معهد ون ويب لتطوير المواقع | 1weeb.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ستايلات مجانية FREE STYLES


4 مشترك

    إطلالة على المنافع السياسية في الحج والولاية المتعلقة به

    الجزائري عبد المعز
    الجزائري عبد المعز
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 05/10/2011

    الجنسية : جزائر

    عدد المشاركات : 3288

    مكسب العضو : 40583

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 21

    المزاج : منتديات طموح الجزائر

     إطلالة على المنافع السياسية في الحج والولاية المتعلقة به Empty إطلالة على المنافع السياسية في الحج والولاية المتعلقة به

    مُساهمة من طرف الجزائري عبد المعز 28/10/2011, 02:49

    إطلالة على المنافع السياسية في الحج والولاية المتعلقة به

    د.سعد بن مطر العتيبي

    [justify]

    بسم الله الرحمن الرحيم

    من أركان الإسلام الخمسة :
    حج بيت الله لمن استطاع إليه سبيلا ؛ و وهو شعيرة عظيمة وعبادة جليلة
    المنافع ؛ فقد بيّن الله تعالى شيئاً من حكم الحج العظيمة ، ووصفها -
    سبحانه - بما يدل على أنّها عبادة كثيرة المنافع عظيمة الفوائد ، إذ قال
    جلّ شأنه : ( وأذِّن في النّاس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل
    فج عميق * ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معدودات ... ) .


    وإذا تأملنا كلمة منافع
    وجدناها كلمة عامة ، لم تقيد بوصف معين ولا نوع محدد من المنافع ، وقد تكلم
    المفسرون رحمهم الله في مدلول كلمة منافع في الآية ، بينوا عمومها للمنافع
    الدينية والدنيوية ، بالنص أحيانا وبالتمثيل أحيانا ، فقالوا هي : منافع
    الدنيا والآخرة ؛ أما منافع الآخرة فرضوان الله تعالى ، وأما منافع الدنيا
    فما يصيبون من منافع البدن ، والذبائح والتجارات ، ورد ذلك عن ابن عباس رضي
    الله عنه ، و مجاهد وغيره من أهل العلم ، وأنَّ هذه المنافع تشمل كلّ ما
    يرضي الله تعالى من منافع الحج سواء كان ذلك من أمر الدنيا المحض أو أمر
    الآخرة .


    قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله : " قوله (منافع) جمع منفعة ، ولم يبين هنا هذه المنافع ما هي .

    وقد جاء بيان بعضها في بعض الآيات القرآنية ، وأنَّ منها ما هو دنيوي وما هو أخروي .

    أما الدنيوي
    فكأرباح التجارة ، إذا خرج الحاج بمال تجارة معه ، فإنه يحصل له الربح
    غالبا ، وذلك نفع دنيوي ... ومن المنافع الدنيوية ما يصيبونه من البدن
    والذبائح ... وقد بينت آية البقرة على ما فسرها به جماعة من الصحابة ومن
    بعدهم ، واختاره أبو جعفر بن جرير الطبري في تفسيره ، ووجه اختياره له
    بكثرة الأحاديث الدّالة عليه : أن من المنافع المذكورة في آية الحج : غفران
    ذنوب الحاج ، حتى لا يبقى عليه إثم إن كان متقيا ربّه في حجّه بامتثال ما
    أمر به ، واجتناب ما نهى عنه . وذلك أنه قال في معنى قوله تعالى : ( فمن
    تعجّل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخّر فلا إثم عليه ) أنّ الحاجّ يرجع
    مغفوراً له ... وعلى تفسير هذه الآية الكريمة بأنَّ معنى قوله ( فلا إثم
    عليه ) في الموضعين : أنَّ الحاج يغفر جميع ذنوبه ، فلا يبقى عليه إثم
    فغفران ذنوبه هذا الذي دلّ عليه هذا التفسير من أكبر المنافع المذكورة في
    قوله : ( ليشهدوا منافع لهم ) ، وعليه فقد بينت آية البقرة هذه بعض ما دلت
    عليه آية الحج ، وقد أوضحت السنة هذا البيان بالأحاديث الصحيحة التي ذكرنا
    كحديث ( من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ، وحديث (
    الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) .


    ومن تلك المنافع التي لم يبينها القرآن : حديث : ( إن الله يباهي بأهل عرفة أهل السماء ) ...

