سر الصيام وفرضه على الأمم-1 الحمد لله الذي أنزل القرآن، وجعله لعباده واضح البيان، وأرسل به محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام يدعو به إلى الرضوان، ويقود به إلى برِّ الأمان، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الجزاء والإحسان، أما بعد: فأهلاً ومرحبًا بالأحبة الكرام إلى هذه الحلقة من حلقات رمضان، ذلك الموسم المبارَك، موسم التجارة في مكاسب الدُنْيَا والآخرة، .. وَلِمَ لا أقول كذا..؟ ؟ وأنت ترى الناس يوميا يخرجون من بيوتهم صباحًا، كما تراهم يرجعون إليها مساءً .. فلو سألتُك لماذا الخروج صباحًا والرجوع مساءً ..؟ ؟ لأجبتني بدون أدنى تردُّد أو شكِّ: يخرجُون بحثًا عن لقمةِ العيش وما تقوم به حياتهم. نعم، طلبًا وبحثًا عن لقمة العيش وما تقوم به حياتهم، فمنهم الموظَّفُون الإداريُّون، كما أن منهم التُّجار والمستثمرين الذين بأعمالهم تقوم اقتصاديات دول العالم غالبًا، حتى صار هناك دول تُسمى بالصناعية المصدرة وأخرى استهلاكية مستوردة. إذن، هذا يدلُّ على أهمية مهنة التجارة والاستثمار والتُّجَّار في أيِّ دولة، وأن التجارة من أهم أنواع المكاسب، أليس كذلك؟ بلى، يدل على ذلك. وإنَّك إن تأمَّلتَ معي حال كثير من هؤلاء الذين يخرجون من بيوتهم صباحًا ويعودون مساءً، ستجدُهم تُجَّارا، ولا غرابةَ لهذا أيها المُصْغِي، فإن التجارة كانت ولا تزال من أشرفِ المِهَن التي يُزاولها الشريف قبل الوضيع؛ لكثرة ما تحقِّقه التجارة للتجار من العوائد والأرباح التجارية والاستثمارية، خاصةً أيام المواسم .. ألا ترى أن الحركة تكثر في المواسم التجارية المعروفة لدى أصحاب الشأن؟ والأسواق تزدحم؟ وتجد التُّجارَ قبل تلك المواسم يراجعون حساباتهم، ويستعدون للتعويض عن الناقص، واستدراك ما فات قبل الموسم! . استعدادات كبيرة، وتبادل للصَّفقات، وحركة قويَّة، يا تُرى لماذا كل ذلك؟ ، أقول لك: كما أشرْتُ إليه قبل، أنه لا شك أن تلك المواسم فرصة للتعويض، وإكمال الناقص، وتحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح؛ لأنك أخي تدرك معي أن المواسم خاصة التجارية لا تكرَّر في السنة إلا مرَّة ً أو مرَّتين. وبعد هذا، أظنُّك الآن أدركت بركة رمضان في دنيا الناس، وكيف أنهم يستعدون له استعدادا هائلا، وتَذْكر أننا قلنا: رمضان ذلك الموسم المبارَك، موسم التجارة في مكاسب الدُنْيَا والآخرة ..، فكيف إذن تكون التجارة فيه للآخرة؟ .. هذا ما يتبادر إلى الذهن الآن من السؤال ! فأقول لك: إذا كنتَ تُقِرُّ أن الدنيا دار ممرٍّ وليست دار مقرِّ، وأدركتَ أن التجارة الدنيوية إنما هي لما تسعد به حياتك في دنياك، والتجارة الأخروية لما تسعد به في أخراك، وأنت مؤمن ولا شك، وأَقْرَرت أن لتجارة الدنيا مواسم كما لتجارة الآخرة مواسم ومنها رمضان، فتجارتك في رمضان تكون مع ربك تبارك وتعالى. وهل تعرف ما صفقات هذه التجارة؟! نعم تعرف كما أني أعرف، ولا أطيل عليك أخي الحبيب، فالصفقات إنما هي الأعمال الصالحة من الصلاة، والصدقة ومنها زكاة مالك، والتوبة، والاستغفار، والذكر ومنه قراءة القرآن، إلى غير ذلك.. ولذا تجد رسول الله عليه الصلاة والسلام يدعوك في أحاديثه كلما اقترب رمضان، موسم