معهد ون ويب لتطوير المواقع | 1weeb.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ستايلات مجانية FREE STYLES


4 مشترك

    سلسلة قََََََصَصُ الأنْبِيَاءِ [آدم عليه السلام - الجزء الخامس].

    الجزائري عبد المعز
    الجزائري عبد المعز
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 05/10/2011

    الجنسية : جزائر

    عدد المشاركات : 3288

    مكسب العضو : 40583

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 21

    المزاج : منتديات طموح الجزائر

     سلسلة قََََََصَصُ الأنْبِيَاءِ [آدم عليه السلام - الجزء الخامس]. Empty سلسلة قََََََصَصُ الأنْبِيَاءِ [آدم عليه السلام - الجزء الخامس].

    مُساهمة من طرف الجزائري عبد المعز 13/10/2011, 06:23

























     سلسلة قََََََصَصُ الأنْبِيَاءِ [آدم عليه السلام - الجزء الخامس]. Zdf52567

    قََََََصَصُ الأنْبِيَاءِ



    للإمام ابن الحافظ ابن كثير



    الجزء الخامس



    آدم عليه السلام


    بسم الله الرحمن الرحيم

    قال:
    فإني أشهد عليكم السماوات السبع والأرضين السبع، وأشهد عليكم أباكم آدم،
    أن لا تقولوا يوم القيامة: لم نعلم بهذا، اعلموا أنه لا إله غيري ولا رب
    غيري، ولا تشركوا بي شيئاً، وإني سأرسل إليكم رسلاً ينذرونكم عهدي وميثاقي،
    وأنزل عليكم كتابي. قالوا: نشهد أنك ربنا وإلهنا، لا رب لنا غيرك، ولا إله
    لنا غيرك. فأقروا له يومئذ بالطاعة.


    ورفع
    أباهم آدم فنظر إليهم، فرأى فيهم الغني والفقير، وحسن الصورة ودون ذلك،
    فقال: يا رب لو سويت بين عبادك؟ فقال: إني أحببت أن أشكر. ورأى فيهم
    الأنبياء مثل السرج عليهم النور، وخصوا بميثاق آخر من الرسالة والنبوة، فهو
    الذي يقول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنْ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ
    وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
    وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً} وهو الذي يقول: {فَأَقِمْ
    وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ
    عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} وفي ذلك قال: {هَذَا نَذِيرٌ
    مِنْ النُّذُرِ الْأُولَى} وفي ذلك قال: {وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ
    مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ}.


    رواه
    الأئمة: عبد الله بن أحمد، وابن أبي حاتم، وأبن جرير، وابن مردويه، في
    تفاسيرهم من طريق أبي جعفر. وروي عن مجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، والحسن
    البصري، وقتادة، والسُّدِّي، وغير واحد من علماء السلف بسياقات توافق هذه
    الأحاديث.


    وتقدم
    أنه تعالى لما أمر الملائكة بالسجود لآدم، امتثلوا كلهم الأمر الإلهي،
    وامتنع إبليس من السجود له حسداً وعداوة له، فطرده الله وأبعده، وأخرجه من
    الحضرة الإلهية ونفاه عنها، وأهبطه إلى الأرض طريداً ملعوناً شيطاناً
    رجيماً.


    وقد
    قال الإمام أحمد: حَدَّثَنا وكيع ويعلى ومحمد ابنا عبيد، قالوا حَدَّثَنا
    الأعمش، عن أبيصالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    "إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشّيْطان يبكي يقول: يا ويله، أمر
    ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنَّة، وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار".


    ورواه مسلم من حديث وكيع وأبي معاوية عن الأعمش به.

    ثم
    لما اسكن آدم الجنَّة التي أسكنها، سواء أكانت في السماء أم في الأرض على
    ما تقدم من الخلاف فيه، أقام بها هو وزوجته حَوَّاء عليهما السلام، يأكلان
    منها رغداً حيث شاءا، فلما أكلا من الشجرة التي نهيا عنها، سلبا ما كانا
    فيه من اللباس وأهبطا إلى الأرض. وقد ذكرنا الاختلاف في مواضع هبوطه منها.


    واختلفوا
    في مقدار مقامه في الجنَّة: فقيل بعض يوم من أيام الدنيا، وقد قدمنا ما
    رواه مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً: "وخلق آدم في آخر ساعة من ساعات يوم
    الجمعة" وتقدم أيضاً حديثه عنه، وفيه - يعني يوم الجمعة - خلق آدم، وفيه
    أخرج منها.


