"أرجوزة سيف النصر"

مقالات تاريخية



"أرجوزة سيف النصر"



إنجاز: ذ. خالد بن احمد الصقلي
كلية الآداب –ظهر المهراز
جامعة سيدي محمد بن عبد الله - فاس
---------





وقفت
بالخزانة العامة في الرباط على هذه الأرجوزة ز وهي توجد مخطوطة تحت رقم :
د1850 ضمن المجموع الثالث وتقع في 3 صفحات. ومقياسها هو:

24,1x15,9
ومسطرتها غير مستوية (17-26) وعدد أبياتها هو 65 بيتا.




وبخصوص
ناظمها
فهو امحمد بن أحمد بن محمد بن حسين بن ناصر بن عمرو بن عثمان الدادسي أصلا،
الدرعي إقليما، الأغلاني دارا، المقدادي نسبا، نسبة إلى الصحابي الجليل
المقداد بن الأسود[1].
وقيل إنه جعفر نسبة إلى الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب ابن عم الرسول صلى
الله عليه وسلم.



ويعد هو شيخ الطريقة الشادلية ورئيس الزاوية
الناصرية بتمكروت وجاء أجله سنة 1085/1674[2]
وألف في علوم التفسير والحديث والتصوف، ونجد من مؤلفاته والتي تنتظر
التحقيق ما يلي:



-


الأجوبة الناصرية: يوجد مخطوطا بالخزانة العامة تحت رقم : د1111.



-


مختصر في الفرائض: يوجد مخطوطا بنفس الخزانة تحت رقم: د3941.



-


مساعدة الإخوان من الحشم والأعوان: ويسمى أيضا بمرشد الإخوان، يوجد مخطوطا
بنفس الخزانة تحت رقم: د 2173 وتوجد نسخة أخرى تحت رقم: د2175.



-


المناسك يوجد مخطوطا بنفس الخزانة تحت رقم: د1755/42.



وبخصوص
الأرجوزة المذكورة فنصها هو الآتي:







[ص:1] الحمد لله سيف النصر للشيخ سيدي امحمد بن ناصر رضي الله عنه:








الله يا الله يا رب العالميـن أصلح أمور المسلمين أجمعين




بجاه أحمد الهادي النبي الأمين صلي عليه ربنا كـــل حين




يا ربنا عجل لنا بفرج ونجنا من ضيقـة وحرج




يا ربنا يسر لنا أمــورنا واشرح لنا يا مولانا صــدورنا




يا ربنا يا خالق العــوالم حل بيننا وبين كـــــل ظالم




بجاه سيد الورى العدنـان صلى عليه الله ذو الإحســـان




يا ربنا الأعلى ويا وهـاب سبحانك اللهم يا تــــواب




صل وسلمن على النبـي محمـد ذي الخلق السنــــي




وآلـه وصحبه الثقــاة الصادقين الطيبي الصفـــات




يا بر يا رحيم يا جبـار ويا كريم العفو يا غفـــــار




خذ بيميني واجبر انكاري وتب علي وأقـــل عثاري




يا محيي الأرضين بعد الموت داركني بالتوب قبــل الفوت




بجاه خير الأنبياء خير البشر صلى عليه الله ما لاح القمـر




باسم الإلاه السامع القريب الصادق المواعــد المجيب




ذي العز والبطش والانتقام القاهـر الجبار الضخــام




نحمده حمد مضيم نسألـه نصرا على أهل الفساد السفله




حمدا مضاعفا يوالي نعمه ويستبيح بالمزيد كرمـــه




مصليا على الرسول أحمدا نبيا أفضل مهدي هــدى




صلى عليه ربنا وسلمـا وآله وكل من لـــه انتما




يا ربنا أنت العزيز القادر وأنا عبدك الدليــل الغاوي




وأنت وأنت القادر الغني أنا الفقير العاجـــز الدني




يا رب يا من يجيب للضرير أنت بحالنا عليم وخبير




بك اعتصامي ربنا وحولي بك وقوفي لكــل هولي




يا رب أنت عالم بحالـي عملك يغنينـي عن السؤال




[ص:2] إليك أشكو لث[3]
والجزن فلا أرى غير لآلي متكلا




يا رب أنت ركني الشديد وعدة وملجــأ العتيد




وأنت حسبي وحسيب من بغى ظلما علينا وتعدى وطغى




فأنت حسبي وبنا بصيــر نعم الولي أنـت والنصير




يا ربنا أنت ترى ما قد جرى فاقصم بقهر من علينا
جسرا




مع السلامة لنا والعافيـة في الدين والدنيا وحسن الواقيه




يا ربنا بجاه سيدي
الغـازي ناجزهم أحث ماو([4])
نجازي




يا ربنا من رامنا فرمــه وقبل أن يأتينا فاقسمــــه




وكن لنا عليهم نصيرا أنت لم تزل بنا بصيــــرا




يا رب من يرد أذانا فـاردد ضرره في غـــره مرددا




واعط كل من يضر الزاوية عجزا وضعفا وصلى في الهاوية




وعذبنه عاجــلا تعذيبا ما عـذبت فنس به ترهيبا




وكل من منع منها مرفـق فـارده وأوبقنه موبقـــا




وأردد كيودهم على نحورهم وأركسهـم لدى شرورهـم




يا ربنا أنا غلبنا فانتـصر([5])
وخذهم أخذ عزيز مقتدر([6])




