بناء مسجد قباء
قال ابن إسحاق : فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء في بني عمرو بن عوف يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس وأسس مسجده .
ثم أخرجه الله من بين أظهرهم يوم الجمعة . وبنو عمرو بن عوف يزعمون أنه مكث فيهم أكثر من ذلك فالله أعلم أي ذلك كان . فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي ، وادي رانوناء ، فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة .
--------------------------------------------------------------------------------
تأسيس مسجد قباء
فصل وذكر تأسيس مسجد قباء ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسسه لبني عمرو بن عوف ثم انتقل إلى المدينة ، وذكر ابن أبي خيثمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسسه كان هو أول من وضع حجرا في قبلته ثم جاء أبو بكر بحجر فوضعه ثم جاء عمر بحجر فوضعه إلى حجر أبي بكر ثم أخذ الناس في البنيان . في الخطابي عن الشموس بنت النعمان [ بن عامر بن مجمع الأنصارية ] قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم حين بنى مسجد قباء يأتي بالحجر قد صهره إلى بطنه فيضعه فيأتي الرجل يريد أن يقله فلا يستطيع حتى يأمره أن يدعه ويأخذ غيره يقال صهره وأصهره إذا ألصقه بالشيء ومنه اشتقاق الصهر في القرابة وهذا المسجد أول مسجد بني في الإسلام وفي أهله نزلت فيه رجال يحبون أن يتطهروا [ التوبة 108 ] فهو على هذا المسجد الذي أسس على التقوى ، وإن كان قد روى أبو سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى ، فقال هو مسجدي هذا وفي رواية أخرى قال وفي الآخر خير كثير وقد قال لبني عمرو بن عوف حين نزلت لمسجد أسس على التقوى ، ما الطهور الذي أثنى الله به عليكم ؟ فذكروا له الاستنجاء بالماء بعد الاستجمار بالحجر فقال هو ذاكم فعليكموه وليس بين الحديثين تعارض كلاهما أسس على التقوى ، غير أن قوله سبحانه من أول يوم يقتضي مسجد قباء لأن تأسيسه كان في أول يوم من حلول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دار معجزته والبلد الذي هو مهاجره .
التاريخ العربي
وفي قوله سبحانه من أول يوم وقد علم أنه ليس أول الأيام كلها ، ولا أضافه إلى شيء في اللفظ الظاهر [ فتعين أنه أضيف إلى شيء مضمر ] فيه من الفقه صحة ما اتفق عليه الصحابة مع عمر حين شاورهم في التاريخ فاتفق رأيهم أن يكون التاريخ من عام الهجرة لأنه الوقت الذي عز فيه الإسلام والذي أمر فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأسس المساجد . وعبد الله آمنا كما يحب ، فوافق رأيهم هذا ظاهر التنزيل وفهمنا الآن بفعلهم أن قوله سبحانه من أول يوم أن ذلك اليوم هو أول أيام التاريخ الذي يؤرخ به الآن فإن كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذوا هذا من الآية فهو الظن بأفهامهم فهم أعلم الناس بكتاب الله وتأويله وأفهمهم بما في القرآن من إشارات وإفصاح وإن كان ذلك منهم عن رأي واجتهاد فقد علم ذلك منهم قبل أن يكونوا وأشار إلى صحته قبل أن يفعل إذ لا يعقل قول القائل فعلته أول يوم إلا بإضافة إلى عام معلوم أو شهر معلوم أو تاريخ معلوم وليس هاهنا إضافة في المعنى إلا إلى هذا التاريخ المعلوم لعدم القرائن الدالة على غيره من قرينة لفظ أو قرينة حال فتدبره ففيه معتبر لمن اذكر وعلم لمن رأى بعين فؤاده واستبصر والحمد لله .
من ودخولها على الزمان
وليس يحتاج في قوله من أول يوم إلى إضمار كما قرره بعض النحاة من تأسيس أول يوم فرارا من دخول من على الزمان ولو لفظ بالتأسيس لكان معناه من وقت تأسيس أول يوم فإضماره للتأسيس لا يفيد شيئا ، ومن تدخل على الزمان وغيره ففي التنزيل من قبل ومن بعد والقبل والبعد زمان وفي الحديث ما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تطلع الشمس إلى أن تغرب وفي شعر النابغة [ في وصف سيوف ] :
تورثن من أزمان يوم حليمة
إلى اليوم قد جربن كل التجارب
[ تقد السلوقي المضاعف نسجه
ويوقدن بالصفاح نار الحباحب ]
ويوقدن بالصفاح نار الحباحب ] وبين من الداخلة على الزمان وبين منذ فرق بديع قد بيناه في شرح آية الوصية
قال ابن إسحاق : فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء في بني عمرو بن عوف يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس وأسس مسجده .
