|| ماذا بعد انتهاء موسم الطاعة؟! ||

إنَّ الحمد لله نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونستهديهِ ونعوذُ باللهِ من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا

من يهدهِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصdهما

فإنَّه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً ...



أقدم لكم هذا الموضوع

وهي تحت عنوان

|| ماذا بعد انتهاء موسم الطاعة؟! ||



ماذا بعد انتهاء موسم الطاعة؟!
المصدر: الأهرام المسائى
بقلم: هند رأفت

حان
موعد الوداع. رحل رمضان شهر الصيام والقيام والتراويح، رحل تاركاً لنا
ذكريات الجو الرمضاني الذي عاشته كل أسرة مسلمة بداية من الاجتماع اليومي
الذي يحدث علي مائدتي الإفطار والسحور، هذا التجمع الأسري الذي لا يحدث في
غير رمضان إلا قليلاً والجلسات التي ينظمها الوالدان للحديث في الأمور
الحياتية وتخصيص معظمها للأحاديث الدينية. وتعلو الأصوات الخاشعة التي تذكر
الله وتدعوه ليلاً ونهاراً وتقرأ القرآن. ولكن ها هو رمضان ودعنا ويبشرنا
بقدوم عيد الفطر ويتركنا ليكون حجة لنا أو علينا ولكن السؤال الأهم هو ماذا
بعد رمضان؟. هل سينتهي كل ذلك ليعود كل منا كما كان فتصبح المساجد خاوية
ونهجر القرآن الكريم الذي لم يكن يفارق أيدينا طوال الشهر الكريم؟ هل سننسي
قيام الليل؟ هل سننام وقت صلاة الفجر ونشعر وقته بأن النوم خير من
الصلاة؟. العديد والعديد من الأسئلة التي تفرض نفسها بعد انتهاء شهر رمضان
ويبقي سؤال أخيراً. كيف تكون كل شهورنا كشهر رمضان؟
يقول الشيخ سالم
عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة الإسلامية أنه لا يختلف اثنان
علي ان رمضان من أهم مواسم الطاعة التي يحرص المسلمون فيها علي أداء
الفرائض بل والإكثار من النوافل، والعاقل هو من يجعل من رمضان تدريباً علي
لزوم الطاعة وهجر المعصية ليستمر بعد رمضان علي ذلك.
ويضيف الشيخ
عبدالجليل أنه علي الرغم من صعوبة استمرار الإنسان علي نفس وتيرة رمضان في
غير رمضان ولكنه يستطيع أن يحافظ علي المفروضات ويترك المنهيات كما يستطيع
ان يتقرب إلي الله بالمستحبات ويجتهد في ترك المكروهات حيث أكد النبي صلي
الله عليه وسلم ضرورة المداومة علي العمل حيث قال صلي الله عليه وسلم "أحب
العمل إلي الله أدومه وآن قل" وفي وصف السيدة عائشة لعمله واجتهاده صلي
الله عليه وسلم قالت: كان عمله ديمة.
لذا يطالب الشيخ عبدالجليل كل مسلم
ان يقتدي بنبيه صلي الله عليه وسلم فيستمر علي الطاعة ويستعين بالله تعالي
ويجتنب المعصية وليعلم ان الصوم المفروض هو رمضان لكن هناك صوما مندوبا
مثل صوم الستة أيام من شوال ويومي الاثنين والخميس من كل اسبوع وثلاثة أيام
من كل شهر وعرفة وعاشوراء. الخ.
كما أن الصدقة ليست مقتصرة علي صدقة
الفطر بل الصدقة مستمرة طيلة العام والأهم من ذلك الأخلاق التي تعود عليها
المسلم في رمضان ويجب ان تكون ملازمة له بعد رمضان وإلا فإن رمضان لن يرفع
إلي الله تعالي ولن نجد مردوده يوم القيامة وحديث الإفلاس خير دليل.
ويقول
الشيخ فؤاد عبدالعظيم وكيل وزارة الأوقاف لشئون القرآن الكريم أن الإقبال
علي الله تعالي كان عظيماً خلال شهر رمضان حيث امتلأت المساجد حتي في صلاة
الفجر وكان كل منا يخضع لمراقبة ذاتية يقيم فيها نفسه وتصرفاته حتي بعيداً
عن أعين الناس وكل ما كان يصدر منا كان لوجه الله تعالي.
ويضيف الشيخ
عبدالعظيم أننا لابد وأن نخرج من رمضان ونحن نشعر بأننا قد غفر لنا جميعا
إن شاء الله وسلمت علينا الملائكة في عيد الفطر وفزنا بالجائزة الكبري فهل
بعد كل ذلك ننسي كل هذه النفحات الإيمانية ونهجر المسجد بعد رمضان فيترك
بعضنا الحبل علي الغارب للنفس الأمارة بالسوء ونهجر المسجد بعد رمضان لدرجة
ينادي المؤذن لصلاة الفجر "الصلاة خير من النوم" فلا يجيبه أحد بعدما كان
المصلون يسرعون لتلبية النداء. فلا يجوز أن نتحول إلي مجموعة غرائز مكبوتة
انطلقت بعد حبسها ولا يجوز للمسلم أن يجعل ديننا دين مناسبات أو أشهر
بعينها فرب رمضان هو رب شوال ورب كل الشهور وممارسة الشعائر الدينية لابد
وأن تتم في رمضان وغيره والنبي صلي الله عليه وسلم حث المسلمين علي أن نعبد
الله كأننا نراه لأنه يراك إن لم تكن تراه وهو يري كل أقوالنا وأفعالنا في
رمضان وغيره ما ظهر منها وما بطن لذا ينبغي أن نظل مع الله سبحانه وتعالي
في كل أوقاتنا لأنه نعم المولي ونعم النصير.
ويري الدكتور أحمد عيسي فرج
استاذ الحديث وعلوم السنة بجامعة الأزهر أن كل شيء يعود كما كان قبل رمضان
وكاننا نعود لحياتنا الطبيعية كما يفعل معظمنا رغم أن الطبيعي والمعتاد هو
ما كنا نفعله في رمضان فالعبادة لا تقتصر علي شهر رمضان فقط.
ويؤكد
الدكتور عيسي أن رمضان فرصة ذهبية للتدريب علي مختلف العبادات للمحافظة
عليها ويمكن أن يستغله الآباء لتربية أطفالهم علي الإلتزام بالصلاة
والتدريب علي الصيام وخاصة صلاة التراويح التي تشهد حضوراً كبيراً من
الصغار.