وامكر بهم مكرا وهم بما يشعرون ودمرهم بما قد يمكرون




واضرب عليهم ذلة ومسكنة بالخوف مع مجاعة مقترنة




واجعلهم أذل خلـــق الله إلى القيامة بلا اشتبـاه




رب أدر عليهم من كتـب دائرة ذات ثلاث شعــب




تزدي الغلاة وتشرد الفلاة([7])
سجيس([8])
إذا وجس وتوس الثلاه




رب نجز بها ذوي التوفيق وفرقه التحقيق والتصديق




ضيق عليهم أيما تضييـق ومزقهم شـرما تمزيق




يا من دحا الأرض ومن طحاها أنزل بهم صاعقة أراها




[ص:3] تحرق الأحشاء مـن لظاها عدى المساكين ومن تلاها




يا رب عن نصرك لا نستغني دمرهم على جرف علينا يجني





دمدمة تقطع كل دابـــر وتجعل العزيز أخزى صاغر




ودمرنهم شـــر تدميــر وتبرنهـم أيمـا تتبيــر




وانصر عليهم حــزبنا تجهيزا نصرا يكون بيننا عــزيزا




يا رب خــــذهم وبيـلا ولا تنــج منهم قبيــلا




يا رب خذهم أخذات رابيــة رب ولا تبق لهـم من بقية




وقتلنهم كقتلــــك عاد بيـد كل رائح وغادي




منتظمينا في سليـك عنـقا يذكر سرمــدا وليس يبقى




وصبرنهم أذل عبــــرة لكـل ذي بصيـرة وبكره




يا رب يا واحـــد يا قهار ويا شديد البطش يا جبار




أنزل بهم داهية صمـــاء بإقرة محيطة بكماء




يا رب واسترن لنا العورات رب وأمنن لنا الروعات




يا رب كن لناصري مجيرا رب كن لقادري مغيرا




يا رب أنزل بهذا الوادي كدمية([9])
دائمة التحادي




يا رب مريد أهل درعة بالحنف أركعيه سريعا ردعى




بجاه خير الأنبياء أحمدا صل عليه ثم سلم أبدا



انتهى".













[1]
- هو المقداد بن عمر بن ثعلبة بن ماللا بن
ربيعة وانظر: علي ابن حزم جمهرة أنساب العرب، تحقيق عبد السلام هارون،
طبع دار المعاريف، القاهرة، الطبعة الخامسة بدون تاريخ، ص: 441.








[2]
- انظر ترجمته تفصيل عند كل من:



- أبي سالم
العياشي: اقتفاء الأثر بعد ذهاب أهل الأثر، تحقيق نفيسة الذهبي، مطبعة
النجاح الجديدة، البيضاء، 1416/1996، ص: (116-118)، التعليق رقم 91 مع
قائمة لمصادر ومراجع ترجمته.


- عبد الله
المرابط الترغي، "الطريقة الناصرية مظهر من مظاهر الشاذلية " ، مجلة
الدوحة، الرباط، السنة 2، 1418-1419هـ /1997-1998،ع3، ص: (55-68).


- محمد الأخضر،
الحياة الأدبية على عهد الدولة العلوية (1075-1311/1664-1854، طبع دار
الرشاد الحديثة، البيضاء، 1397/1977، ص: 86-89 مع قائمة لمصادر ومراجع
ترجمته.


- محمد المكي
الناصري، الدرر المرصعة بأخبار أعيان درعة، توجد مخطوطا بالخزانة العامة
في الرباط تحت رقم : ك265.








[3]
- كذا ورد








[4]
- كذا ورد.








[5]
- كذا ورد.








[6]
- كذا ورد.








[7]
- يقول الله تعالى على لسان نوح عليه الصلاة
والسلام: (أي مغلوب فانتصر) الآية 10 من سورة القمر.








[8]
- اقتبس الدعاء المذكور من الآية 42 من نفس
السورة.








[9]
- كذا ورد

شكرا لك على المجهود الممتاز

روعة

لا تحرمنا من جديدك