في عهد عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ كثرت الحاجات وتتعدد الأحداث والوقائع فتنادى نفر من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لاتخاذ حدثٍ ما كبداية يؤرخون منها . وأقترح بعضهم عام الهجرة النبوية مستندا لقول الله تعالى { لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ } [التوبة:108] .
الآية تتكلم عن مسجد قباء الذي بني في أول أيام الهجرة ، والشاهد أن الله سمى مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرا أولَ يوم . فقالوا إذا هو أول يوم لنا في تأريخنا . ومن هنا جعلوه بداية للتاريخ الإسلامي .
وحين أرادوا ـ رضوان الله عليهم ـ في مجلسهم هذا تحديد بداية العام ، تكلم عليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ وقال الحج آخر أركان الإسلام وهو في شهر الله ذي الحجة فكما أن الحج تمام الأركان فليكن ذي الحجة تمام شهور السنة ونبدأ بعهده العام الجديد ، فاستحسن ذلك عمر والحضور واصطلحوا ـ رضوان الله عليهم ـ على بداية العام من شهر المحرم .
أما هجرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلم تكن في المحرم بل كانت في ربيع الأول على الأرجح .
فهو ليس بعيدٍ لنا إذا . ولا يُذَكِرُ بهجرة نبينا إذا . ولم يعهد في عهد الصحابة والتابعين وتابعيهم بل الأمر كله مجرد ضبط للتاريخ ليس إلا .
عام جديد ماذا يعني ؟
إن الأيام تتكلم وتنادي على السائرين لربهم : يوم جديد وعلى عملك شهيد فماذا قدمت فيه ليوم الوعيد .
عام جيد ينادي على أصحاب الستين ما عاد في العمر بقية فاستعدوا للرحيل ، وينادي على أصحاب الثلاثين : طعن الشباب في مقتل وأقبل المشيب ولا مهرب ، وينادي الشباب اغتنم شبابك قبل هرمك فلا تدري عله لا يدركك عام جديد .
في بداية العام الجديد
يحتفل بعضهم ، ويتوجهون لبعضهم بالتهاني وهذا ليس من شرعنا ، فغاية ما في شرعنا أن التهنئة في يومي العيد ( الفطر والأضحى ) مشروعة ، أو مباحة لمن شاء ، وتكلم أحمد بن حنبل بأنه لا يبتدئ أحد في العيد بتهنئة وإنما يرد عليه إن بدأه . هذا في أيام العيدين . ولم يرد شيء عنهم في بداية العام الهجري الجديد . ثم لفظ التهنئة ـ إن قيل بإباحته ـ فهو دعوة بأن يتقبل الله منا ومنهم ( تقبل الله منا ومنكم ) . لا بما شيع اليوم من صيغ منقولة عن أهل الكفر والإلحاد .
في بداية العام الجديد
يحلو لبعضهم الحديث عن هجرة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصبره ومصابرته في الدعوة إلى الله وحال أصحابه وقد خرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله ، وحال الأنصار وقد تبوءوا الدار والإيمان وأحبوا من هاجر إليهم وآثروهم على أنفسهم وقد كانت بهم خصاصة ونصروا الله ورسوله . وهو كلام طيب إلا أنه يحتاج لتكميل . . نريد معالجة الواقع باستغلال الحدث ، فما حفظ الله لنا تاريخ هؤلاء لنحكيه بل لنسير على دربهم حتى نلتقي بهم في جنات ونهر في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر .
لم تنقطع الهجرة بعد ، فالرحيل من أرض السوء ومن جيرة السوء مازال مطلبا شرعيا ، وليست الهجرة هجرة بالبدن فقط بل هجرة بالقلوب ، فترحل من مستنقع الشهوات الآسن وظلام الشبهات البهيم إلى نور الحق الوضيء ، فتتعرف على ربها الذي خلقها وصورها ورزقها وأحياها ويميتها ثم يبعثها ويحاسبها وإلى جنة أو نار يسوقها . وهي اليوم في وقتٍ اشتد فيه أهل الباطل أشد مطلبا . فأين المشمرون ؟ أين المهاجرون إلى ربهم ؟ أين من يستشعر ظلام المعصية وطمأنينة الطاعة ؟ أين السائرون إلى ربهم ؟
اللهم اجعلنا وإياكم منهم .
