السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إلى من عرفته فعرفت فيه معاني النخوة والرجولة ،، إلى من تجمعني فيه أصدق صحبة وأزكى أخوة .، إلى من أرّقني التفكير في حاله ،، وأسهرني الدعاء له بصلاح أحواله ،، أشهد الله أني أحبك في الله وأسأل الله أن تكون هذه الرسالة نقطة تحول في حياتك وأن تصل كلماتي إلى قلبك الذي أرى بياضه قد انعكس في صفحات وجهك .. وما حملني أن أرسل لك هذه الكلمات إلاّ لما رأيته فيك من حرص على الخير وحب للخير . أخي .. إن راحة القلب وطمأنينته في سماع ما يصلحه ويرتقي به وإن الله سائلنا عن أسماعنا وأبصارنا وإنني ارسل لك بهذه الموعظة التي أرجو أن تتقبلها فو الله ما حملني على كتابتها إلا رحمة بك وخوفاً عليك .. أخي .. تأمل هذه النصوص في وصف من يتساهل في سماع الغناء عن ابن مسعود ، قال : « الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع ، وإن الذكر ينبت الإيمان في القلب كما ينبت الماء الزرع » وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال « ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله (1) ) قال : هو والله الغناء » وتأمل كيف كان السلف يتورعون عن سماع الغناء : عن نافع أنه قال: كنت مع ابن عمر رضي الله عنهما في طريق فسمع زمارة راع فوضع أصبعيه في أذنيه ثم عدل عن الطريق؛ فلم يزل يقول: يا نافع أتسمع ذلك؟ حتى قلت: لا ؛ فأخرج أصبعيه وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع وقال الفضيل بن عياض رحمه الله : الغناء رقية الزنا. وقال بعضهم: الغناء رائد من رواد الفجور. وقال يزيد بن الوليد: إياكم والغناء فإنه ينقص الحياء ويزيد الشهوة ويهدم المروءة، وإنه لينوب عن الخمر ويفعل ما يفعله السكر وتأمل عقاب من يتساهل في سماع الغناء : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { : مَنْ جَلَسَ إلَى قَيْنَةٍ يَسْمَعُ مِنْهَا صُبَّ فِي أُذُنَيْهِ الْآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } . قَالَ بَعْضُ الْعَارِفِينَ : السَّمَاعُ يُورِثُ النِّفَاقَ فِي قَوْمٍ ، وَالْخَنَا فِي قَوْمٍ ، وَالْكَذِبَ فِي قَوْمٍ ، وَالْفُجُورَ فِي قَوْمٍ ، وَالرُّعُونَةَ فِي قَوْمٍ ، وَأَكْثَرُ مَا يُورِثُ عِشْقَ الصُّوَرِ وَاسْتِحْسَانَ الْفَوَاحِشِ ، وَإِدْمَانُهُ يُثْقِلُ الْقُرْآنَ عَلَى الْقَلْبِ وَيُكْرِهُهُ إلَى اسْتِمَاعِهِ بِالْخَاصَّةِ ، وَهَذَا عَيْنُ النِّفَاقِ بِالِاتِّفَاقِ . وَذَلِكَ لِأَنَّ الْغِنَاءَ قُرْآنُ الشَّيْطَانِ قلّما يَجْتَمِعُ مَعَ قُرْآنِ الرَّحْمَنِ فِي قَلْبٍ وَاحِدٍ أَبَدًا ، وَلِهَذَا كَانَ الْغِنَاءُ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ . وَأَيْضًا أَسَاسُ النِّفَاقِ أَنْ يُخَالِفَ الظَّاهِرُ الْبَاطِنَ ، وَهَذَا الْمُسْتَمِعُ الْغِنَاءَ لَا يَخْلُو أَنْ يَنْتَهِك الْمَحَارِمَ فَيَكُونُ فَاجِرًا أَوْ يُظْهِرُ النُّسُكَ وَالْعِبَادَةَ فَيَكُونُ مُنَافِقًا فَإِنَّهُ مَتَى أَظْهَرَ الرَّغْبَةَ فِي اللَّهِ وَالدَّارِ الْآخِرَةِ وَقَلْبُهُ يَغْلِي بِالشَّهَوَاتِ وَيَلْذَعُ بِنَغَمَاتِ الْآلَاتِ وَمَحَبَّةِ مَا يَكْرَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ أَصْوَاتِ الْمَعَازِفِ وَمَا يَدْعُو إلَيْهِ الْغِنَاءُ وَبَهِيجُهُ مِنْ قَلْبِهِ كَانَ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ نِفَاقًا ، فَإِنَّ هَذَا مَحْضُ النِّفَاقِ .أ. هـ وحاشاك أن تكون ممن حدث عنهم النبي صلى الله عليه وسلم كما روى أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ { لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ } رواه البخاري ِ أسأل الله أن يعصمك عن سماع ما يسخطه وأن يطهر قلبك وسمعك وأن يحبب إليك سماع كلامه والإقتداء بسنة نبيه وأن نكون وإياك من المتعاونين على طاعته وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. فرسان السنه |
|
|
2 مشترك
رسالة إلى من يسمع الغناء
الجزائري عبد المعز- عضو ماسي
- تاريخ الإنضمام : 05/10/2011
الجنسية : جزائر
عدد المشاركات : 3288
مكسب العضو : 40583
نقاط تقييم مواضيع العضو : 21
المزاج : منتديات طموح الجزائر
- مساهمة رقم 1
رسالة إلى من يسمع الغناء
admin- صاحب الموقع
- تاريخ الإنضمام : 01/12/2009
عدد المشاركات : 8362
مكسب العضو : 83124
نقاط تقييم مواضيع العضو : 223
العمر : 34
- مساهمة رقم 2
رد: رسالة إلى من يسمع الغناء
شكرا على الموضوع المميز و في إنتظار جديدك