حج البدل».. متاجرة الموسم الرخيصة
كيف يمكن أن يتأكد الراغب في البحث عمن ينوب عن مريضة أو عاجزة في أداء مناسك الحج بدلاً عنه؟ وهل كل من يؤدي هذه الشعائر عن العجزة والمرضى من الثقات ؟ وبماذا نفسر استغلال البعض لحج البدل للمتاجرة، وقيام البعض بأداء حج البدل سنوياً بالحج عن أربعة أشخاص بحجة واحدة؟
أسئلة مهمة تطرح نفسها ونحن نحاول أن نقلب ملف حج البدل الذي بدأت عمليات الترويج له عبر إعلانات انتشرت الآن في بعض المدن وتحديداً في الأحياء الراقية والمساجد وعبر الصحف بل وفي مواقع خاصة على شبكة المعلومات عن توافر شخص للقيام بأداء مناسك الحج “عنهم أو عن ذويهم” من الأحياء أو الأموات بأسعار متوسطها حج تمتع (4500) ريال، أما حج الإقران فهو (4000) ريال وحج الإفراد (3500) ريال، واعترف عدد من الذين يقومون بهذه المهمة بأن البعض يحج بدون تصريح وأنهم يتحايلون على نقاط التفتيش.
القاضي بمحكمة جدة العامة الشيخ فهد العامري أوضح أن حج البدل ليس جديدا بل هو قديم عند الفقهاء، واستئجار شخص عمن يحج عن آخر مسألة خلافية فالمشهور من مذهب الحنابلة ومذهب أبي حنيفة التحريم لأن الحج عبادة وقربة لا يجوز أخذ الأجر عليها كمن يصلي بأجرة موضحاً أن شيخ الإسلام ابن تيمية قال: “استئجار إنسان ليحج عن آخر بدعة لم تكن في عهد الرسول ولا الصحابة ولا السلف الصالح وإنما بعد ذلك، وإن كان الذي أخذ المال قصده المال فقط فهذا لا يجوز لأن العمل المعمول للدنيا ليس بعمل صالح في نفسه إذ لم يقصد به إلا الدنيا والمال وإن كان قصده نفع أخيه المسلم ورؤية المشاعر المقدسة والتقرب إلى الله بهذا العمل فهذا جائز” وأشار الشيخ العامري الى أنه قد يكون أجره عند الله أعظم من أجر الحجة ذاتها إذا حسنت النية وما يأخذه من المال هو مقابل نفقة سفره ومؤونته، ولذا قال الفقهاء فلو زاد شيء من النفقة بعد عودته لا يجوز له أخذه إلا إذا أذن صاحبها فرب عمل صغير تعظمه النية ورب عمل عظيم تحقره بل تفسده النية وكذلك المنفق الذي يبذل المال من ماله بالإنابة عن والديه وغيرهما لاشك أن له أجر الإنفاق.
ومن خلال رصده لأبعاد القضية وعن واقع البعض مع حج البدل قال: واقع الناس وللأسف في السنوات الأخيرة أمر محزن ومؤسف لأننا نلحظ أن حج البدل أصبح نوعا من المتاجرة والمرابحة بل سمعت أن هناك من يأخذ دلالة خمسمائة ريال من المنيب إذا أتى له بحجة بدل وهناك أشخاص يأخذ الواحد منهم حجتين وثلاث وخمس في عام واحد يعني يحج عن خمسة أشخاص، وهذا لا يجوز والبعض يشترط مبلغا معينا وإلا لا يأخذ بدلا، قال ابن تيمية: وعلامة من يحجون عن الغير وليس قصدهم المال والكسب أن يأخذ من المال ما يستعين به على أداء الحج عنه وعلامة ذلك أن يطلب مقدار كفاية حاجته للحج وهذا جائز بالاتفاق.
وعن كيفية ضبط المسألة قال الشيخ العامري لاشك أن الفقهاء ذكروا شروطا للقائم بحج البدل: أن يكون بالغا، وأن يكون حج عن نفسه لحديث “حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة”، وأن يكون المحجوج عنه متوفى أو مريضا مرضا لا يرجى برؤه أو عاجزا أو كبيرا لا يستطيع الحج للأحاديث الواردة في ذلك، وأن يكون ثقة أمينا حتى يؤدي الحج، وكذلك يؤديه على الوجه المطلوب.
وأضاف الشيخ العامري: نجد البعض يتساهل في تأدية الحج ويقصر في القيام بواجباته وسننه ويغفل عن الدعاء للميت إذا كان المحجوج عنه ميتا أهم شيء عنده أن يأتي على الأركان وأقل الواجب المجزيء.
مطالباً بالبحث عن الثقة الأمين، وعلى النائب أن يحسن القصد والنية وهذا العمل جليل حينما تقوم بتأدية فريضة عن أخيك المسلم الذي توفي أو هو مريض وعاجز وهو من الإحسان إليه بإبراء ذمته ومن التعاون على البر والتقوى.
وعن الطرق البديلة لحج البدل قال الشيخ العامري: لا بأس في أن يطرح الموضوع على الساحة لتقديم الاقتراحات وجمع الآراء مثل أن تتولاه جمعيات البر الخيرية والإغاثية.
