليد - رضي
    الله عنه - على قتال أهل الردة، وقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه
    وسلم - يقول: ((نِعْمَ عبدُ الله وأخو العشيرة خالدُ بن الوليد، وسيف من
    سيوف الله سلَّه الله - عز وجل - على الكفار والمنافقين))[75].

    وقد
    كان خالد - رضي الله عنه - مستعدًّا لتنفيذ ما يأمره به الرسول - صلى الله
    عليه وسلم - فقد ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث عليًّا - رضي
    الله عنه - إلى اليمن، فبعث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بذُهَيْبة،
    فقسمها بين الأربعة... فغضبت قريش والأنصار، قالوا: يعطي صناديد أهل نجد
    ويدَعنا؟! قال: ((إنما أتألفهم))، فأقبل رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين،
    ناتئ الجبين، كث اللحية، محلوق، فقال: اتقِ الله يا محمد، فقال: ((من يطع
    الله إذا عصيت؟! أيأمنني الله على أهل الأرض، فلا تأمنوني؟!))، فسأله رجل:
    أقتلُه؟ - أحسبه خالد بن الوليد - فمنعه، فلما ولى، قال: ((إن من ضِئْضِئِ
    هذا - أو في عقب هذا - قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من
    الدين مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام، ويدَعون أهل الأوثان، لئن
    أنا أدركتُهم لأقتلنهم قتل عاد))[76].

    وقد استعمل الرسول - صلى
    الله عليه وسلم - خالدَ بن الوليد - رضي الله عنه - على قيادة جيوش من
    المسلمين في أكثر من مرة[77]، فقد "أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
    يوم فتح مكة خالد بن الوليد - رضي الله عنه - أن يدخل من أعلى، فقُتل من
    خيل خالد بن الوليد - رضي الله عنه - يومئذٍ رجلان"[78].

    وقد شارك
    خالد بن الوليد - رضي الله عنه - في غزوة حُنين، وأبلى فيها بلاء حسنًا مع
    رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبقية أصحابه، وأصيب في هذه الغزوة ببعض
    الجراح، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - يبحث عنه، ففي رواية لأبي داود:
    "عن عبدالرحمن بن أزهر قال: كأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم
    - الآن وهو في الرحال يلتمس رحل خالد بن الوليد".

    وقد وضع البخاري
    في صحيحه بابًا سماه: باب بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد
    إلى بني جذيمة[79]، وروى "عن سالم عن أبيه، قال: بعث النبي - صلى الله
    عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، فدعاهم إلى الإسلام، فلم
    يُحسِنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل
    منهم ويأسر، ودفع إلى كل رجل منا أسيرَه، حتى إذا كان يومٌ أمر خالد أن
    يقتل كلُّ رجلٍ منا أسيرَه، فقلت: والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من
    أصحابي أسيره، حتى قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرناه، فرفع
    النبي - صلى الله عليه وسلم - يده فقال: ((اللهم إني أبرأ إليك مما صنع
    خالد)) مرتين"[80].

    وقد كان بعد إسلامه في مقدمة الجيوش التي يغزو
    بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد وردت أخبار تدل على أن رسول الله
    - صلى الله عليه وسلم - خرج في غزاة على مقدمته خالد بن الوليد[81]، كما
    روى البخاري في صحيحه عن البراء بن مالك - رضي الله عنه - قال: "بعثَنا
    رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع خالد بن الوليد إلى اليمن قال: ثم بعث
    عليًّا بعد ذلك مكانه"[82].

    وقد كان خالد بن الوليد - رضي الله عنه
    - أحد قواد النبي في غزوة تبوك، وثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
    "بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة، فأُخذ، فأتوه به، فحقن له دمه،
    وصالَحه على الجزية"[83].

    وفي حجة الوداع حينما حلق النبي - صلى
    الله عليه وسلم - رأسه، خص خالدَ بن الوليد - رضي الله عنه - بشيءٍ من
    شعره، فأعطاه ناصيته، وقيل: إنهم ابتدروا شعره - صلى الله عليه وسلم - فأخذ
    خالد ناصيته، فجعلها في قلنسوته[84]؛ تبركًا بالنبي - صلى الله عليه وسلم
    -[85].