    فإن كان اليوم الذي خلق فيه فيه أخرج - وقلنا إن الأيام الستة



    كهذه
    الأيام - فقد لبث بعض يوم من هذه، وفي هذا نظر. وإن كان إخراجه في غير
    اليوم الذي خلق فيه، أو قلنا بأن تلك الأيام مقدارها ستة آلاف سنة، كما
    تقدم عن ابن عبَّاس ومجاهد والضحاك واختاره ابن جرير، فقد لبث هناك مدة
    طويلة.


    قال
    ابن جرير: ومعلوم أنه خلق في آخر ساعة من يوم الجمعة، والساعة منه ثلاث
    وثمانون سنة وأربعة أشهر، فمكث مصوراً طيناً قبل أن ينفخ فيه الروح أربعين
    سنة، وأقام في الجنَّة قبل أن يهبط ثلاثاً وأربعين سنة وأربعة أشهر، والله
    تعالى أعلم.


    وقد
    روى عبد الرزاق، عن هشام أن حسان، عن سوار خبر عطاء بن أبي رباح: أنه كان
    لما أهبط رجلاه في الأرض ورأسه في السماء، فحطه الله إلى ستين ذراعاً. وقد
    روي عن ابن عبَّاس نحوه.


    وفي
    هذا نظر، لما تقدم من الحديث المتفق على صحته عن أبي هريرة أن رسول الله
    صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله خلق آدم وطوله ستون ذراعاً فلم يزل الخلق
    ينقص حتى الآن" وهذا يقتضي أنه خلق كذلك لا أطول من ستين ذراعاً، وأن
    ذريته لم يزالوا يتناقص خلقهم حتى الآن.


    وذكر
    ابن جرير عن ابن عبَّاس: أن الله قال: يا آدم إن لي حرماً بحيال عرشي،
    فانطلق فابن لي فيه بيتاً، فطف به كما تطوف ملائكتي بعرشي، وأرسل الله له
    ملكاً فعرفه مكانه وعلمه المناسك، وذكر أن موضع كل خطوة خطاها آدم صارت
    قربة بعد ذلك.


    وعنه:
    أن أول طعام أكله آدم في الأرض، أن جاءه جبريل بسبع حبات من حنطة، فقال:
    ما هذا؟ قال:هذا من الشجرة التي نهيت عنها فأكلت منها فقال: وما أصنع بهذا؟
    قال: ابذره في الأرض، فبذره. وكان كل حبة منها زنتها أزيد من مائة ألف،
    فنبتت فحصده، ثم درسه ثم ذراه، ثم طحنه ثم عجنه ثم خبزه، فأكله بعد جهد
    عظيم. وتعب ونكد، وذلك قوله تعالى: {فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنْ الجنَّة
    فَتَشْقَى}.


    وكان أول كسوتهما من شعر الضأن: جزاه ثم غزلاه، فنسج آدم له جبة، ولحَوَّاء درعاً وخماراً.

    واختلفوا:
    هل ولد لهما بالجنَّة شيء من الأولاد؟ فقيل: لم يولد لهما إلا في الأرض،
    وقيل بل ولد فيها، فكان قابيل وأخته ممن ولد بها. والله أعلم.


    وذكروا
    أنه كان يولد له في كل بطن ذكر وأنثى، وأمر أن يزوج كل ابن أخت أخيه التي
    ولدت معه، والآخر بالأخرى وهلم جرا، ولم يكن تحل أخت لأخيها الذي ولدت معه.






    ذكر قصة ابني آدم - قابيل وهابيل.

    قال
    الله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ
    قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْ
    الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ
    الْمُتَّقِينَ. لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا
    بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ
    الْعَالَمِينَ. إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ
    فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ.
    فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنْ
    الْخَاسِرِينَ. فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ
    لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا
    أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ
    أَخِي فَأَصْبَحَ مِنْ النَّادِمِينَ}.


    وقد تكلمنا على هذه القصة في سورة المائدة في التفسير بما فيه كفاية. ولله الحمد.

    ولنذكر هنا ملخص ما ذكره أئمة السلف في ذلك.

    فذكر
    السُّدِّي عن أبي مالك وأبي صالح، عن ابن عبَّاس، وعن مُرَّة عن ابن مسعود
    وعن ناسٍ من الصحابة، أن آدم كان يزوج ذكر كل بطن بأنثى "البطن" الآخر وأن
    هابيل أراد أن يتزوج بأخت قابيل، وكان أكبر من هابيل، وأخت قابيل أحسن،
    فأراد قابيل أن يستأثر بها على أخيه، وأمره آدم عليه السلام أن يزوجه إياها
    فأبى، فأمرهما أن يقربا قرباناً، وذهب آدم ليحج إلى مكة، واستحفظ السماوات
    على بنيه فأبين، والأرضين والجبال فأبين، فتقبل قابيل بحفظ ذلك.