    ومن تلك المنافع التي لم يبينها القرآن :
    تيسير اجتماع المسلمين من أقطار الدنيا في أوقات معينة ، في أماكن معينة ،
    ليشعروا بالوحدة الإسلامية ، ولتمكن استفادة بعضهم من بعض ، فيما يهم
    الجميع من أمور الدنيا والدين ، وبدون فريضة الحج لا يمكن أن يتسنى لهم ذلك
    ، فهو تشريع عظيم من حكيم خبير " أضواء البيان عند تفسيره للآية
    :3/411-413.


    وهكذا نلحظ أن تنكير كلمة (
    منافع ) جعلت عبارات العلماء رحمهم الله تعالى في بيان هذه المنافع عامة في
    كل منفعة دينينة ودنيوية ، وكان منهم من فسّرها بالأمثلة لهذين النوعين من
    المنافع ، أعني الدينية والدنيوية .


    ولمَّا كانت منافع الحج
    المشهودة تشمل منافع كثيرة ، ومنها ما يحتاج إلى ولاية تنظِّمه حتى يؤتي
    ثماره ؛ فإنَّه لا يكاد يخلو كتاب من كتب الأحكام السلطانية - والسياسة
    الشرعية بمدلولها العام المرادف لذلك – من بحث في أحكام ولاية الحج ،
    بوصفها أحد الولايات العامة في الفقه السياسي الشرعي .


    وقد بيّن العلماء حكم ولاية
    الحج ووجوب تأمير أمير على حجاج بيت الله الحرام وجوبا شرعيا ؛ لينتظم أمر
    هذا الجمع الكثير ، وتستقيم أحوال الحجاج أمنا وسلامة ويسرا ، ويتفرغ
    النّاس لأداء الحج في جو روحاني لا تنغصه المنغصات ، ولا تُذهب منافعه
    الطارئات .


    وفي التاريخ الإسلامي نجد أن
    الإمام الأعظم قد يكون هو من يتولى هذه الولاية ، وقد يكون أمير الحاج
    شخصا آخر ينيبه الإمام الأعظم ، كما بيّنه العلماء ، ومن ذلك قول الآجرّي
    رحمه الله : " فإمرة الحج ولاية سياسية ، وتدبير وهداية ؛ لأنها من أجلّ
    المراتب الدينية ؛ لأنّها من أجل المراتب الدينية ، وأفخم الوظائف
    السُّنِّيَّة ، فدخل بهذه المرتبة الشريفة فوق النَّيِّرَيْن ... وناب عن
    الإمام الأعظم في خدمة الحرمين الشريفين .


    فقد تولاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ، فحجّ بالنّاس السنة العاشرة ، كما هو مقرّر معلوم ..." .

    ولأهمية هذه الولاية
    وأصالتها على مرّ تاريخ الدول الإسلامية ، أُلّفت مؤلفات في تعداد من ولي
    إمرة الحاج في التاريخ الإسلامي ، ومن ذلك كتاب : "حسن الصفا والابتهاج
    بذكر من ولي إمرة الحاج" لأحمد بن عبد الرزاق الرشيدي ، الذي اختصره
    الخضراوي رحمهما الله تعالى .


    وقد ذكر علماء السياسة الشرعية كالماوردي وأبي يعلى - رحمهما الله - وغيرهما : أن ولاية الحاج نوعان :
    1- ولاية تسيير الحجيج .
    ووصفوها بأنها ولاية سياسية ، وزعامة وتدبير . فيشترط لها ما يشترط في
    عموم الولاة ، وتتعلق بها عشر وظائف ذكرها العلماء ، تتوزع على كل ما يخدم
    الحاج ومن الخدمات ، وما يصلح أمرهم من الأنظمة والجزاءات .
    وهي وظائف
    ومهام يقودها في هذا العصر الملك في المملكة العربية السعودية ، بوصفه صاحب
    الولاية العظمى في المملكة التي هي بلاد الحرمين ، ويلحظ ذلك في لقب (
    خادم الحرمين ) الذي حلّ محلّ الوصف بـ ( جلالة الملك ) في عهد الملك فهد
    رحمه الله سابقا ، واستمرّ في عهد الملك عبد الله حاليا .
    وتبعا لتطور
    الدولة في هذا العصر من حيث وظيفتها ، نجد أن هذه الوظائف تتوزع اليوم داخل
    المملكة العربية السعودية - أرض الحرمين - من الناحية التنفيذية ، على عدد
    من الجهات الحكومية ذات العلاقة المباشرة ، كإمارة منطقة مكة ، و وزارة
    الحج ، ورئاسة الحرمين ، و وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، و وزارة
    الداخلية ، ورئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، و وزارة الصحة ،
    و وزارة العدل وغيرها .
    وهي ولاية تصل صلاحياتها السياسية الشرعية إلى
    حد إصدار أنظمة سياسية شرعية ، تستند إلى المصلحة الشرعية العامة ، وتحقق
    المقاصد الشرعية في أداء هذه العبادة دون ضرر أو إضرار على أفضل ما يمكن .
    ومن ذلك تقييد بعض المباح والمشروع ، تحقيقا للمصلحة الشرعية العامّة ،
    التي يقرّها علماء الشريعة ؛ ومن ذلك ما يتعلق بتقييد عدد الحجاج بنسب
    معينة ، وطلب تصاريح للحج ؛ ابتغاء تنظيم الحج على نحو يحقق المصلحة العامة
    لعموم الحجاج من كل فج عميق ، وهي أنظمة أقرّها أهل العلم لاستنادها إلى
    المصلحة الشرعية ، فاتخذت شرعية في التطبيق بوصفها من جملة أحكام السياسة
    الشرعية .


