بقلم الأستاذ محمد الأمين
اللغة العربية هي اللسان الجامع لأمةٍ عربيةٍ، تعد من أغنى أمم الأرض حضارةً وثقافةً وعدداً، وهي اللغة الثقافية لأمم عديدةٍ متعرِّبةٍ، كما هي اللغة الدينية لأمةٍ إسلاميةٍ، تزيد على المليار..
اللغة العربية هي اللسان الجامع لأمةٍ عربيةٍ، تعد من أغنى أمم الأرض حضارةً وثقافةً وعدداً، وهي اللغة الثقافية لأمم عديدةٍ متعرِّبةٍ، كما هي اللغة الدينية لأمةٍ إسلاميةٍ، تزيد على المليار من البشر. أما وسائل الإعلام فلا يخفى أنها في عصرنا الراهن تعد من أهم مظاهر الحضارة الإنسانية، وهي التي تصنع الرأي العام وتشكله، في جميع أنحاء العالم، حتى استحقت لقب "السلطة الرابعة". واستشهد في هذا الإطار بقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
لكل زمــانٍ مضى آيـــةٌ وآية هذا الزمان الصحــفْ
لسانُ البلاد ونبــضُ العبـادِ وكهفُ الحقوقِ وحربُ الجنَفْ
تسيرُ مسيرَ الضحى في البلادِ إذا العلمُ مــزَّق فيها السُّدُفْ
وبناء على ذلك فاللغة تعتبر متأثرةً بالإعلام كأشد ما يكون التأثير؛ لأنها هي القالَب الذي يصب فيه الصحافي أو الكاتب خبره أو فكرته، وقد صار الإعلام هو الذي يصنع اللغة، ويحدد الأذواق، ويجدد الأساليب، ويضخ في شرايين اللغة العربية في كل لحظة، أعداداً هائلة من الألفاظ والتراكيب والمعاني المستحدثة، التي قد تعجز مجامع اللغة عن ملاحقتها، فصار التطبيق سابقاً على التنظير؛ وذلك ما يستدعي التوقف عند هذه اللغة الإعلامية المتجددة، ومراجعتها باستمرار، نقداً وتمحيصاً، كما هو حال "النقد" مع "الإبداع".
وإلى جانب وسائل الإعلام تساهم المؤسسات التعليمية في صناعة اللغة وتشكيلها، ولكن دور وسائل الإعلام أهم، لأنها موجهة إلى المتعلمين وغير المتعلمين، بخلاف سابقتها.
إن هذا التجدد المتسارع في اللغة على أيدي أصحاب السلطة الرابعة، لم يكن بمعزل عن الرصد والمتابعة من طرف أهل اللغة المختصين، فلقد انطلقت حركة النقد اللغوي منذ بداية عصر الصحافة، بدأت من لبنان مع إبراهيم اليازجي، ثم اتسعت وتطورت، لتنتج ثلاث مدارس في النقد اللغوي؛ منها المتشدد لحد التزمت، الذي لا يقبل بأي تجديد في الأساليب أو تحوير في معاني الألفاظ، وكأن اللغة كائن جامد لا حياة به ولا حراك، ومنها المتساهل لحد الفوضى، الذي يسوغ كل استعمال دخيل، ويتمحَّل له التخريجات، بحجة التطور اللغوي، حتى لتكاد اللغة تتحول إلى لغة أخرى، ومنها الفريق الأكثر الوسطي، الذي يرى ضرورة التطور والتجديد، في المعاني، وفي الاصطلاحات المتجددة، التي لا يوجد ما يعبر عنها كما يجب، ولكن مع الالتزام بقواعد اللغة، وتغليب الأساليب العربية ما أمكن.
إن وسائل الإعلام الحديثة، يحسب لها الفضل الكبير، في إحياء اللغة الفصحى أو الفصيحة على الأقل، وتداولها بين عامة الناس، بعدما كانت مهددة بدعوات بغيضة، تريد الكتابة بالعاميات، من أجل ترسيخ الهوة بين أقطار الأمة. فتمكنت وسائل الإعلام من التقريب بين الشعوب العربية، وتوحيد اللغة إلى حد كبير.
وفي جانب السلبيات التي ينبغي القضاء عليها: يرصد المتابعون شيوع الأخطاء اللغوية، وسهولة الانجراف نحو العامية، ومزجها بالفصحى، وشيوع الاستعمال للألفاظ الأجنبية والمعاني الأجنبية عن طريق الترجمة الحرفية، من غير ضرورة ملحة.
وهي سلبيات لا يمكن القضاء عليها إلا بالاهتمام بتكوين المحررين الصحفيين، تكويناً لغوياًّ كافياً.
ولذلك لا بد من الآتي حتى تتحسن علاقتنا بلغتنا لغة القرآن:
- ربط الصلة الوثيقة بين وسائل الإعلام، والمجامع اللغوية، وجمعيات حماية اللغة العربية، وتكاتف جهود الجميع من أجل تطوير اللغة، تطويرا سليماً، بعيداً عن الجمود وعن الفوضى.
- الإعلاء من شأن اللغة العربية في وسائل الإعلام، باعتبارها محدداً للهوية، ووسيلة للإبداع ورافداً للحضارة العربية، وزرع الاعتزاز بها في نفوس القراء والمتلقين.
- إقامة دورات تدريبية دائمة للمحررين في وسائل الإعلام، تبصرهم بالأساليب العربية القويمة، وتنبههم حول الأخطاء الشائعة، وبدائلها الصحيحة.
