السندويش هو من اختراع ايرل ساندويش.
لقد صعقني ذلك النبأ فقرأته مرة بعد مرة حتى انتابتني قشعريرة وأخذ رأسي يدور مستحضرا الآمال والعراقيل التي لازمت ابتكار أول سندويش وانتابني شعور بالانعتاق من الزمن في ما كنت أفكر في مكان الإنسان الثابت في الكون ... الإنسان المخترع ! ولاحت أمامي دفاتر ليوناردو دافنشي وعدسات ابن الهيثم وفكرت في أرسطو طاليس والخوارزمي
واستحضرت في ذهني صورة للسندويش الأول موضوعا ضمن غلاف في المتحف الوطني ولم تبارحني تلك الصورة طوال ثلاثة أيام أمضيتها في العمل على سيرة مختصرة لمبدع السندويش العظيم صاحب السمو الايرل سندويش وعلى رغم أن فهمي للتاريخ يخالطه بعض ضعف ومقدرتي على التخيل تفوق إلى حد بعيد مقدرة ذوي التفكير الواقعي إلا أني أرجو أن أكون قد اكتشفت جوهر عبقريته المغمورة وأن تكون تلك الخواطر المتفرقة حافزا لمؤرخ أصيل على البدء حيث انتهيت.
ولد الإيرل في عام 1718 لأب إنكليزي وأم ألمانية ينتميان إلى الطبقة الرفيعة وكان والده في غاية السرور لتوليه منصب بيطارا أول (صانع حدوات الخيول) في إسطبلات الملك ولكنه لم ير نفسه في تلك المهنة وانتقل إلى الحدادة في البلاط الملكي و استقال بعد ذلك بفترة قصيرة والمرارة تملأ نفسه أما والدة إيرل كان طعامها المعهود يتألف من الشحم والعصيدة (طحين مع السمن) ولكنها كانت تتمتع ببعض الخيال الطهوي إذ كانت تعد أحيانا قشدة محلاة متوسطة الجودة.
وفي عام 1725 التحق الإيرل في المدرسة وبدأ بتعلم ركوب الخيل ودراسة اللغة اللاتينية وفي مطبخ المدرسة اطلع عن كثب على اللحوم الباردة لأول مرة وأثارته قطع اللحم الرقيقة وقد أبدى اهتماما ملحوظا في تخصصه وكان يدعى (تحليل المأكولات الخفيفة وما يرتبط بها)
في عام 1736 دخل الإيرل جامعة كامبريدج بناء على طلب والديه وذلك لدراسة الخطابة والميتافيزيك (الماورائيات) لكنه لم يتفاعل مع كلا الموضوعين وثار على كل شيء أكاديمي إلى حد أن زملاءه اتهموه بسرقة الخبز وإجراء اختبارات غريبة عليها وطرد من الجامعة بتهمة الهرطقة.
وفي عام 1738 غادر باتجاه الدول الاسكندينافية ومكث فيها ثلاث سنوات أجرى خلالها أبحاث كثيرة على الجبن وأدهشه أنواع السردين الكثيرة التي وجدها هناك وسجل في وثائقه : أني مقتنع بأن ثمة حقيقة تفوق كل ما ابتكره الإنسان حتى الآن وهي موجودة في وضع الأطعمة فوق بعضها البعض ... التبسيط ... التبسيط ! هذا ما نحتاج إليه
ولدى عودته إلى انكلترا تعرف على ابنة بائع خضر تدعى نل سمولبور وتزوجها وتعلم منها كل ما عرفه لاحقا عن الخس
وفي عام 1741 بينما كان يعيش في الريف في بيت ورثه عن أبويه راح يعمل ليلا نهارا ويقتر في مآكله من أجل شراء الطعام لأهداف اختباريه وكان أول عمل تام أنجزه شريحة خبز تعلوها شريحة خبز أخرى وفوق الاثنتين شريحة ديك رومي (حبش) لكن عمله ذاك لم ينجح أبدا
وفي عام 1745 بعد أربع سنوات من العمل الدؤوب بات الايرل مقتنعا أنه على عتبة النجاح وعرض على أقرانه شريحتين من الديك الرومي تتوسطهما شريحة خبز ورفض الجميع عمله باستثناء صديقه ديفيد هيوم الذي تحسس انطواء العمل على شيء عظيم وشجع الإيرل على الاستمرار
وفي عام 1747 أصابه الفقر إلى حد لم يعد يتمكن من إجراء الاختبارات على لحم الدجاج الرومي أو البقر