    2- ولاية على إقامة الحج في مكة والمشاعر .
    ووصفوها بأنها بمنزلة إمامة الإمام في إقام الصلاة ، ولذلك يشترط في من
    يتولاها العلم بأحكام الحج ، وكيفية أدائه على النهج النبوي ( خذوا عني
    مناسككم ) .
    وهي وظائف تتجلى اليوم في عمل عدد من الجهات الشرعية
    الرسمية ، من أهمها : منصب سماحة المفتي وإمامته للناس في الحج وتوليته
    خطبة عرفة ، و كذا اللجنة الدائمة للإفتاء ، ولجان توعية الحجاج التابعة
    لوزارة الشؤون الإسلامية ، وهيئة الأمر بالمعروف في جانبها الإرشادي ، وكذا
    الجهات الرسمية غير الحكومية ، المساندة لجهود التوعية بأحكام الحج وتوعية
    الحجاج توعية شرعية .
    ومن هنا كان واجبا على الدولة الإسلامية أن تحمي الحجاج حماية عقدية وفكرية وبدنية .
    وإذا ما تحققت هذه الولاية بقسميها بصورة صحيحة ؛ فإنَّ الحج يؤتي منافعه المتنوعة ، الدينية والدنيوية ، ومن ذلك المنافع السياسية .

    ومن فوائد الحج التي تتجلى فيها المنافع السياسية :
    كونه
    مؤتمر اجتماع وتعارف ، وتنسيق وتعاون بين المسلمين ، ولا سيما مع جعل ذلك
    واقعا عمليا منظّما في عدد من صوره ، في مثل المؤتمرات الإسلامية المصاحبة
    للحج التي تجمع قيادات المسلمبن في العالم الإسلامي وفي مواطن الأقليات
    الإسلامية ، ويتدارسون فيها جملة من قضايا العالم الإسلامي ، تحت رعاية
    الجهات الرسمية والمؤسسات الشرعية العامة .
    وتتجلى السياسة أيضا في
    مخاطبة الكافة ممن يحضرون الحج ، وممن لا يحضرونه بما ينقل لهم عن طريق
    الأشخاص ، ليعلموه ويبلغوا من وراءهم ، ( فرب مبلغ أوعى من سامع ) ، أو بما
    يستجد من وسائل كما في عصرنا الحاضر ، من النقل المباشر وغير المباشر للحج
    ، و ما يُعلن فيه من بيان للقضايا التي تهم الأمة كلّها ، وهو ما يتضح في
    خطبة عرفة ، تلك الخطبة التي كانت السياسة من أهم موضوعاتها في خطبة رسول
    الله صلى الله عليه وسلم ، تلك الخطبة التي شملت الحديث عن جُملٍ من
    السياسة الداخلية والخارجية ، وبيانٍ للحقوق والواجبات للفرد في الإسلام .
    وتتجلى ناحية سياسة أخرى وذلك في :
    تحديد حرمة المكان وبيان عمقه الاستراتيجي الذي يُشرع لمن يدين بالدين أن
    تطأ قدمه المدينة المحرمة المقدسة ، فيأتي الحاج المسلم مبتهجا مسرورا ،
    يأوي إلى البيت الحرام بشعور الانتماء العظيم للأمة ، كما لو كان البيت
    بيته ؛ بينما تتمنع قداستها وحرمتها عن قبول من لا يدين بدين أهلها ولا
    ينتمي لولائها الديني زمانا ومكانا وأمة - أن يطأها بقدمه ولمّا يؤمن
    بقدسيتها وحرمتها واجبا من واجبات إسلامه ، لا وسيلة لتحقيق أغراضه ؛ ومن
    هنا تتجلى خطورة أهمية بقاء هذه الولاية في أيادي سُنيّة أمينة ، كما تتجلى
    خطورة أي دعوة تسعى إلى تدويل الحرمين مهما كانت حججها .
    ومن فوائد
    الحج السياسية اليوم : إثبات صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان ، فكم من زائر
    للبيت الحرام قد شوهت عنده صورة بلاد الإسلام ومنطلق العقيدة والشريعة قبل
    وصوله ، فلما دخل بلاد الحرمين ، وزار البيت الحرام رأى عدم تعارض الشريعة
    مع الأخذ بالوسائل العصرية والتفوق في الأمور الدنيوية وتوظيف الدنيا للدين
    ، وقد رأينا وسمعنا شهادات كثيرة وتعبيرات عن المشاعر تغيرت فيها النظرة
    التي أوجدها التشويه الإعلامي للإسلام وأهله ، حتى ظن بعض الناس من أبناء
    المسلمين البعيدين أن الدين لا يتوافق مع العلم .

