بعد ثلاثة أيام فقط من إيمان حمزة رضي الله عنه آمن عظيمٌ آخر، هذا المؤمن الجديد يكون سيفًا من سيوف الله المسلولة على الكفر وأعوانه، إنه الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وإن قصة إسلامه لأعجب من قصة إسلام حمزة رضي الله عنهما، فقد كان حمزة رضي الله عنه خلال السنوات الست التي سبقت إسلامه سلبيًّا بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبالنسبة للمؤمنين، فلم يكن معهم، ولا معارضًا لهم.
وإزاء الأحداث والمستجدات الأخيرة التي ظهرت على ساحة مكة كان عمر بن الخطاب يعيش صراعًا نفسيًّا حادًّا، فهو بين كونه زعيمًا قائدًا في مكة، وبين كونه تابعًا لهذا الدين الجديد، يُحدِّثه قلبه بأن هؤلاء الناس قد يكونون على صواب؛ لثباتهم الشديد فيما يتعرضون له، فهم يقرءون كلامًا غريبًا لم تسمعه قريش من قبل، إضافةً إلى أن (رئيسهم) الرسول صلى الله عليه وسلم قد عُرف بتاريخه المشرف في الصدق والأمانة. ويحدثه عقله بمكانته القرشية الرفيعة، فهو قائد من قوادها، والإسلام لا يفرق بين سيد وعبد، فذلك الدين قسّم مكة إلى نصفين؛ نصفٍ يؤمن به ونصف يحاربه. ومنذ ست سنوات ومكة في متاعب ومشكلات، ومناظرات ومحاورات، وفي لحظة عصيبة من هذا الصراع الداخلي انتصر عقله في النهاية، وبعدما شعر بكراهية شديدة للرسول صلى لله عليه وسلم الذي وضعه في مثل هذا الصراع النفسي الرهيب، قرر أن يقوم بما فكر فيه كثير من مشركي قريش قبل ذلك، لكنهم لم يفلحوا فيه، قرر أن يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكان قد دفعه إلى أخذ هذا القرار أيضًا ما حدث قبل يومين من إهانة شديدة لأبي جهل في مكة على يدِ عمِّ رسول الله صلى الله عليه ولسلم حمزة رضي لله عنه الذي أضحى مسلمًا، وكانت حرارة هذا الدافع نابعة من أن أبا جهل خال عمر بن الخطاب؛ لذا كان ردُّ الاعتبار والقضاء على هؤلاء مقدَّمًا عند عمر بن الخطاب.
وكانت من أعظم لحظات البشرية على الإطلاق، لحظة تحوَّل فيها من الشرك إلى فاروق فرَّق الله به بين الحق والباطل. وحين سُمِعَ عمر وهو يقول: ما أحسن هذا الكلام! ما أجمله! بشَّره خباب رضي الله عنه قائلاً: "يا عمر، والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه؛ فإني سمعته أمس وهو يقول: اللهم أيِّد الإسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب". بعد هذه القوة الجديدة التي وصلت لها الدعوة، حاولت قريش إغراء النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن محاولاتها باءت بالفشل، فبدأت بحصار ومقاطعة المؤمنين في شِعْب أبي طالب مدة ثلاث سنوات، حتى رفضها رجال من قريش على رأسهم هشام بن عمرو، فخرج المؤمنون أكثر قوةً وعزمًا.
وإزاء الأحداث والمستجدات الأخيرة التي ظهرت على ساحة مكة كان عمر بن الخطاب يعيش صراعًا نفسيًّا حادًّا، فهو بين كونه زعيمًا قائدًا في مكة، وبين كونه تابعًا لهذا الدين الجديد، يُحدِّثه قلبه بأن هؤلاء الناس قد يكونون على صواب؛ لثباتهم الشديد فيما يتعرضون له، فهم يقرءون كلامًا غريبًا لم تسمعه قريش من قبل، إضافةً إلى أن (رئيسهم) الرسول صلى الله عليه وسلم قد عُرف بتاريخه المشرف في الصدق والأمانة. ويحدثه عقله بمكانته القرشية الرفيعة، فهو قائد من قوادها، والإسلام لا يفرق بين سيد وعبد، فذلك الدين قسّم مكة إلى نصفين؛ نصفٍ يؤمن به ونصف يحاربه. ومنذ ست سنوات ومكة في متاعب ومشكلات، ومناظرات ومحاورات، وفي لحظة عصيبة من هذا الصراع الداخلي انتصر عقله في النهاية، وبعدما شعر بكراهية شديدة للرسول صلى لله عليه وسلم الذي وضعه في مثل هذا الصراع النفسي الرهيب، قرر أن يقوم بما فكر فيه كثير من مشركي قريش قبل ذلك، لكنهم لم يفلحوا فيه، قرر أن يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكان قد دفعه إلى أخذ هذا القرار أيضًا ما حدث قبل يومين من إهانة شديدة لأبي جهل في مكة على يدِ عمِّ رسول الله صلى الله عليه ولسلم حمزة رضي لله عنه الذي أضحى مسلمًا، وكانت حرارة هذا الدافع نابعة من أن أبا جهل خال عمر بن الخطاب؛ لذا كان ردُّ الاعتبار والقضاء على هؤلاء مقدَّمًا عند عمر بن الخطاب.
وكانت من أعظم لحظات البشرية على الإطلاق، لحظة تحوَّل فيها من الشرك إلى فاروق فرَّق الله به بين الحق والباطل. وحين سُمِعَ عمر وهو يقول: ما أحسن هذا الكلام! ما أجمله! بشَّره خباب رضي الله عنه قائلاً: "يا عمر، والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه؛ فإني سمعته أمس وهو يقول: اللهم أيِّد الإسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب". بعد هذه القوة الجديدة التي وصلت لها الدعوة، حاولت قريش إغراء النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن محاولاتها باءت بالفشل، فبدأت بحصار ومقاطعة المؤمنين في شِعْب أبي طالب مدة ثلاث سنوات، حتى رفضها رجال من قريش على رأسهم هشام بن عمرو، فخرج المؤمنون أكثر قوةً وعزمًا.