وفي عام 1750 عرض ثلاث رقاقات من اللحم موضوعة إحداها فوق الأخرى وهذا أثار اهتمام بعضهم خصوصا في الأوساط الفكرية لكن سواد الناس بقوا غير مبالين وازدادت شهرته بعدما عرض ثلاث رقاقات من الخبز إحداها فوق الأخرى واستدعاه الكاتب المسرحي الفرنسي فولتير قبل ابتكار أسلوبه الأخير
وفي عام 1751 أبحر إلى فرنسا حيث كان فولتير وحقق بعض النتائج الشائقة بالخبز والمايونيز وقامت صداقة بين الرجلين استمرت عبر المراسلة إلا أنها انقطعت بعدما نفذت الطوابع البريدية لدى فولتير
وفي عام 1758 أدت شهرته النامية لدى صانعي القرارات إلى حد أن الملكة كلفته تحضير شيء خاص لمناسبة غداء رسمي مع السفير الاسباني وبعد عمل مضن وتمزيق مئات المخططات توصل أخيرا في الرابعة والدقيقة السابعة عشرة من فجر 27 نيسان من عام 1758 إلى جمع شرائح رقيقة من اللحم وسط شريحتين من الخبز وفي فورة من الإلهام العظيم راح يزخرف الخبز بالخردل ولقي عمله إعجابا جعل القصر الملكي يعهد غليه في إعداد غداء السبت طوال تلك السنة
وفي عام 1760 كان يسير من نجاح إلى آخر وانتهى إلى ابتكار السندويش الذي سمي هكذا إكراما له من شرائح البقر والدجاج واللسان وكل ما يمكن التفكير به من اللحوم الباردة ولم يشأ تكرار تجاربه السابقة فأخذ يسعى إلى ابتكارات جديدة توصل بعدها إلى السندويش المركب الذي نال عليه وسام " ربطة الساق " البريطاني
وفي عام 1769 زاره عظام ذلك القرن في بيته الريفي ومنهم هايدن وكانت وروسو وبن فرانكلين واستلذ بعضهم بمآكله بينما طلب آخرون أن يحملوها معهم
وفي عام 1769 على الرغم من أن جسده كان يشيخ إلا أنه استمر يبحث عن أشكال جديدة وكتب في يومياته : إني أعمل حتى وقت متقدم في الليالي الباردة وبت أحمص كل شيء ليبقى جسدي دافئا.
وفي عام 1783 وفي عيد ميلاده الخامس والستين اخترع سندويش الهمبرغر وجال عواصم العالم الكبرى يحضر الهمبرغر في قاعات الاحتفالات أمام جمهور ضخم يقدر مواهبه وفي ألمانيا اقترح عليه الشاعر الألماني غوته تقديم الهمبرغر على خبز محلى قليلا وراقت الفكرة سمو الإيرل الذي قال في صاحب فاوست : غوته هذا إنه شخص رائع حقا. وسر غوته بالتعليق لكن صداقتهما الفكرية فسخت في السنة التالية لخلاف على معنى هذه الكلمات (قليل النضج – متوسط النضج – تام النضج)
وفي عام 1790 خلال عرض لجميع انجازاته السابقة في لندن شعر بألم في صدره وظن أنه على وشك الموت لكنه تعافى بعد ذلك وأمكنه الإشراف على صنع سندويش عملاق نفذته جماعة من أتباعه الموهوبين وأثار ذلك السندويش ضجة لدى إنزاله إلى السوق في إيطاليا وهو مازال غير مفهوم إلا لدى قلة من النقاد.
وفي عام 1792 ظهر لديه تقوس في الساقين توانى عن معالجته في الوقت المناسب وما لبث أن توفي خلال نومه فحملت جثته إلى كنيسة دير وستمنستر حيث شيعه آلاف المعجبين وخلال دفنه ألقى الشاعر الألماني الكبير هولدرلن كلمة لخص فيها انجازاته بإجلال لا مواربة فيه : لقد حرر الجنس البشري من الغداء الساخن ولأجل ذلك نحن مدينون له بالكثير.
ملاحظة : المساهمة انطوت على معلومات صحيحة وشرح ساخر
الهمبرغر اوالهمبرجروهي كلمه انجليزيه ومعناها برجر بالخنزير
برجر ويقصد السندوتش اي الخبز
والهم يقصد بالخنزير
برجر باللحم> بيف برجر
برجر بالدجاج> شيكن برجر
برجر بالخنزير> همبرجر او كما ينطقه البعض همبرغر