    فلما
    ذهب قربا قربانهما؛ فقرب هابيل جذعة سمينة، وكان صاحب غنم، وقرب قابيل
    حزمة من زرع من رديء زرعه، فنزلت نار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل،
    فغضب وقال: لأقتلنك حتى لا تنكح أختي، فقال: إنما يتقبل الله من المتقين.


    وروي
    عن ابن عبَّاس من وجوه أخر، وعن عبد الله بن عمرو، وقال عبد الله بن عمرو:
    وأيم الله إن كان المقتول لأشد الرجلين، ولكن منعه التحرج أن يبسط إليه
    يده!


    وذكر
    أبو جعفر الباقر أن آدم كان مباشراً لتقريبهما القربان والتقبل من هابيل
    دون قابيل، فقال قابيل لآدم: إنما تقبل منه لأنك دعوت له ولم تدع لي. وتوعد
    أخاه فيما بينه وبينه.


    فلما
    كان ذات ليلة أبطأ هابيل في الرعي، فبعث آدم قابيل لينظر ما أبطأ به، فلما
    ذهب إذا هو به، فقال له: تقبل منك ولم يتقبل مني. فقال: إنما يتقبل الله
    من المتقين. فغضب قابيل عندها وضربه بحديدة كانت معه فقتله. وقيل: إنه إنما
    قتله بصخرة رماها على رأسه وهو نائم فشدخته. وقيل: بل خنقه خنقاً شديداً
    وعضه كما تفعل السباع فمات. والله أعلم.


    وقوله
    له لما توعده بالقتل: {لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا
    أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ
    الْعَالَمِينَ} دل على خلق حسن، وخوف من الله تعالى وخشية منه، وتورع أن
    يقابل أخاه بالسوء الذي أراد منه أخوه مثله.


    ولهذا
    ثبت في "الصحيحين" عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا تواجه
    المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. قالوا يا رسول الله: هذا
    القاتل، فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه".


    وقوله:
    {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ
    أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} أي إني أريد ترك
    مقاتلتك وإن كنت أشد منك وأقوى، إذ قد عزمت على ما عزمت عليه، أن تبوء
    بإثمي وإثمك، أي تتحمل إثم مقاتلتي مع ما لك من الأثام المتقدمة قبل ذلك.
    قاله مجاهد والسُّدِّي وابن جرير وغير واحد.


    وليس المراد أن آثام المقتول تتحول بمجرد قتله إلى القاتل كما قد توهمه بعض من قال: فإن ابن جرير حكى الإجماع على خلاف ذلك.

    وأما
    الحديث الذي يورده بعض من لا يعلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
    "ما ترك القاتل على المقتول من ذنب" فلا أصل له، و لا يعرف في شيء من كتب
    الحديث بسند صحيح ولا حسن ولا ضعيف أيضاً.


    ولكن
    قد يتفق في بعض الأشخاص يوم القيامة، أن يطالب المقتول القاتل فتكون حسنات
    القاتل لا تفي بهذه المظلمة فتحول من سيئات المقتول إلى القاتل، كما ثبت
    به الحديث الصحيح في سائر المظالم، والقتل من أعظمها والله أعلم. وقد حررنا
    هذا كله في التفسير ولله الحمد.


    وقد
    روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي، عن سعد بن أبي وقاص، أنه قال عند
    فتنة عثمان بن عفان: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنها
    ستكون فتنة؛ القاعد فيها خير من القائم،

    والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي" قال: أفرأيت إن دخل على بيتي فبسط يده إلي ليقتلني. قال "كن كابن آدم".

    ورواه ابن مردويه عن حذيفة بن اليمان مرفوعاً: كن كخير ابني آدم. وروى مسلم وأهل السنن إلا النسائي عن أبي ذر نحو هذا.

    وأما
    الآخر فقد قال الإمام أحمد: حَدَّثَنا أبو معاوية ووكيع، قالا: قال
    حَدَّثَنا الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن ابن مسعود، قال رسول
    الله صلى الله عليه وسلم : "لا تقتل نفساً ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول
    كفل من دمها؛ لأنه كان أول من سن القتل".


