المقال من اختيار الدكتور عماد احمد فتحي
أعلنت منظمة الصحة العالمية عن عزمها وضع أول تصنيف للطب "الشعبي"، من خلال إنشاء قاعدة بيانات للتعريف بهذا النوع من الممارسات الطبية، بما يمهد الطريق إلى إجراء تقييم "موضوعي" لفوائده، باعتبار أنه يمثل أحد أهم مصادر الرعاية الصحية في العديد من الدول.
وأقرت المدير العام المساعد المسؤول عن "دائرة الابتكار والمعلومات والبيانات والبحوث"، بالمنظمة الدولية، ماري بول كييني، بأن الكثير من الناس يلجأون إلى الطب الشعبي، وقالت، في هذا الصدد: "إننا نسلّم بأن الناس يلجأون إلى الطب التقليدي (الشعبي) على نطاق واسع." وأضافت في بيان نشر على الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية، أن "ذلك الطب يمثل بالنسبة لكثير من الناس، لاسيما في مناطق غرب المحيط الهادئ، وجنوب شرق آسيا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية، المصدر الأول للرعاية الصحية."
وتابعت: "كما يُلاحظ، في بقية مناطق العالم، وبخاصة أوروبا وأمريكا الشمالية، تزايد استعمال الأدوية العشبية، والوخز بالإبر، وغير ذلك من الممارسات الطبية التقليدية"، إلا أنها أوضحت أن "أدوات التصنيف والأدوات الاصطلاحية الخاصة بالطب التقليدي كانت منعدمة حتى الآن."
ومن المقرر أن يشتمل التصنيف الدولي للطب التقليدي على "نظام إلكتروني تفاعلي"، يمكّن المستخدمين من جميع البلدان من توثيق المصطلحات والمفاهيم المُستخدمة في هذا النوع من الطب الشعبي، الذي ما زال يواصل انتشاره في كثير من دول العالم.
وأضافت كييني قائلة: "لقد وضعت عدة بلدان معايير وطنية لتصنيف الطب الشعبي، ولكن لا يوجد أيّ نظام دولي يمكّن من توحيد البيانات لاستخدامها لأغراض سريرية ووبائية وإحصائية، وهناك حاجة إلى تلك المعلومات لتمكين الأطباء والباحثين وراسمي السياسات من العمل، بطريقة شاملة."
وبحسب بيان الصحة العالمية، فإن عملية التصنيف، ستركز أولاً على ممارسات الطب الشعبي التي تُتبع في كل من الصين واليابان وكوريا الجنوبية، والتي تطوّرت وانتشرت في جميع أنحاء العالم.
وتُعرف المنظمة "الطب الشعبي"، بأنه المعارف والمهارات والممارسات القائمة على النظريات والمعتقدات والخبرات الأصيلة، التي تمتلكها مختلف الثقافات، والتي تُستخدم للحفاظ على الصحة، والوقاية من الأمراض الجسدية والنفسية، أو تشخيصها، أو علاجها، أو تحسين أحوال المصابين بها.
ويشمل الطب الشعبي طائفة واسعة من المعالجات والممارسات، التي قد تختلف باختلاف البلدان والمناطق، ويُشار إلى هذا الطب، في بعض البلدان، بمصطلح "الطب البديل"، أو "الطب التكميلي."
والطب الشعبي معروف منذ آلاف السنين، وأسهم ممارسوه بقسط وافر في تحسين الصحة البشرية، ولاسيما مقدمو خدمات الرعاية الأوّلية على الصعيد المجتمعي.
يذكر أنّ هذا الطب احتفظ بشعبيته في جميع أنحاء العالم، وتشهد كثير من البلدان المتقدمة، إضافة إلى البلدان النامية، زيادة في نسبة تعاطيه منذ تسعينيات القرن الماضي.