معهد ون ويب لتطوير المواقع | 1weeb.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ستايلات مجانية FREE STYLES


2 مشترك

    الحج والمرأة القدوة

    الجزائري عبد المعز
    الجزائري عبد المعز
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 05/10/2011

    الجنسية : جزائر

    عدد المشاركات : 3288

    مكسب العضو : 40583

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 21

    المزاج : منتديات طموح الجزائر

     الحج والمرأة القدوة Empty الحج والمرأة القدوة

    مُساهمة من طرف الجزائري عبد المعز 28/10/2011, 05:02

     الحج والمرأة القدوة Alfaris_net_1317305176


     الحج والمرأة القدوة Alfaris_net_1317305465


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحج والمرأة القدوة


    ماجدة شحاتة


    تطلّ علينا أيام ذي الحِجة لتستدعي أحداثًا عظامًا، شكّلت مقومات عبادة تضرب بجذورها في عمق تاريخ الرسل الكرام،


    منذ إبراهيم الخليل عليه السلام وحتى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدة أواصر الصلة بين النبيين الكريمين، وعمق التضحية،

    وصياغة مسيرة الأمة المسلمة...

    لقد
    حطّ رَحْل إبراهيم- عليه السلام- وزوجه ووليده في مكة، ذلك المكان القفر
    المجدب، تتلفت هاجر فلا تجد إنسانًا، ولا تكاد تسمع همسًا،


    صمت مريب، وسكون عجيب، وخلاء موحش، تنظر بعيدًا فإذا الأرض تتصل بالسماء، ولا تتحرك الأشياء، بل ركود وجمود. ويزيد الأمر

    وحشة ورهبة أن زوجها تاركها لا محالة؛ إذ يعود إلى قومه.. تساورها الظنون فيما فعل بها زوجها. وأي حياة تلك التي ماتت فيها الحياة

    قبل أن تجيء؟ كيف تتجاوب مع جبال شامخات مع ظلمة الليل لن تكون سوى سواد قاتل؟ إنها بلا شك هالكة لا محالة..

    ما ظنّ زوجها بامرأة مثلها يدعها ووليدها في مجاهل لا شك مميتة؟.. ولكن ماذا عساها أن تفعل، وما رأت منه- عليه السلام-

    إلا الخير، ولكنها كلما تصوّرت أنه تاركها يكاد يحترق قلبها هلع وفزع...


    همَّ
    إبراهيم- عليه السلام- بالعودة، وما كان لها أن تخالف زوجًا نبيًّا تثق
    بما أقدم عليه... وما إن سار خطوات حتى هرعت إليه، مستوثقة


    من
    حقيقة أمرها وبقائها أعن نية وقصد، أم لمجرد الإبعاد؟‍‍‍‍‍! ولأنها امرأة
    مؤمنة أبت إلا أن تلقى ما تلقى خالصًا لله سبحانه، وليكن ما يكون


    فأمره كله سبحانه إلى خير...

    أسرعت هاجر تمسك بإبراهيم عليه السلام: آلله أمرك بهذا؟! إذ لا يمكن أن يكون هذا أمرًا طبيعيًّا، فما يطيقه بشر، ناهيك عن امرأة...

    فيردّ عليه السلام أن نعم.. هنا تسكن عواطفها، وتهدأ جوانحها، ويتبدد الخوف، ويذهب الهمّ، وتطمئن النفس المترددة.


    (إذن فلن يضيعنا الله أبدًا) حقيقة أطلقتها بكل ثقة لتزيد في نفس إبراهيم عليه السلام اطمئنانه وثقته بما وعده ربه..


    وهنا تتجلى قدرة المرأة على تحمُّل الصعاب التي قد لا يطيقها رجل، ما دامت مؤمنة بما كُلّفت به، وحملت تبعاته.


    إن
    المرأة عندما تثق برسالية الغاية، وسمو القصد، ونبل الهدف فإنها تدفع في
    سبيل تحقيق كل ذلك ليس بأمنها واستقرارها، بل بحياتها رخيصة


    في شموخ وعزة.


    وأُمّنا
    هاجر- عليها السلام- مضت في القفر المجدب حتى فُقِد الماء، لم تندب حظًّا
    عاثرًا، ولم تأسَ على ما هي فيه، ولم تجلس منتظرة ألا يضيعها


    الله
    بلا كدٍّ أو بذل جهد، بل استفرغت ما في وسعها، بحثًا عن الماء في جو قائظ،
    وسراب مُغْرٍ، غير مبالية بشمس محرقة، وصخور ملهبة.. ففي


    واديها
    السحيق لا شيء يتحرك، إذن فلتستشرف حياة خلف تلك الجبال، فلعلها أن تصعد
    فيتبين لها الأناسي من عَلِ، صعدت الصفا تتأمل المكان من


    جميع
    جوانبه، حتى إذا لم تجد شيئًا، نزلت غير يائسة ولا متبرمة، بل تجرّ
    أقدامها المتعبة، لعلّ خلف المروة هنالك حياة، تكاد تثاقل خطاها، لكنها


    سرعان ما تهرول مسرعة، حتى إذا أخذها التعب عادت الخطى ثانية هادئة متهادية، تنظر إلى المروة ولا يأخذها التعب فربما خلفه تكون حياة،

    لم تتوان أو تتكاسل بعد شوط أو اثنين، لم تيأس قط، بل تتحرك بين الصفا والمروة باحثة عن وافد أو مار لعلّ غيثًا معه، يردّ بعض الظمأ،


    لكنها في كل مرة لا تجد أحدًا مهما أمعنت النظر، وهى مستعينة بالله مستغيثة به، ومع نهاية الشوط السابع ونزولها إلى الصفا

    ومع أولَى خطواتها إليه ترقُب وليدها هنالك في الوادي فإذا الماء يتدفق من تحت قدميه، إنه مَدَد السماء وعون الله القادر، لم يكن الغيث منه

    رعدًا ولا برقًا ولا مطرًا ولا سيلاً، لكن عين تؤكد استمرار الحياة، واستجابة الله لدعوة نبيّه، وتصديق الله لها إذ لن يضيعها أبدًا.


    وتبدأ
    الحياة لتبدأ مسيرة أمة لتمتد إلى قيام الساعة، وتكون قصة البداية بامرأة
    تتحمل عبء تكوين هذه الأمة في هذا المكان الطاهر، ويكون التكريم:


    تشريع خطاها ليصبح من نسك عبادة أمة لا ينقطع حتى يرث الله الأرض ومن عليها... ولا تؤدى حتى تُستدعى في الذاكرة امرأة هي أول

    مَن سعى بين الصفا والمروة، لتكون هي المرأة القدوة.

    صيد الفوائد

     الحج والمرأة القدوة Alfaris_net_1317305465

    خليل إبراهيم
    خليل إبراهيم
    صاحب الموقع


    تاريخ الإنضمام : 02/12/2009

    الجنسية : أردني وافتخر

    عدد المشاركات : 9177

    مكسب العضو : 122149

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 118

    العمر : 34

    المزاج : رايق

     الحج والمرأة القدوة Empty رد: الحج والمرأة القدوة

    مُساهمة من طرف خليل إبراهيم 28/10/2011, 05:38

     الحج والمرأة القدوة 19108613

      الوقت/التاريخ الآن هو 27/11/2024, 09:31