    ورواه الجماعة سوى أبي داود من حديث الأعمش به. وهكذا روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص وإبراهيم النخعي أنهما قالا مثل هذا سواء.

    وبجبل
    قاسيون شمالي دمشق مغارة يقال لها مغارة الدم، مشهورة بأنها المكان الذي
    قتل قابيل أخاه هابيل عندها، وذلك مما تلقوه عن أهل الكتاب فالله أعلم بصحة
    ذلك.


    وقد
    ذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة أحمد بن كثير - وقال إنه كان من الصالحين -
    أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وهابيل، وأنه استحلف
    هابيل أن هذا دمه فحلف له، وذكر أنه سأل الله تعالى أن يجعل هذا المكان
    يستجاب عنده الدعاء، فأجابه إلى ذلك، وصدقه في ذلك رسول الله صلى اللَّه
    عليه وسلم، وقال إنه وأبا بكر وعمر يزورون هذا المكان في كل يوم خميس. وهذا
    منام لو صح عن أحمد بن كثير هذا، لم يترتب عليه حكم شرعي والله أعلم.


    وقوله
    تعالى: {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ
    كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ
    أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ
    مِنْ النَّادِمِينَ}. ذكر بعضهم أنه لما قتله حمله على ظهره سنة، وقال
    آخرون حمله مائة سنة، ولم يزل كذلك حتى بعث الله غرابين. قال السُّدِّي
    بإسناده عن الصحابة: أخوين، فتقاتلا فقتل أحدهما الآخر، فلما قتله عمد إلى
    الأرض يحفر له فيها ثم ألقاه ودفنه وواراه، فلما رآه يصنع ذلك {قَالَ يَا
    وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ
    سَوْأَةَ أَخِي} ؟ ففعل مثل ما فعل الغراب فواراه ودفنه.


    وذكر أهل التواريخ والسير أن آدم حزن على ابنه هابيل حزناً شديداً، وأنه قال في ذلك شعراً، وهو قوله فيما ذكره ابن جرير عن ابن حميد:

    تغيرت البلاد ومن عليها ** فوجه الأرض مغبر قبيح

    تغير كل ذي لون وطعم ** * وقل بشاشة الوجه المليح



    فأجيب آدم:

    أبا هابيل قد قتلا جميعاً ** وصار الحي كالميت الذبيح

    وجاء بشرة قد كان منها ** على خوف فجاء بها يصيح

    وهذا الشعر فيه نظر. وقد يكون آدم عليه السلام قال كلاماً يتحزن به بلغته، فألفه بعضهم إلى هذا، وفيه أقوال والله أعلم.

    وقد
    ذكر مجاهد أن قابيل عوجل بالعقوبة يوم قتل أخاه؛ فعلقت ساقه إلى فخذه،
    وجعل وجهه إلى الشمس كيفما دارت، تنكيلاً به وتعجيلاً لذنبه وبغيه وحسده
    لأخيه لأبويه.


    وقد
    جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من ذنب أجدر
    أن يعجل الله عقوبته في الدنيا مع ما يدخر لصاحبه في الآخرة من البغي
    وقطيعة الرحم".


    والذي
    رأيته في الكتاب الذي بأيدي أهل الكتاب الذين يزعمون أنه التوراة: أن الله
    عز وجل أجله ونظره، وأنه سكن في أرض "نود" في شرقي عدن وهم يسمونه قنين،
    وأنه ولد له خنوخ، ولخنوخ عندر، ولعندر محوايل، ولمحوايل متوشيل، ولمتوشيل
    لامك. وتزوج هذا امرأتين: عدا وصلا. فولدت "عدا" ولداً اسمه ابل، وهو أول
    من سكن القباب واقتنى المال، وولدت أيضاً نوبل، وهو أول من أخذ في ضرب
    الونج والصنج. وولدت "صلا" ولدا اسمه توبلقين، وهو أول من صنع النحاس
    والحديد، وبنتا اسمها "نعمى".


    وفيها
    أيضاً أن آدم طاف على امرأته فولدت غلاماً ودعت اسمه "شيث" وقالت من أجل
    أنه قد وهب لي خلفاً من هابيل الذي قتله قابيل. وولد لشيث أنوش.


    قالوا:
    وكان عمر آدم يوم ولد له شيث مائة وثلاثين سنة، وعاش بعد ذلك ثمانمائة
    سنة، وكان عمر شيث يوم ولد له أنوش مائة وخمساً وستين، وعاش بعد ذلك
    ثمانمائة سنة وسبع سنين. وولد له بنون وبنات غير أنوش.


