قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لولا أن أشقّ على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)) (البخاري ومسلم).
يُطلق السواك على العود نفسه، كما يُطلق على الفعل وهو الاستياك أي: دلك الأسنان بذلك العود، وعود السواك يؤخذ من شجر الأراك الذي ينمو في الحجاز.
يُستحب السواك في جميع الأوقات، إلا أن هناك أوقات يتأكد فيها السواك وهي: عند الوضوء، وعند الصلاة، وعند قراءة القرآن، وعند تغيّر رائحة الفم، وعند الاستيقاظ من النوم.
إذن السواك مشروع في الإسلام، وهو سنة مؤكدةٌ في أوقات محددة من اليوم، ولكن ما هي النظرة الطبية إلى السواك؟.
(1) يفيد السواك بتنظيف ما يعلق على الأسنان وما يعلق بينها من فضلات الطعام وبقاياه، وخاصة بقايا المواد السكرية، وإزالة هذه البقايا يقي من نخر الأسنان وتسوسها، هذه الآلية في تنظيف الأسنان هي آلية ميكانيكية، وحتى تحصل لا يكفي استخدام السواك لعدة حركات وإنما نحتاج للتنظيف لمدة لا تقل عن ثلاث دقائق، كما إنّ هناك طريقة في تنظيف الأسنان وهي الاتجاه من اللثة إلى الأسنان ، والعكس ليس صحيحا، لأنّ فعل العكس يساهم في إدخال فضلات الطعام بين اللثة وجذور الأسنان.
إنّ بقايا الطعام، وخاصة المواد السكرية يؤدّي مع الأيام إلى عفونتها وتخمرها، وهذا يؤدّي إلى التهابات اللثة، وإلى إصابة الأسنان بالنخر. والوقاية من نخر الأسنان مسألةٌ مهمّة، لأنّ تنخر الأسنان هو أكثر الأمراض شيوعاً بين أمراض الأسنان.
(2) يحتوي السواك على مادة الفلور، ومادة الفلور هذه مادة معقمة، تماماً كما هي مادة الكلور، والمعروف أنَّ ملح الطعام معقّمٌ لاحتوائه على الكلور، ومادة الفلور الموجودة في عود السواك تقي الأسنان من النخر و التسوّس، ومن هنا قامت الشركات بإنتاج معجون الأسنان الذي يحتوي على الفلور، ويحقق نفس الفائدة الموجودة في السواك.
وأمام الكم الهائل من معاجين الأسنان ودعاياتها أقول: لا فضل لمعجون على آخر إلا باحتوائه على مادة الفلور، فكل معجون يحتوي على مادة الفلور صالح للاستعمال في تنظيف الأسنان، وبقية المعجون ما هو إلا مادة تسهل حركة السواك.
(3) يحتوي السواك على زيوت عطرية، مما يُكسب الفم رائحة عطرية مميزة لدى استخدام السواك، والحقيقة أنّ رائحة السواك ونكهته مقبولة، وهذا يساعد على استخدامه.
(4) يحتوي السواك على مواد مزيلة للون الأصفر الذي يصيب الأسنان، وبالتالي فاستعمال السواك يُعطي الأسنان لوناً أبيضاً ناصعاً، وهذه ناحية جمالية.
(5) يحتوي السواك على مواد قابضة للّـثة مما يجعل اللثة قوية، ويمنع حدوث النزف منها.
(6) يحتوي السواك على مواد تقوي الهضم، وتدر البول.
(7) استخدام السواك يدر اللعاب، ويحسن الصوت.
ملاحظات لا بدّ منها:
* هناك فائدة حركية في استخدام السواك، وهي أنّ استخدام السواك أسهل من استخدام المعجون والفرشاة فحجمه صغير يوضع في الجيب وهذا يمكّن من استخدامه في أيّ وقت شاء الإنسان، وفي أي مكان.
* إنّ استخدام السواك الذي يحقق هذه الفوائد ليس الاستخدام لمرةٍ أو مرات، وإنما الاستخدام الطويل الأمد، وهذا واضح من التشريع النبوي الذي قال: (عند كلّ صلاة) وفي رواية (عند كلّ وضوء) أي: عشر مرات في اليوم على الأقل، كما إنّ المدّة شيء مهم أيضاً، أي: لمدة لا تقل عن ثلاث دقائق، والكيفية أيضاً مهمة، وذلك بتنظيف سائر الأسنان، ومن كلّ الجهات الأمامية والخلفية، وما بين الأسنان.
* إنّ السنة لا تحصل بأيّ عودٍ آخر غير عود الأراك، وذلك للفوائد الحاصلة من استعمال عود الأراك والغير موجودة في عيدان بقية الأشجار، فإن لم يوجد عود الأراك فالضرورات تبيح المحظورات.
* إنّ المبالغة في استعمال السواك لساعات ربما أذهب طلاوة الأسنان وصقالتها، وأحدث فيها الحت والتفتت، ولذلك ينبغي استخدام السواك باعتدال.
* عندما شرع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم السواك لم يكن هناك مخابر، ولا تحليل مخبري، وهذا الذي نقوله الآن قائم على الدراسة والتحليل، فمن أين للرسول الكريم هذا السبق التاريخي بقرون؟. إنّ هذا يؤكّد لنا أنّ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كما وصفه القرآن: )وما ينطق عن الهوى( (النجم:3)، وأنّ تشريع السواك ما هو إلا إعجاز طبي. والله أعلم.
للأمانة منقول للفائدة