    وقد كان خالد - رضي الله عنه - يعيش في مجتمع المدينة بعد
    هجرته إليها كأي فرد من المسلمين، يشاركهم أفراحهم وأحزانهم، ويتأثر بما
    فيه من أحداث كأي فرد من المسلمين.

    وكان يشارك المسلمين في الأمر
    بالمعروف والنهي عن المنكر، وتطهير المجتمع من المعاصي، وقد وردت العديد من
    النصوص التي تثبت مشاركة خالد في تنفيذ الحدود الشرعية على مستحقيها، فقد
    روى مسلم في صحيحه أن المرأة الغامدية التي زنتْ، بعد أن ولدت: "أتت
    النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بالصبي في خرقة، قالت: هذا قد ولدتُه، قال:
    ((اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه))، فلما فطمتْه أتتْه بالصبي في يده كسرة خبز،
    فقالت: هذا - يا نبي الله - قد فطمتُه وقد أكل الطعام، فدفع الصبي إلى رجل
    من المسلمين، ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها، وأمر الناس فرجموها، فيُقبِل
    خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها، فتنضَّح الدمُ على وجه خالد فسبَّها،
    فسمع نبي الله - صلى الله عليه وسلم - سبَّه إياها، فقال: ((مهلاً يا خالد،
    فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكسٍ، لغفر له))، ثم أمر
    بها فصلَّى عليها ودفنت"[86].

    وقد روى خالد بن الوليد - رضي الله
    عنه - عدة أحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أورد بعضًا منها الإمامُ
    أحمد في مسنده في (باب حديث خالد بن الوليد)[87]، كما روى عن خالد جماعة
    من الصحابة والتابعين، منهم: (عبدالله بن عباس، وجبر بن عبدالله، وقيس بن
    أبي حازم، وأبو أمامة الباهلي، والمقدام بن معدي كرب، ومالك بن الأشتر
    النخعي، وأبو عبدالله الأشعري، واليسع بن المغيرة المخزومي)[88].

    علاقته بالخلفاء:
    عاصر
    خالد بن الوليد - رضي الله عنه - خلافة أبي بكر الصدِّيق وجزءًا من خلافة
    عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ولا شك أن علاقته بهذين الخليفتين مرَّتْ
    بأحداث مختلفة، فقد كان من أوائل المبايعين للصدِّيق، وألقى خطبة بعد
    البيعة اشتهرتْ عنه في الثناء على أبي بكر وتأييده، وقد أعجب أحدُ شعراء
    الأنصار بما قاله خالد في خطبته، فامتدح خالدًا ببعض الأبيات، ومنها:
    وَقَامَتْ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ كَثِيرَةٌ
    فَلَمْ يَكُ مِنْهُمْ فِي الرِّجَالِ كَخَالِدِ[89]

    كان
    خالد أهم أمراء الصدِّيق وقادته، استعمله في حرب المرتدين، وفي أول فتوحه
    في العراق، كما وجهه إلى الشام قبيل اليرموك، وقد كانت علاقة خالد بالصديق
    علاقة إمام للمسلمين وخليفة بقواده، يحترمهم ويقدرهم، ويحترم آراءهم، وعلى
    الرغم من وجود خلاف في وجهات النظر دعت الصديقَ - رضي الله عنه - إلى توجيه
    خالد وتقويمه في بعض الأحيان، مثلما حدث في مقتل مالك بن نويرة وزواج خالد
    من امرأته، إلا أن ثقة الصديق بخالد قوية لم تتزعزع، ولم تشبْها شائبة،
    ولذلك فإن الروايات التي أوردها المحدثون عن الصديق في ثناء النبي - صلى
    الله عليه وسلم - على خالد بن الوليد، أوردها الصديق ردًّا على من حاول
    الطعن في خالد بن الوليد، حينما عيَّنه الصديق في حروب الردة[90]، وقد دخل
    خالد على أبي بكر في يوم من الأيام، فرأى منه كل ما يحب، وخرج من عنده
    مسرورًا، فعرف عمر أن أبا بكر قد أرضى خالدًا[91]، واستمرت العلاقة بينهما
    حتى توفي الصديق - رضوان الله عليه.