    وبهذه الإطلالة
    يتبين أن منافع الحج السياسية باب واسع من أبواب حكمه ، يمكن العمل لتحقيق
    أكبر قدر منها بتوظيف هذه الشعيرة توظيفا شرعيا يتفق مع أهداف الحج ، ويحقق
    منافعه ، من خلال ضبط إداري وسياسي وتراتيب دعوية راقية ، تعمل من أجل
    وحدة الأمة على منهاج النبوة ، فيعود منها المسلم وقد ارتوى من معين
    العبادة ، وتشبّع بروح الوحدة ، وآبَ مستشعرا وظيفته الدعوية في كل فج أتى
    منه .


    نسـأل الله تعالى أن يحفظ
    لبيته العتيق أمنه وأمانه ولحجاج بيته حجا مبرورا وسعيا مشكورا ، ولكل من
    قام بخدمة الحجيج نية صالحة وعملا متقبلا .
    وصلى الله على نبينا محمد وآلة وصحبه .





    [/justify]
    3d max
    3d max
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 24/11/2011

    الجنسية : فلسطيني

    عدد المشاركات : 912

    مكسب العضو : 6024

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 0

     إطلالة على المنافع السياسية في الحج والولاية المتعلقة به Empty رد: إطلالة على المنافع السياسية في الحج والولاية المتعلقة به

    مُساهمة من طرف 3d max 27/11/2011, 10:50

    شكرا لك على مجهودك الرائع
    3d max
    3d max
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 24/11/2011

    الجنسية : فلسطيني

    عدد المشاركات : 912

    مكسب العضو : 6024

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 0

     إطلالة على المنافع السياسية في الحج والولاية المتعلقة به Empty رد: إطلالة على المنافع السياسية في الحج والولاية المتعلقة به

    مُساهمة من طرف 3d max 27/11/2011, 10:53

    شكرا لك على مجهودك الرائع
    ahmade
    ahmade
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 27/11/2011

    الجنسية : alg

    عدد المشاركات : 2394

    مكسب العضو : 14803

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 0

     إطلالة على المنافع السياسية في الحج والولاية المتعلقة به Empty رد: إطلالة على المنافع السياسية في الحج والولاية المتعلقة به

    مُساهمة من طرف ahmade 28/11/2011, 06:49

    يعطيك العافيه على الموضوع
    خليل إبراهيم
    خليل إبراهيم
    صاحب الموقع


    تاريخ الإنضمام : 02/12/2009

    الجنسية : أردني وافتخر

    عدد المشاركات : 9177

    مكسب العضو : 122149

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 118

    العمر : 34

    المزاج : رايق

     إطلالة على المنافع السياسية في الحج والولاية المتعلقة به Empty رد: إطلالة على المنافع السياسية في الحج والولاية المتعلقة به

    مُساهمة من طرف خليل إبراهيم 22/12/2011, 07:14

    مشكوووووووووووووووور على الموضوع المميز

      الوقت/التاريخ الآن هو 22/9/2024, 10:40