معهد ون ويب لتطوير المواقع | 1weeb.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ستايلات مجانية FREE STYLES


2 مشترك

    الرؤية والرمي : بين التجني والتجري

    الجزائري عبد المعز
    الجزائري عبد المعز
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 05/10/2011

    الجنسية : جزائر

    عدد المشاركات : 3288

    مكسب العضو : 40583

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 21

    المزاج : منتديات طموح الجزائر

     الرؤية والرمي : بين التجني والتجري Empty الرؤية والرمي : بين التجني والتجري

    مُساهمة من طرف الجزائري عبد المعز 28/10/2011, 02:52


    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله

    المواسم
    المباركة منةٌ من الله سبحانه على عباده ليزدادَ المحسن ويتوب ويعود
    المسيء ويؤوب ، وهي زادٌ لكل سائرٍ إلى الله والدار الآخرة – وكلنا ذاك
    الإنسان - ، والمحروم من تنكب الصراط فيها والسعيد من شكر الله على إدراكها
    وبالغ في التأله والتعبد والنفع العام .

    ومع أن هذه المواسم كما
    وصفتُ وأكثر إلا أن الأمة الإسلامية بُليت بمن ينغص عليها قداسةَ هذه
    الأزمنة وحرمتها ؛ وليس ببعيدٍ عنا ما يفعله الغلاة في البلدان الإسلامية
    من استحلال الدم الحرام والتخريب الذي لا يوافقون عليه ؛ ولسنا نغمض أعيننا
    عما يتهوك فيه الجفاة من جرائم مسكوتٍ عنها أو عن أكثرها . ومن هذه
    الجرائم الشنيعة التي يشترك فيها الغلاة مع الجفاة : الهجوم على الفتوى بلا
    حق ولا دليل أو آثارة من علم .ولأننا نستقبل هذه الأيام موسماً عظيماً
    وأياماً فاضلة بعد أن فرغنا من توديع رمضان ؛ فلا بد من النظر إلى "
    الفتاوى " التي يطلقها عدد من الإعلاميين والمتحدثين والكتاب حول رمضان
    والحج ؛ وسيكون الحديث عن مسألتين ، أولاهما : رؤية الهلال والأخرى : رمي
    الجمرات.

    ومختصر رأي من خاض في هاتين المسألتين من فئة الكتاب وأضرابهم يدور حول ما يلي :

    1. الدعوة إلى توحيد رؤية هلال دخول الشهور وخروجها في جميع البلدان الإسلامية .
    2.
    اعتماد الحسابات الفلكية في دخول وخروج شهري رمضان وذي الحجة .
    3.
    الإفتاء " رسمياً " بجواز الرمي قبل الزوال خاصة في اليوم الثاني عشر .
    وهذه الأقوال المعتدلة وأما الآراء الشاذة فسقوطها يغني عن إسقاطها .

    وقبل التأمل في أقوالهم أشير إلى ما يلي :

    اختلاف رؤية الهلال في البلدان الإسلامية ليست مسألة حادثة بل هي قديمة ومع ذلك فلم تشغل حيزاً كبيراً من التراث الفقهي .
    أن الفلكيين غير متفقين في حساباتهم ولذلك نشاهد اختلافهم في تحديد بدايات الشهور ومواسم المطر والبرد وغيرها .
    أن الحج محدود الزمان والمكان ؛ ولا بد من اعتبار ذلك في كل مقترح لحل إشكالاته .
    ومن العدل أن أقول أن قدم المسائل ليس حجة في ترك إعادة بحثها شرط أن يكون الباحث من أهل الشأن وأن يراد من البحث مصالح شرعية .

    وحين نتأمل في " فتاوى الرؤية والرمي " عند الصحفيين وأمثالهم نرى ما يلي :

    1.
    في هذه الفتاوى تعدٍ على سلطان الدولة وتجاوزٌ صريح لنظامها ؛ فمنذ زمن
    بعيد تُعرض مسائلُ الحج على هيئاتٍ ولجانٍ ومجامعَ علمية رسمية أو شبه
    رسمية ولا زال العرض مستمراً والتدوال فيها مثاراً ، فكأن هؤلاء لا يرون
    كفاية هذه اللجان أو يطعنون في أهليتها وربما تجاوزَ الأمر هذه الجهات إلى
    مُنشئها والآمرِ بها !
    2.

    أنَّ هؤلاءِ الخائضينَ ليسوا من أهل التخصص ؛ فليس منهم طالبُ علمٍ أو
    فلكي أو مهندس وأقصى مالدى بعضهم سماعٌ متحيز أو قراءةٌ غير مكتملة أو شغفٌ
    ب" طبوليات " المسائل بغيةَ صنع البطولات القرطاسية والانتصارات الصوتية .
    3.

    يشتملُ جلُّ اعتراضِ الكتبة على لمزٍ قريب أو بعيد للعلماء ومنهم مَنْ قال
    بحق الجهات العلمية والقضائية كلاماً بذيئاً لا يُروى ؛ وليس عُجاباً
    أمرهم إنما الذي لا يُسوَّغ أنًّ أحداً لم يحاكم جرأتهم وأنَّ مَنْ بيده
    الأمر لم يغضب لحق علمائه ولجانه . وقد أحال بعضهم مسؤولية كل أقدار الحج
    المؤلمة على العلماء دون النظر إلى تشابك عواملَ مختلفةٍ في أحداث الحج ؛
    وليست الفتيا أهمها !
    4.