    أما علاقة خالد بعمر بن الخطاب -
    رضي الله عنه - فهي علاقة احترام متبادل، رغم الخلاف في وجهات النظر
    بينهما في بعض المواقف، وقد حاول بعض المؤرخين التجني على هذه العلاقة،
    واختلاق أسبابٍ واهية للخلاف بينهما، فهم يتحدثون عن تأليب عمر لأبي بكر في
    محاولات متكررة لعزل خالد ومعاتبته باستمرار، وذهب بعضهم إلى أن العداوة
    بين خالد وعمر تعود لأيام الصبا؛ بسبب كسر خالد لرِجل عمر[92].

    وفي
    بداية خلافة عمر أصدر أمرًا بعزل خالد عن ولاية أجناد الشام، وتعيين أبي
    عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - مكانه[93]، وكان هذا العزل محلَّ
    استغراب، حتى إن أحد الشبان من بني مخزوم اشتدَّ على عمر في محاورة بينهما
    عن عزل خالد، فهدأه عمر ولم يردَّ عليه[94]، كما أن بعض المؤرخين ألمحوا
    إلى خطأ عمر في حق خالد[95].

    ومن خلال دراسة فاحصة للقضية، يتضح لنا
    هدف عمر من هذا العزل، وهو حرص عمر على عدم تقديس الأشخاص، من حيث رأى
    تعلق الناس بخالد؛ لكثرة انتصاراته، والناس في بلاد الفتح كانوا في مرحلة
    دخول في الإسلام، فخشي من غلو البعض في خالد، وأراد أن يكون تعلُّق الناس
    بالله لا بالبشر، وقد بيَّن عمر - رضي الله عنه - هذا الهدف بوضوح، حيث كتب
    رسالة عامة إلى الأمصار يبيِّن فيها أسباب عزل خالد، وكان مما ورد فيها:
    "إني لم أعزل خالدًا عن سخط ولا خيانة، ولكن الناس فُتنوا به، فخفتُ أن
    يوكلوا إليه، ويُبتلوا به، فأحببتُ أن يعلموا أن الله هو الصانع، وأن لا
    يكونوا بعرض فتنة"[96]، كما قال عمر: "أردت أن يعلم الناس أن الله إنما
    ينصر دينه"[97].

    وهذه النصوص واضحة في سبب العزل، وأنه ليس كرهًا
    لخالد، ولا علاقة له بأمور شخصية كما يتصوَّر بعضهم، وعلى الرغم من ورود
    أخبار مختلفة عن نقد عمر لتصرفات خالد في كثير من الأحيان، إلا أن عمر -
    رضي الله عنه - كان يحب خالدًا ويشفق عليه، فحينما أخطأ خالد - رضي الله
    عنه - في حق بني جذيمة، ناقشه عمر وبعض الصحابة - رضي الله عنهم - فقال
    خالد: فإني استغفر الله وأتوب إليه، فانكسر عنه عمر وقال له: ويحك، ائت
    رسول الله يستغفر لك[98]، وهذا يدل على حرص عمر على خالد، وشفقته عليه،
    وحبه له.

    كما أن عمر - رضي الله عنه - قال: لو أدركتُ خالدًا ثم
    وليته، ثم قدمت على ربي فقال لي: من استخلفتَ على أمة محمد؟ لقلتُ: سمعت
    عبدك وخليلَك يقول لخالد: ((سيف من سيوف الله، سله الله على
    المشركين))[99].

    وقد كان عمر يثني على خالد كثيرًا في غيابه وبعد
    فاته، حيث إنه سأل أحد الشعراء عن ما قاله في خالد بن الوليد، وطلب منه أن
    ينشده ما قال في خالد، فأنشده، فقال له عمر: قصرتَ في الثناء على أبي
    سليمان - رحمه الله - ثم قال: إنه ليحب أن يذل الشرك وأهله، وإن كان الشامت
    به لمتعرِّض لمقت الله، ثم أنشد أبياتًا لأحد الشعراء في الرثاء، وقال:
    "رحم الله أبا سليمان، ما عند الله خيرٌ له مما كان فيه، ولقد مات سعيدًا،
    وعاش حميدًا، ولكني رأيت الدهر ليس بقائل"[100].