اللغة العربية هي اللسان الجامع لأمةٍ عربيةٍ، تعد من أغنى أمم الأرض حضارةً وثقافةً وعدداً، وهي اللغة الثقافية لأمم عديدةٍ متعرِّبةٍ، كما هي اللغة الدينية لأمةٍ إسلاميةٍ، تزيد على المليار..
اللغة العربية هي اللسان الجامع لأمةٍ عربيةٍ، تعد من أغنى أمم الأرض حضارةً وثقافةً وعدداً، وهي اللغة الثقافية لأمم عديدةٍ متعرِّبةٍ، كما هي اللغة الدينية لأمةٍ إسلاميةٍ، تزيد على المليار من البشر. أما وسائل الإعلام فلا يخفى أنها في عصرنا الراهن تعد من أهم مظاهر الحضارة الإنسانية، وهي التي تصنع الرأي العام وتشكله، في جميع أنحاء العالم، حتى استحقت لقب "السلطة الرابعة". واستشهد في هذا الإطار بقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
لكل زمــانٍ مضى آيـــةٌ وآية هذا الزمان الصحــفْ
لسانُ البلاد ونبــضُ العبـادِ وكهفُ الحقوقِ وحربُ الجنَفْ
تسيرُ مسيرَ الضحى في البلادِ إذا العلمُ مــزَّق فيها السُّدُفْ
وبناء على ذلك فاللغة تعتبر متأثرةً بالإعلام كأشد ما يكون التأثير؛ لأنها هي القالَب الذي يصب فيه الصحافي أو الكاتب خبره أو فكرته، وقد صار الإعلام هو الذي يصنع اللغة، ويحدد الأذواق، ويجدد الأساليب، ويضخ في شرايين اللغة العربية في كل لحظة، أعداداً هائلة من الألفاظ والتراكيب والمعاني المستحدثة، التي قد تعجز مجامع اللغة عن ملاحقتها، فصار التطبيق سابقاً على التنظير؛ وذلك ما يستدعي التوقف عند هذه اللغة الإعلامية المتجددة، ومراجعتها باستمرار، نقداً وتمحيصاً، كما هو حال "النقد" مع "الإبداع".
وإلى جانب وسائل الإعلام تساهم المؤسسات التعليمية في صناعة اللغة وتشكيلها، ولكن دور وسائل الإعلام أهم، لأنها موجهة إلى المتعلمين وغير المتعلمين، بخلاف سابقتها.
إن هذا التجدد المتسارع في اللغة على أيدي أصحاب السلطة الرابعة، لم يكن بمعزل عن الرصد والمتابعة من طرف أهل اللغة المختصين، فلقد انطلقت حركة النقد اللغوي منذ بداية عصر الصحافة، بدأت من لبنان مع إبراهيم اليازجي، ثم اتسعت وتطورت، لتنتج ثلاث مدارس في النقد اللغوي؛ منها المتشدد لحد التزمت، الذي لا يقبل بأي تجديد في الأساليب أو تحوير في معاني الألفاظ، وكأن اللغة كائن جامد لا حياة به ولا حراك، ومنها المتساهل لحد الفوضى، الذي يسوغ كل استعمال دخيل، ويتمحَّل له التخريجات، بحجة التطور اللغوي، حتى لتكاد اللغة تتحول إلى لغة أخرى، ومنها الفريق الأكثر الوسطي، الذي يرى ضرورة التطور والتجديد، في المعاني، وفي الاصطلاحات المتجددة، التي لا يوجد ما يعبر عنها كما يجب، ولكن مع الالتزام بقواعد اللغة، وتغليب الأساليب العربية ما أمكن.
إن وسائل الإعلام الحديثة، يحسب لها الفضل الكبير، في إحياء اللغة الفصحى أو الفصيحة على الأقل، وتداولها بين عامة الناس، بعدما كانت مهددة بدعوات بغيضة، تريد الكتابة بالعاميات، من أجل ترسيخ الهوة بين أقطار الأمة. فتمكنت وسائل الإعلام من التقريب بين الشعوب العربية، وتوحيد اللغة إلى حد كبير.
وفي جانب السلبيات التي ينبغي القضاء عليها: يرصد المتابعون شيوع الأخطاء اللغوية، وسهولة الانجراف نحو العامية، ومزجها بالفصحى، وشيوع الاستعمال للألفاظ الأجنبية والمعاني الأجنبية عن طريق الترجمة الحرفية، من غير ضرورة ملحة.
وهي سلبيات لا يمكن القضاء عليها إلا بالاهتمام بتكوين المحررين الصحفيين، تكويناً لغوياًّ كافياً.
ولذلك لا بد من الآتي حتى تتحسن علاقتنا بلغتنا لغة القرآن:
- ربط الصلة الوثيقة بين وسائل الإعلام، والمجامع اللغوية، وجمعيات حماية اللغة العربية، وتكاتف جهود الجميع من أجل تطوير اللغة، تطويرا سليماً، بعيداً عن الجمود وعن الفوضى.
- الإعلاء من شأن اللغة العربية في وسائل الإعلام، باعتبارها محدداً للهوية، ووسيلة للإبداع ورافداً للحضارة العربية، وزرع الاعتزاز بها في نفوس القراء والمتلقين.
- إقامة دورات تدريبية دائمة للمحررين في وسائل الإعلام، تبصرهم بالأساليب العربية القويمة، وتنبههم حول الأخطاء الشائعة، وبدائلها الصحيحة.