    في التركيز على رؤية الهلال صرفٌ متعمد لأنظار الناس عمَّا يحدث في
    المواسم الكريمة من إفساد إعلامي وانتهاك حرمة الصيام و تجافٍ عن أي فكرة
    إيجابية قد يُنتفع منها . وفي التركيز على الرمي إغضاءٌ عن قضايا أهم كما
    يحدث من مظاهر شركية ومن غياب الوعي بين الحجاج .
    5.

    لم يتحدث غالب هؤلاء عن المعاني الإيمانية للصوم والحج ولم يتطرق أحدٌ
    منهم للسؤال عن الوحدة الإسلامية أو عن أحوال المسلمين وبلدانهم ومايمور
    بها من أحداث إبَّان الصيام أو الحج .
    6.

    إن مطالبتهم بتعميم فتوى الرمي قبل الزوال في اليوم الثاني عشر لا تغير من
    مشكلة الزحام شيئاً ألبتة . فبدلاً من تزاحم الناس بعد الزوال سيتزاحمون
    بعد الشروق مع بقاء متعلقات الزحام كماهي دون تغيير سوى التبكير في نتائجها
    .
    7.

    يُشار إلى أنه بتتبع مقالات وأحاديث هذه الفئة لم نجد منهم من ندب نفسه
    للحديث عن تحقيق معنى الشهادتين أو الشرك حول القبور أو التهاون في الصلاة
    إلى غير ذلك . ويستبين من هذا التتبع أن الرمي والرؤية مستغلان من قبل "
    الأقزام والدمى " كمادةٍ للهجوم على دين الله وعلى علماء الشريعة ومشايخ
    البلاد والفقه الحنبلي . ولم يخط أحدٌ من هؤلاء المتباكين على الصيام
    والفطر خلال ثلاثة أيامٍ متفرقة حرفاً واحداً في استنكار خلافات الشيعة
    العقدية أو جرائمهم بحق مواطنيهم من أهل السنة .
    8.

    أخشى أن تستغل أحاديثهم وأقوالهم كجسر من قبل أي شخص معتوه أو مشبوه وينفذ
    من خلالها لدعوات مريبة حول الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة .
    9.

    أن هذه الأقوال الكيدية الآثمة تنسف كل منجزات الدولة وجهودها وما صرفته
    من أموال ضخمة وأوقات ثمينة في سبيل خدمة الحرمين والمشاعر وزوارهما ؛ وهي
    إنجازات جديرة بالتباهي والفخر من ناحية وبالتسديد والمقترحات العملية
    المناسبة من ناحية أخرى .

    ولإتمام القول أقترح ما يلي :

    1.
    تعاون جميع الجهات الحكومية لرفع مستوى الوعي بأحكام الحج وسبل التيسير
    فيه ومبادئ السلامة في المشاعر ؛ ومن هذا الباب ألا تمنح التأشيرة إلا بعد
    التحاق طالب الحج ببرنامج تعليمي معتمد حسب مذهب بلده ؛ ومنها توزيع الأدلة
    المصورة على الحجاج القادمين من جميع المنافذ ، ومن أهمها توجيه كل وسائل
    الثقافة الإعلام لخدمة هدف صحة الحج وسلامة الحجاج بالبرامج الهادفة
    المُحكَّمة ؛ ولاننسى التأكيد على أهمية نشاطات الأمانة العامة للتوعية
    والإفتاء في الحج .
    2.

    إخراج جميع الإدارات الحكومية من أرض منى بحيث لايبق فيها إلا ماليس بدٌ
    من بقائه في أضيق الحدود وأنسب الأماكن الجغرافية موقعاً ومساحة .
    3.

    تنظيم حج الوفود الرسمية والمواكب ؛ بحيث يلزمون برخص الحج جميعها
    ويلتزمون بكل مالا يضيق على الناس ؛ ومن هذا الباب التوكيل بالحج جملة
    واحدة أو التأخر في الرمي والشروع في أداء بعض المناسك حين يخف الزحام .
    4.
    إعادة هندسة طرق المشاعر ومداخلها بما يجعل الحركة انسيابية سلسة للراكب والراجل .
    5.

    إشاعة فتاوى الحج المختلفة ما لم تكن شاذة أو منكرة دون إلزام ؛ وقمين
    بالمفتي أن يذكر الأقوال المعتبرة في المسألة ثم يبين اختياره .
    6.
    تأليف لجنة دائمة مشتركة لتحري الأهلَّة كل شهر بما يحقق الضبط والإطمئنان وإعلان نتيجة عمل اللجنة شهرياً .

    ونسألُ
    الله في الختام أن ييسر للحجاج مناسكهم وأن يتقبل منهم ويردهم جميعهم
    لديارهم وأهليهم سالمين مأجورين ؛ كما ندعو للقائمين على شؤون الحج والحجاج
    بالعون والتوفيق والمثوبة فنحن – أهل الحرمين- شركاء معهم في الخدمة والهم
    .


    أحمد بن عبد المحسن العساف- الرياض
    الخميس 23 من ذي القعدة الحرام 1427
    ahm_assaf@yahoo.com


    صيد الفوائد

    خليل إبراهيم
    خليل إبراهيم
    صاحب الموقع


    تاريخ الإنضمام : 02/12/2009

    الجنسية : أردني وافتخر

    عدد المشاركات : 9177

    مكسب العضو : 122149

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 118

    العمر : 34

    المزاج : رايق

     الرؤية والرمي : بين التجني والتجري Empty رد: الرؤية والرمي : بين التجني والتجري

    مُساهمة من طرف خليل إبراهيم 28/10/2011, 02:55

     الرؤية والرمي : بين التجني والتجري 8738714

      الوقت/التاريخ الآن هو 27/11/2024, 23:37