    وبالمقابل فإن
    خالدًا، وعلى الرغم من أنه رأى قسوةً من عمر - رضي الله عنه - إلا أنه كان
    يقدِّر الأسباب التي دفعتْ عمرَ لمثل هذه التصرفات؛ ولذلك فإنه حين حضرتْه
    الوفاة قال: "عرفتُ أن عمر كان يريد اللهَ بكل ما فعل، كنت وجدت في نفسي
    حين بعث إليَّ من يقاسمني مالي، حتى أخذ فردَ نعلٍ، وأخذت فرد نعل، فرأيته
    فعل ذلك بغيري من أهل السابقة، ومَن شهد بدرًا، وكان يغلظ عليَّ، وكانت
    غلظته على غيري نحوًا من غلظته علي، وكنت أدلي عليه بقرابة، فرأيته لا
    يبالي قريبًا، ولا لوم لائم في غير الله، فذلك الذي أذهب ما كنت أجد عليه،
    وكان يكثر علي عنده، وما كان ذلك مني إلا على النظر، كنت في حرب ومكايدة،
    فكنت شاهدًا، وكان غائبًا، وكنت أعطي على ذلك، فخالفه ذلك من أمري، فقد
    جعلت تركتي ووصيتي وإنفاذ أمري إلى عمر بن الخطاب"[101].

    ولا شك أن
    اختيار خالد لعمر على وصيته من بعده[102] يدل على ما لعمرَ في نفس خالد،
    وقناعته بتصرفاته، وصفاء نفسه نحو عمر، وحسن ظن خالد به - رضي الله عنهما.

    علاقته بالأمراء:
    لقد
    كان خالد - رضي الله عنه - رجلاً مؤمنًا صادقًا في إيمانه، يؤدِّي دوره في
    الإسلام على أي حال كان رئيسًا أو مرؤوسًا، وقد تولى قيادة الجيوش زمنَ
    رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزمن أبي بكر الصديق، حتى إذا جاءت خلافة
    عمر بن الخطاب عزل خالدًا عن الإمارة، فأصبح فردًا من الناس، مع ما له من
    مكانة في قلوبهم، ومع هذا فقد استمر في علاقة طبيعية مع الأمراء، ولم
    يؤثِّر في نفسه عزلُه عن الإمارة، وكان ناصحًا لهم يؤدي ما عليه من دور في
    هذا الجانب، وكانت له علاقته الخاصة بأمير حمص أبي عبيدة بن الجراح - رضي
    الله عنه - حيث كان يقيم خالد - رضي الله عنه - في آخر حياته، وقد وردت
    العديد من النصوص التي تدلُّ على احترام كل واحد منهما للآخر، ووضوح هذا
    الأمر فيما بينهما، مع أن أبا عبيدة حل محلَّ خالد في منصبه، فقد روى أحمد
    قال: "استعمل عمر بن الخطاب أبا عبيدة بن الجراح على الشام، وعزل خالد بن
    الوليد، فقال خالد بن الوليد: بُعث عليكم أمينُ هذه الأمة، سمعت رسول الله -
    صلى الله عليه وسلم - يقول: ((أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح))، قال
    أبو عبيدة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((خالد سيف من
    سيوف الله - عز وجل - ونعم فتى العشيرة))"[103].

    وهذا الثناء
    المتبادل بينهما يدل على صفاء قلوبهما، وعلى حسن علاقة كل واحد منهما
    بالآخر، وعلى عدم غضب خالد حينما حل محلَّه أبو عبيدة - رضي الله عنهما -
    في إمارة حمص كما روى "عن خالد بن حكيم بن حزام قال: تناول أبو عبيدة رجلاً
    بشيء، فنهاه خالد بن الوليد - رضي الله عنه - فقال: أغضبت الأمير، فأتاه
    فقال: إني لم أرد أن أغضبك؛ ولكني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
    يقول: ((إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة أشدُّ الناس عذابًا للناس في
    الدنيا))"[104]، وقد استمر خالد - رضي الله عنه - مجاهدًا تحت لواء أبي
    عبيدة كأي جندي دون كلل أو ملل[105].

