|| ليس هناك يوم أحق بعبادة الله من يوم آخر ||

إنَّ الحمد لله نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونستهديهِ ونعوذُ باللهِ من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا

من يهدهِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصdهما

فإنَّه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً ...



أقدم لكم هذا الموضوع

وهي تحت عنوان

|| ليس هناك يوم أحق بعبادة الله من يوم آخر ||



ليس هناك يوم أحق بعبادة الله من يوم آخر
المصدر: جريدة التعاون

انتهي
موسم العبادة كما يراه البعض أو يسميه فهناك من كان يصوم ويصلي ويقوم
الليل في شهر رمضان وبعد انقضائه يفضل أن يعود إلي سيرته الأولي قبل حلول
رمضان.. وهناك من يواصل العبادة في الصلاة والصيام والقيام فلا يخرج من شهر
شوال إلا وقد صام الستة أيام البيض وهي سنة مؤكدة ولكن هل تصام هذه الأيام
متصلة أم منفصلة وماذا يفعل المريض في رمضان وأفطر بعضا منه أو المرأة
الحيض وهنا لابد من القضاء فأيهما أفضل القضاء أم الستة البيض أيام أولا
ويطالب أصحاب الفضيلة العلماء ديمومة العبادة سواء في الصلاة أو الصيام أو
الصدقات أو القيام وهذا هو منهج المسلم في رمضان وغير رمضان كما كان يفعل
الرسول (صلي الله عليه وسلم).
حكمة الستة البيض
يقول الدكتور إسماعيل
الدفتار رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين وخطيب جامع عمرو بن العاص:
الرسول (صلي الله عليه وسلم) حضنا علي صيام يومي الأثنين والخميس وصيام
ثلاثة البيض من كل شهر هجري أي أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر
ليبين للناس أنه ليس هناك يوم أحق بعبادة الله من يوم أخر ولذلك حثنا علي
صيام ستة أيام من شوال بعد انقضاء شهر رمضان لكي يعلم الناس أن الصيام وإن
كان فريضة في شهر رمضان فليس عبادة خاصة بشهر رمضان وهو بذلك يبين لنا أيضا
أنه ينبغي أن يستثمر الزمان وننتهز الفرصة فرصة نشاط النفس لطاعة الله
(عزوجل).
فينبغي علي المسلم أن يستمر نشاطه وأقباله علي عبادة الله بعد
رمضان بالصيام أو القيام بالصدقة أو الذكر وقراءة القرآن الكريم ويجب ألا
يفرط في هذا وقد جاء في بعض الروايات المنسوبة إلي سيدنا رسول الله (صلي
الله عليه وسلم) قال: ےمن أحدث الله له عادة من العبادة ثم تركها فقد استحق
مقت الله أي إذا اعتاد المسلم شيئا من الخير ثم تركه يعرض نفسه لغضب الله
ينبغي أن تستمر صلتنا بربنا ومن يفعل الشئ لله لا يقطعه لأن ما كان لله دام
وأتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل.
المنهج الإسلامي
ويقول الدكتور محمد عبد الكريم كاسب أستاذ التفسير بكلية أصول الدين:
بعد
أن أدبر رمضان كالنسيم الذي داعب جفوننا لحظات فالمسلم في رمضان هو المسلم
في غير رمضان ورب رمضان هو رب غيره من الشهور والمسلم يعبد الله وحده
لاشريك له في كل زمان ومكان فمن إعتاد القيام في رمضان عليه أن يتشبث
بعادته تلك ولو بركعتين فقط يركعهما بعد كل صلاة عشاء لقوله (صلي الله عليه
وسلم): ےأحب الأعمال إلي الله القليل الدائمے [رواه البخاري] ومن اعتاد
الصيام في رمضان عليه أن لا يخلي شهرا قط عن الصيام فليصم أحد عشر يوما
(الأيام البيض ويومي الأثنين والخميس من كل أسبوع) وأن يصوم الستة أيام من
شوال متفرقة أو متصلة فهنيئا لمن كان رمضانه مثل غيره من الشهور وتعسا لذلك
الرمضاني الذي لا ينشط إلا في رمضان فإذا أدبر رمضان أدبر عقله وقلبه عن
الطاعة فينصرف قلبه عن المداومة عليها وملأ قلبه غفلة وشغلا وسهوا.
القضاء والبيض
وعن
صيام الستة البيض في شوال والأولوية في صيامهن أم القضاء لمن كان عليه
أيام أفطرها في رمضان يقول فضيلة الشيخ حسن فكري إسماعيل وكيل أول وزارة
الأوقاف السابق: هذه الأيام تسمي بأيام الست من شوال وصيامها سنة مؤكدة عن
الرسول (صلي الله عليه وسلم) لقوله: ےمن صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال
فكأنما صام الدهرے [أخرجه مسلم] والمبادرة بها أفضل لقوله (سبحانه وتعالي):
وعجلت إليك رب لترضي [طه 84] ولا يشرع قضاؤها بعد انسلاخ شهر شوال لأنها
سنة فات محلها سواء تركت لعذر أو لغير عذر وميقاتها من ثاني يوم من أيام
العيد لأن أول أيام العيد يحرم صومه ويجوز أن تكون متصلة أو منفصلة والأفضل
التتابع.
وعن الأولوية في صيام القضاء أو الستة أيام البيض يقول
فضيلته: اختلف العلماء في ذلك والصواب أن المشروع تقديم القضاء علي صوم
الست البيض وغيرها من صيام النوافل فالقضاء فرض وصيام الست البيض تطوع
والفرض أولي بالاهتمام والعناية أما لو قدم الستة البيض خوفا من انقضاء شهر
شوال وأن القضاء يجوز في بقية الشهور فلا بأس.