    فولد لأنوش "قينان" وله من العمر تسعون سنة، وعاش بعد ذلك ثمانمائة سنة وخمس عشر سنة، وولد له بنون وبنات.

    فلما
    كان عمر قينان سبعين سنه ولد له مهلاييل، وعاش بعد ذلك ثمانمائة سنة
    وأربعين سنة، وولد له بنون وبنات. فلما كان لمهلاييل من العمر خمس وستون
    سنة ولد له "يرد" وعاش بعد ذلك ثمانمائة وثلاثين سنة وولد له بنون وبنات.


    فلما كان ليرد مائة سنة واثنتان وستون سنة ولد له "خنوخ" وعاش بعد ذلك ثمانمائة سنة وولد له بنون وبنات.

    فلما
    كان لخنوخ خمس وستون سنة ولد له متوشلخ، وعاش بعد ذلك ثمانمائة سنة، وولد
    له بنون وبنات. فلما كان لمتوشلخ مائة وسبع وثمانون سنة ولد له "لامك" وعاش
    بعد ذلك سبعمائة واثنين وثمانين سنة وولد له بنون وبنات.


    فلما
    كان للامك من العمر مائة واثنتان وثمانون سنة ولد له "نوح" وعاش بعد ذلك
    خمسمائة وخمساً وتسعين سنة، وولد له بنون وبنات. فلما كان لنوح خمسمائة سنة
    ولد له بنون: سام وحام ويافث. هذا مضمون ما في كتابهم صريحاً.


    وفي
    كون هذه التواريخ محفوظة فيما نزل من السماء نظر، كما ذكره غير واحد من
    العلماء طاعنين عليهم في ذلك. والظاهر أنها مقحمة فيها، ذكرها بعضهم على
    سبيل الزيادة والتفسير. وفيها غلط كثير كما سنذكره في مواضعه إن شاء الله
    تعالى.


    وقد
    ذكر الإمام أبو جعفر بن جرير في "تاريخه" عن بعضهم: أن حَوَّاء ولدت لآدم
    أربعين ولداً في عشرين بطناً. قاله ابن إسحاق وسماهم. والله تعالى أعلم.
    وقيل مائة وعشرين بطناً في كل واحد ذكر وأنثى، أولهم قابيل وأخته قليما،
    وآخرهم عبد المغيث وأخته أم المغيث.










     سلسلة قََََََصَصُ الأنْبِيَاءِ [آدم عليه السلام - الجزء الخامس]. 44hk3

    تابعونا في الأعداد القادمة بإذن الله تعالى ،،،

    صيد الفوائد


    خليل إبراهيم
    خليل إبراهيم
    صاحب الموقع


    تاريخ الإنضمام : 02/12/2009

    الجنسية : أردني وافتخر

    عدد المشاركات : 9177

    مكسب العضو : 122149

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 118

    العمر : 34

    المزاج : رايق

     سلسلة قََََََصَصُ الأنْبِيَاءِ [آدم عليه السلام - الجزء الخامس]. Empty رد: سلسلة قََََََصَصُ الأنْبِيَاءِ [آدم عليه السلام - الجزء الخامس].

    مُساهمة من طرف خليل إبراهيم 12/12/2011, 10:31

    شكرآآآ لك
    المخلص الموعود
    المخلص الموعود
    المراقب العام
    المراقب العام


    تاريخ الإنضمام : 26/03/2012

    الجنسية : ذكر

    عدد المشاركات : 1045

    مكسب العضو : 2044

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 19

     سلسلة قََََََصَصُ الأنْبِيَاءِ [آدم عليه السلام - الجزء الخامس]. Empty رد: سلسلة قََََََصَصُ الأنْبِيَاءِ [آدم عليه السلام - الجزء الخامس].

    مُساهمة من طرف المخلص الموعود 7/4/2012, 01:51

    مشكووور
    بارك الله فيك
    موضوع ممتاز ننتظر جديدك
    هيرودوت
    هيرودوت
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 10/04/2012

    الجنسية : يمنية

    عدد المشاركات : 878

    مكسب العضو : 1010

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 20

     سلسلة قََََََصَصُ الأنْبِيَاءِ [آدم عليه السلام - الجزء الخامس]. Empty رد: سلسلة قََََََصَصُ الأنْبِيَاءِ [آدم عليه السلام - الجزء الخامس].

    مُساهمة من طرف هيرودوت 12/4/2012, 08:16

    جزاك الله كل خير


    ننتظر جديدك

      الوقت/التاريخ الآن هو 27/11/2024, 05:35