معهد ون ويب لتطوير المواقع | 1weeb.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ستايلات مجانية FREE STYLES


3 مشترك

    شرح سيد الاستغفار لشيخ الإسلام‏

    الجزائري عبد المعز
    الجزائري عبد المعز
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 05/10/2011

    الجنسية : جزائر

    عدد المشاركات : 3288

    مكسب العضو : 40583

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 21

    المزاج : منتديات طموح الجزائر

     شرح سيد الاستغفار لشيخ الإسلام‏ Empty شرح سيد الاستغفار لشيخ الإسلام‏

    مُساهمة من طرف الجزائري عبد المعز 14/10/2011, 02:06


    بسم الله الرحمن الرحيم

    والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

    قال شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى - : في قوله عليه السلام : '
    سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت' . قد اشتمل
    هذا الحديث من المعارف الجليلة ما استحق لأجلها أن يكون سيّد الاستغفار ،
    فإنه صدره باعتراف العبد بربوبية الله ، ثم ثناها بتوحيد الإلهية بقوله : (( لا إله إلا أنت )). ثم
    ذكر اعترافه بأن الله هو الذي خلقه وأوجده ولم يكن شيئا ، فهو حقيق بأن
    يتولى تمام الإحسان إليه بمغفرة ذنوبه ، كما ابتدأ الإحسان إليه بخلقه .


    ثم قال : ' وأنا عبدك ' اعترف له بالعبودية ، فإن الله تعالى خلق ابن آدم لنفسه ولعبادته ، كما جاء في بعض الآثار : (( يقول الله تعالى : ابن آدم ! خلقتك لنفسي ، وخلقت كل شيء لأجلك ، فبحقي عليك لا تشتغل بما خلقته لك عما خلقتك له )). وفي أثر آخر : ((
    ابن آدم ! خلقتك لعبادتي فلا تلعب ، وتكفلت لك برزقك فلا تتعب. ابن آدم !
    اطلبني تجدني ، فإن وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب
    إليك من كل شيء ))
    . فالعبد إذا خرج عما خلقه الله له من طاعته
    ومعرفته ومحبته والإنابة إليه والتوكل عليه ، فقد أبق من سيده ، فإذا تاب
    إليه ورجع إليه فقد راجع ما يحبه الله منه ، فيفرح الله بهذه المراجعة.
    ولهذا قال صلى الله عليه وسلم يخبر عن الله : (( لله
    أشد فرحا بتوبة عبده من واجد راحلته عليها طعامه وشرابه بعد يأسه منها في
    الأرض المهلكة ، وهو سبحانه هو الذي وفقه لها ، وهو الذي ردها إليه )
    ). وهذا غاية ما يكون من الفضل والإحسان ، وحقيق بمن هذا شأنه أن لا يكون شيء أحب إلى العبد منه.


    ثم قال : ' وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت' فالله
    سبحانه وتعالى عهد إلى عباده عهدا أمرهم فيه ونهاهم ، ووعدهم على وفائهم
    بعهده أن يثيبهم بأعلى المثوبات ، فالعبد يسير بين قيامه بعهد الله إليه
    وتصديقه بوعده. أي أنا مقيم على عهدك مصدق بوعدك. وهذا المعنى قد ذكره
    النبي صلى الله عليه وسلم ، كقوله : (( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر
    له ما تقدم من ذنبه )). والفعل إيمانا هو العهد الذي عهده إلى عباده ،
    والاحتساب هو رجاؤه ثواب الله له على ذلك ، وهذا لا يليق إلا مع التصديق
    بوعده. وقوله (( إيمانا واحتسابا )) منصوب على المفعول له ، إنما يحمله على
    ذلك إيمانه بأن الله شرع ذلك وأوجبه ورضيه وأمر به ، واحتسابه ثوابه عند
    الله ، أي يفعله خالصا يرجو ثوابه.