الآية تتكلم عن مسجد قباء الذي بني في أول أيام الهجرة ، والشاهد أن الله سمى مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرا أولَ يوم . فقالوا إذا هو أول يوم لنا في تأريخنا . ومن هنا جعلوه بداية للتاريخ الإسلامي .
وحين أرادوا ـ رضوان الله عليهم ـ في مجلسهم هذا تحديد بداية العام ، تكلم عليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ وقال الحج آخر أركان الإسلام وهو في شهر الله ذي الحجة فكما أن الحج تمام الأركان فليكن ذي الحجة تمام شهور السنة ونبدأ بعهده العام الجديد ، فاستحسن ذلك عمر والحضور واصطلحوا ـ رضوان الله عليهم ـ على بداية العام من شهر المحرم .
أما هجرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلم تكن في المحرم بل كانت في ربيع الأول على الأرجح .
فهو ليس بعيدٍ لنا إذا . ولا يُذَكِرُ بهجرة نبينا إذا . ولم يعهد في عهد الصحابة والتابعين وتابعيهم بل الأمر كله مجرد ضبط للتاريخ ليس إلا .
عام جديد ماذا يعني ؟
إن الأيام تتكلم وتنادي على السائرين لربهم : يوم جديد وعلى عملك شهيد فماذا قدمت فيه ليوم الوعيد .
عام جيد ينادي على أصحاب الستين ما عاد في العمر بقية فاستعدوا للرحيل ، وينادي على أصحاب الثلاثين : طعن الشباب في مقتل وأقبل المشيب ولا مهرب ، وينادي الشباب اغتنم شبابك قبل هرمك فلا تدري عله لا يدركك عام جديد .
في بداية العام الجديد
يحتفل بعضهم ، ويتوجهون لبعضهم بالتهاني وهذا ليس من شرعنا ، فغاية ما في شرعنا أن التهنئة في يومي العيد ( الفطر والأضحى ) مشروعة ، أو مباحة لمن شاء ، وتكلم أحمد بن حنبل بأنه لا يبتدئ أحد في العيد بتهنئة وإنما يرد عليه إن بدأه . هذا في أيام العيدين . ولم يرد شيء عنهم في بداية العام الهجري الجديد . ثم لفظ التهنئة ـ إن قيل بإباحته ـ فهو دعوة بأن يتقبل الله منا ومنهم ( تقبل الله منا ومنكم ) . لا بما شيع اليوم من صيغ منقولة عن أهل الكفر والإلحاد .
في بداية العام الجديد
يحلو لبعضهم الحديث عن هجرة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصبره ومصابرته في الدعوة إلى الله وحال أصحابه وقد خرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله ، وحال الأنصار وقد تبوءوا الدار والإيمان وأحبوا من هاجر إليهم وآثروهم على أنفسهم وقد كانت بهم خصاصة ونصروا الله ورسوله . وهو كلام طيب إلا أنه يحتاج لتكميل . . نريد معالجة الواقع باستغلال الحدث ، فما حفظ الله لنا تاريخ هؤلاء لنحكيه بل لنسير على دربهم حتى نلتقي بهم في جنات ونهر في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر .
لم تنقطع الهجرة بعد ، فالرحيل من أرض السوء ومن جيرة السوء مازال مطلبا شرعيا ، وليست الهجرة هجرة بالبدن فقط بل هجرة بالقلوب ، فترحل من مستنقع الشهوات الآسن وظلام الشبهات البهيم إلى نور الحق الوضيء ، فتتعرف على ربها الذي خلقها وصورها ورزقها وأحياها ويميتها ثم يبعثها ويحاسبها وإلى جنة أو نار يسوقها . وهي اليوم في وقتٍ اشتد فيه أهل الباطل أشد مطلبا . فأين المشمرون ؟ أين المهاجرون إلى ربهم ؟ أين من يستشعر ظلام المعصية وطمأنينة الطاعة ؟ أين السائرون إلى ربهم ؟
اللهم اجعلنا وإياكم منهم .