    سكن خالد:
    من المعروف أن
    خالد بن الوليد - رضي الله عنه - قد أقام في مكة قبل إسلامه، وكان يسكن في
    دور آل المغيرة من بني مخزوم، ولهم فيها آبار خاصة، وكانت مواقع رباعهم في
    أجياد[106] من مكة المكرمة، وكانت للوليد بن المغيرة ولأبنائه دورهم الخاصة
    في هذا الرباع[107]، حيث كان لخالد مكانة خاصة بين أبناء الوليد.

    كما
    اتخذ خالد دارًا في المدينة بعد إسلامه وهجرته إليها، وهي الدار التي
    أقامت فيها أمُّه حينما سكنتِ المدينة، وكانت على ما يبدو قريبة من سكن
    خالته أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث، كما ورد أنه اتخذها بالبطيحاء في
    المدينة، وكانت بجوار دار لعمرو بن العاص، في الناحية الشرقية من المسجد
    النبوي[108]، وقد شكا خالد بن الوليد ضيق منزله لرسول الله - صلى الله عليه
    وسلم - فقال له: ((اتسع في السماء))[109]، وقد استمرتْ أم خالد تعيش في
    داره بالمدينة رغم رحيله إلى العراق ثم إلى الشام، وهذه الدار هي التي كانت
    فيها حين بَلَغَها موتُ خالد بن الوليد، واجتمعت فيها نساء بني مخزوم عند
    أم خالد حين بلغها وفاته.

    وقد ورد أن خالدًا حبس داره بالمدينة لا تباع ولا توهب[110].

    وقد
    تنقل خالد - رضي الله عنه - أثناء حروبه ضد المرتدين وأثناء فتوحه في
    العراق، ويبدو أنه لم يستقرَّ بمكان معين أثناء تلك المرحلة من حياته،
    ولعله أسكن أهله في الحيرة كغيره من المجاهدين بعيد فتحها، حيث ذكر موت بعض
    أبنائه فيها[111]، ويظهر من نصوص مختلفة أنه كانت تضرب له قبة من أدم في
    تنقله أثناء الجهاد[112]، وبعد جهاده في الشام استقر به المقام في حمص، بعد
    أن قسمت الخطط فيها على الفاتحين من العرب[113]، فكان له بها دار
    وجيران[114].

    وتدل الروايات أنه كان يخرج باستمرار تحت لواء أبي
    عبيدة مجاهدًا، فلما توفي آثر خالد - رضي الله عنه - الاستقرار في داره
    بحمص، ولم يخرج منها[115].

    وقد ورد ذكر لهذه الدار في بعض الروايات، ففي رواية عند مالك ما يدل على وجود سقيفة في حجرة مغلقة في دار خالد بن الوليد[116].

    وقد
    وردت بعض الأخبار عن زيارة مفاجئة لعمر بن الخطاب لخالد بن الوليد - رضي
    الله عنهما - في داره بحمص[117]، كما وردت روايات عن زيارات مختلفة لأبي
    الدرداء الأنصاري - رضي الله عنه - لخالد في داره بحمص[118]، ولا شك أنه
    كان لخالد في داره عدد من الجيران احتك بهم، وتعامل معهم كما يتعامل
    الكرماء من الرجال مع جيرانهم، وهو المشهور بالكرم والشهامة.




    عاش ستين سنة وقتل جماعة من الأبطال ، ومات على فراشه ، فلا قرَّت أعين الجبناء.

    توفي بحمص سنة إحدى وعشرين ومشهده على باب حمص عليه جلالة .








     صحابة رسولنا صلى الله عليه وسلم'' خالد إبن الوليد Xc929758


    طيف الاستشهاد
    طيف الاستشهاد
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 17/11/2011

    الجنسية : مغربي

    عدد المشاركات : 1271

    مكسب العضو : 11883

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 10

     صحابة رسولنا صلى الله عليه وسلم'' خالد إبن الوليد Empty رد: صحابة رسولنا صلى الله عليه وسلم'' خالد إبن الوليد

    مُساهمة من طرف طيف الاستشهاد 17/11/2011, 14:18

    بارك الله فيك جزاك الله خيرا [b]

      الوقت/التاريخ الآن هو 22/9/2024, 05:35