ثم أخرجه الله من بين أظهرهم يوم الجمعة . وبنو عمرو بن عوف يزعمون أنه مكث فيهم أكثر من ذلك فالله أعلم أي ذلك كان . فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي ، وادي رانوناء ، فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة .
--------------------------------------------------------------------------------
تأسيس مسجد قباء
فصل وذكر تأسيس مسجد قباء ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسسه لبني عمرو بن عوف ثم انتقل إلى المدينة ، وذكر ابن أبي خيثمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسسه كان هو أول من وضع حجرا في قبلته ثم جاء أبو بكر بحجر فوضعه ثم جاء عمر بحجر فوضعه إلى حجر أبي بكر ثم أخذ الناس في البنيان . في الخطابي عن الشموس بنت النعمان [ بن عامر بن مجمع الأنصارية ] قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم حين بنى مسجد قباء يأتي بالحجر قد صهره إلى بطنه فيضعه فيأتي الرجل يريد أن يقله فلا يستطيع حتى يأمره أن يدعه ويأخذ غيره يقال صهره وأصهره إذا ألصقه بالشيء ومنه اشتقاق الصهر في القرابة وهذا المسجد أول مسجد بني في الإسلام وفي أهله نزلت فيه رجال يحبون أن يتطهروا [ التوبة 108 ] فهو على هذا المسجد الذي أسس على التقوى ، وإن كان قد روى أبو سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى ، فقال هو مسجدي هذا وفي رواية أخرى قال وفي الآخر خير كثير وقد قال لبني عمرو بن عوف حين نزلت لمسجد أسس على التقوى ، ما الطهور الذي أثنى الله به عليكم ؟ فذكروا له الاستنجاء بالماء بعد الاستجمار بالحجر فقال هو ذاكم فعليكموه وليس بين الحديثين تعارض كلاهما أسس على التقوى ، غير أن قوله سبحانه من أول يوم يقتضي مسجد قباء لأن تأسيسه كان في أول يوم من حلول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دار معجزته والبلد الذي هو مهاجره .
التاريخ العربي
وفي قوله سبحانه من أول يوم وقد علم أنه ليس أول الأيام كلها ، ولا أضافه إلى شيء في اللفظ الظاهر [ فتعين أنه أضيف إلى شيء مضمر ] فيه من الفقه صحة ما اتفق عليه الصحابة مع عمر حين شاورهم في التاريخ فاتفق رأيهم أن يكون التاريخ من عام الهجرة لأنه الوقت الذي عز فيه الإسلام والذي أمر فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأسس المساجد . وعبد الله آمنا كما يحب ، فوافق رأيهم هذا ظاهر التنزيل وفهمنا الآن بفعلهم أن قوله سبحانه من أول يوم أن ذلك اليوم هو أول أيام التاريخ الذي يؤرخ به الآن فإن كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذوا هذا من الآية فهو الظن بأفهامهم فهم أعلم الناس بكتاب الله وتأويله وأفهمهم بما في القرآن من إشارات وإفصاح وإن كان ذلك منهم عن رأي واجتهاد فقد علم ذلك منهم قبل أن يكونوا وأشار إلى صحته قبل أن يفعل إذ لا يعقل قول القائل فعلته أول يوم إلا بإضافة إلى عام معلوم أو شهر معلوم أو تاريخ معلوم وليس هاهنا إضافة في المعنى إلا إلى هذا التاريخ المعلوم لعدم القرائن الدالة على غيره من قرينة لفظ أو قرينة حال فتدبره ففيه معتبر لمن اذكر وعلم لمن رأى بعين فؤاده واستبصر والحمد لله .
من ودخولها على الزمان
وليس يحتاج في قوله من أول يوم إلى إضمار كما قرره بعض النحاة من تأسيس أول يوم فرارا من دخول من على الزمان ولو لفظ بالتأسيس لكان معناه من وقت تأسيس أول يوم فإضماره للتأسيس لا يفيد شيئا ، ومن تدخل على الزمان وغيره ففي التنزيل من قبل ومن بعد والقبل والبعد زمان وفي الحديث ما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تطلع الشمس إلى أن تغرب وفي شعر النابغة [ في وصف سيوف ] :
تورثن من أزمان يوم حليمة
إلى اليوم قد جربن كل التجارب
[ تقد السلوقي المضاعف نسجه
ويوقدن بالصفاح نار الحباحب ]
ويوقدن بالصفاح نار الحباحب ] وبين من الداخلة على الزمان وبين منذ فرق بديع قد بيناه في شرح آية الوصية