المراجعة، والتَّشْمِير لجنة الله تعالى ورضوانه، والكَفِّ عن نواهيه وعصيانه، يقول: { قد جاءكم رمضان، شهرٌ مبارك، افترض الله عليكم صيامه، يُفتح فيه أبواب الجنة، ويُغلق فيه أبواب الجحيم، ويُغلُّ فيه الشياطين، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ، من حُرِم خيرها فقد حُرم } ( رواه أحمد في المسند، والنسائي وابن أبي شيبة. ) ، بل يُنادي منادٍ وذلك كلَّ ليلة:.. يا باغي الخير أَقْبِلْ، ويا باغي الشرِّ أَقْصِرْ..، نعم،، أقبل على المُبتغى وأقصر عن الهوى..، فهل أنت بعد ذلك ممن تُلهيهم تجارة الدنيا عن تجارة الآخرة؟! وهل أنت ممن استثمر مواسم الآخرة استثمارك في مواسم الدنيا؟ نرجو ذلك منك، كيف لا؟ وأنت تطمع وتستشرف لهذا المدح: ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ ( سورة النور: 37 - 38 . ) . فالله الله في استغلال هذا الموسم، ذلك الشهر الذي كلما ذُكر عند المؤمنين حقًّا، ابتهجوا ورأيت الشوق إليه يهز قلوبهم..كيف لا؟ وهو شهر الرَّوْح والرَّيحان، والذِّكر والقرآن، والتقرُّب إلى الرحمن، والتزكية وترك العصيان، والتوبة من الإدمان، لمن في قلبه إسلام وإيمان، فهذه هي التبادلات والصفقات في رمضان، فاللهم بارك لنا في شعبان وبلِّغنا ربنا رمضان. آمين.. سر الصيام وفرضه على الأمم -2 اعلم أخي وأختي، أنَّ العلاقة والصلة بينك وبين خالقك مطلوب أن تكون على أحسن حال من التقوى، وإحسان العبودية التي هي الغاية في إيجادك، ومعروف أن كل مؤمنٍ حريص على تحسين علاقته بربه جل وتعالى. غير أن الطريق إلى تحسينها لا تخلو من أشواك وشوائب ومكدِّرات، تُفسد وتَهْدِم ما تَبْنيه في سَيْرك ودَرْبِك إلى هذا الهدف، من المعاصي والذنوب، بحسد من عدوِّك الشيطان، كما قال: ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ . ( سورة الأعراف: 16 - 17. ) ولذلك تأمَّلْ أخي رحمةَ ربِّك بك، وإكرامه تبارك وتعالى عليك، حيث إنه إذا أتى رمضان صفِّدت الشياطين - أعداء المؤمنين - فتجد نفسك مقبلا على ربك بقلب خاشع تائب نادم على ما كان منك نحو خالقك وربك، حريصًا على ما في الموسم من خيرات وبركات !. إذن أخي وأختي، إذا كان على الطريق نقاط وليست نقطة واحدة، كما أن النقاط هذه المرَّة ليست نقاط تفتيش، بل نقاط تخريب وتكدير صفوة النفوس والأعمال الصالحة، فينجلي لك بعد ذلك سرُّ تكليفك بالعبادة، من الصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرها، فإنها من أجل تجديد صلتك بربك الكريم، وإعادة بناء ما أفسده عليك عدوُّك الشيطان. فإن ما يحصل منِّي ومنك من الذنوب والمعاصي، هي أدران وأوساخ تُلطِّخ باطنك ونفسك وقلبك، تمامًا كما تتوسَّخ ثيابك التي تجمِّل ظاهر جسمك. ألا ترى أن الناس تجتنب وتتأذى من متسخ الثياب والملابس؟ حتى إذا ظهر بينهم في الملابس الجميلة أو الطاهرة، وشموا منه طيبًا، عادوا يقتربون منه ويقصدون مجالسته, بل من اتسخت ملابسه إن كان في قلبه حياء، وجدْتَه يستحي من اقتراب الآخرين حتى يكون في أليق هيئة. فهذه أوساخ ظاهِرِك تفعل بك هذا، فما بال أدران باطنك!؟ إنها تُوسِّخ لباس باطنك، لباس التقوى، وتُبعدك عن ربك الكريم، أَوَتَشُكُّ؟ لا، لا، أخبرني بصراحة، ألا تجد وحشة بينك وبين ربك؟ بل بينك وبين إخوانك من المؤمنين، كلما وقعت منك معصيةٌ من المعاصي؟ تمامًا كما تستحي من الناس إذا اتسخت ثيابك؟ فإذا كنت تحتاج دائما إلى تطهير ملابسك وثيابك إذا اتسَخت، فكذلك أيها المكرَّم، أنت بحاجة إلى تطهير باطنك ونفسك وتزكيتها، لكن بماذا تزكيها وتطهِّرها؟ بالعبادات التي كُلِّفْت بها، فوضوؤك للصلاة يتساقط به عنك ما ارتكبت أعضاؤك من المعاصي، ووقوفك بين يدي ربك تصلي وتدعوه، يُكفِّر عنك سيئات ما بين هذه الصلاة التي تصليها والتي قبلها، وكذلك صيامك رمضان هذا العام مكفِّر لما بينه وبين رمضان السابق من ذنوبي وذنوبك شريطة اجتناب الكبائر منها، وهكذا. فما أعظمه من تشريع! وما ألطفه من تكليف ! وما أكرمه وأرحمه من رب! هذا ما يُطهِّرك من ذنوبك ويقرِّبك من ربك تعالى، فإن من كرم ربك عليك، أنك إذا تقرَّبت منه شبرا تقرَّب منك ذراعًا، وإذا تقرَّبْت منه ذراعًا تقرَّب الكريم جل وعلا منك باعًا. وتأمل هذا النداء من الرب الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك، في أي صورة ما شاء ركبك، إذ يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تفلحون ﴾ . ( سورة المائدة: 35. ) وابتغوا إليه الوسيلة أي: اُطلبوا القرب منه، والحظوة لديه، والحب له، وذلك بأداء فرائضه القلبية كالحب له وفيه، والخوف والرجاء والإنابة والتوكل، وكذلك الفرائض البدنية كالزكاة والحج والصوم، فإن العبد لا يزال يتقرب بها إلى الله تعالى حتى يحبه الله جل وعلا، فإذا أحبه كان سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها وذلك باجتناب العبد مقاربة محارم الله تعالى بهذه الأعضاء، ويستجيب الله تعالى له الدعاء إذا دعاه العبد أو سأله، فالله أكبر، الله أكبر، ما أعظم هذا، وكيف توانى أو فوَّت ذلك، من قصد الفردوس الأعلى ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص 230، بتصرف. ) !. إذن، أيها الكريم، لعلنا بكل هذا نكون قد وقَفْنا معًا على شيء من سرِّ التكليف بالعبادات، المفروض منها والمندوب، وهو توثيق صلتنا بربنا تبارك وتعالى، وتطهير وتزكية بواطننا من نفوس وقلوب، إذ لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله تعالى بقلب سليم ونفس زكية، وذلك بامتثال أوامره تعالى مع اجتناب نواهيه، واتباع رسوله عليه الصلاة والسلام في ذلك كله، وما كان عليه صحابته الكرام وسلف الأمة الصالحين، رَحِمَنا الله تعالى وإياهم، ووفقني وإياك لمرضاته، وجعلني وإياك من الصالحين المصلحين، آمين.. سرُّ الصيام وفرضه على الأُمم-3 نخصّ حديثنا وكلامنا هنا بنوع من أنواع العبادات، هي من أجلّ العبادات السنوية وهي صوم رمضان، نعم، عبادة الصيام التي لم تختص بها هذه الأمة المحمدية وحدها، بل كان الصيام مشروعًا فيمن كان قبلنا، مما يدلك أيها الحبيب، أيها المشمِّر للسلعة الغالية، سلعة الرحمن، الجنة أيها المؤمن، يدلك كون الصيام مشروعًا منذ تلك الأزمان، أقول يدل ذلك كلِّه على أهمية هذه العبادة، وأنَّها من أحب ما تتقرب به إلى ربك. وكيف تشكُّ في كلامي؟ وربك يقول: {إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به } ( متفق عليه ) ، ولئن سألتني: وَلِــمَ كان الصيام بتلك المنزلة من الرب تبارك وتعالى؟ فسأجيبك قائلا: ذلك أن الصائم يترك شهوات نفسه وملذات بدنه، لا لشيء آخر، بل يتركها لله سبحانه وتعالى، وهو ما ذكره في تمام الحديث السابق بقوله: { يدع شهوتَه وطعامَه من أجلي .. } ( متفق عليه ) ، أرأيت أيها المبارك! فإنه لما صبرتْ نفسي ونفسُك على ترك المباح والحلال من الشهوات والأطعمة والملذات، وتحمَّلتَ الجوع والعطش وعدم الاستمتاع بالأزواج؛ رغبةً فيما عند الله تعالى؛ وامتثالا لأمره واجتنابا لنهيه، كان جزاء الصيام عظيما وكبيرا، بأن أضاف الله تعالى الصوم إلى نفسه: { .. إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به.. } ( متفق عليه ) ، وكيف لا يكون الصوم بهذه المكانة! وهو من أكثر العبادات تحقيقا للإخلاص وإبعادًا عن مراءاة المخلوقين. وإذا كنت - أخي - تتفق معي أن أخصَّ أسرار العبادة، بل أخص شروطها هو إخلاصها لله تعالى، وما في الصوم من تدريب النفس وترويضها على الصبر وتحمُّل المشاقّ إلى غير ذلك من الحِكَمِ، وعرَفْت أن الصيام هو أكثر العبادات التي يتحقق فيها هذا السرُّ وهذا الشرط، أدركت السبب في فرضه على أمة رسولك محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، ومَنْ قبلها مِنَ الأمم. هذا، وقد جاء في كتاب الله تعالى ما يدل على مشروعية الصوم، وفرضه على هذه الأمة ومن قبلها من الأمم مثل قوله جل شأنه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ . سورة البقرة: 183. فتأمَّل آخر هذه الآية الكريمة ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ ! فهذه الآية الكريمة أيها المحب، إذا كُنت تدبَّرْتَها جيِّدا كما فَعَلْتُ أنا، فستجد أنها تتضمن أمورًا ينبغي أن نقف أنا وأنت معها وقفة. فمن هذه الأمور: 1. بدأت الآية بالنداء للمؤمنين أي أهل الإيمان. 2. وثنَّت الآية الكريمة بإخبارك أن ربك الكريم فرض عليَّ وعليك الصوم. 3. وثلَّثت بإخبارك أن فَرْض الصيام كان مشروعا ومفروضا على من سبقك من الأمم. 4. ثم ختمت الآية الكريمة بذكر الغاية والمقصود أو قُلْ الحكمة من فرض الصيام. فالأمر الأول: نداء للمؤمنين؛ لأنهم الذين حققوا أركان الإيمان التي هي في جملتها غيب غير مشاهد، آمنوا بالله تعالى وبملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره منه تبارك وتعالى، فهؤلاء هم أهل التكليف الذين اقتضى إيمانهم امتثال فرائض ربهم، وتحمُّل تكاليفه جل وعلا، ولا أشك أنك منهم، وأنك من المتسابقين في الخيرات طلبا لمرضاة الله تعالى، جعلني الله تع الى وإياك من المؤمنين حقا والموقنين بوعود الله تعالى آمين آمين، وإلى الأمر الثاني إن شاء الله تعالى في الحلقة القادمة. |
2 مشترك
*** سر الصيام وفرضه على الأمم- ***1............3
الجزائري عبد المعز- عضو ماسي
- تاريخ الإنضمام : 05/10/2011
الجنسية : جزائر
عدد المشاركات : 3288
مكسب العضو : 40583
نقاط تقييم مواضيع العضو : 21
المزاج : منتديات طموح الجزائر
- مساهمة رقم 1
*** سر الصيام وفرضه على الأمم- ***1............3
خليل إبراهيم- صاحب الموقع
- تاريخ الإنضمام : 02/12/2009
الجنسية : أردني وافتخر
عدد المشاركات : 9177
مكسب العضو : 122149
نقاط تقييم مواضيع العضو : 118
العمر : 34
المزاج : رايق
- مساهمة رقم 2