    وقوله : ' ما استطعت '
    أي إنما أقوم بذلك بحسب استطاعتي ، لا بحسب ما ينبغي لك وتستحقه علي. وفيه
    دليل على إثبات قوة العبد واستطاعته ، وأنه غير مجبور على ذلك ، بل له
    استطاعة هي مناط الأمر والنهي والثواب والعقاب. ففيه رد على القدرية
    المجبرة الذين يقولون : إن العبد لا قدرة له ولا استطاعة ، ولا فعل له
    البتة ، وإنما يعاقبه الله على فعله هو ، لا على فعل العبد. وفيه رد على
    طوائف المجوسية وغيرهم.


    ثم قال : ' أعوذ بك من شر ما صنعت ' فاستعاذته
    بالله الالتجاء إليه والتحصن به والهروب إليه من المستعاذ منه ، كما يتحصن
    الهارب من العدو بالحصن الذي ينجيه منه. وفيه إثبات فعل العبد وكسبه ، وأن
    الشر مضاف إلى فعله هو ، لا إلى ربه ، فقال : (( أعوذ بك من شر ما صنعت )). فالشر
    إنما هو من العبد ، وأما الرب فله الأسماء الحسنى ، وكل أوصافه صفات كمال ،
    وكل أفعاله حكمة ومصلحة. ويؤيد هذا قوله عليه السلام : (( والشر ليس إليك )) في الحديث الذي رواه مسلم في دعاء الاستفتاح.


    ثم قال : ' أبوء لك بنعمتك علي ' أي
    أعترف بأمر كذا ، أي أقر به ، أي فأنا معترف لك بإنعامك علي ، وإني أنا
    المذنب ، فمنك الإحسان ومني الإساءة. فأنا أحمدك على نعمتك ، وأنت أهل لأن
    تحمد وأستغفرك لذنوبي. ولذا قال بعض العارفين : ينبغي للعبد أن تكون أنفاسه
    كلها نفسين : نفسا يحمد فيه ربه ، ونفسا يستغفره من ذنبه. ومن هذا حكاية
    الحسن مع الشاب الذي كان يجلس في المسجد وحده ولا يجلس إليه ، فمر به يوما
    فقال : ما بالك لا تجالسنا ؟ فقال : إني أصبح بين نعمة من الله تستوجب علي
    حمدا ، وبين ذنب مني يستوجب استغفارا ، فأنا مشغول بحمده واستغفاره عن
    مجالستك. فقال : أنت أفقه عندي من الحسن. ومتى شهد العبد هذين الأمرين
    استقامت له العبودية ، وترقى في درجات المعرفة والإيمان ، وتصاغرت إليه
    نفسه ، وتواضع لربه ، وهذا هو كمال العبودية ، وبه يبرأ من العجب والكبر
    وزينة العمل. والله الموفق الهادي ، والحمد لله وحده ، وصلى الله على سيدنا
    محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، ورضي الله عن أصحاب رسول الله أجمعين ، وحسبنا
    الله ونعم الوكيل.
    __________________


    3d max
    3d max
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 24/11/2011

    الجنسية : فلسطيني

    عدد المشاركات : 912

    مكسب العضو : 6024

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 0

     شرح سيد الاستغفار لشيخ الإسلام‏ Empty رد: شرح سيد الاستغفار لشيخ الإسلام‏

    مُساهمة من طرف 3d max 28/11/2011, 07:12

    مجهود رائع مشكور ياغالي
    خليل إبراهيم
    خليل إبراهيم
    صاحب الموقع


    تاريخ الإنضمام : 02/12/2009

    الجنسية : أردني وافتخر

    عدد المشاركات : 9177

    مكسب العضو : 122149

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 118

    العمر : 34

    المزاج : رايق

     شرح سيد الاستغفار لشيخ الإسلام‏ Empty رد: شرح سيد الاستغفار لشيخ الإسلام‏

    مُساهمة من طرف خليل إبراهيم 11/3/2012, 12:25

    مشكوووووووووووووووووووور على الموضوع الجميل

      الوقت/التاريخ الآن هو 22/9/2024, 14:28