كيف يمكن أن يتأكد الراغب في البحث عمن ينوب عن مريضة أو عاجزة في أداء مناسك الحج بدلاً عنه؟ وهل كل من يؤدي هذه الشعائر عن العجزة والمرضى من الثقات ؟ وبماذا نفسر استغلال البعض لحج البدل للمتاجرة، وقيام البعض بأداء حج البدل سنوياً بالحج عن أربعة أشخاص بحجة واحدة؟
أسئلة مهمة تطرح نفسها ونحن نحاول أن نقلب ملف حج البدل الذي بدأت عمليات الترويج له عبر إعلانات انتشرت الآن في بعض المدن وتحديداً في الأحياء الراقية والمساجد وعبر الصحف بل وفي مواقع خاصة على شبكة المعلومات عن توافر شخص للقيام بأداء مناسك الحج “عنهم أو عن ذويهم” من الأحياء أو الأموات بأسعار متوسطها حج تمتع (4500) ريال، أما حج الإقران فهو (4000) ريال وحج الإفراد (3500) ريال، واعترف عدد من الذين يقومون بهذه المهمة بأن البعض يحج بدون تصريح وأنهم يتحايلون على نقاط التفتيش.
القاضي بمحكمة جدة العامة الشيخ فهد العامري أوضح أن حج البدل ليس جديدا بل هو قديم عند الفقهاء، واستئجار شخص عمن يحج عن آخر مسألة خلافية فالمشهور من مذهب الحنابلة ومذهب أبي حنيفة التحريم لأن الحج عبادة وقربة لا يجوز أخذ الأجر عليها كمن يصلي بأجرة موضحاً أن شيخ الإسلام ابن تيمية قال: “استئجار إنسان ليحج عن آخر بدعة لم تكن في عهد الرسول ولا الصحابة ولا السلف الصالح وإنما بعد ذلك، وإن كان الذي أخذ المال قصده المال فقط فهذا لا يجوز لأن العمل المعمول للدنيا ليس بعمل صالح في نفسه إذ لم يقصد به إلا الدنيا والمال وإن كان قصده نفع أخيه المسلم ورؤية المشاعر المقدسة والتقرب إلى الله بهذا العمل فهذا جائز” وأشار الشيخ العامري الى أنه قد يكون أجره عند الله أعظم من أجر الحجة ذاتها إذا حسنت النية وما يأخذه من المال هو مقابل نفقة سفره ومؤونته، ولذا قال الفقهاء فلو زاد شيء من النفقة بعد عودته لا يجوز له أخذه إلا إذا أذن صاحبها فرب عمل صغير تعظمه النية ورب عمل عظيم تحقره بل تفسده النية وكذلك المنفق الذي يبذل المال من ماله بالإنابة عن والديه وغيرهما لاشك أن له أجر الإنفاق.
ومن خلال رصده لأبعاد القضية وعن واقع البعض مع حج البدل قال: واقع الناس وللأسف في السنوات الأخيرة أمر محزن ومؤسف لأننا نلحظ أن حج البدل أصبح نوعا من المتاجرة والمرابحة بل سمعت أن هناك من يأخذ دلالة خمسمائة ريال من المنيب إذا أتى له بحجة بدل وهناك أشخاص يأخذ الواحد منهم حجتين وثلاث وخمس في عام واحد يعني يحج عن خمسة أشخاص، وهذا لا يجوز والبعض يشترط مبلغا معينا وإلا لا يأخذ بدلا، قال ابن تيمية: وعلامة من يحجون عن الغير وليس قصدهم المال والكسب أن يأخذ من المال ما يستعين به على أداء الحج عنه وعلامة ذلك أن يطلب مقدار كفاية حاجته للحج وهذا جائز بالاتفاق.
وعن كيفية ضبط المسألة قال الشيخ العامري لاشك أن الفقهاء ذكروا شروطا للقائم بحج البدل: أن يكون بالغا، وأن يكون حج عن نفسه لحديث “حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة”، وأن يكون المحجوج عنه متوفى أو مريضا مرضا لا يرجى برؤه أو عاجزا أو كبيرا لا يستطيع الحج للأحاديث الواردة في ذلك، وأن يكون ثقة أمينا حتى يؤدي الحج، وكذلك يؤديه على الوجه المطلوب.
وأضاف الشيخ العامري: نجد البعض يتساهل في تأدية الحج ويقصر في القيام بواجباته وسننه ويغفل عن الدعاء للميت إذا كان المحجوج عنه ميتا أهم شيء عنده أن يأتي على الأركان وأقل الواجب المجزيء.
مطالباً بالبحث عن الثقة الأمين، وعلى النائب أن يحسن القصد والنية وهذا العمل جليل حينما تقوم بتأدية فريضة عن أخيك المسلم الذي توفي أو هو مريض وعاجز وهو من الإحسان إليه بإبراء ذمته ومن التعاون على البر والتقوى.
وعن الطرق البديلة لحج البدل قال الشيخ العامري: لا بأس في أن يطرح الموضوع على الساحة لتقديم الاقتراحات وجمع الآراء مثل أن تتولاه جمعيات البر الخيرية والإغاثية.