يقول الحق تعالى
((هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )) لقمان الآية 11
في متابعة لآخر المستجدات والاكتشافات العلمية، طالعتنا مؤخرا العديد من المواقع
العلمية الغربية باكتشاف عظيم وعجيب من قلب عالم المحيطات، والأمر يتعلق
باكتشاف نوع غريب من السمك ذا رأس شفاف، وعينان على شكل خوذات خضراء
يتواجدان في قلب هذا الرأس ( انظر الصورة )،
والسمكة المكتشفة يطلق عليها علميا اسم
Macropinna microstoma
المكتشفة مؤخرا
فلقد كان الفريق العلمي المتخصص في اكتشاف هذا العالم – عالم أعماق المحيطات –
Abysses- في متابعة دائمة وشغف علمي كبير لمعرفة المزيد من أسراره،
ومؤخرا قام معهد البحوث المائية في خليج مونتري بكاليفورنيا،
تحت إشراف العالمان والباحثان (B. Robison et K. Reisenbichler)،
باكتشاف المزيد من أسرار هذه النوع من الكائنات، وذلك حين استطاعوا تصوير
هذه السمكة وتتبع طريقة عيشها وكيف تستطيع الرؤية في عمق 700 متر داخل
أعماق المحيطات .
ففصيلة هذا الحيوان كانت قد عرفت لأول مرة سنة 1939، ولكن العلماء كانوا يظنون
لفترة طويلة أن عيني هذه السمكة ثابتتان لا تسمحان لها بالنظر إلا لأعلى،ولا توفر أي
زاوية رؤيا جيدة، ولا سيما أنها تعيش في أعماق المحيطات المظلم، والأدهى من ذلك
كان العلماء يستغربون كيف يمكن لهذه السمكة اصطياد فريستها وطعامها وعيناها بتلك
الطريقة التي لا ترى إلا لأعلى !؟
وفمها صغير الحجم بشكل لا يسمح لها بأي وسيلة أخرى !؟
دامت هذه الحيرة فترة طوية حتى اكتشف الفريق العلمي (B. Robison et K. Reisenbichler )، واستطاع تصوير هذه السمكة الغربية المنتمية إلى
ذلك العالم، فالتصوير كان دقيقا -، سمح لهم بمعرفة واكتشاف أسرار مبهرة في
تكوين هذه السمكة، فلقد اكتشفوا أولا أن لها رأس شفاف
(نوع من القبة الشفافة في الجزء العلوي من الجمجمة )
تستطيع من خلاله الرؤيا، كما أن عيناها لم تكونا ثابتتين كما كان يظن
العلماء، بل متحركان وعلى شكل خوذات خضراء، تستطيع أن تنظر بهم من كل
الجهات
من خلال تلك القبة الشفافة، التي تمتلئ بسائل أخضر غريب وشفاف أيضا !
وكخلاصة:
يعلق العلماء أن هذه السمكة وهذا الاكتشاف يعد ظاهرة من الظواهر العلمية والبيئية
الغريبة والنادرة، فهي من المخلوقات التي استطاعت أن تتكيف مع بيئتها بشكل كبير ومدهش.
ونحن نقول ويستوقفنا قول الحق تعالى في كتابه الكريم- يقول الحق تعالى
((قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى )) طه الآية 50
ويقول الله سبحانه وتعالى
((هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ))لقمان الآية 11
فهذه سمكة زودها الحق تعالى بكل ما تحتاجه من وظائف التي تتلاءم وشكلها ومكان
عيشها، لكي تستطيع التعايش والعيش في قلب تلك المحيطات، والتقاط رزقها، والدود
عن نفسها في ساحة البقاء وباقي المخلوقات .
فهذا خلق الله العظيم، الخالق و المدبر كل شيء، الله جل حلاله، فلله الكبرياء وله
مراجع الأمور في الخلق والحياة والموت والقيامة والرجوع .
يقول الشاعر العباسي أبو العتاهية:
فيا عجباً كيف يعصى الإله .... أم كيف يجحده الجاحدُ
وفي كل شيء له آية ....... تدل على أنه واحد!
والحمد لله تعالى